الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


شهادة للتاريخ معركة جبل كوسر ت (2 2 )

شه مال عادل سليم

2021 / 3 / 6
مواضيع وابحاث سياسية


حوار/ إعداد / ترجمة : شه مال عادل سليم

الجزء الثاني :
نستذكر اليوم بمزيد من الخشوع والاجلال شهداء معركة جبل كوسرت الابرار,الذين روّوا ارض الوطن بفيض دمائهم الزكية الغالية،وضحوا بحياتهم في سبيل وطن حر وشعب سعيد ,فكانوا نماذج نادرة وعظيمة للتضحية والفداء من اجل سعادة الشعب وحرية الوطن .
يصادف اليوم ذكرى معركة جبل كوسرت, تلك المعركة التي وقعت بين قوات النظام البعثي الفاشي ومفرزة من انصار الحزب الشيوعي العراقي الابطال في 5 أذار عام 1989 .

في عام الأنفال ( 1988 ) انتكست الحركة المسلحة في كوردستان العراق وانسحبت الوحدات الانصارية مع سائر قوات البيشمركة من جميع مناطق كوردستان . ورغم الانتكاسة التي اصابت الحركة المسلحة بعد جريمة الانفال وتوقف الحرب العراقية الإيرانية واضظرار فصائل الانصار الشيوعيين و بيشمركة الاحزاب الكوردستانية الاخرى إلى الانسحاب نحو الشريط الحدودي مع إيران وتركيا , فان النشاط الانصاري لم يتوقف . اذ استطاعت مفارز انصارية شيوعية بطلة اختراق خطوط قوات النظام البعثي الفاشي ونزلت إلى العمق في مناطق اربيل ورانية ومناطق اخرى وقامت بنشاطات انصارية .
ولمعرفة تفاصيل تلك الايام الصعبة , التقيت بالقائد الانصاري ( مام جوامير )(1) للحديث عن احداث معركة جبل كوسرت ونشاط وجولات المفارز البارتيزانية اثناء وبعد عام الانفال .

