الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ثورات معلقة

سماح هدايا

2021 / 3 / 5
الثورات والانتفاضات الجماهيرية


لماذا تتعمّق حالة التبعيّة ويتسع الانقياد لقوى أجنبيّة معادية، مع أنّ ثورات الربيع العربي خرجت للتحرّر من الاستبداد والقهر؟ هذا ما سأحاول توضيحه في مقالي.
الفشل في الاستقلال الوطني والسّياسي، له جذورٌ في الفعل الثقافي والفكري ملتصقة بالتبعيّة، وهي، ربمّا التي فسّرها المفكر مالك بن نبي بالقابليّة للاستعمار. تأصيل الرّؤية السياسيّة من تأصيل الرّؤية الفكريّة والثقافيّة، واستقلال القرار السياسي وحق تقرير المصير، أساسه التحرّر من الاغتراب الثقافيّ والتاريخيّ باستقلال الرأي وحريّة الفكر وموضوعيّة النقد والبحث.
التبعيّة كعدو خارجي وداخلي
مشاكل الثورات العربيّة لا يكفي تلخيصها بعدو خارجي شنّ الحروب ودعم الأنظمة الحاكمة المستبدة، وعمل بسياسة الكيل بمكيالين؛ لأنّ "التقكير بتبعيّة"، كان العدو الحاضر بقوّة في المعركة؛ في نزعات السياسيين وأهواء العلماء وأفكار المفكرين والفقهاء والعوام، بما يزيّف الوعي؛ ويعطّل نهضة الشخصيّة الثقافيّة والتاريخيّة. المفكر محمد شاويش عرّف تزييف الوعي بأنه "توجيه الوعي العربي في اتجاهات تجعل العربي في أحسن الحالات سلبيًّا مواظبًا على أنماط “السلوك غير المناسب” الذي يكرّس دونيتنا وهزيمتنا في العالم المعاصر، وفي أسوئها تجعله فاعلاً في مكافحة الوعي المناسب وأهله، وساعيًا لتدمير ما تبقى من مكوّنات صحية مناسبة عندنا لصالح العدو؛ إما عن عمالة وقصد، وإما عن سوء وعي"
التبعيّة عملت في شكلين: 1- التبعيّة للخارج الأجنبي، في الانقياد الثقافي إلى منظومة النموذج الغربي الغالب ومركزيته ونفوذه وعلمنته، والتسويغ له ولشرعيته وفق مقولاته وادعاءاته، حتى لو كانت مزيفة، أو غازية ومستعمرة، وفيها العيوب، أو تلحق الضرر وتذكّي العنصريّة. وكان للمدارس الأجنبيّة والطائفيّة التي بناها الأوربيون بالامتيازات الأجنبيّة منذ القرن التاسع عشر، أثرها الكبير في تكريس التبعيّة الثقافيّة والسياسيّة للغرب. ويوازي هذا النموذج، ما يوصف بالشعوبيّة كحركة متعصّبة يندرج تحتها أفكار وتوجهّات عنصريّة معادية للعرب والإسلام، تطعن بتاريخهم وحضارتهم. 2- والتبعيّة النقليّة للداخل التراثي لمعتقدات دينيّة ومذهبيّة متشدّدة في التراث العربي الإسلامي وتوظيفها سياسياً، وتقليدها دون تأصيل ونقد ومراجعة حتى لو كانت تنشر الرجعية والاستبداد. وللمدارس والجمعيات والمنظمات الدينيّة أثرها بتكريس التبعيّة لهذه المنظومة.
بدّت الثورات العربيّة لمؤيديها أملاً بيقظة الأّمة التي غابت عن إنتاجها التاريخيّ والحضاري والسياسي المستقل أجيالا كثيرة، وحصل أنْ تهيّأت للثورات مساحة واسعة من آمال عريضة وأفكار جديدة وخطاب ثقافي خارج سطوة السّلطة، لكنّ التبعيّة التي عمّقها القهر الفكري والسياسي وكسل المعرفة أوقعت في فسادها الشباب لقلّة الخبرة الفكريّة والسياسيّة نتيجة سوء التعليم وتعطيل الأحزاب والتيارات الفكريّة الحرّة؛ فتداولوا الأفكار والمفاهيم المنقولة من دون مراجعة، واستسهلوا الطعن في مقومات الوحدة من تاريخ ومرجعيّة ولغة عربيّة ودين إسلامي، تشكيكا في صلاحيتها أو توصيفا بالإرهاب، ولم ينتجوا فكرا جديدا أصيلا من تجارب واقعهم واحتياجاته، ولم يقدم لهم الكبار فكرا يفيدهم ويجذبهم، لأنّهم عالقون في ذهنيّة ثقافيّة مضطربة أساسها النقل والولاء، كما أحيطوا بإرهاب فكري وسياسي وعسكري عالمي وإقليمي ومحلّي عطّل فعل الثورة التحريري وختق القرار الوطني.
