الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل سيضع البابا فرانسيس يده على جرح شعب العراق ويشفيه؟

دعد دريد ثابت

2021 / 3 / 5
مواضيع وابحاث سياسية


منذ فترة ليست بالقصيرة، أنقطعت عن تدوين أفكاري بمقالة قد تكون طويلة بعض الشئ أو قصيرة.
الأسباب التي دعتني لذلك، هي وصولي لشبه القناعة، أني وبكل ماأحاول، ولست بالتأكيد لوحدي بهذه القناعة، لن ولم أغير شئ. فالإنسان هو الإنسان تغلفه بل وتطيح به وتعصره قناعاته المستقاة من تربيته ومجتمعه بل ومن منافعه الشخصية وروتين حياته اليومي الذي يسحقه ويدوس على آدميته، وبأنني وبكل يأس إن وصلت أفكاري أو بعضا منها، فلقلة لن يستطيعوا بسبب إنجرافهم في قطيع العم الأكبر فعل شئ يصل بنا الى مستوى إنساني أفضل. أدى هذا بي الى إعتكافي معي ومني وبي، وماأنشره أحياناً، أما إعادة لنصوص قديمة أو خواطر يذكرني بها الفيس، ماعدا أحياناً وبعد إعتصار الكلمات لي ورأفة بها، أدون بعض من روحي.
الى اليوم وبشكل عفوي، كما أعهدني، حين تشدني وتهزني المشاعر ولا أستطيع الفكاك ولا الهروب منها، في إحدى زواياي، قررت الخروج عن صمتي الأسير، حين شاهدت مقاطع مراسيم إستقبال زيارة البابا للعراق، وسمعت أغاني وأهازيج الصغار والكبار وهي تردد" هلا بيك يالغالي هلا بك"، أنهارت مقاومتي وعنادي بدموع شجية تغني له وللعالم بأجمعه.
هل تعلم يا بابا وكم كنت أتمنى أن تصلك رسالتي هذه، لم بكيت؟
تذكرت شهداء ثورة تشرين وحتى للأمس القريب في الناصرية، تذكرت المخطوفين، وكل جريح ومن أصيب بعاهة وشرخ في روحه قبل بدنه. وكل ذنبهم أنهم أرادوا أن يعيشوا أحراراً وبكرامة تليق بهم كإنسان، لم يجرموا ولم يقتلوا أو يتجاوزوا على القانون، هذا إن وجد. ولليوم لم يُقبض على القتلة ممن أطلق الرصاص أو أمر بذلك أو علم بذلك، لم تعاد للأمهات أجساد أبنائهم المخطوفة التي نكل بها بالتأكيد ورٌميت كزبالة في مكان ما، لم يعوض للشباب وعوائلهم ماتسبب لهم من أضرار وتشوهات، جعلتهم يفقدون مصادر رزقهم وكرامتهم في بلد لايُحترم به السليم، فكيف بمصاب بعوق؟
اليوم قرر رئيس المانيا إعتبار هذا اليوم ذكرى لضحايا كورونا والوقوف دقيقة صمت وتعزية ذويهم، وانت يابابا ماذا ستفعل؟
هل ستذكر العالم بزيارتك هذه بهذا الشعب المظلوم المسحوق، الذي غنى لك وبكل شجاه هلا بك وكم تمنيت لو بُعث الشهداء أحياء ليعيشوا هذا الأمل والفرح بحياة تستحق أن تعاش، لأنك كما يعتقدون ربما معجزته الأخيرة، كما كانت معجزة المسيح بشفاء المرضى، وبثورته المسالمة لنصرة الفقراء المعدومين وضد بطش روما في إستعبادهم؟
أتستطيع وأنت ابن الأرجنتين يامن ثرت ضد الظلم في بلدك وضد الفاشية، أن تحول بل وتجبر حكومة العراق المجرمة والتي بممثلها الكاظمي رئيس إستخباراتها سابقا، واليوم رئيس وزرائها بالإعتراف بإجرامهم ووعودهم الكاذبة، بتسليم المجرمين الذي لم يتم لليوم بل وأزدادت عمليات البطش والقتل بعدها؟
هل تستطيع إيقاف المد التتري الإيراني بميلشياته والداعشي السلفي السعودي والتركي من إستنزاف وزهق أرواح الناس؟ من بطش أمريكا وخلفها إسرائيل لتقطيع جسد العراق وإغتصاب آماله بل والمنطقة العربية بأجمعها؟
مسؤولية إنسانية كبيرة جداً أخذتها على عاتقك أيها البابا، وأنت الرجل المسن التعب ومن حولك ضباع وطفيليات تريد نهش وإمتصاص كل شئ، هل تستطيع مواجهة كل التحديات والأمواج العاتية؟ أم هل ستكون كأي زيارة معنوية رمزية، وسينسانا العالم بمجرد مغادرتك العراق، وسيهملنا الإعلام كما فعل مرات كثيرة وآخرها في ثورته المسالمة ضد الظلم، لأنه إعلام مسير من قوى عالمية لاتهمها الشعوب بقدر ماتقتضيه مصالحها.
هل ستلتف شعوب العالم حول بعضها البعض بغض النظر عن أصولها وأعراقها لتتضامن رغم أنوف حكامها ومنافعهم بزيارتك وموقفك من شعب العراق بكل أطيافه؟
هل ستعيد للأمهات بقايا أسمال أبنائهن، ويتم تسليم المجرمين للقضاء وتعويض كل متضرر، بل وحق كل عراقي أُستلب منه، ويقام نصب لهؤلاء الشهداء والجرحى ويؤرخ لهم يوما للتذكير بشجاعتهم وتضحياتهم لكل الأجيال القادمة؟
هل ستضع يدك على جروحهم وتستطيع شفائهم، لإنك كما أعتقد أملهم الأخير، فلا تخذل آلامهم بأملهم بك.
ويحن يعافى هذا الشعب سترى بغددته ليس في ارضه فقط بل سيسقي العالم بأجمعه بجمال وحب وغنج لا مثيل له








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بعد -الإساءة لدورها-.. هل يتم استبدال دور قطر بتركيا في الوس


.. «مستعدون لإطلاق الصواريخ».. إيران تهدد إسرائيل بـ«النووي» إل




.. مساعد وزير الخارجية الفلسطيني لسكاي نيوز عربية: الاعتراف بفل


.. ما هي السيناريوهات في حال ردت إسرائيل وهل ستشمل ضرب مفاعلات




.. شبكات | بالفيديو.. سيول جارفة في اليمن غمرت الشوارع وسحبت مر