*يستطرد القائد الانصاري مام جوامير ، واصفاً المشهد: ( وانا انظرإلى قمة جبل كوسرت ( مكان اختفاء انصارنا هناك ) فجأة انفلقت قذيفة ( ار بي جي ) بالقرب من موقعنا , وبعد فترة قصيرة انفلقت قذيفة ثانية وثالثة , قلت في نفسي لقد وقع ما كنت أخشاه!
وهكذا بدأت المعركة بين انصارنا والجيش والجحوش بقيادة المجرم قاسم اغا .
من الضروري هنا ان اؤكد مرة اخرى بان المجرم ( قاسم اغا ) وامثاله انغمست اياديهم بدماء الكورد ولم يفرقوا بين بيشمركة الاحزاب المعارضة , هؤلاء المرتزقة من امثال المجرم قاسم اغا كانوا يقومون بملاحقة عوائل البيشمركه واعتقالهم ومتابعة المعارضين للنظام والقصاص منهم دون وازع من رحمة أو رجفة من ضمير.
وللتاريخ اقول , عندما التجأت مجاميع من شباب سهل كويسنجاق في عام 1988 إلى بيت قاسم اغا خوفا من اعتقالهم وانفلتهم من قبل الجيش , قام المجرم قاسم اغا باعتقالهم جميعاً وتسليمهم إلى السلطة .
وهنا اود ان اشيرايضاً إلى معلومة مهمة وهي : عندما انسحبت قيادة تنظيماتنا نحو الشريط الحدودي مع إيران وتركيا ابان جرائم الانفال ( الإبادة الجماعية ), ابلغوني باسماء رؤوساء الجحوش وامراء السرايا الذين كانوا على صلة سرية مع حزبنا الشيوعي , على سبيل المثال لا الحصر, قبل انسحاب قيادة الحزب ورفاق التنظيمات المدن ,اخبروني شخصياً بان هناك ( مستشار فوج تابع للنظام ـ في منظقة السليمانية واسمه ( سعيد ملا ), قالوا لي نصاً : اذا احتجت لاي مساعدة اتصل به ولا يقصر معكم وهناك اخرين ايضاً كانوا يساعدوننا عند الحاجة .
اكرر واقول , ان دم شهدائنا خط أحمر, يجب ان لا نخونهم , انا مسؤول عن كلامي ومسؤول امام الشهداء).
ـ قاطعت مام جوامير وقلت له: هناك من يؤكد أن المجرم قاسم اغا ساعد الحزب الشيوعي العراقي ..وقبل الهجوم أرسل لكم تحذيراً بترك موقعكم في جبل كوسرت ؟
* مام جوامير : (هذا ادّعاءً ملفق لا أساس له من الصحة اطلاقاً. وحتى اكون صادقاً معكم , اُبلغنا وارسل لنا ( احمد حاجي نادر ) تحذيراً من خلال تنظيمات جوارقورنا وتحديداً من قبل الرفيق ( خدركوماني والرفيق عارف ) بترك الموقع قبل الهجوم بيوم واحد, اما المجرم ( قاسم اغا ) لم يساعدنا يوماً ولم يعطينا حتى كسرة خبز محروقة !
اسمح لي ان اكرر في ختام اللقاء وحتى لايتم خلط الامور والاسماء اقول للتاريخ : ( ان مام قاسم هو ابن مام مصطفى ,كان امر سرية عند المجرم قاسم اغا ) وكان له علاقة جيدة معنا وساندنا بكل قوته وقدم لنا كل المساعدات اسوة بـ( احمد حاجي نادر) وكان لهما دوركبير في استمرار بقائنا في عمق الاراضي العراقية لمواصلة نشاطنا السياسي والتنظيمي بالرغم من صعوبة الظروف الموضوعية والذاتية.

انتهى
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1 ـ القائد الانصاري عبدلله رمضان خضر المعروف بـ ( مام جوامير ) , مواليد قرية بولقاميش 1955 , قضى سنوات طويلة في حياة البيشمركة , تبوأ خلالها مسؤوليات عسكرية متنوعة , شارك في معارك كثيرة مع انصار حزبه الابطال وكان له دور كبير في مقارعقة النظام البعثي الفاشي , وكان من القائدة الذين شاركوا في انتفاضة اذار عام 1991 وفي تحرير مدن ومناطق كوردستان من براثن ومخالب النظام البعثي الفاشي ومرتزقته . وهو الان عضو في جمعية محاربين القدامى التنابعة للشيوعي الكوردستاني .

* لمتابعة اللقاء ( الجزء الثاني )على اليوتيوب اضغطوا على الرابط أدناه:
https://www.youtube.com/watch?v=LiQ_OleP0-I

*ملاحظة : قال لي أحد الانصار المشاركين الفعليين في معركة جبل كوسرت في لقاء مسجل معه: ( وصل هه ريم إلى طرفنا قبل الهجوم بيوم واحد أي في 4 أذار 1989 , ورأيت بأم عيني الرسالة التي سلمها إلى المسؤولين في الموقع ـ وللامانة اقول : الرسالة كانت صغيرة ملفوفة بورق لاصق ) .

6 أذار 2021
إقليم كوردستان








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. السودان الآن مع عماد حسن.. هل سيؤسس -الدعم السريع- دولة في د


.. صحف بريطانية: هل هذه آخر مأساة يتعرض لها المهاجرون غير الشرع




.. البنتاغون: لا تزال لدينا مخاوف بخصوص خطط إسرائيل لتنفيذ اجتي


.. مخاوف من تصعيد كبير في الجنوب اللبناني على وقع ارتفاع حدة ال




.. صوت مجلس الشيوخ الأميركي لصالح مساعدات بقيمة 95 مليار دولار