الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


sophokles سوفوكليس (406-496)

نانسي كايزن
د نانسي كايزن دكتوراه في فلسفة الفنون

(Dr Nancy Mohammed Aly)

2021 / 2 / 28
الادب والفن


هو أحد أباء المسرح الأغريقى ، عاصر كل من اسخيليوس و يوربيديس ، وكان صديق الحاكم بركليس ، ولد في بلدة كولونوس ، توفى فى أثينا .
ولعل من حسن الحظ أن جزءاً من طراز سوفوكليس المسرحى ظل حيا خالداً ولاحظنا أن سوفوكليس كتب مسرحياته فى فترة متأخرة بعض الشئ مقارنة بالمسرحيات التى كتبها شيخ المسرح اليونانى اسخيليوس وقد تدرب سوفوكليس كثيراً على تراث اسخيليوس المسرحى فى شبابه المبكر وفعلا فقد اجتاز سوفوكليس بنجاح مبدع المراحل الثلاث لتراث اسخيليوس حسب تقديرات الفيلسوف الأفلاطونى اليونانى بلوتارك (فلوطرخس بالعربية) وبلوتارك بطلاً عن محادثات سوفوكليس التى وصف فيها تطوره الفكرى والمسرحى على وجه الخصوص فى افادات يعترف بها سوفوكليس ويدهب إلى أنه (أى سوفوكليس عبر عن مرحلة تقليد اسخيليوس إلى مرحلة الإستقلاق وتأسيس التجربة السوفوكليسية المبدعة كما ومن المعروف فإن مسرحيا سوفوكليس كانت متقدمة زمنياً على المسرحيات التى كتبها معاصره يوربيديس والدى كان أكثر شباباً منه ويرجح الأكادميون الغربيون إلى أن سوفوكليس كتب ما يقارب من المائة والعشرون مسرحية خلال حياته إلا أن الدى بقة منها سبعة مسرحيات فقط.
و سوفوكليس ينتمى إلى عائلة ثرية ودات ثقافة عالية ووالده سفلس كان يدير مصنعاً لصناعة الأسلحة (الدروع) ولدلك كان عضواً ثريا من جماعة صغيرة تدعى الهيبيين كولونوس نسبة إلى المنطقة الريفية التى يعيش فيها ولاحظنا أنه كان يطلق عليها " منطقة الخيول " وكانت تبعد كيلومتر واحد من أثينا ، شمال غرب أثينا إلا أنها قريبة من أكاديمية أفلاطون وهناك احتمال إلى أن سوفوكليس ولد فيها .
وترجع المصادر الغربية إلى أن سوفوكليس ولد قبل سنوات معدودات من معركة الماراثون والتى حدثت فى عام 490 ق. م. بين الفرس الغزاة واليونان المدافعين عن تراب وطنهم ونحسب أن هذه الإعتداءات الفارسية هى المحرك الدى سيدفع القائد اليونانى الاسكندر المقدونى( 365 – 323 ) بعد أقل من قرن ونصف إلى أن يقود بنجاح عال حملته الواسعة وجيوشه الجرارة .
وبحكم ظروف عائلة سوفوكليس الإقتصادية المزدهرة فقد حصل سوفوكليس على تعليم وثقافة عاليين وساعد هدا الحال على الانتصار الفنى فى عام 468 ق. م . عندما فاز فى المسابقة فى مسرح ديونسيا على اسخيليوس سيد الدراما الأثينية وإعتمادأ على رواية بلوتارك فإن هدا الانتصار الدى حصل عليه سوفوكليس ومن ثم هزيمة اسخيليوس حدث في ظروف غير اعتيادية .
فقد تم توجيه الدعوة إلى رجل الدولة والقائد اليونانى الشهير سيمون (510-450) ق م وعدد أخر من قواد اليونان للحضور وتقرير الفائز بهده المناسبة ويضيف بلوتارك أن اسخيليوس بعد هده الخسارة ترك مدينة أثينا ورحل إلى سيسلى (صقلية) وإعتمادا على رواية بلوتارك فإن سوفوكليس شارك فى احتفالات ديونيسيا بعمله الأول ومن الشائع أن سوفوكليس أنتج عمله الأول احتمالا عام 470 ق م
