الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


اغتيال جديد لمواطنة النساء

عزة كامل

2021 / 3 / 3
ملف يوم المرأة العالمي 2021: التصاعد المرعب في جرائم العنف الأسري في ظل تداعيات وباء كورونا وسبل مواجهتها


فى ظل الخراب الواضح والموت القسرى الذى أحدثته جائحة «كورونا» ومفاجآتها المستمرة، كانت هناك مفاجأة من العيار الثقيل، جائحة أخرى فجرها نشر مشروع مسودة قانون الأحوال الشخصية، جائحة ألقت بكل كفاح المرأة المصرية المضىء مند زمن هدى شعراوى إلى الآن فى سلة المهملات، كأنه رجس من عمل الشيطان، إنه أشبه بكوميديا سوداء تطرح سؤالا عبثيا، كيف تفضل المرأة أن تختفى أو تتوارى أو تصاب بالسكتة القلبية؟ أبالقانون الكارثى، أم بكوفيد- 19؟.
مشروع هذا القانون يمحو تاريخ النضال النسوى بضراوة، معلنا أن جميع النساء ناقصات عقل وأهلية، ومواطنتهن منقوصة، مفارقة كبرى فى الوقت الذى نتباهى فيه بأن نسبة النساء فى البرلمان أصبحت 27%، ولدينا ثمانى وزيرات، يأتى هذا القانون ليخرج لنا لسانه، ضاربا عرض الحائط بأى استحقاق دستورى للمرأة، ويؤكد أننا مازلنا مجتمعا ذكوريا بجدارة، مجتمع مغلف بأصولية، ومبطن بسلفية ضد وجود المرأة فى الحياة العامة، ويعمل على وأدها حية فى الحياة الخاصة، لا يعبأ بالمواطنة ولا بالدستور ولا بملايين النساء اللاتى خرجن يطالبن بالعدالة والحرية والكرامة الإنسانية.
إن القانون لا يجب أن يكون صفقة يربح فيها مالك النفوذ، ومن يتسيد على عرش الذكورية، وأريد أن أسأل من الذى دبّج هذا القانون؟ هل ذهبت للمحاكم المصرية التى تكتظ بآلاف النساء المصريات، وهن يعانين من الحصول على نفقة أو طلب الطلاق أو الحصول على حقوقهن القانونية؟، هل جلست مع الأطفال الذين يعانون من الاضطراب النفسى والعصبى، ويتعرضن لخطر عدم استكمال التعليم، لأن الأم الحاضنة ليس من حقها الولاية التعليمية، التى تتيح لها نقل طفلها من المدرسة أو التصرف فى شؤونه؟، ولا يحق لها استخراج أى أوراق رسمية له؟
هذا غيض من فيض، ومن المعاناة ورحلة الآلام والعذاب التى تمر بها النساء المصريات فى المحاكم وغيرها، لأنهن يردن حياة كريمة لهن ولأولادهن، ومن المضحكات المبكيات أن مشروع القانون الكارثى، يبيح لأى ذكر من الأسرة أن يطلق المرأة لعدم التكافؤ بين الزوجين!!!
مسودة القانون معيبة بشكل مطلق، وهو أداة جديدة لتكريس العنف والقمع المغلف بسلفية قانونية، والتى تنتهك حقوق ومبادئ الدستور، من العدل أن تكون القوانين حصنا للحريات، وفاعلة للوقاية والحماية والطمأنينة، وليست سموما وقبورا.
هذا القانون، إن صح تمريره للبرلمان والموافقة عليه، هو اغتيال مؤكد للدستور وللمواطنة، وسار علينا أن نطلق عليه بدلا من قانون الأحوال الشخصية، قانون «هدم الأسرة المصرية»!.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - ربما لم يسمعوا عما يحدث بالسعودية !؟
صلاح الدين محسن ( 2021 / 3 / 3 - 13:33 )
السعودية تخطو باطراد في الحداثة والعصرية . والحقوق التي منحوها للمرأة مؤخراً لم تكن
تخطر علي بال . وفي المحروسة من يتجهوا بها للعكس
آخر حديث سمعته للمفتي المصري السابق .. بنعومة خبيثة كان يسخر من السياحة .. فشعرت بلسان حاله يقول : أنا مسلم حتي ولو أهل مكة والمدينة , هجروا الاسلام
ربما لم يسمع - سماحته ! - عن برنامج ضخم وُضِع لأجل السياحة ومستقبلها في البلد الذي اخترع الاسلام : السعودية !؟
القوميون العروبيون في مصر يحرصون علي أن تكون مصر أكثر عروبة من العرب : أهل السعودية
فها هو كاتب مصري بموقع - الحوار المتمدن - كتب يقول : أنا عربي ولوهجرت العرب عروبتها !( فلو عرفنا انه يعيش بأرقي دول أوروبا منذ أكثر من 40 عاماً - لا بالخليج , ولا السعودية ! - وله أولاد وأحفاد وِلدوا بأوروبا !) هل يحتاج لمحلل عقلاني نفساني ؟ أم للقاح مضاد لفَيرَس العروبة؟
من يحبون مصر وضعوا نظام - التعليم التجريبي - لو عُمِمَ لصارت بعد عشرين سنة كاليابان . أعداء مصر عرقلوه , ولا قبول لدفعات أخري بعد العام ,لحرصهم علي هويّة عرب-اسلامية . فلا شأن لهم بمصر بل بالعروبة والاسلام , والسعودية بات شأنها : الحداثة
تحياتي

اخر الافلام

.. ضربة إسرائيلية ضد إيران في أصفهان.. جيمس كلابر: سلم التصعيد


.. واشنطن تسقط بالفيتو مشروع قرار بمجلس الأمن لمنح فلسطين صفة ا




.. قصف أصفهان بمثابة رسالة إسرائيلية على قدرة الجيش على ضرب منا


.. وزير الأمن القومي الإسرائيلي بن غفير تعليقا على ما تعرضت له




.. فلسطيني: إسرائيل لم تترك بشرا أو حيوانا أو طيرا في غزة