الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قول فصل عن تنظيم النسل – بحث فقهي

ضياءالدين محمود عبدالرحيم
مفكر اسلامي و اقتصادي، محاضر، مطور نظم، مدرب معتمد وشاعر مصري

(Diaaeldin Mahmoud Abdel Moaty Abdel Raheem)

2021 / 2 / 28
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


بسم الله الواحد الاحد الفرد الصمد وصلاة وسلاما على أشرف الخلق سيدنا محمد وآل سيدنا محمد وصحبه، كثر الجدل مؤخرا حول موضوع تحديد (تنظيم) النسل، ورغم أنها مسألة فقهية واضحة قولا واحدا ولا تحتمل الاجتهاد بصريح القرآن، وكتب التفاسير، وصحيح السنة، وآراء الأئمة فقد ارتأيت أن أوضح في هذا البحث بعض نقاط عابت وغابت والله من وراء القصد.
اما بعد؛
فقد استٌشهِد ابتداء بجواز تحديد النسل بآية "وَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تُقْسِطُوا فِي الْيَتَامَىٰ فَانكِحُوا مَا طَابَ لَكُم مِّنَ النِّسَاءِ مَثْنَىٰ وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ ۖ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تَعْدِلُوا فَوَاحِدَةً أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ ۚ ذَٰلِكَ أَدْنَىٰ أَلَّا تَعُولُوا" (3) النساء
وتحديدا؛ "ذلك أدنى ألا تعولوا "
وجمهور المفسرين فسر الا تعولوا بمعني الا (تميلوا او تجوروا او تظلموا)، وأسهبوا وبينوا ولم يقصروا في بيان مراد الله تعالى ولأن سياق الآية من بدايتها كما يتضح؛ ان خفتم الا (تقسطوا) ..........فان خفتم الا (تعدلوا) وفي نهاية الآية ذلك أدني آلا (تعولوا)؛ بالمعنى المنطقي المتسلسل؛ (تجوروا-تميلوا- تظلموا) وهذا هو التفسير المنطقي الصحيح.

أما التفسير الآخر بمعنى أي تكثر عيالكم فهو بعيد تماما عن الصواب لعدة أسباب: -
أولا: - يقول الحق في نهاية الآية فان خفتم الا تعدلوا فواحدة أو ما ملكت أيمانكم وهل ملك اليمين لا ينجبن؟! ولا يكثر عيالهن؟!

ثانيا: - ببساطة شديدة من المُخَاطِب؟ الإجابة الله تعالي
هل الأمر بيد العبد؟ من الرزاق؟ من يرزق بالأموال وبالأولاد؟! من الذي يعول؟ (الله تعالي) هل كل من يتزوج أكثر من امرأة سينجبن؟ وإذا أنجبن سيكون في ذلك عيلة (السبب والمسبب)؛ فكأن الله تعالى بهذا التفسير القاصر لن يستطع أن يحدد نسلنا الا بعدم تعدد الزواج ثم بالتبعية لن يستطع اعالتهم (تجرأ علي الحق تعالي وسوء ظن به).

ثالثا: - وكأن التفسير الآخر مؤشر من الله تعالى للعيلة (الفقر) لمن يتزوج بأكثر من امرأة ومن الثابت لدينا جميعا أن الزواج والانجاب من أسباب سعة الرزق انظر قوله تعالى:
(وَأَنْكِحُوا الْأَيَامَى مِنْكُمْ وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ وَإِمَائِكُمْ إِنْ يَكُونُوا فُقَرَاءَ يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ * وَلْيَسْتَعْفِفِ الَّذِينَ لَا يَجِدُونَ نِكَاحًا حَتَّى يُغْنِيَهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ) النور/32-33
وهي آية صريحة في الحض على الزواج مبينة أنه من أسباب سعة الرزق ثم حاشا لله تعالى ان يقصد العيلة والفقر نتيجة التعدد ذلك وهو القائل:
"الشيطان يعدكم الفقر ويأمركم بالفحشاء والله يعدكم مغفرة منه وفضلا " البقرة /268
من الذي يعدنا الفقر؟ الإجابة الشيطان، ومن يعد بالمغفرة والفضل؟ الله تعالى.