الرّواية الثقافيّة الاستعماريّة :
أمام انعدام رؤية نقديّة وثقافة مغايرة تجدّد الفكر بأصالة وعقلانيّة، تمكّنت الرواية التاريخية والسياسية والثقافية المكتوبة وفق الرؤية الاستعماريّة أو التراثيّة الرجعيّة من المخيلة العربيّة والإسلاميّة؛ فشرذمت الأمة ضعيفة مستباحة، وتشتّت بين منقاد للرواية الاستعماريّة(ليبرالية أو شيوعيّة أو علمانيّة أو دينيّة)، ومنكر لها، ونشبت نزاعات حادة ثقافيّة وفكريّة واجتماعيّة وسياسية، أفشلت عمليّة التحديث والاستقلال والنهضة، فالثورات حتى تنجز مهمتها في التحرير وتغيير الواقع السياسي وإزاحة الأنظمة المستبدّة، يلزمها تفكير حر وتحريري مؤمن بقوة الذات، ويستخدم عقله الناقد في فهم ثقافته وتحديثها وإنتاج البديل.
هناك أصوات إبداعيّة وحركات ناقدة للتغريب مدركة لخطورته عملت على تطوير نماذج معرفيّة مستقلّة خاصّة بثقافتنا العربيّة والإسلاميّة؛ لكنّها ظلّت محدودة التمويل والشهرة، تعاديها مؤسسات السلطة وجماعات التغريب الثقافي والوصاية السياسية، وحركات دينية وعرقيّة متطرّفة تتلقى دعما ماليا وإعلاميا وسياسيا لأهداف سياسيّة؛ كالدعاية لحزب أو دولة أو نظام، وإثارة النزاعات الطائفيّة والقوميّة وإذكاء الحروب الخادمة للاستعمار.
العمل بافتراض أنّ المبادىء هي محرّك سياسات الدول الخارجيّة والسير وراء أوهام الانبهار بالدعاية والشعارات أدّى إلى تهزيل الوعي الوطني وتعويق الاستقلال. تاريخ الدول الغربيّة وحروبها واستعمارها ووصايتها منذ أكثر من قرنين هو للنفوذ والمكاسب والمصالح لا لحماية البشر، حتى المرفوع من شعارات حقوقيّة وإنسانيّة وعلمانيّة؛ فمبطن بالمطامع السياسيّة والاستعماريّة، ومزيّف ولا يخلو من عنصريّة تظهر جليّة بين وقت وآخر في تصريحات أو مقولات أو احتلال أو اختراق ثقافيّ واجتماعيّ أو حروب، ليس آخرها الحرب على العراق 2003 وتحطيمه بالتّعاون مع إيران وميليشياتها. فرنسا احتلّت سوريا 1920، ومزّقت البلاد وعرقلت نهضتها الوليدة وتعاونت مع القوى الغربيّة الاستعماريّة على تفكيك الهويةّ الثقافيّة والاجتماعيّة إلى هويات بدائيّة وتقوية الخلافات الطائفيّة والعرقيّة والنزعات الانفصاليّة. ما يحصل في سوريا من حروب وتدخّل عسكريّ باسم الأرهاب وتهاون مع الطاغية بشار الأسد وإرهابه وتفتيت الهوية الوطنيّة جغرافيا وسياسيا موروث من حقبة استعماريّة مأسست الطائفية والأقلويّة، ومثال لفن أكاذيب المطامع الاستعماريّة.
