الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


جزء من سيرة ذاتية في العمل النّسوي

نادية خلوف
(Nadia Khaloof)

2021 / 3 / 6
حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات


لم نكن نسويات، و لا نعرف كيف نحتفل بيوم المرأة إلا من خلال تعليمات الحزب الشيوعي ، وتوجيهاته، كان هناك شعارات نرددها ، أغلبها قديم، كما نأتي على ذكر ناديجدا كروبسكايا / وكلارا زيتكن ولينين.
كنّا نحيي المناسبة بفرح ليس لأنّها تعنينا كنساء، ففي كثير من الأحيان تكون الكلمة للرجال، لكنّنا نشعر بالحاسة السّادسة أن ذلك العمل يوفر لنا الحاضنة الاجتماعية على اختلاف مشاربنا ، وينتهي الحفل، نعود إلى بيوتنا كي نعتني بأطفالنا، وكان ما يهمني حينذاك، و -أكثر من قضيّة المرأة- أن يأكل أولادي الطعام الذي طبخته، و أن يتمتعوا بصحة جيدة ، ومع هذا فإنّ تلك المناسبات لها انتماء آخر ، وهو الانتماء الأدبي و الفني، حيث نحاول تأليف مسرحيات تشرح معاناة المرأة، ونعلّم أطفالنا الأغاني فينمو حسّهم الفنّي، كما أنّها كانت الخطوة الأولى للتحرّر من المنزل.
حتى هذه اللحظة فإنّ تاريخنا المشترك -نحن النساء- في ذلك الزمان لا زال يجمعنا ، حيث اختبرنا بعضنا البعض عن قرب ، ثم عمّ الخراب بين المجموعة ، فرحل كل شخص إلى جهة، بينما قرّرت الابتعاد عن الجميع، شممت من تلك الانقسامات رائحة سيئة.
من يعتقد أننا دخلنا إلى الحزب الشيوعي لآنّنا نعرف ماهي الثورة البلشفية، أو ماهي الشيوعية فهو مخطئ. أغلب رفاقي دخلوا الحزب في الخامسة عشر من العمر، كانوا يرغبون بثورة ما ، فالبعض كان ثائراً على الفقر، و الآخر حول التقاليد. بالنسبة لي اعتبرت أن الشيوعية هي التي سوف توفرّ لي الغطاء كي أتحدث عن قضيتي الشّخصية، وهي التهميش. كنت أعتقد أن التهميش يطالني لي ولأبناء مدينتي، ثم اكتشفت أنّه حالة سورية عامة، حتى أنّنا كثيراً ما اعترضنا على أفكار الرفاق الرجال.
أصبحت محام فيما بعد ، و دعيت لإلقاء كلمة في عيد المرأة في مكتب الحزب الشيوعي في القامشلي ، لكن هذه المرة كمحام، وليس كعضوة في تنظيم ، ومن الأسئلة التي وجهت لي كانت حول المهر. في تلك الأثناء كانت إحدى رفيقاتنا السّابقات قد طلّقها زوجها ، وهي في الخمسين، و أودع مهرها وهو " 500" ليرة سورية مؤخر في المحكمة.
كانت النّساء تنتظر إجابتي، وكذلك الرّجال، و أوحى لي المسؤول أن المهر متخلّف، وعلى المرأة أن لا تقبله.
توجهت للنساء، قلت لهنّ : برأيي أنّ المهر لا قيمة له، لكن يجب أن يكون هناك ضمانات للمرأة حتى يعدّ الرّجل إلى العشرة قبل أن يطلقها، مثل أن يكون لها نصف دار السكن، علماً أنّ هذا القانون ساري في الغرب، مادام هناك شريكان يجب أن يتقاسما كل شيء. انبسطت أسارير لنساء، بينما قال لي المسؤول : أنت تحرّضين النساء!
لا زلت أحنّ إلى أولئك النّسوة الرّائعات ، اللواتي تحمّلن مشاق الحياة ، ولا زال أغلبهن صديقاتي . . .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. اعتقال ناشطات معارضات للحرب في قطاع غزة والسودان


.. في حوار لـ-العربية ENGLISH-.. أندرو تيت الملقب بـ-كاره النسا




.. هل يعاني علم المصريات من الاستعمار الثقافي؟ • فرانس 24 / FRA


.. تغير المناخ.. تحد يواجه المرأة العاملة بالقطاع الزراعي




.. الدكتورة سعاد مصطفى تتحدث عن وضع النساء والأطفال في ظل الحرب