كما أن الأكاديميين الفرنسيين يرجحون أن مسرحيته التى تحمل عنوان تربتولميس هى واحدة من مسرحيات سوفوكليس التى عرضت فى الحتفالات ديونيسيا.
إن المصادر التاريخية تتحدث عن سوفوكليس وتشير إلى أن إختياره تم عام 480 ق م ليقود البيون (وهى أنشودة الشكر فى التقاليد اليونانية القديمة) وهو اسلوب انشاد يونانى تقليدى يقوم به مجموعة من المنشدين للتسبيح لله وهو بالطبع طقس احتفالى أقامته اليونان فى أثينا بمناسبة انتصاراتهم على الفرس فى معركة سالاميس .
وعندما بدأ سوفوكليس يخط خطواته الأولى للمسرح ، كان القائد اليونانى سيمون واحداً من أنصاره وبالرغم من أن رجل الدولة الأثينى بركليس (495-429) ق م كان واحدا ً من أنداد القائد سيمون إلى أنه لم يحمل أى نوع من الحقد عليه والشاهد على دلك الحادث التى نبد فيها سيمون عام 461 ق م كما أن الشاهد التاريخى الثانى هو أن سوفوكليس خدم فى عام 443-442 ق م واحداً من أمناء مالية أثينا . وبالتحديد خلال فترة الصعود السياسى لرجل الدولة بركليس وفترة 441 فقد تم انتخابه واحداً من الجنرالات العشرة الدين يشرفون على الإدارة التنفيدية لمدينة أثينا وكان بالطبع مجرد زميل صغير لبركليس كما خدم فى الحملة الأثينية ضد جزيرة ساموس اليونانية والواقعة فى شرق بحر إيجه وعلى اساس هدا الافتراض فان سوفوكليس قد تم انتخابه لهدا الموقع نتيجة لإنتاجه لمسرجية أنتيجون وفى عام 420 ق م تم استقبال سوفوكليس باحتفالية وابتهاج ومن ثم انتخبوا له مجلساً على المسبح وبجانب صورة البطل وإله الطب سقليبوس في بيته وحينما قدم الالهة إلى أثينا ولهدا منح الأثينيون سوفوكليس بعد مماته لقب المستلم (مناً أو الموحى إليه = أى الدى استلم رسالة الوحى ) وفى عام 413 ق م حصل سوفوكليس بالانتخاب على منصب المفوض الرسمى (والحقيقة كان سوفوكليس واحداً من مجموعة مفوضين تم انتخابهم هده الفترة) ودلك استجابة إلى التدمير الكارثى الدى تعرضت له الحملة الأثينية فى سيسلى (بالعربية صقلية) وخلال الحرب البيلوبونزينية وهى الحرب التى اندلعت بين أثينا والتجمع البيلوبونزى بقيادة اسبرطيا والتى استمرت مند 431 وحتى 404 ق م وتدكر المصادر التى تناولت حياة سوفوكليس إلى أنه توفى فى شتاء سنة 406 أو 405 وبعد أن ناهز الحادية والتسعين ، وفعلا فقد عاش وقد شاهد على تفاصيل كل انتصارات اليونان على الحروب الفارسية وكدلك عاش أكتر من ربع قرن من سنوات حياته المآسى واراقة الدماء اليونانية التى سببتها الحروب البيلوبونيزية التى حدثت بين الأخوة الأعداء الأثينيين والتحالف البيلوبونزى بقيادة الاسبرطيين.
وقد كتب مؤرخه السير أسباب موت سوفوكليس تقف وراء ثلاث روايات مشهورة وهى
أولا : إن موت سوفوكليس كان بسبب قيامه بسلسلة محاولات فى قراءة جملة طويلة من رائعته أنتيجون دون توقف فترة للتنفس
ثانيا: رأى البعض أن سوفوكليس مات مختنقاً خلال أكله حبات العنب فى المحرجان الأثينى والدى كان يطلق على مهرجان أنثستريا
ثالثاً يذهب أصحاب هذا الرأى إلى أن سوفوكليس مات من الفرح الشديد والسعادة الغامرة خلال الإعلان عن فوزه بالنصر النهائى فى المسابقة الشعرية فى مدينة ديونسيا.