عنصريّة وإنكار حضاري
الهجوم على الإسلام كإرهاب يسير بموازاة حرب ثقافيّة متمثلّة بالإنكار الحضاري والثقافي العربي الإسلامي، ويتلوّن بأشكال مختلفة منها الدفاع عن حقوق الإنسان ومبادىء الديمقراطية والعلمانيّة. أقرب مثال هو هجوم الرئيس الفرنسي مؤخرا على الإسلام وإحاطة المسلمين بأنماط تعميميّة تناقض حقوق الإنسان ودولة المواطنة والديمقراطية بذريعة حماية مبادىء العلمانية وحرية التعبير، في وقت تقوم حكومته بالتضيق على الحريات والتظاهرات الفرنسيّة المحتجة على الأوضاع الاقتصاديّة والسياسيّة والاجتماعيّة، كما أن تدابير مكافحة الأرهاب التي تقوم بها تخرق مبادىء حقوق الإنسان.
كذلك موقف الرئيس الأمريكي ترامب المتشدد من المسلمين، عندما حظرهم من دخول امريكا بحجة الإرهاب وهو يناقض حقوق الإنسان. الديموقراطية أهم المبادىء الأمريكيّة قد أصبحت عرضة للتشكيك من العالم ومن منظمات حقوقيّة، فمنظمة العفو الدولية لديها تقارير تثير المخاوف إزاء حالة حقوق الإنسان في الولايات المتحدة، فتوافر الأسلحة والتحريض على العنف وتمكين تفوّق العرق الأبيض يجعل البلاد عرضة بشكل خطير للاضطرابات المدنية والسياسية.
تشويه صورة من يقع خارج منظور الحضارة الغربية وثقافتها، بقصص وتنميطات عنصريّة، سائد في الثقافة الغربية بما يلائم سياساتها وأطماعها الاستعماريّة. تعرّض العقل العربي والإسلامي لمثل هذا التشويه الحضاري، فاستحكمت به عبر قرنين من السيطرة الغربية الصور النمطيّة متوازية مع صور نمطيّة من نقليات التراث المتأخر الرديء، ودعمت ذلك قوى داخلية معادية للعروبة والإسلام بأفكار ومرجعيّات منسوخة من المقولات الغربيّة أسهمت في تذويب الوعي وتسطيح التفكير وازدراء الأخلاقيّة الإسلاميّة والهويّة الحضاريّة.
ويرى الألماني توماس باور(Thomas Bauer) أستاذ لدراسات الإسلامية والدراسات العربية أن نتائج استقبال العرب لطرق التفكير الغربية في نهاية القرن التاسع عشر كانت سيئة ومضرّة.
المواقف العنصرية الجوانيّة
صحيح أنّ الهويّة الاعتقاديّة محرّك السّلوك الإنساني الاجتماعي والاقتصادي والأخلاقي، لكنْ، من ناحية أخرى قد تفسد الذات وتؤذي الآخر عندما تبنى على باطل، وتتبنّى بجهل الأفكار والنظريات الخاطئة وترسّخها لتوجية التاريخ والسياسة بتنميط عنصريّ. تشكّلت التصورات السلبيّة المعاديّة للإسلام والعرب في الغرب والعالم بعمليّة طويلة ثقافيّة وإعلاميّة وسياسيّة، فتحوّل الإسلام من دين لأمم وشعوب كثيرة مختلفة الثقافات والتجارب إلى حالة عنصريّة وإرهابيّة. رحّب بهذه الرواية الغربية المعادية للإسلام في البلاد العربية والإسلامية؛ جماعات من متطرفين علمانيّين وشيوعيين وأقليّات دينية متعصبة ضد الإسلام، وعرقيّات غير مندمجة في الثقافة العربيّة، وشاركوا في نشرها وتوطيدها، وعمقّوا بها خطاب الكراهية داخليا واستخدموا قضيّة الحرب على الإرهاب حجّة للهجوم على مفاهيم الإسلام والثقافة العربية والتاريخ بالتنسيق مع مراكز وقوى استعماريّة واستشراقيّة.