رابعا: - الرزق محدد ابتداء وليس انتهاء فقد خلق الله تعالي الأرض في يومين وقدر فيها أقواتها في أربعة أيام انظر قول الحق تعالى:
(۞ قُلْ أَئِنَّكُمْ لَتَكْفُرُونَ بِالَّذِي خَلَقَ الْأَرْضَ فِي يَوْمَيْنِ وَتَجْعَلُونَ لَهُ أَندَادًا ۚ ذَٰلِكَ رَبُّ الْعَالَمِينَ (9) وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ مِن فَوْقِهَا وَبَارَكَ فِيهَا وَقَدَّرَ فِيهَا أَقْوَاتَهَا فِي أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ سَوَاءً لِّلسَّائِلِينَ (10)فصلت)
وكما هو معلوم (عند الأربعين يوما ينفخ في الجنين الروح ويحدد الرزق، الحديث)، ونستشهد هنا بحديثين، أما الحديث الأول، فهو في الصحيحين عن عبد اللّه بن مسعود قال‏:‏ حدثنا رسول اللّه صل الله عليه وسلم وهو الصادق المصدوق‏:
‏"إن أحدكم يجمع خلقه في بطن أمه أربعين يومًا نطفة، ثم يكون علقة مثل ذلك، ثم يكون مضغة مثل ذلك، ثم يرسل إليه الملك فينفخ فيه الروح، ويؤمر بأربع كلمات‏:‏ بكتب رزقه، وأجله، وعمله، وشقي أو سعيد‏.‏ فوالذي لا إله غيره إن أحدكم ليعمل بعمل أهل الجنة، حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع، فيسبق عليه الكتاب، فيعمل بعمل أهل النار فيدخلها، وإن أحدكم ليعمل بعمل أهل النار ،حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع، فيسبق عليه الكتاب، فيعمل بعمل أهل الجنة فيدخلها‏"‏‏ وفي طريق آخر‏:‏ وفي رواية‏:‏"ثم يبعث اللّه ملكًا ويؤمر بأربع كلمات، ويقال‏:‏ اكتب عمله، وأجله، ورزقه، وشقي أو سعيد‏.‏ ثم ينفخ فيه الروح‏"‏‏‏.‏
وأما الحديث الآخر؛ فحديث حذيفة بن أسيد، وهو من أفراد مسلم، ولفظه‏:‏ سمعت النبي صل الله عليه وسلم يقول‏:‏ ‏‏"‏إذا مر بالنطفة ثنتان وأربعون ليلة، بعث اللّه إليها ملكًا، فصورها، وخلق سمعها وبصرها، وجلدها ولحمها وعظامها‏.‏ ثم يقول‏:‏ يا رب، أذكر أم أنثى‏؟‏ فيقضي ربك ما شاء، ويكتب الملك، ثم يقول‏:‏ يا رب، رزقه‏؟‏ فيقضي ربك ما شاء ويكتب الملك؛ ثم يقول‏:‏ يا رب، أجله‏؟‏ فيقضي ربك ما شاء، ويكتب الملك، ثم يخرج الملك بالصحيفة في يده، فلا يزيد على ما أُمر ولا ينقص‏”.‏ ‏‏
والأمر في قضية الرزق ليس متعلقا بعدد الأولاد أو ترتيب مجيئهم للدنيا؛ والأمثلة كثيرة فغالبا ما يكون الطفل الأخير هو الأكثر رزقا وحظا من جميع إخوته الكبار (من دلائل قدرة الله.. الرزاق ذو القوة المتين القائل في الحديث القدسي؛ "يا عبادي لو أن أولكم وآخركم، وإنسكم وجنكم قاموا في صعيد واحد فسألوني، فأعطيت كل إنسان مسألته؛ ما نقص ذلك مما عندي إلا كما ينقص المخيط إذا أدخل البحر (أي لا ينقص من ملك الله شيء). (المحدث: مسلم - المصدر: صحيح مسلم - الصفحة أو الرقم: 2577 خلاصة حكم المحدث: صحيح)
الآن نأتي لمسألة آلا وهي؛ طالما أن مراد الحق تعالى ذكره من (تعولوا) ما ذُكر فلما لم يستخدم فعلً بدلا من تعولوا لا يحتمل التأويل بأكثر من معنى كما تبين فذلك مردود عليه (والله تعالى أعلى وأعلم) بأن الله تعالى أراد تخويف عوام الناس وهو القائل (وما نرسل بالآيات إلا تخويفا) أراد تخويفهم من التعدد خشية منه تعالى عليهم أن يحملوا ظلما يوم القيامة (وَقَدْ خَابَ مَنْ حَمَلَ ظُلْمًا ( [طه: 111[ بالخوف من العيلة والفقر وهو المفهوم الذي سيقنع عوام الناس، ذلك أن غالبية الناس تخشي الفقر وفوات الرزق أكثر من أي شيء آخر منذ خلق الانسان وحتى وفاته وهمه الرزق.
أما العلماء والمتخصصين فيعلم الله تعالى أنهم أقدر على فهم مراده وإيصاله لمن يعي ويفهم وهم قلة فمن اقتنع وقنع عن علم وفهم؛ امتنع عن التعدد بدون مبرر؛ مخافة ظلم، ومن امتنع عن خوف؛ امتنع عن التعدد بدون مبرر؛ مخافة فقر، وقد يكون فيها أيضا فتنة لعالم )أَحَسِبَ النَّاسُ أَن يُتْرَكُوا أَن يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ (2) وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ ۖ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ (3)العنكبوت ( فسبحانه جل في علاه بلفظة واحدة يمنع عباده من الظلم الذي حرمه علي نفسه ويفتن بها عالم وعلماء.
انتهينا من الآية نأتي لحديث العزل (إلقاء مني الرجل خارج الفرج)
قال الشافعية: يكره العزل، لما روت جُذَامة بنت وهب، قالت: «حضرت رسول الله صلّ الله عليه وسلم، فسألوه عن العزل، فقال: ذلك الوأد الخفي، وهو: {وإذا الموءودة سئلت} [التكوير:٨/ ٨١].
وقال الغزالي: يجوز العزل، وهو المصحح عند المتأخرين لقول جابر: «كنا نعزل على عهد رسول الله صلّى الله عليه وسلم، والقرآن ينزل»
والقول بجواز العزل متفق عليه بين المذاهب الأربعة، لحديث أبي سعيد الخدري مرفوعاً عند أحمد: «إنا نأتي النساء ونحب إتيانهن، فما ترى في العزل؟ فقال صلّ الله عليه وسلم: «اصنعوا ما بدا لكم، فما قضى الله تعالى فهو كائن، وليس من كل الماء يكون الولد".
ويكره العزل عن المرأة الحرة إلا بإذنها، لما روي عن عمر قال: «نهى رسول الله صلّ الله عليه وسلم أن يعزل عن الحرة إلا بإذنها».
والسبب في فعل الصحابة للعزل هو عدم الرغبة في حمل المرأة – وخصوصاً الأمة - ليحصل لهم كمال الاستمتاع بها وتتمكن في الخدمة، أو أن يتمكن من بيعها أو يكره أن ينجب من أمة ويخاف على مصير أولاده منها، فقد روى أبو داود أن رجلاً قال يا رسول الله: إن لي جارية وأنا أعزل عنها وأنا أكره أن تحمل، وأنا أُريد ما يريد الرجال، وإن اليهود تحدث أن العزل المؤودة الصغرى؟
قال: (كذبت اليهود لو أراد الله أن يخلقه ما استطاعت أن تصرفه) رواه أبو داوود (كتاب النكاح/1856) وصححه الألباني في صحيح أبي داود 1903.
ومن ناحية أحاديث نبينا الكريم والتي تحض على الزواج والانجاب والمباهاة بكثرة العدد فهي صحيحة لا تحتمل التأويل، أما القول بأن العدد يجب أن يكون مقرونا بالإنجازات فهو عار تماما عن الصحة للأسباب التالية: -
أولا: - كل فرد يؤدي دورا في ملك الله عز وجل بما فيهم؛ الفقير (كان معظم الصحابة فقراء) والمسكين؛ (المحتاج الذي يسأل الناس) يؤدي دورا في ملك الله لا غني عنه، فرض الله تعالى للفقراء والمساكين مصرفين من مصارف الزكاة.
قال الله تعالى: ﴿إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ وَابْنِ السَّبِيلِ فَرِيضَةً مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ﴾. السورة ورقم الآية: التوبة (60).

