الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


البرفيسور الدكتور سعد محمد عثمان الجيبه جى، شخصية اقتصادية عراقية - الحلقة الأولى – من الاقتصاد العراقي المأزق والحلول - في بؤرة ضوء

فاطمة الفلاحي
(Fatima Alfalahi)

2021 / 3 / 1
مقابلات و حوارات


اقرؤوا معي ورقة من أوراق الزمن الجميل والتي حطت على أجنحة أزهار عراقنا -شخصية عراقية - كانت على قدر كبير من المسؤولية في خدمة الوطن، هو البرفيسور الدكتور سعد مـحمد عثمان الجيبه جى؛ تولد عام 1954 من أب بغدادي، كان موظفًا مرموقًا فى الحكومة، تنقل فى أغلب محافظات العراق لخدمة الوظيفة العامة بكل نزاهة وإخلاص، وأم من أُسرة موصلية عريقة عرفت بمرجعيتها الدينية فى الموصل وكان له سبعة إخوة وأخت واحدة، أنجبوا عشرات الأحفاد، ليكونوا أسرة كبيرة تفرقت فى أصقاع البسيطة بسبب ظروف العراق، ولكن اجتمعت الأسرة على فضائل الأخلاق والنزاهة وحب الوطن، ومن هذه البيئة نشأ سعد وتنقل فى دراسته تبعًا لوظيفة والده في الموصل وتارة في أربيل وتارة أخرى في بغداد.
فقد كان سعد متفوقًا فى الدراسة قليل الكلام، كثير الاحترام للجميع، ماتحمله روحه من عزيمة يمنح ذاته طموحًا خفيًا لايصرح به، حتى لا يُثقل كاهل أسرته.تفوق في دراسته الثانوية - إعدادية المنصور- في بغداد، ولرغبته العميقة بدراسة الاقتصاد، قرر أن ينتسب إلى جامعة بغداد -كلية الادارة والاقتصاد ليتخرج منها عام 1975 1976 بدرجة جيد جدًا
ووفقًا للقوانين كان لابد أن يخدم العلم، فقُبل فى كلية الضباط الاحتياط، ولكن اصراره على تكملة دراسته جعلتهُ يَقدم على دراسة الماجستير فى جامعة بغداد، مما أدى إلى تأجيله من الخدمة العسكرية، فأنهى السنة التحضيرية بأعلى معدل على أقرانه بإمتياز.
في عام 1978 أنهى دراسة الماجستير ليُشمل بقوانين ابتعاث الطلبة الأوائل على الجامعات، فقدم إلى دائرة البعثات، وحلمه للدراسة فى السوربون فى باريس كان يراوده مذ كان فى الثانوية، فقد تم قبوله فى أحد زمالات الحكومة الفرنسية لإكمال دراسة دكتوراه الدولة فى العلوم الاقتصادية فى نفس العام.
وفي عام 1982 حصل على شهادة الدكتوراه الأولى ثم حصل في عام 1985على شهادة دكتوراه الدولة من جامعة كليرمون، وهي من ضمن أفضل 400 جامعة فى العالم، في تخصص السياسات والاستراتيجيات الاقتصادية. وخلال دراسته حضر الكثير من المؤتمرات وسافر الى الكثير من البلدان ليجمع المعلومات منها فنزويلا والجزائر ونيجيريا وبعض الدول العربية.
سِفر العودة إلى بغداد
بعد أن أنهى دراسته فى فرنسا كانت الحرب الإيرانية العراقية على أشدها. فقد حُط أمام مغريات عدة، إما البقاء والعمل في نفس الجامعة أو العودة.. في عام 1985 قرر العودة إلى العراق ليؤدي الخدمة العسكرية الإلزامية.. رافضًا عرضًا مغريًا لمنحه الجنسية الفرنسية على أثر رسالة رسمية من إدارة الهجرة باعتباره من الحاصلين على شهادة مرموقة وبتفوق على أن يعمل فى نفس جامعته التى كان يحظى برعاية وحب كبيرين من قبل إدارتها وأساتذتها وزملائه.
في بغداد عام 1986 .. بدأت رحلته في معادلة الشهادة واستقرار العائلة وعليه تأدية الخدمة العسكرية، وبدأت من مركز تدريب في الحلة في فصيل جميعهم من حملة الشهادات العليا، فيهم الطبيب والمهندس والأستاذ من حملة الماجستير والدكتوراه ومنهم من عاد من أمريكا وفرنسا والمانيا وانجلترا، ومنهم خريجي بعض الدول الاشتراكية ومن خريجي الجامعات العراقية.
