الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


العِقاب في حضارة الأزتك

وديع بكيطة
كاتب وباحث

(Bekkita Ouadie)

2021 / 3 / 2
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات


يتلقى الأطفال تعليما شفهيا، بعبارات بليغة، من قبل الأهل في مجتمع الأزتك، بمختلف الطبقات، وخاصة الطبقة النبيلة، التي تحرص عليه بشدة، وهي إرشادات ونصائح وتوجيهات حول كيفية الظهور في الأماكن العامة وكيفية تناول الطعام، والتحدث والكلام، وارتداء الثياب، واحتساء الشراب والنوم، وما ينبغي تجنبه في المجتمع.
وإذا خالف أحدهم ذلك، يتلقى عقابا من الأباء والأمهات جراء سلسلة من السلوكيات المرفوضة، خاصة عندما يكبرون ويبدأون في خوض مشاجرات مع الجيران ويتسببون بمشكلات للأسرة، ومن ضمن هذه السلوكيات عندهم الكسل والوقاحة والتمرد والتفاخر، ويعالج الأهالي هذه المشكلات بأن يضعوا أمام أبنائهم أشواك الصبار المرعب، ويهددونهم بأنهم في حال كانوا مهملين أو عصاة للأوامر، فإنهم سيعاقبون بوخزهم بتلك الأشواك، وقد يصل الأمر إلى فعل ذلك من طرف الأمهات.
كما يعاقب الفتية الذين يتمردون على الأوامر، بأن توثق أيديهم وأرجلهم، ومن ثم يوخزون بأشواك الصبار في أكتافهم وظهورهم ومؤخراتهم. وهكذا يدفع الأطفال ثمن تمردهم. وتشتد تلك العقوبات ما بين سن العاشرة والرابعة عشرة، وتتضمن إجبار الأطفال على تنشق ذرات الفلفل الحار، أو النوم طوال الليل على أرض رطبة بعد توثيق أيديهم وأرجلهم. وإن أخفقت فتاة في أداء عملها أو أهملته، فإنها تضرب من قبل أمها بسبب عدم تركيزها على واجباتها المنزلية.
يصبح الأطفال مطعين وأكفاء عند بلوغهم سن الثالثة عشرة والرابعة. وفي تلك السنة، يبدأ الفتية في نقل الحطب من الهضاب، وقد صوروا وهم ينقلون نباتات البَردى وأغصانا أخرى لاستخدامها داخل المنزل، كما يبرعون في الصيد بواسطة قوارب الكنو. كما يصبح بإمكان الفتيات في تلك السن طحن الذرة وصنع الكعك المحلي لذويهن، ويظهرن في تلك اللوحات وهن ينسجن ويطهون، ويتعاملن بنجاح مع جميع أنواع المعدات الغذائية وأدوات المطبخ. وفي الواقع، عدت كل فتاة قادرة على طحن الذرة وصنع مشروب "الآتولي" بأنها بلغت سناً يؤهلها للزواج.
نرى أن الأزتك شديدي الصرامة فيما يتعلق بسلوكيات أبنائهم، لأنهم نظروا إلى الحياة بوصفها مكانا مملوءا بالمخاطر والعراقيل والمآزق التي يمكن تجنبها إن تسلح الإنسان بالحذر والحيطة والحكمة والانضباط. وقد أشاروا إلى الأخطار في العالم انطلاقا من هذه الوجهة التي تصوروه بها: "على سطح الأرض ننتقل ونعيش بمحاذاة قمة الجبل، وتحيط بنا من كل جانب وديان سحيقة، وإن انحرفت عن الطريق المستقيم أو أخطأت خطأ كبيرا فإنك ستسقط في الهاوية لا محالة". (يتبع)








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ما هو بنك الأهداف الإيرانية التي قد تستهدفها إسرائيل في ردها


.. السيول تجتاح مطار دبي الدولي




.. قائد القوات البرية الإيرانية: نحن في ذروة الاستعداد وقد فرضن


.. قبل قضية حبيبة الشماع.. تفاصيل تعرض إعلامية مصرية للاختطاف ع




.. -العربية- ترصد شهادات عائلات تحاول التأقلم في ظل النزوح القس