الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ما معنى أحلامنا؟

السعيد عبدالغني
شاعر

(Elsaied Abdelghani)

2021 / 3 / 6
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


فتنت الأحلام الفلاسفة والناس والفنانين والشعراء وعلماء النفس وعلماء الأعصاب على مر العصور كلها وإلى يومنا هذا فأحيانا تؤول إنها رسائل من الله أو إشارات منه لفعل أشياء معينة وأحيانا هي مادة ضخمة للإبداع وأحيانا تكون خير وأحيانا تكون شر بالتأويل على حسب ثقافة الحالم الذي يجلس يجمع في النثائر هذه ليُكوِن معنى ما فمثلا كان الإسكندر الأكبر يجمع معه في الحروب المشهورين في تفسير الأحلام الذين يخبروه ببشائر النصر أو لا وفي العصر الحديث اهتم بها السرياليين خصوصا من دالي لمارجريت،وبدأ الاهتمام بها بشكل منهجي مع ظهور التحليل النفسي في القرن التاسع عشر.هل هي إلهام ولا تحذير ولا إنذار؟
كان في العصر القديم الكاهن أو العراف هم المنوطين بالتفسير لِما يمتلكوا من معارف ومن حدس ممكن أن يتطابق مع الذي يحصل بالنبوءة والتفسير وفي كل الأمم كان هذا موجودا.
في الدين الإسلامي مثلا ظهرت الأحلام في قصة النبي ابراهيم وولده اسماعيل وفي قصة النبي يوسف نفسه والذي هو كان يفسر الأحلام على حسب النص القرآني والنبي محمد في رؤيا نصر بدر ورؤيا فتح مكة وذكر القرآن لذلك ونجد إن الديني هو الاكثر شيوعا في تفسير الاحلام عند الناس.
وفسر النبي محمد الفرق بين الرؤيا والحلم إن الرؤيا من عند الله والحلم من عند الشيطان أو أحاديث نفسية وهذا في حديثه"وَالرُّؤْيَا ثَلاثَةٌ :
فَالرُؤْيَا الصَّالِحَةِ بُشْرَى مِنَ اللَّهِ
وَرُؤْيَا تَحْزِينٌ مِنَ الشَّيْطَانِ
وَرُؤْيَا مِمَّا يُحَدِّثُ الْمَرْءُ نَفْسَهُ ، فَإِنْ رَأَى أَحَدُكُمْ مَا يَكْرَهُ فَلْيَقُمْ فَلْيُصَلِّ وَلا يُحَدِّثْ بِهَا النَّاسَ ...)
في التاريخ الإغريقي تحدث أرتيميد وراس إن "الحلم يحدث في تلك اللحظة التي تكون فيها النزعات الوجدانية على درجة كبيرة من القوة بحيث إنها تطغى على الذهن خلال وقت النوم وتتلاقى الأرواح الأكثر ترقيا ووعيا"
وتكلم الكندي وابن سيرين عن الأحلام فالكندي بيقول "إن الرؤيا هي استعمال النفس للفكر ورفع استعمال الحواس من جهتها فأما من الأثر نفسه فهي انطباع صور كل ما وقع عليه الفكر من ذي صورة في النفس بالقوة المصورة لترك النفس استعمال الحواس ولزومها استعمال الفكر"
ابن سيرين قال عن الاحلام "بخار لطيف يخرج من القلب يؤثر في المخ ويحمله على العمل دون إرادة النائم"
ويضع بعض الرموز وتأويلاتها فالسلطان أو الملك مثلا يعنى الله في الرؤيا ولو رأيته سعيدا فالإله راضي عنك أما لو كان غاضب فهو غير راضي وهذاالاشتراك في رمز السلطة في الدنيا والآخره.
الحلم في العلم هو مجموعة من الصور الملونة تنتظم في سلسلة من اللقطات غير المنتظمة لا تخضع للمنطق ولا للزمن ولكي نفهم الأمر يجب نحدد مصطلحي الشعور أو الوعي واللاشعور أو اللاوعي.