ثم تم تنسيبه إلى وحدة الميزانية والطلبات العسكرية في باب المعظم فى بغداد. عندها جاءت الفرصة فعرض عليه التدريس فى كلية الإدارة والاقتصاد وفي كلية الزراعة . قسم الاقتصاد الزراعي لطلبة الدراسات العليا، لذا كان عليه التدريس والاستمرار بالخدمة العسكرية لمدة سنة تقريبًا. فقد وجب ذهابه إلى الخطوط الأمامية للجبهة، وقد كان ملزما للجميع القيام بذلك، مهما بلغت رتبهم أو مواقعهم أو مراكزهم الوظيفية. فأُرسل إلى منطقة اسمها-قلعة چولان- الفيلق الأول. ليقضي شهر بين المقاتلين.
عام 1987، هو عام البدء بالعمل الدؤوب، حيث بدأ عمله أستاذًا لمادة الاقتصاد في الجامعة المستنصرية وفي ذات الوقت كان مواضبًا على دورة الإعداد الأكاديمي التي استمرت ستة أشهر وكان حريصًا عليها لكونها فرصة لاكتساب المهارات وتكوين العلاقات وفهم المحيط.
في عام 1988 كانت أول الأفكار مع انتهاء الحرب الإيرانية على العراق، هي إعادة تأهيل الخريجين الذين التحقوا بالخدمة العسكرية طيلة فترة الحرب. فنشرَ أول مقالة عن دور التعليم المستمر فى إعادة تأهيل الشباب بعد الحروب، ضمنها في كراسٍ عن عشرات دورات لإعادة التأهيل بأغلب الاختصاصات، وكان العمل شاقًا حيث التحق المئات من الشباب بالدورات، في وقت كانت خبرة أغلب الأساتذة أكاديمية بحتة، إذ كانوا يفتقرون إلى خبرات خدمة المجتمع والاقتصاد. وفي اجتماع علمي كبير حضره العديد من المختصين في الشوؤن الاقتصادية والإدارية من كل أنحاء العراق. وكانت من مهامهم إنشاء مركز استشاري، يعمل على تقديم خبرات في تحويل المنشآت الصناعية العسكرية إلى صناعات مدنية. التجاوب كان عاليًا في كل القطاعات، كما عملوا على إرساء أسس السياحة الدينية في العراق كمصدر إضافي لتوليد الدخل من غير واردات النفط، وذلك بالتعاون مع هيئة السياحة العامة بعقد لمدة سنة وبفريق عمل من 30 أستاذًا، فتم إنجاز مجلد يتضمن مسحًا لجميع المعالم الدينية في العراق وتاريخها ولكل الأديان بسبعمائة صفحة، فكان الأساس لانطلاق السياحة الدينية فى العراق.
في عام 1991، تم ترقيته إلى أستاذ مساعد (مشارك) بعد نشر أكثر من عشرة بحوث، وتوليه مهام إصدار مجلة الإدارة والاقتصاد المعتمدة أكاديميًا في جميع أرجاء الوطن العربي. وخلال تلك الفترة تم إيفاده مرات عديدة منها إلى جامعة محـمد الأول في المغرب للتدريس لفترة وجيزة، وإلى الأردن ممثلًا عن جمعية الاقتصاديين العراقيين في مؤتمر المرأة العالمي ببحث عن المرأة المنتجة، وبحث آخر عن المرأة المعيلة للأسرة.
وخلال فترة الحصار كان على استعداد دائم لتقديم الأفكار المساعدة لمواجهة الحصار البعض منها لوزارات التجارة والتخطيط وغيرها، وقدم أهم الأفكار الإبداعية التي اعتمدت على مفهوم التصنيع بالنيابة، وفكرة تحويل الجامعات إلى مؤسسات إنتاجية عبر المراكز الاستشارية أو المساهمة بالإنتاج .
في عام 1993 تم ترشيحه عميدًا لكلية الإدارة والاقتصاد في جامعة الكوفة، حيث التحق بمهمته الجديدة في محافظة النجف في بناية بائسة كبداية لكلية الإدارة والاقتصاد في جامعة الكوفة ليبدأ من هناك برحلة جديدة من التحدي في التأسيس من الصفر وصولًا إلى استحداث دراسة الدكتوراه في تلك الكلية . وخلال تسعة أعوام صارت هذه الكلية من الكليات المتميزة التي خدمت التعليم العالي في منطقة الفرات الأوسط في أصعب ظروف الحصار وشح الموارد وخَرجتْ آلاف الطلبة، وكان أهالي النجف، يشعرونه بامتنانهم واحترامهم له في كل المناسبات.
في عام 1995 حصل على مرتبة الأستاذيةFULL PROFESSOR وفي عام 2000 انتقل لتولى مهمة عميد كلية الإدارة والاقتصاد في الجامعة المستنصرية، فأدخل العديد من التحسينات الممكنة على بناية الكلية وفي المناهج والعلاقات ، بعدها صدر قرار بتعينه مستشارًا فى سفارة العراق في فرنسا التي سبق وأن نال من جامعاتها شهادة الدكتوراه.
