الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الواقع الموضوعي بدلالة اليوم والساعة _ القسم 4 ف 3

حسين عجيب

2021 / 3 / 3
العولمة وتطورات العالم المعاصر


1
خطأ مشترك وموروث تعريف الانسان وبقية الأحياء بدلالة الحياة فقط ، وبمعزل عن الزمن .
الحياة غير مفصولة عن الزمن ، ويتعذر فصلهما ، مع أنهما يصدران من جهتين متناقضتين :
المستقبل ( الأبد ) مصدر الزمن ، والماضي ( الأزل ) مصدر الحياة .
وهذه مشكلة كبرى ، يتغير الموقف العقلي للإنسان بعد فهمها وتمثلها .
وأعتقد أن تأثير هذه الفكرة ( الجديدة ) ، على المستويين الفردي والمشترك ، لن يكون أقل من أثر فكرة دوران الأرض حول الشمس ، أو فكرة التطور ، وغيرها من الاكتشافات النوعية .
....
الموقف العقلي المشترك ، موروث بدوره ، ويحتاج إلى التصويب وإعادة التوجيه باستمرار .
المفارقة ، أن هذه الخلاصة مشتركة بين الأديان الكبرى والفلسفة والعلم والتنوير الروحي : رفض الموقف التقليدي الموروث " موقف الآبائية " واعتباره مصدر الشقاء الإنساني ، لكن بصيغ متنوعة .
....
بدون حل ( مشكلة الزمن ) على المستوى الفردي أيضا ، يبقى سوء الفهم والغضب المزمن كما نخبره جميعا بدلالة الجشع وعدم الكفاية أو انشغال البال المزمن ، صفة العقل التقليدي .
2
ما العمل ؟
ليس على الطريقة اللينينة ، حيث نصطدم بثنائية تروتسكي _ ستالين ... ( الغرق في التفاصيل أو القفز فوق المتناقضات ) ، وهي صورة طبق الأصل عن بقية الثنائيات المحزنة التي تتكرر وبنفس الآلية في الدين والفلسفة والعلوم ، وفي الثقافة والفكر السياسي بصورة خاصة ( حيث تتكشف أمثلتها النمطية عبر الماركسية والتحليل النفسي ، وتتكرر في الجماعات أو الأحزاب العقائدية بلا استثناء في اليمين أو اليسار ) .
ما العمل ، لينتقل الفرد من حال القلق المزمن _ متلازمة الغضب والجشع _ إلى حالة جديدة لا تخلو من القلق بالتأكيد ، لكنها يختلف بشكل نوعي عن حالة وموقف عدم فهم الواقع أو الفهم الأيديولوجي فقط " المعرفة الزائفة " ؟!
....
هل تزعم أنك صرت تفهم الواقع الموضوعي ؟!
نعم ، ولا بالتزامن .
3
متلازمة الجودة والتكلفة بدل السبب والنتيجة ، تناسب التعبير عن مشكلة الانسان أكثر .
السبب والنتيجة فكرة جزئية ، ومضللة بطبيعتها .
لا يوجد سبب واحد ، أو مصدر واحد لأي حدث .
الوجود أو الواقع الموضوعي ، محصلة السبب والصدفة معا ، حيث الحياة سبب والزمن صدفة .
الحياة ظاهرة ( مكشوفة ) بطبيعتها ، بينما الزمن مجهول بطبيعته .
....
الانسان ( أيضا الحيوان والنبات ) ثنائي حياة + زمن .
هذه المشكلة المعرفية الأساسية ، والمشتركة ، كيف يجتمع الزمن والحياة عبر الانسان ؟!
4
أعتقد أنني أرى الضوء في نهاية النفق أخيرا .
هذا ليس شعرا .
هي فكرة وخبرة ، تستحق الاهتمام والتفكير .
....
مثال تطبيقي 1
( الحياة لا تقيم في منازل الأمس ) .
العيارة جميلة ، لكنها غير كافية ، بل هي أقرب إلى الخطأ .
الحياة والزمن لا يقيمان في منازل الأمس ، لكن بشكل متعاكس .
_ الحياة تنتقل من اليوم إلى الغد ، ...ثم المستقبل المجهول .
_ الزمن ينتقل من اليوم إلى الأمس ، ...ثم الماضي ( المجهول بالنسبة للزمن ) .
هذا المثال يستحق التأمل والحوار
....
مثال 2
( لا تقسروا أولادكم على أخلاقكم ، فقد خلقوا لزمن غير زمنكم ) .
....
مثال 3
( ثنائية الزمن والحياة _ الوقت والجهد )
الزمن والحياة
اثنان في واحد
....
كل حركة يقوم بها الانسان ، جسدية أم فكرية ، هي بطبيعتها ثنائية تدمج الوقت والجهد .
الحركات الجسدية واضحة أكثر من الفكرية أو النفسية ، فهي مباشرة للحواس وضمن مجالها . ومع ذلك ، أغلب حركاتنا الجسدية لاشعورية وغير واعية ولاإرادية أو انفعالية ، بينما حركاتنا الارادية والواعية والشعورية معا نادرة للغاية ، مع أنها مصدر الطاقة العقلية الإيجابية .
لنتأمل أي حركة اعتيادية نقوم بها ، غسل اليدين أو النظر إلى الموبايل أو الساعة ، وغيرها .
مثلا خلال حركة روتينية ، إعادة الكأس أو الصحون أو أي غرض آخر ، يكون السلوك الاعتيادي عبر عادة محددة ، وتتكرر بشكل انفعالي بهدف توفير الوقت أو الجهد غالبا .
وبعد الانتباه إلى الحركة المعنية ، مثلا حركة رفع الصحون والملاعق عن الطاولة ، عندما نكون مستعجلين نوفر الوقت على حساب الجهد ، والعكس صحيح أيضا .
يمكنك تأمل هذا المثال التطبيقي خلال حياتك اليومية ، والاضافة له بما ينطبق على وضعك .
وأعتقد أنه تمرين يستحق الاهتمام والتفكير ( الوقت ، والجهد ، والالتزام ، والمال عند اللزوم ) .
....
المشكلة العقلية في الخلط بين الجودة والتكلفة ، تشبه ثنائية الرشوة والهدية .
قبل التفكير في القضية ، نشعر ونعتقد أننا نفهم المشكلة تماما ، حسب التصور السابق .
بعد التفكير فيها ، نتفاجأ بأنها مستحيلة الحل : يتعذر التمييز بين الرشوة والهدية .
أيضا يتعذر التمييز بين الجودة والتكلفة ، بشكل موضوعي ودقيق .
لكن ولحسن الحظ ، يمكن تغيير المعادلة عن طريق تغيير التكلفة بسهولة نسبيا .
هذا المثال ، له تطبيقات عديدة ومتنوعة . بالنسبة لي شخصيا فقد غير حياتي .
( إلى الأفضل كما أعتقد ) .
....








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. -بيتزا المنسف-.. صيحة أردنية جديدة


.. تفاصيل حزمة المساعدات العسكرية الأميركية لإسرائيل وأوكرانيا




.. سيلين ديون عن مرضها -لم أنتصر عليه بعد


.. معلومات عن الأسلحة التي ستقدمها واشنطن لكييف




.. غزة- إسرائيل: هل بات اجتياح رفح قريباً؟ • فرانس 24 / FRANCE