يقف الكاتب الألماني المتخصص في الأدب العربي ستيفان فايدنر(Stefan Weidner ) . عند الإسلامو فوبيا وحملة الهجوم على الإسلام، ويصفها بالعصابية والبارانوي. فالإسلام تحت مسمى الإرهاب أصبح مشكلة دولية كبرى مثل الأزمة الماليّة والتغّير المناخي. وحجج الإرهاب الإسلامي مكّنت الحروب العسكريّة في العراق وأفغانستان وسوريا، وزادت في زعزعة الاستقرار ودعم العنف وخلق مشاكل اقتصاديّة وسياسيّة وثقافيّة وأزمة هوية قيميّة وروحيّة، وأدّت لتشدّد وتطرف عصبوي. التدخل الغربي وما جرّه من أزمات سياسية واقتصادية وفكريّة واجتماعيّة للمنطقة برأيه، هو السبب الأساسي في أزمة العرب والإسلام. والإسلام يُستغّل كقضية ثقافيّة لإبعاد النظر عن المشاكل المتعلقة بالاقتصاد والبيئة والسياسة في الغرب. وجزء من المشكلة مرتبط بتصورات الغرب لنفسه كثقافة وللمسلمين؛ فالإرهاب الإسلامي هو مسألة سياسية وكون ضحايا الإرهاب من المسلمين يؤكد أنّ الأمر لا يتعلق بجبهة إسلامية ضد الكفار كما يراد التسويق له.
وبمثل هذا ترى الباحثة كيليان جامبيير في رسالة الماجيستير( الإسلاموفوبيا في فرنسا: صراع بين الهوية الدينية والقومية) بأن الإسلاموفوبيا في فرنسا مدفوع بالهوية الثقافيّة الوطنية للأغلبيّة الفرنسية والتراث الفرنسي الثقافي، فتتولّد العنصرية الثقافيّة ضد الهويات الدخيلة عليها من الخارج والغريبة. ويعمل الإعلام والحركة الشعبوية في نشر أدبيات الإسلاموفوبيا وإثارة المشاعر المعادية للمسلمين في فرنسا. وسائل الإعلام الساخرة تصوّر المسلمين والأديان الأخرى في ضوء سلبي مستقيدة من حماية حق حرية التعبير، وتستخدم الرموز الإسلامية المقدسة بطريقة تخلق توترات كبيرة بين العلمانيين والمسلمين الفرنسيين وتشكّل نمطيات سلبية. والباحثة لا تعفي المسلمين في فرنسا من مسؤولية هذا التنميط ثقافيا واجتماعيا.
ازدواجيّة وتضليل:
الهجوم المتطرف على الإسلام يتجاهل حقائق مهمة. الأولى: مشاكل العلاقة بين الدين والدولة الحديثة والعلمنة موجودة في معظم الأديان والثقافات التقليديّة، ولا يقتصر على الإسلام. والثانية: الحركات المتطرّفة العنصريّة التي تلصق بالإسلام حاضرة في معظم الأديان والمعتقدات، وظهرت في تاريخ معظم الشعوب ضد الآخر المختلف دينياً وعرقياً وقومياً مدفوعة بمصالح وأطماع سياسية. والثالثة: هناك ازواجيّة في التعامل والمعايير، فالارهاب اليميني المسيحي ليس مشكلة حقيقيّة ولا يمثّل خطرا عالميا ولا قضية كبيرة، مع أنه يرتكب الجرائم ويتسع كمشكلة عالمية، وخطر القوميين البيض المسيحيين المتطرفين أصبح مقلقا في أوروبا وأمريكا، وجرائمهم على الأراضي الأمريكية أضعاف من جرائم الإرهاب الإسلامي فيه. والرابعة: هناك أجندات سياسية وأحزاب يمينة متطرّفة معادية للإسلام والمسلمين تتخذ من العداء فكرة ثقافيّة وسياسيّة للدعاية الانتخابية. الخامسة: ربط الدين بالعرق أو القوميّة أمر غير دقيق، فالإسلام دين لا عرق أو قوميّة. إطلاق تعميمات باعتبار الإسلام أو المسيحيّة جنسية وعرق وأصل قومي غير مقبول وموقف عنصري له خطورته. اليهودية والمسيحية والإسلام أديان تضمّ أعراقا وأجناساً وقوميات مختلفة، المجتمعات التي تدين بالإسلام لها ثقافاتها وقومياتها ورؤيتها الخاصة للإسلام، وتتعدد فيها التوجهات والتيارات والمذاهب.