نلحظ أهمية الشاعر المسرحى سوفوكليس تكمن فى الأثار التى تركها فى تاريخ المسرح اليونانى أولا ومن خلال التأثير التى خلفه ورائه على المسرح الرومانى ثانياً .
وبالطبع عن طريق المسرحيات التى أعاد كتابتها الفيلسوف اليونانى لوسيويس سينيكا والتى صاغها بروح رواقية فيها الكثير من المقاربات والبذور لنزعة وجودية وخصوصا المسرحيات التى أعاد إنتاجها الفيلسوف الفرنسي جان بول سارتر ، إن أهمية سوفوكليس تعود إلى أنه أول من أبدع شخصية الممثل الثالث ومن هذا الطرف علم سوفوكليس على التقليل أو لتخفيض دور الكورس ، وبالطبع كان لعمل سوفوكليس هذا من الأهمية فى خلق فرصة كبيرة لتطور الشخصية وحملها على الدخول في صراع مع الشخصيات الأخرى ونحسب إن الأهمية الثانية لعمل سوفوكليس تكمن فى أن الكاتب المسرحى اسخيليوس كان يومذاك هو المهيمن على المسرح اليونانى وإن سوفوكليس كان فى بداية بواكير عمله المسرحى إلا أنه بذكاء مبكر مبدع تبنى شخصية الممثل الثالث والتى استمر يعتمدها خلال أعماله كافة وحتى نهاية حياته.
ومن الملاحظ أن الفيلسوف اليونانى ارسطو الذى درس الأدب المسرحى وكان الرائد فيه وخصوصا من زاوية التنظير الفلسفى قد منح سوفوكليس شرف الريادة فى ادخال مضمار مشهد اللوحة ولكن بسبب هيمنة شيخ المسرح اسخيليوس فإن صوت سوفوكليس ظل يعمل بجد ومن ثم ينتظر فرصة الخروج عن هذه الهيمنة والإعلاء من المسرح اليوناني.
وفعلا فإن باب الفرج لم تتفتح وصعود سوفوكليس لم يتحقق إلا بعد موت شيخ وسيد المسرح اليونانى اسخيليوس
واعتمد الفيلسوف اليونانى ارسطو على تراجيديا سوفوكليس التى حملت عنوان "أوديبوس الملك " مصدراً من مصادر رائعته التى جاءت بعنوان فن الشعر والتى كتبها سنة 335 ق م والحقيقة أن أرسطو قيم فى هذه الرائعة فعل سوفوكليس فى تاريخ الأدب المسرحى التراجيدى وكذلك قدر قيمة عمله " أوديبوس الملك " وذهب إلى أن سوفوكليس كان المثال والنموذج العالى للأدب والمسرح التراجيدى.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كل يوم - لقاء في الفن والثقافة والمجتمع مع الكاتب والمنتج د/


.. الفنان أحمد سلامة: الفنان أشرف عبد الغفور لم يرحل ولكنه باقي




.. إيهاب فهمي: الفنان أشرف عبد الغفور رمز من رموز الفن المصري و


.. كل يوم - د. مدحت العدل يوجه رسالة لـ محمد رمضان.. أين أنت من




.. كل يوم - الناقد الرياضي عصام شلتوت لـ خالد أبو بكر: مجلس إدا