في عام 2001 غادر إلى باريس بمهمة صعبة حيث كل الأبواب مغلقة أمام الدبلوماسية العراقية بسبب الحصار ولكن بالإصرار والعمل الدؤوب تم تذليل الكثير من الصعوبات، فكانت البداية بمؤتمر صحفي في نادي الصحافة في وزارة الخارجية في باريس لإيصال رسالة وصوت العراق ورغبته للعودة بقوة إلى المجتمع الدولي وكانت فرصة مواتية لإعادة علاقاته القديمة مع زملاء الدراسة في فرنسا، وقد مهد كل في تأمين زيارات العديد من الوفود الفرنسية للعراق ذلك بعد قطيعة امتدت 20 عامًا ومنها نجاحه في تنظيم رحلة لبعض أعضاء البرلمان الفرنسي لزيارة العراق والتأكد من خلوه من أي أسلحة الدمار الشامل ، وقد أحدثت هذه الرحلة ضجة في العالم بسبب كسرها للحصار بوفد فرنسي كبير وغيرها من الفعاليات المشتركة، ومنها فعاليات في مجلس الشيوخ الفرنسي عنوانها(لاتقتلوا أطفالنا نحن نحب السلام) وأخرى فنية (فرشاة من أجل السلام).
في عام 2002 انتهت مرحلة العمل في فرنسًا بتعينه سفيرًا فوق العادة فى ديوان وزارة الخارجية .وفي ذات التاريخ قرعت طبول الحرب على العراق، فالتحق بمعهد الخدمة الخارجية فكلف بتدريس طلبة المعهد الجدد مادة العلاقات الاقتصادية الدولية وجولات التجارة الدولية (أوروغواي الثمانية).
بعد الاحتلال عام 2003، كان لابد من البحث عن مصدر رزق للأسرة خاصة بعد أن تم فصله من الوظيفة، فكانت أول محطات التدريس في جامعة عدن في اليمن وبعد شهور قليلة استلم عرضًا لعمادة كلية الاقتصاد والقانون في تونس، لكنه لم يستطع قبول هذا العرض بسبب صعوبة الحصول على نقل أولاده لأختلاف لغة التعليم في البلدين ، بعدها قبل عرضًا للعمل سلطنة عمان حيث تم تعيينه رئيسًا لكلية البريمي الجامعية وهي ولاية محاذية للامارات. واستمر في العمل فيها لمدة عام. بعدها انتقل للعمل في إمارة دبي بدولة الإمارات العربية المتحدة كعميد لكلية الإدارة فى جامعة الغرير عام 2005 .
وفي بداية عام 2006 عرض عليه العمل في الحكومة الإتحادية كمستشار في الاستراتيجية, تم تكليفه بكتابة جزء من الاستراتيجية الخمسية الأولى لدولة الإمارات 2008-2011.
في عام 2012 تم تنسيبه للعمل كخبير لكتابة استراتيجية دولة قطر في مكتب رئيس الوزراء.
و في العام الذي يليه، بدأ العمل بشكل جدي بتأسيس مدارس عالمية، حيث أسس وعلى مدى 3 سنوات أسس مدرستين بمنهاج ٍأمريكي وبريطاني إضافة إلى تأسيس أكاديمية كامبردج للدراسات العليا.
خلال الفترة من عام 2015 ولغاية عام 2018 عمل كأستاذًا في جامعة الشارقة والتي كانت نهاية لمرحلة عمله في التدريس الأكاديمي التي استمرت 35 سنة قدم خلالها 75 بحثًا منشورًا وبعدة لغات و5 كتب ، كما أشرف خلالها على عشرات الرسائل الجامعية لنيل درجتي الماجستير والدكتوراه إضافة إلى مشاركته لتنظيم عشرات المؤتمرات العلمية وإلقاء مئات المحاضرة. و تقديم الاستشارات والتدريب الكثير من الطلبة الشباب في العلوم المعاصرة واكسابهم المهارات في الموضوعات الاستراتيجية وفي القيادة والتميز المؤسسي.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. طيران الاحتلال الإسرائيلي يستهدف سيارتين في بلدة الشهابية جن


.. 11 شهيدا وعدد من الجرحى في قصف إسرائيلي استهدف سوق مخيم المغ




.. احتجاجات ضخمة في جورجيا ضد قانون -النفوذ الأجنبي- الذي يسعى


.. بصوت مدوٍّ وضوء قوي.. صاعقة تضرب مدينة شخبوط في إمارة أبوظبي




.. خارج الصندوق | مخاوف من رد إسرائيلي يستهدف مفاعل آراك