وقد روي عَنْ مُصْعَبِ بْنِ سَعْدٍ قَالَ: رَأَى سَعْدٌ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ لَهُ فَضْلاً عَلَى مَنْ دُونَهُ. فَقَالَ النَّبِيُّ صل اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «هَلْ تُنْصَرُونَ وَتُرْزَقُونَ إِلا بِضُعَفَائِكُمْ» (رواه البخاري)، وقال صل الله عليه وسلم: «إِنَّمَا يَنْصُرُ اللَّهُ هَذِهِ الأُمَّةَ بِضَعِيفِهَا بِدَعْوَتِهِمْ وَصَلاتِهِمْ وَإِخْلاصِهِمْ» (رواه النسائي، وصححه الألباني). وفي رواية: «هَلْ تُنْصَرُونَ إِلاَّ بِضُعَفَائِكُمْ بِدَعْوَتِهِمْ وَإِخْلاَصِهِمْ» (رواه أبو نعيم في الحلية، وصححه الألباني).
وقال رسول الله صل اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "كَمْ مِنْ أَشْعَثَ أَغْبَرَ ذِي طَمْرَيْنِ لاَ يُؤْبَهُ لَهُ لَوْ أَقْسَمَ عَلَى الله لأَبَرَّهُ" (رواه الترمذي، وصححه الألباني).
ثانيا: - يقول الحق جل وعلا " وما خلقت الجن والانس إلا ليعبدون " القصد أن معيار الرزق مستبعد تماما من حسابات التعدد والانجاب لأنه ليس للخلق دخل فيه كما أن أساس الوجود العبادة، وقد أهلك الله أمما قبلنا كانت لهم من الانجازات ما لم ولن يتحقق " أَوَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ ۚ كَانُوا أَشَدَّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَأَثَارُوا الْأَرْضَ وَعَمَرُوهَا أَكْثَرَ مِمَّا عَمَرُوهَا وَجَاءَتْهُمْ رُسُلُهُم بِالْبَيِّنَاتِ ۖ فَمَا كَانَ اللَّهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلَٰكِن كَانُوا أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ (9).الروم
ومن ناحية الإنجازات فنحن لن نخلق ذبابا ولو اجتمعنا له؛ وما أكثر الأمم التي سبقتنا واعتقدت ذلك الاعتقاد.
أين إرم ذات العماد التي لم يخلق مثلها في البلاد؟!!
أين ثمود الذين جابوا الصخر بالواد؟!!
أين فرعون ذي الأوتاد؟!!
أين عاد وأصحاب الأيكة وقوم تبع؟!!
وهل ينتظر الله تعالى منا أن نزيد شيء في ملكه هل خلقنا لهذا أم للعبادة، إن حقق العبد خيرا من سعي أو غيره فلنفسه أما العبادة فهي المطلوبة من العباد ابتداء وانتهاء.
أما فيما يتعلق بحديث ولكنكم غثاء كغثاء السيل فلن يكونوا غثاء بسبب قلة انجازاتهم ولكن كما وضح رسولنا الكريم؛ لحبهم الدنيا وكراهيتهم الموت (الوهن)
قال رسول الله صل الله عليه وسلم:
(يُوشِكُ أَنْ تَدَاعَى عَلَيْكُمُ الأُمَمُ مِنْ كُلِّ أُفُقٍ كَمَا تَتَدَاعَى الأَكَلَةُ عَلَى قَصْعَتِهَا، قُلْنَا: مِنْ قِلَّةٍ بِنَا يَوْمَئِذٍ؟ قَالَ: لا، أَنْتُم يَوْمَئِذٍ كَثِيرٌ، وَلَكِنَّكُمْ غُثَاءٌ كَغُثَاءِ السَّيْلِ، يَنْزَعُ اللَّهُ الْمَهَابَةَ مِنْ قُلُوبِ عَدُوِّكُمْ وَيَجْعَلُ فِي قُلُوبِكُمُ الْوَهَنَ، قِيلَ: وَمَا الْوَهَنُ؟ قَالَ: حُبُّ الْحَيَاةِ وَكَرَاهِيَةُ الْمَوْتِ)
ويوضح مقصود هذا الحديث حديث آخر:
فقال صل الله عليه وسلم: "إذا تبايعتم بالعينة، وأخذتم أذناب البقر، ورضيتم بالزرع، وتركتم الجهاد؛ سلط الله عليكم ذلًّا لا ينزعه حتى ترجعوا إلى دينكم"
فثبت أن هدف الحديث إنما هو تحذير المسلمين من الاستمرار في "حب الدنيا وكراهية الموت"، وليس له أي علاقة بكثرة أو قلة.

