الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


البابُ المُوصد ، باب يُشرع لكاتب شاب ( حسين عماد الواجدي )

عقيل الواجدي

2021 / 3 / 3
الادب والفن


لايمكن لجبال الجليد اَن تحول دون تفتق بتلة ورد غضّة من تحته ، الأرواح المحبّة يمكن لها ان تنثر الجمال في ايّة لحظة ، اَنْ تُظهر امكانياتها على غير موعد ، وقد وجدت هذا في الكاتب الشاب ( حسين عماد الواجدي ) الذي اتحفني بنصِ قصصي جميل عن غير سابق تجربة في الكتابة ، نص امتلك من مقومات ادراك كيفية الكتابة بما افاض عليه الكاتب من مَلَة الخيال التي يمتلكها والقدرة على نسج جمل جميلة دون اسهاب ، ( الباب الموصد ) نص قصصي يستحق ان يُوثّق لكاتبِ اَجزم لو اَنّه منح الكتابة الأهمية التي تستحق سيكون كاتباً مهما وذا شأن .

الباب الموصد /قصة قصيرة / حسين عماد الواجدي
لا أمل في الهروب ,الباب المُوصد يَحول بينها وبين العالم ,ساقها المكسوره تحول دون حركتها ,تحاول فتح نافذة الغرفة جاهدة ولكن من دون جدوى .الزاويه التي جلست فيها هي عالمها الان .
ماذا جنت؟!
تحاول الاسترخاء في تلك الزاويه ولكن من دون جدوى ,حتى جدران الغرفة تضايقها وكأنّ الغرفة تحاول أن تبتلعها .
اِغماضة عينيها وحدها من تُحيل هذا العالم الضيق -غرفتها - الى فضاء لاحدود له وَتحوّل كل الجدران الى سراب عالم من غير قيود أو حدود, مع تباطئ دقات قلبها والسكون الذي يستبيح كل شيئ لحظات من الهدوء .تسترجع ذكريات شخصٍ قد أحبها ,شخص أستندت عليه عند سقوطها, شخص قد أعتبرته ملجأها الوحيد في كل حالاتها ,شخص قد مات دفاعا عن وطنه , ذبلت عيناها على فراقه . مرت ثلاث سنين على وفاتك يا أبي ,ثلاث سنين لم أكن على سجيتي ,لقد كُسر قلب أبنتك يا أبي منذ أوّل يوم فراقك ,أَوَ تعلم كيف قام أخوتي بمواساتي طول هذه الوقت ؟ بضربي وأذلالي وأستعبادي وشتمي أمام الاخرين, لقد حطّمو أبنتك الوحيده ,حقا أشتقت الى ابتسامتك وَطُرَفُكَ في اضحاكي ومناداتي بأميرتي ,وأولادك يتفننون في كيفية أبكائي .لم أُخلق جميله وأنا أعرف ذلك لكنك الشخص الوحيد الذي رآني كأجمل فتاة قد خُلقت على هذه الارض وأحببتُ هذه الشيء فعلا ,والآن لم أعد حتى أثق في نفسي, أبي أني وحيدة لا أملك أصدقاء أو أحباء أو أقرباء, لا أملك شخصاً أتكلم اليه أخبره بما يجري معي ,أكاد أفقد عقلي لم أعد قادره على الاستمرار في عيش هذه الحياة التي لم استحقها حقا قد تعبت وليس لدي أية حلول لما يحصل معي, يا أبي قد ذبلت وردتك .من كثرة الضرب الذي تعرضتُ اليه .أريد أن أتمشى في البساتين مرة أخرى.أريد أن أذهب الى السوق الذي أعتدنا الذهاب اليه .أريد أن أغفو في حضنك مرة أخيرة .أريد أن أسترجع ماتبقى من نفسي ,أن اخرج من هذه السجن الذي كتب علي, دمعةٌ على جبينها كانت تعكس ضوء الشمس النافذ من شقوق السقف . يُفتح الباب الموصد , ويدخل أحد أخوتها ويقوم برفسها في بطنها ,ويجرّها من تلك الزاوية من شعرها الى قاعة المنزل ,هذه المره لم تبكي أو تصرخ من الالم وكأن شيئا أختلف بها .يجتمع ألاخوه ، يحيطونها ,الاخ الاكبر قائلا(بطريقه باردة جدا) ما بها اليوم ولماذا ساقها مكسورة ,فأجاب أحدهم قائلا هذه اللعينه لقد حاولت الهرب من المنزل, الاخ الاكبر مُجيباً هل أتتكِ الجرأه أيتها القبيحه ،لقّنوها درساً كي لا تعيدها مرة أخرى , اختنق صوت الصراخ في فمها فلم تصدر الفتاة أية صوت وأصبحت تضحك بصوت مرتفع كشخص قد جُنَّ جنونه. وكأنها قد أصبحت جثه لاتشعر بالالم.ذهل الاخوة من هول ما يرون أمامهم وعم الصمت المخيف بينهم .تحاول الفتاة الاعتدال في جلوسها .وجسدها لايستطيع تحمل المزيد من الضرب ,أشبكت يداها قائله أوتحسبونني سأنسى مافعلتم بي ,أوتظنون بأن كل مافعلتم من العنف والذل تجاهي قد يُغفر , سيأتي وقتكم ويرد عليكم الصاع صاعين .وسأخبر أبي بكل ما فعلتم بي عاجلا أم أجلا ,كيف أهملتم ابنته الوحيده وبدلاً من جعل هذه البيت وطناً فقد جعلتموه جحيماً عليها ,كيف أصبحتم وحوشاً بعدما كنتم أطفالا حمقى .أستعرضتم رجولتكم على فتاة ضعيفة مثلي حتى جعلتموها تكره نفسها أوَتحسبونني أنسى, كم عظما كسرتم كم ذُلاً أريتموني ,عاملتموني بما لم تعامل الزوجه لأطفال زوجها ,لن أنسَ ، وأن يوم عقابكم لقريب أعدكم بذلك ...
قام أحدهم بغضب أخرسي أيتها القبيحة وضربها على رأسها فأغميَ عليها ، أخذ الاخوه ينظرون الى بعضهم البعض بنظرة أستغراب يملؤها الغضب فقاموا بحمل جسدها المتورم من كثرة الضرب ووضعوها في غرفتها وأوصدو الباب عليها مرة أخرى.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. وفاة الفنان الكبير صلاح السعدني عن عمر يناهز 81 عامًا


.. المتحدة للخدمات الإعلامية تنعى الفنان الكبير صلاح السعدني




.. الفنان هاني شاكر في لقاء سابق لا يعجبني الكلام الهابط في الم


.. الحكي سوري- رحلة شاب من سجون سوريا إلى صالات السينما الفرنسي




.. تضارب بين الرواية الإيرانية والسردية الأمريكية بشأن الهجوم ع