الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تمطط الكون

سعود سالم
كاتب وفنان تشكيلي

(Saoud Salem)

2021 / 2 / 28
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


أكتشف العالم الأمريكي إدوين هبل ظاهرة كونية غريبة وهي أن الكون يتمطط والمجرات والأجرام السماوية تبتعد عن بعضها البعض في حركة مستمرة. في عام ١٩٢٩، إدوين هبل Edwin Hubble وبالتعاون مع ميلتون هوماسون Milton Humason ، أكتشف بفضل التحليل الطيفي، العلاقة بين المسافة بين المجرات وسرعة إبتعادها عن بعضها البعض، في أصل مفهوم توسع الكون The expansion of the universe. أخذ قانون هبل - لوميتر Hubble-Lemaître اسمه من عالم الفلك الأمريكي إدوين هابل الذي نشره عام ١٩٢٩ وكذلك من الفيزيائي البلجيكي Georges Lemaître الذي أكتشف ظاهرة توسع الكون قبل هبل، غير أنه لم يعترف بإكتشافه إلا فيما بعد. وكان أول دليل على توسع الكون، وهي ظاهرة عامة تنبأت بها نظرية النسبية العامة لآنشتاين، والانفجار العظيم، النموذج الكوني الأكثر طبيعية.
أدى هذا الإكتشاف ليس إلى التساؤل لماذا تهرب النجوم والمجرات وتبتعد عن بعضها البعض، وإنما إلى إستنتاج منطقي بسيط، وهو أن إبتعاد النجوم والمجرات عن بعضها البعض دليل على أنها في الماضي البعيد والبعيد جدا كان الكون أكثر كثافة وأكثر حرارة مما هو عليه اليوم. وربما في فترة أكثر بعدا، كانت كل هذه الأجسام والنجوم والكواكب والمجرات متجمعة في نقطة واحدة ومتركزة في ذرة واحدة يتيمة، ذرة واحدة ذات حرارة وكثافة لا سبيل للإمكانيات البشرية الحالية لتخيلها أو حسابها، فهي تقترب من الحرارة والكثافة المطلقة أو اللانهائية.
قبل نحو 13.7 مليار سنة من اليوم وقع ما نسميه بالـ "انفجار" الكبير أو العظيم (لعدم وجود كلمة أفضل) استمر مدة متناهية الصغر، حيث انبثق الكون، مُطلقًا كمية هائلة من المادة والطاقة. هذا هو ما يسمى بـ Big Bang. من تلك اللحظة فصاعدًا، بدأ الكون ينمو والفضاء يتمطط ويتحول ويتطور. لكن أصل الكون ليس الانفجار العظيم، لأنه لكي يحدث هذا الانفجار لابد من وجود للطاقة تسبقه. ولا يزال أصل هذه الطاقة وطبيعتها غير معروف للمجتمع العلمي، ليصبح تحديًا مهمًا لعلماء الكونيات. إن الانفجار العظيم نموذج للحظات الأولى من الكون، لكن ليس للحظة الصفر، لحظة الصفر لا تساوي الصفر تمامًا. تمت تسمية هذه اللحظة التي حدث فيها الإنفجارعلى اسم الفيزيائي الألماني ماكس بلانك Max Planck، الحائز على جائزة نوبل عام ١٩١٨، ويتوافق توقيتها مع 10 قوة -44 ثانية بعد الانفجار العظيم. قبل هذه اللحظة، تصطدم المعرفة بالحائط المعروف باسم جدار بلانك mur de Planck. فيزياء الكم la physique quantique تحظر بالفعل معرفة طبيعة الظواهر التي سبقت هذا الجزء الصغير جدًا من الثانية. ويعمل العلماء على محاولة إستكشاف هذه الفترة، وتم تطوير العديد من النظريات المتضاربة مثل نظرية الأوتار théorie des cordes أو نظرية الأوتار الفائقة la théorie des supercordes أو حتى نظرية M، والتي هي نظرية فيزيائية تهدف إلى توحيد الإصدارات المختلفة من نظرية الأوتار الفائقة، التي تخيلها إدوارد ويتن Edward Witten في عام ١٩٩٥، خلال مؤتمر حول نظرية الأوتار في جامعة جنوب كاليفورنيا. أدى هذا الإعلان إلى ظهور موجة من الأبحاث الجديدة ، والتي أطلق عليها "ثورة الأوتار الفائقة الثانية". وفقًا لويتن، يمكن أن تعني M للنظرية، حرف M لكلمة السحر magic أو الغموض mystery أو الغشاء membrane كما هو مرغوب فيه، ولن يظهر المعنى الحقيقي إلا عندما يتم صياغة النظرية بشكل نهائي، لكنها في الوقت الحالي لا تزال غير مكتملة وتتطلب تقدمًا في المجالات الرياضية والفيزيائية والتقنية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تفكيك حماس واستعادة المحتجزين ومنع التهديد.. 3 أهداف لإسرائي


.. صور أقمار صناعية تظهر مجمعا جديدا من الخيام يتم إنشاؤه بالقر




.. إعلام إسرائيلي: نتنياهو يرغب في تأخير اجتياح رفح لأسباب حزبي


.. بعد إلقاء القبض على 4 جواسيس.. السفارة الصينية في برلين تدخل




.. الاستخبارات البريطانية: روسيا فقدت قدرتها على التجسس في أورو