شعبوية وتقليد
لم يقدم خطاب الإسلاميين المتطرفين الذين عارضوا بعنف الهيمنة الثقافية والسياسيّة الغربيّة وانساقوا وراء أفكار متعصّبة لا تقبل النقد والرأي الآخر شيئا مفيدا في المعركة ضد الإسلام والثقافة العربيّة، بل أساء سواء بخطابات التكفير، أو بتوظيف الإسلام سياسيا بمولاة ومعاداة، كما فشل في الرد موضوعيّاً ونقديّاً، وتفاعل مع أحداث مسيئة للإسلام بغوغائية، كردوده على الرسوم المسيئة للرسول محمد(ص)، او بعنف عزّز رواية التخويف من الإسلام، كما في حوادث التفجيرات. واستعان في دفاعه بمنطلقات الرّواية الاستعمارية المتحيزة بعنصريّة مضادة كما في مصطلحات ومفاهيم"الحروب الصليبية، التنصير، المؤامرة اليهودية، التكفير...".
أمّا تعديل الخطاب الإسلامي ليلائم الفكر الغربي ومفاهيم الحداثة، فيراه توماس باور صياغة جديدة للإسلام حدثت في القرن العشرين كأيدولوجية تتلقى أبنية الأيدولوجيات الغربية وتصبح بديلا خاصا وذلك بعد فشل عمل الأيديولوجيات الغربية في العالم الإسلامي...وهو ما يسمى بالإسلاموية وهي معادية للتعدد وشمولية.
أشار د. عبد الوهاب المسيري إلى أزمة مفاهيمة في الثقافة العربيّة الإسلاميّة فالتعاطي مع المفاهيم مشوش، والوعي بها، لغويا وفكريا وتاريخيا غير واضح. وهناك إحساس بعقدة الذنب كمسلمين واللجوء للدفاع عن النفس والتبرير والتكفير عن آثام الإسلام، بدل التفكير واستخدام نموذج معرفي أصيل"حينما يتعامل الإنسان مع الأفكار وليس مع الفكر يهمل النموذج المعرفي الكامن وراء الأفكار فيقوم بنقلها أو تناولها دون إدراك لأبعادها المعرفية الكلية والنهائية، ومن ثم يختفي المنظور النقدي وتتعايش الأفكار المتناقضة جنباً إلى جنب بسهولة ويسر ولا يمكن التمييز بين الجوهري منها والهامشي"



خاتمة
التّحرّر من التبعيّة الثقافيّة متصل بالتحرير السياسي والوطني.
النهضة نضال سياسي للتحرّر والاستقلال. ونضال فكري لتأصيل الرؤية والتحديث الفكري والثقافي وإنتاج المعرفة، وهي استرداد الوعي، أو امتلاكه بحسب المفكر محمد شاويش"امتلاكَ “الوعي المناسب” وعَدَّ مسألةِ النهضة مسألةً متعلقة بكل فرد فينا " . لدينا اجتهادات كثيرة وتجارب تحديثيّة عربيّة وإسلاميّة مهمة،(ابتداء بمرحلة الكواكبي وصولا لمرحلة عبد الوهاب المسيري ود. محمد شحرور وغيرهما...) يجب قراءتها والتفكير فيها ونقدها وتطويرها والبناء عليها. الجدل والمناظرة والنقد المنهجي ضرورة يجب أن تكون آليّة عمل ثقافي وسياسي.
صحيح أنّ السياسات الغربية الاستعماريّة عملت على تكريس التبعيّة سياسياً وثقافياً، ودعمت الحركات الانفصاليّة والطائفيّة والمنظمات الإرهابيّة واستخدمتها ضد الاستقلال، وأوجدت المؤسسات الثقافيّة والإعلامية الداعمة لسياساتها. لكنّ المسؤولية مسؤولية الأفراد والمجتمع بتحرير العقل والفكر من الولاء والتبعيّة. يجب إكمال الثورة، وتحريرها من مقولات اسبدادية واستعماريّة. الثورة هي رفض القائم بنظامه ومنظومته، وصياغة البديل بوعي تاريخها ومحيطها. لا تنجح بدورات التمكين والقيادة ودروس التعايش والمواطنة والوعظ الديني.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. يرني ساندرز يدعو مناصريه لإعادة انتخاب الرئيس الأميركي لولاي


.. تصريح الأمين العام عقب الاجتماع السابع للجنة المركزية لحزب ا




.. يونس سراج ضيف برنامج -شباب في الواجهة- - حلقة 16 أبريل 2024


.. Support For Zionism - To Your Left: Palestine | الدعم غير ال




.. كلام ستات | أسس نجاح العلاقات بين الزوجين | الثلاثاء 16 أبري