الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


رأي ٌ وامض في (استكانة شاي) قصائد : مقداد مسعود. . كتابة الأستاذ الدكتور علاء العبادي

مقداد مسعود

2021 / 3 / 2
الادب والفن


على الرغم من أنّ نص مقداد مسعود "استكانة شاي" جاء بهيئة مقطوعات صغيرة أو نُتَف هابطة من سماء خيالٍ شعري إلا أنه يُصيب مقاصده بدقّةٍ بالغة ويختلطُ فيه الخيال السامي بالواقع اليومي، والعاطفة المتقدة بسكون المكان وخيبة الممكنات. لاترى في نصِ مقداد مسعود زوائد أو أورام تشوه جسد النص، بل ترى حبكة مُتقنة في كُلّ نُتفة حتى لو كانت بكلماتٍ معدودة، وتجد خلاصات أفكار و دوامات مشاعر تطوف كما يطوف سارد النصوص "حول استكانة شاي"ً، وتظل رقائق هواجس النص تدور وتدور "حتى تستقر في القعر". لابدّ لقارئ تلك النصوص من أن يعيد قراءتها لأنها مثل "أدعية الصوفي" تثبتُ في الوجدان بعد دوران ودوران "فيستعيد العالم توازنه".


استكانة شاي
مقداد مسعود
مازال
يطوفُ حول خاصرة استكانة شاي
(*)
عشْ في غد ِك َ
(*)
رجل بخمس نسخ : على حبل غسيل هذا الصباح
(*)
حين أكون ُ بمكان ٍ عام : لن تهدأ روحي.
(*)
عند الظهيرة
كنت ُ أشذّب ُ غصون السياج
: بلل َ شعري مطرُ البارحة ِ
(*)
الأغاني : أدعية ُ الصوفي.
(*)
يرقص ُ..
يرقص ُ المولوي
: فيستعيد العالمُ توازنه ُ
(*)
لا تزول..
: الأشياءُ
تستقرُ
في القعر.
(*)
الروح ُ: مِن العطور
: الجسد ُ: من القوارب
القواربُ : من طيبة الأشجار
الأشجارُ مِن الأحلام
الأحلامُ : رجاءٌ ممدود
الرجاء ُمِن المفاتيح
المفاتيح : زرقاء
الزرقة ُ : شذرة ٌ تحرسُ السياج
السياجُ : جلباب البيت
البيتُ : أصوات وروائح
الأصواتُ : من الأشجار
الأشجارُ مهبط النجوم
الأشجار لا تفاوض فأسا
النجوم : بريئة ٌ من الفؤوس
هل للنجوم فراش في النهار
أم تستطيع سبيلا إلى ليل آخر
ثمة نجمة ٌ تصغي
هل الإصغاء مِن الآبار؟
صوتي يلامس أوراقي
كيف السبيل ؟
نَم ْ
لتصل.
رأيتُ نومي يرتشف الهواءَ قهوة ً
ثم لامسني نسيمٌ من صوته
: لا تحتاج من المصابيح
: سوى سعفة من حديقة بيتك َ

( 8 )
بعد خطوتِك السابعةِ
توقفْ ولا تلتفت .
أطوِ ظلكَ طي المنديل
ودسه ُ في جيبكَ
لا تقطفْ مصباحا مِن الشارعِ
تذّكر شجيرة َ آس ٍ
اخرط غصناً وأفرك راحتيك
ثم
اطلق قدميك َ
فأنتَ لست َ وحدك
الآن تحديدا
: أنتَ معك َ


( كلب )
فراشه ُ : تلُ رمل ٍ جديدٍ
شمس ُ الضحى : بطانيته ُ
أي أمضى سهرة َ البارحة :
هذا الكلب ُ المبقع بياضه
بعتمة الباذنجان ؟
لا براميل النفط
المُد حرجة على الأسفلت ِ
ولا صراخ عمال البناء فوق رأسه
بطابقين.
ولا زعيق سيارة الغاز وستوتات الخضراوات
: توقظه !!
أين أمضى .. البارحة ؟ وهل يحلمها الآن..؟
يغطس ُ في حلمه ِ
لينأى عن ما يتدحرج منا؟ وما يتدحرج فينا
وما يُجرفُ مِن رمل ٍ وينقلُ في عربات البناء.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الصدمة علي وجوه الجميع.. حضور فني لافت في جنازة الفنان صلاح


.. السقا وحلمى ومنى زكي أول الحضور لجنازة الفنان الراحل صلاح ال




.. من مسقط رأس الفنان الراحل صلاح السعدني .. هنا كان بيجي مخصوص


.. اللحظات الأخيرة قبل وفاة الفنان صلاح السعدني من أمام منزله..




.. وفاة الفنان المصري القدير صلاح السعدني عن 81 عاما