الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الجائحة المنافقة في الدولة المنافقة

سالم روضان الموسوي

2021 / 3 / 2
دراسات وابحاث قانونية


عاودت جائحة كورونا خلال الأيام الماضية فارتفعت نسبة الإصابة فيها، على وفق ما تعلنه وزارة الصحة العراقية، مع وجود انخفاض في عدد الإصابات في الدول الأخرى، وبعض المشككين اعتبروا إن تلك الزيادة لها صلة بقانون الموازنة من اجل زيادة التخصيصات المالية لاستيراد المستلزمات الطبية والإعفاءات الضريبية والكمركية والتسهيلات الأخرى التي تتميز بها لتعلقها بتلك الجائحة، كما اتخذت الحكومة إجراءات شديدة التضييق على المواطن منها فرض غرامات على من لم يلتزم بلبس الكمامة ومنع التجمعات في المساجد والحفلات الخاصة والعامة، وفرضت غرامات كبيرة على من يخالف تلك الأوامر، واشد تلك الإجراءات حظر التجوال الذي لم يحقق غاياته منذ أن ظهرت الجائحة ولغاية الآن سوى التضييق على المواطن في حركته وحريته ورزقه وتعطيل مصالحه، وكل هذا له تبرير عند الحكومة وهو المحافظة على صحة المواطن لأنها أهم من كل شيء حتى لو تسببت بموته جوعاً وكمدا، لكن ما يلفت النظر إن تلك القيود لم تشمل جميع من يسكن ارض العراق ، وإنما لطبقة من المتحكمين برقاب الناس امتياز خاص، فهم فوق القانون كما صرحت إحدى النائبات عند الطلب منها بارتداء الكمامة امتثالاً لأوامر حكومتها التي صوتت عليها، كما لوحظ عدم امتثال جميع أعضاء مجلس النواب بارتداء الكمامة في لقاءاتهم وتجمعاتهم، وأخرها الصور المسربة عن حصول شجار بينهم في قاعة مجلس النواب ولوحظ عددهم الكبير وتجمعهم وتقاربهم دون الالتزام بالتباعد الاجتماعي او الالتزام بارتداء الكمامة، ومع ذلك لم يصدر بحقهم أي إجراء بفرض الغرامة التي فرضت على المعاق سائق الأجرة الذي حرق سيارته وجسده لأنه لا يملك مبلغ الغرامة وانه سعى لنيل رزقه لتامين قوت أطفاله اليومي، وعند التأمل في هذا السلوك لتلك الطبقة ومريديهم، يتحير العقل، فلا يجد من تبرير، لان لو كانوا يحترمون القانون لالتزموا به وبالأوامر التي هم من يصدرها عبر حكومتهم التي صوتوا عليها، أو لربما إنهم محصنون من الإصابة بالجائحة لأنهم تلقوا اللقاحات سراً كما تسرب للإعلام منذ ستة أشهر بينما لم يصل إلى المواطن هذا اللقاح لغاية الآن رغم وصوله إلى أفقر البلدان في العالم، أو لربما إنهم يملكون من الشجاعة التي لا يملكها غيرهم في مواجهة الجائحة حتى لو كانت مميتة وخطيرة، لكن هذا القول لا يصمد تجاه سلوكهم وهم يتجولون في الشوارع بمواكبهم الكبيرة والمدججة بأنواع السلاح وفي عجلاتهم المدرعة ضد الرصاص، وكيفية سيرهم في الطرقات التي يرعبون بها المواطن، فضلاً عن أفواج الحماية المخصصة لحماية مقراتهم ومحل سكنهم مع ان اغلب عوائلهم خارج العراق، فهذه الأمور تؤكد انهم يرتجفون خوفاً من المواطن حتى لو كان اعزل ومسلوب الإرادة بفعل سلوكهم في إدارة الدولة، لذلك فان الأمر محير وعصي على المتأمل فيه، ولا يبقى إلا أن نعود إلى تبرير قد يكون له محل في النقاش، وهو الاستهانة بكل الأمور (الاستهتار السياسي أو الوظيفي) لأنهم يبحثون عن كل ما يميزهم عن العامة، وليكن ما يكن بعد ذلك حتى لو تعلق الأمر بالصحة العامة وحياة الناس، ولمسنا هذا من خلال السلوك النيابي في التعامل مع قوانين حيوية تجاه حياة المواطن ومنها قانون الموازنة، وكذلك في مظاهر القمامة التي تغطي اغلب المدن، أو في استخدام القوة المفرطة مع المحتجين، سواء بالقتل المباشر عبر إطلاق النار أو بفرض عقوبات الحبس والسجن ضد بعض المحتجين في الحراك الشعبي ومن هؤلاء المحكومين من توفى داخل السجن بسبب إصابته بكورونا او من جراء الإهمال الطبي وهو يقضي عقوبته في السجن من جراء احتجاجه وانتقاده لسلوك بعض قيادات الدولة القائمة حالياً، حيث أزعج نقد هذا المواطن المسؤول في الدولة وكدر مزاجه فاشتكاه إلى القضاء وحبسه بموجب قوانين البلاد التي وضعها من لم يحترم حقوق الإنسان في السابق، ففي كل ما تقدم ذكره وضوح اللامبالاة تجاه هموم الناس، وأعود إلى كورونا المنافقة، التي خيبت آمالنا عندما استهدفت الفقير وتركت الأمير، وما عسانا أن نفعل إلا أن نتأسى بقول الله تعالى (يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ مَّا عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُّحْضَرًا وَمَا عَمِلَتْ مِن سُوءٍ تَوَدُّ لَوْ أَنَّ بَيْنَهَا وَبَيْنَهُ أَمَدًا بَعِيدًا وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ وَاللَّهُ رَءُوفٌ بِالْعِبَادِ) وعند ربنا يكون إنصافنا من هؤلاء وهو على أمرهم وعلى كل شيء قدير.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. آلاف اليمنيين يتظاهرون في صنعاء دعماً للفلسطينيين في غزة


.. إيرانيون يتظاهرون في طهران ضد إسرائيل




.. اعتقال موظفين بشركة غوغل في أمريكا بسبب احتجاجهم على التعاون


.. الأمم المتحدة تحذر من إبادة قطاع التعليم في غزة




.. كيف يعيش اللاجئون السودانيون في تونس؟