الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لا هوادة في القطيعة التنظيمية و الفضح السياسي للقوى الظلامية

فصيل التوجه القاعدي

2021 / 2 / 28
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


تُخَلِّدُ الحركة الطلابية و فصائلها التقدمية اليوم، الذكرى 28 لاغتيال الشهيد آيت الجيد محمد بن عيسى، أحد الطلائع المناضلة للحركة و اتحادها أوطم و فصيل الطلبة القاعديين التقدميين، خلال أواخر ثمانينيات و أوائل تسعينيات القرن الماضي بموقع فاس.
الإغتيال الذي شاركت في تنفيذه العصابات الإجرامية المشتركة بين جماعة العدل و الإحسان و سَلَفُ حزب العدالة و التنمية، و التي قامت باعتراض سيارة أجرة كان يستقلها الشهيد و أحد رفاقه، ليتعرّضا لأبشع أنواع التنكيل و الضرب باستعمال السيوف و السلاسل و العصي و صخرة هَوَتْ على رأس الشهيد تختزل كل الحقد و الكراهية و الفاشية التي تُضْمِرُها إديولوجيا التكفير و القتل لمخالفيها.

اغتيال الشهيد بن عيسى سبقه اغتيال الشهيد المعطي بوملي، في ظل سياق الهجمة التّترية للقطعان الظلامية على مناضلي أوطم و قواعده و جماهيره.. مئات الجرحى و المصابين و المعطوبين بمختلف المواقع الجامعية، راحوا ضحايا الهجمات المتتالية طيلة النصف الأول عن عقد التسعينيات من القرن الماضي، كان أكثرها دموية في الخامس و العشرين من شهر أكتوبر 1991 بفاس.

لقد فرضت القوى الظلامية وجودها بالجامعة المغربية عبر آليتين: الأولى عبر التّرهيب و القتل و الضرب و السحل و الاختطاف و التعذيب في حق المناضلين الفاعلين بالساحة، و الثانية عبر إغراق الساحة الجامعية بالأنصار و الأتباع من غير الطلاب و الطلاب الذين جرى استقطابهم و غسل أدمغتهم و أدلجتهم بالمؤسسات التعليمية الثانوية بتأثير من الأساتذة الموالين لتنظيم الشبيبة الاسلامية الإرهابي و التنظيمات المتفرّعة عنه، مستغِلّين الدّعم و السّند الذي قدمه لهم النظام الرجعي القائم بالمغرب الذي لم يتوانى عن لعب كل الأوراق الصّالحة لمواجهة المد النضالي اليساري التقدمي.

و لأنها قوى انتهازية غير مبدئية، سرعان ما تحولت من الهجوم على أوطم و مبادئه و تاريخه ، متهمة إياه بالإلحاد و الوثنية و الزندقة و غيرها من الاتهامات التي مهّدت بها الهجوم الدّموي على الجامعة، إلى محاولة ركوبه و توظيف اسمه و الشّروع في إقامة تنظيماتها الموازية منتحلة أسماء هياكله و بنياته التنظيمية! ( التعاضدية، لجان الأقسام، مجالس القاطنين ...) . محاولة أثبت تطور الأحداث فشلها و خيبتها و بيّن انتهازية هذه القوى ، خاصة بعدما بدأ الصراع بين مكوناتها ( الإتجاه الموالي لجماعة العدل و الإحسان من جهة و الإتجاه الموالي لحزب العدالة والتنمية من جهة أخرى) فبمجرد ما أنهت غزواتها المقدسة ضد الإتحاد الوطني لطلبة المغرب و مناضليه القاعديين، برز صراع المقاعد و المواقع بينها ليستقل كل منهما بتنظيمه الخاص، تنتحل جماعة العدل و الإحسان إسم أوطم فيما انتظم مُوالو حزب العدالة و التنمية و حركة الإصلاح و التوحيد في تنظيم أطلقوا عليه اسم منظمة التجديد الطلابي.

لم تنته غزوات القوى الظلامية بفرض نفسها بالحديد و النار على جماهير الطلاب، إذ يشكل العنف ضد المخالفين نهجا بنيويا في تصوراتها الإديولوجية الفاشية، فهي الحاملة للفكر و الاعتقاد المقدس و المبجل و ممثل السماء في الأرض، و ما خالفها كفر و زندقة و إلحاد .. يستحق الجهاد فيه متى ما تطلبت المصلحة السياسية و التنظيمية ذلك.

