الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


التحرر من العقل البشري يعني نهاية عالم الاضطراب والاحزان والمخاوف ...

محمد رياض اسماعيل
باحث

(Mohammed Reyadh Ismail Sabir)

2021 / 3 / 1
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


تصادفنا في هذه الحياة مواقف واحداث وتجارب يشعرك بألم شديد و احساس بغصة في القلب ، انك في الواقع تخاف من هكذا مواقف بسبب تداعياتها النفسية السيئة .. عندما تحب امرأة يأتي مع الحب الخوف ، الخوف من فقدانها وربما انها تركت شخصا ما وجاءت اليك ، وقد تتركك ايظاً ! هناك خوف ، هذا الخوف يترك ألماً وغصة في صدرك لان هذا الخوف جاء من خلال التعلق او ارفاق شيئاً بك .. كلما زادت متعلقات او مرافقات حياتك كلما زادت مخاوفك و آلامك .. ادرك حقيقة بسيطة وتأمل انه لم يأتي بك احد الى هذه الحياة و في الحياة هناك غالباً من يأخذ بيدك ، جئت للأرض وحيداً وسترحل عنها وحيدا ، حين جئت للحياة كانت تسعدك اللعب بالتراب والحجر ، او الجري و القفز ،كان مشاركة الاصدقاء في اللهو قمة المتعة والسعادة ، وحين جاء التعلق بالحبيب تَولد لديك الخوف واحسست بالألم والقلق ، لقد كنت بالامس بدون هذه المرأة سعيداً ايظاً و بحالة جيدة بدون ألم وعقدة ، اليوم انت هنا مع هذه المرأة ولكن مع قلق وخوف و ألم لأنها اصبحت من متعلقاتك و مرافقاتك تخاف فقدانها ، تماما مثل قلقك على اولادك ومصالحك المتعلقة بك كالوظيفة والاهل والمقتنيات وغيرها ، وغدا ستخاف حين ترحل هذه المرأة ، فما حاجتك للتألم ؟ انت تتمكن ان تعيش معها وكنت تعيش قبلها، وقادر ان تعيش بدونها ايظاً .
يأتي الخوف ايظاً من تغير الامور مستقبلا ، مثلاً قد يموت احد اعزائك ، قد تفلس ، قد تخسر وظيفتك ، هناك الاف الامور تتغير وانت تتحمل الخوف بل المخاوف .. فالخوف يعتريك ويحويك حتى لو لم تتحقق واحدا من هذه الامور ، لانك بالامس وبغير ضرورة كنت ايظاً ممتلئاً بهذه المخاوف ، و تغيرت الامور ، ولكنك لازلت حيا ، لقد اعطاك الخالق قدرة هائلة للتكيف لاية اوضاع .. فخسارة مرفق هي ليست نهاية العالم ، ثم اين المشكلة اذا انتهى العالم ؟ دعها تنتهي ، لن يكون هناك مشكلة فنحن ننتهي ايظاً معها ، بل بالعكس سوف نتحرر من الخوف ابدياً ، نهاية العالم يعني نهاية المشاكل ، نهاية الصراعات والنزاعات والعقد ، اين المشكلة اذن !! أعلم انكم مملوؤن بالخوف ، لان الخوف هو جزء من العقل ، والخوف صفة الجبن فاذن العقل جبان ، و يفترض ان يكون العقل جباناً ! ويخاف من كل شئ بهدف البقاء ، واساسا يخاف بانك في يوم ما ستكون واعيا ، فهنا سيكون نهاية العالم الحقيقي ، نعم ستأتي النهاية الحقيقية لوجودنا حين نصبح واعين ! كان بامكان الخالق ان يأـتي بك للحياة بوعي تام ، لكنه كان سينهي البداية ! .... تأمل رجاءاً
عندما تتأمل بعمق يختفي العقل (اي ما يحويه من ذاكرة وخوف) ، هذا هو الخوف الاساسي . بسبب هذا الخوف يهرب العقل من التأمل. ذلك واضح ، لانه خائف بان يزيد الوعي لديك ويعتبر ذلك بداية النهاية للعقل او موت العقل .. ان موت العقل بالنسبة لك هي ولادة جديدة ، بداية العيش الحقيقية .. الشخص الذي يموت يكون عقله ممتلئ بالذاكرة ومخاوف المرافقات ، وحين يبعث للحياة اي حين يولد يكون ذاكرته فارغاً اي عقل فارغ غير مستخدم ، اذن يفترض ان تفرح بموت العقل ، لانك تحررت من الخوف وآلآم الذكريات والمرافقات ، تلك هي الحرية العظمى ، ستعطيك الاجنحة للطيران ، ستملك السماء كلها . العقل بهذه الذاكرة سجن ، الوعي والذكاء ( التأمل خارج مخزون الذاكرة ) يحررك من السجن ، ويختفي كل المخاوف .. انا اعيش نفس العالم ولا اخاف لانني اعرف بانه لن ياخذ شيئا مني ، قد اُقتل ، لكنني سارى ذلك ، فالمقتول ليس وعيي انه ذاكرتي انه سجني ، ان اكبر اكتشاف في الحياة والاثمن هو الوعي وبدونه انت في الظلام ، محاط بالمخاوف والاحزان .. كلما مرت بك الايام تزداد مخاوفك تعيش وتموت بالخوف ولن تتذوق الحرية . انت المسؤول .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. لبنان.. مزيد من التصعيد بين إسرائيل وحزب الله | #غرفة_الأخبا


.. ماذا حققت إسرائيل بعد 200 يوم من الحرب؟ | #غرفة_الأخبار




.. قضية -شراء الصمت-.. الادعاء يتهم ترامب بإفساد انتخابات 2016


.. طلاب الجامعة الأمريكية بالقاهرة يهتفون دعما لفلسطين




.. قفزة في الإنفاق العسكري العالمي.. تعرف على أكبر الدول المنفق