مما سبق يتضح جليا مقصود ومراد الحق تعالي من تحذيره للمتعدد من الجور وعدم القدرة علي العدل بين الزوجات (كضعف وقصور انساني)؛ وليس عدم القدرة الالاهية على التحكم في الانجاب والرزق كما تبين ذكره (وحاشا لله القدوس المنزه عن كل نقص وعيب).

لذلك ومما تقدم يتضح أن الرأي الفقهي لتنظيم النسل؛ انه يقاس كحالات فردية خاصة بالزوجين بقرارهما المنفرد في حالة وقوع ضرر محقق من الانجاب على الزوجة، أو ذريتها بمعلومية الأطباء الثقات ممن تتوفر فيهم الشروط وبضوابط ولفترة محددة عسى أن يتوفر علاج أو يحدث الله تعالي أمرا، وأنه لا يجوز الاجبار على تحديد النسل ولا يصح هو الرأي الصحيح وهذا الرأي الفقهي نفس فحوي فتوي للدكتور محمد سيد طنطاوي (يرحمه الله تعالي) مفتي الجمهورية، ثم شيخ الأزهر الشريف سابقا والتي صرح بها في عام 2009 موضحا أنه لا يصح للدولة إصدار قانون لتنظيم النسل لأن ذلك من المسائل الشخصية التي تتعلق بالزوجين وحدهما وفق ما ذكر من ظروف.
والله تعالى أعلى وأعلم








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مراسلة الجزيرة: أكثر من 430 مستوطنا اقتحموا المسجد الأقصى في


.. آلاف المستوطنين الإسرائيليين يقتحمون المسجد الأقصى لأداء صلو




.. الشرطة الأمريكية تعتقل عشرات اليهود الداعمين لغزة في نيويورك


.. عقيل عباس: حماس والإخوان يريدون إنهاء اتفاقات السلام بين إسر




.. 90-Al-Baqarah