أما تعريف الشعور أو الوعي :حالات ذهنية تجعل الانسان يعمل تفكيره في الاحساسات المصاحبة للحياة اليومية من لذة وألم لهذا فهو يذكر للدلالة على الحالات الانفعالية المشوبة بالتوتر النفسي المصاحب لهياج الرغبات
اللاشعورأو اللاوعي:الفضاء المظلم والغامض من نفسيتنا حيث تتكدس المكبوتات من الرغبات والخبرات من لذة وألم وهو ليس حيزا بالمعنى المادي ولكنه عالم مجرد وخفي من ذواتنا يعيش دوما في تصارع بين الهو والأنا والأنا الأعلى وهو عصي على التحديد لشساعته وهواته السحيقة
أما في التحليل النفسي وخصوصا عند فرويد فهو "الحلم ذهان، له كل ما للذهان من هذيانات وأوهام، لكنه ذهان يستمر مدة قصيرة فقط، وهو غير مُضر، بل قد يؤدي وظيفة مفيدة تتم برضا الشخص وتنتهي بعمل يصدر عن إرادته"
والذهان هذا يصيب الناس كلها حتى الأصحاء نفسيا ،وتنبع الأحلام من المكبوت لأنه في حالة النوم تقل أو تنتهي إلى درجة كبيرة المقاومة التي تكتبتنا وأيضا يقول فرويد إن الحلم هو حياة العقل أثناء النوم ويرد الأمر كله للواقع ومن الحياة الذهنية للحالم للواقع فالحالم إما يحقق رغباته في الحلم وإما تظهر رغباته المطمورة في اللاشعور الذي هو يرفض الاعتراف بها بسبب الحدود الأخلاقية فهي إن قُبلَت في الطفولة فلا تُقبَل عندما يكون الشخص بالغا فالتعبير لها يتم في الأحلام الذي يثور على المنطق والمعقول وعلى سيطرة الأعراف السائدة والمثل الأخلاقية أيضا والدينية.
أما تفسير الحلم أو تأويه وتأويله أدق لأن التأويل اجتهاد وترجيح في مدلول اللغة فهو ترجمة المحتوى الظاهري والمحتوى الظاهرى هو الذي نتذكره وممكن يتم معرفته بالرموز الكائنة في الحلم والمفاتيح النفسية للحالم وعلاقته بمحيطه الاجتماعي وهذا يصارعه من ناحية ثانية ،الجهاز النفسي للانسان وتعقيده الشديد فلما كان الانسان يعيش حياة بدائية كان الجهاز النفسي بعيد بشكل كبير عن المكبوت أما الآن بسبب التقاليد والأعراف فالجهاز النفسي ملىء بالمكبوت ويتم تحقيق المكبوت هذا بشكل صوري وحركي في الحلم ،والحلم إن كان كابوسي أو سلامي فهو جزء من وعينا ولاوعينا ورغائبنا.
مثيرات الأحلام منها مثيرات حسية تاتي من خارج الجسم ومنها مثيرات حسية تأتي من الجسم التي هي الميول العضوية، ومثيرات عضوية باطنية لها علاقة باحساسات دفينة في اللاوعي مصدرها تنافر العضوي مع النفسي والأخلاقي ومثيرات نفسية متعلقة بالمكبوتات المترسبة وأيضا الصراع الأبدي بين الرغبة والقانون.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الوساطة القطرية في ملف غزة.. هل أصبحت غير مرحب بها؟ | المسائ


.. إسرائيل تستعد لإرسال قوات إلى مدينة رفح لاجتياحها




.. مصر.. شهادات جامعية للبيع عبر منصات التواصل • فرانس 24


.. بعد 200 يوم من الحرب.. إسرائيل تكثف ضرباتها على غزة وتستعد ل




.. المفوض العام للأونروا: أكثر من 160 من مقار الوكالة بقطاع غزة