لذا، ففي موقع طنجة الحديث النشأة، و الذي سبقت القوى الظلامية للوجود به، بدأت استفزازاتها و تهديداتها بمجرد ما بدأ الفعل النضالي الأوطامي مؤطرا بالمناضلين القاعديين الذين سيعلنون فيما بعد عن نفسهم باسم التوجه القاعدي.. و مباشرة بعد نجاح الأسبوع الثقافي الأول للفصيل بكل من كلية العلوم و التقنيات و الحي الجامعي مطلع سنة 2002 ، استدعى الإتجاه الموالي لحزب العدالة والتنمية (المسمى آنذاك الوحدة و التواصل) الرجعي الظلامي المسمى الزّمزمي للمحاضرة بالجامعة بُعَيْدَ تكفيره لمناضلي اليسار و شهدائه على صفحات جريدة التجديد الظلامية، في استفزاز سافر، رافقه إنزال لعشرات الغرباء عن الجامعة المدججين بالأسلحة، ليبدأ الرشق بالحجارة في حق الشكل النضالي التوضيحي الذي نظمه فصيل التوجه القاعدي ، و دام حصار الكلية و الحي أسبوعا كاملا تحت أنظار القوى القمعية، كما تم الاستفراد برفيقين تعرضا للضرب و التنكيل، أصيب أحدهما بأداة حديدية في عينه، و الآخر تلقى ضربة في الرجل بالساطور و جرح غائر في اليد بالسيف. و في سنة 2006 (التي كانت موعد القومة العدلاوية حسب أحلام و هلوسات شيخ الجماعة و مريديه)، قامت عصابة مشكلة من أزيد من 10 أفراد تنتمي لجماعة العدل و الإحسان باعتراض رفيق مناضل بصفوف فصيل التوجه القاعدي ليلا بشارع هولندا وسط مدينة طنجة و الإعتداء عليه و سرقة سترته! في محاولة لثني الفصيل عن الفضح السياسي الذي مارسه ضد الظلامية و سحب البساط من تحت قدميها ! و عرفت سنة 2008 التي قامت خلالها الجماهير الطلابية بمعية المناضلين القاعديين ، بحصار موكب وزاري بالكلية و فرض الحوار مع وزير التعليم بخصوص الملف المطلبي الذي تحققت جل نقاطه، قامت العناصر المنتمية للعدل و الإحسان بمحاولة نسف الحلقية التي عرضت نتائج الحوار، و افتعلت نزاعات و مشادات مع عدد من الطلبة الحاضرين في محاولة يائسة لجر المناضلين للمواجهات العنيفة معها، و هو ما تيقّضت له الجماهير الطلابية و المناضلون القاعديون الذين حصنوا معركتهم بحزم دون أن ينجروا لمستنقع العنف و العنف المضاد.
و على غرار هذه الأمثلة، لم يخل موقع جامعي من الاعتداءات المتكررة للقوى الظلامية في حق مناضلي أوطم و معاركه النضالية .

و عليه تقف هذه القوى باختلاف اتجاهاتها السياسية و خططها التنظيمية و نشاطها في الساحة الجامعية ... تقف على الجانب الآخر من المتراس ضد أوطم و مبادئه و تاريخه و ثراته ، ضد الخط الكفاحي المناضل ضد المخططات الطبقية و التصفوية للنظام بالجامعة.. ضد خط النضال من أجل إشاعة الحريات الديمقراطية بالجامعة و من أجل جامعة حرة ديمقراطية و مستقلة .

إن النضال من أجل توحيد الفعل النضالي بالجامعة على درب استعادة الاتحاد الوطني لطلبة المغرب و إعادة بنائه على أسس ديمقراطية كفاحية و تقدمية، لِيَكْبَحَ مسلسل الإجهاز على مكتسبات الحركة الطلابية و خوصصة التعليم ، و لِيَفرض رفع الحظر بكل أشكاله على النشاط الأوطامي ، يمشي جنبا إلى جنب مع النضال من أجل عزل القوى الظلامية و تحجيم نفوذها في صفوف الطلاب عبر القطيعة التنظيمية معها و الفضح السياسي لها بدون هوادة..
و أي رهان على الحوار و النقاش أو التنسيق معها مهما كان شكله أو مستواه، أو العمل على مشاركتها أجهزتها التنظيمية أو إشراكها عسفا في أي مبادرة تنظيمية أوطامية، أو محاولة ابتكار أي مساحة مشتركة وهمية معها مهما كانت مبرراتها، لتمثل خيانة للمبادئ و لتضحيات الشهداء و لمصالح الحركة الطلابية، و مِعْوَل هدم لكل الجهود المبذولة من طرف الفصائل التقدمية و الجماهير الطلابية لصد الهجوم و الاستهداف السافر للحركة الطلابية و حقوقها و مكتسباتها.
إن عيون الشهداء، عيون بنعيسى و المعطي .. كانت شاهدة على الهمجية و الفاشية الظلامية، و لا تزال اليوم مفتوحة و ستبقى شاهدة على كل محاولات الغدر و الخيانة الانتهازية .
01/03/2021








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. #shorts - 80- Al-baqarah


.. #shorts -72- Al-baqarah




.. #shorts - 74- Al-baqarah


.. #shorts -75- Al-baqarah




.. #shorts -81- Al-baqarah