الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تُرّهات لامنتمي (لاإكتراثي)..

محمد جبار فهد

2021 / 3 / 6
الادب والفن


تُرى
أجديرٌ
قلبي بأنّ
يضمَّ عوالم
عيونك؟........

هل أخونك؟..
هل أخونك؟..

طلّقت الأشياء..
طلّقت ما وراء الأشياء..
وها أنذا لا أفكّر
إلّا بكيف أن أكونك..

أنت لستَ سرٌّ..
إنّما السرُّ، لو تعلم،
تائهٌ
فيــك
كشَاهينٍ
سَجينٍ حرُّ..

إلاهتي..
لا تقرأي كلماتي..
بل
اِنصتي
إلى صلواتي..
فإنّما الخُداع،
يا صاحبة ألاوجاع،
مِن ديدُنَ أرباب اللُّغاتِ..

----------

أنا حائر
ولا أعرف
ماذا أريد..
غير إنّ
كذبة الماضي البعيد
جرّدتني مِن كُنهي
وقالت لي؛ تأمّل.. فأنت برقٌ سعيد..
صدّقتها..
تزوجتها..
لكني لم أزل
أحد أشرس الملوك العبيد..
لم أزل..
لم أزل
لا أعرف ماذا أريد..
يأتي النداء؛ ...
أنت تريدُ ذلك الشيطان
الذي يأبى الإنصراف عنّك..
ذلك الربُّ العنيد..
أبتسم..
أقتل
صوت
العزيز
الحميد
وأحيا
كأنّني
حيواناً
شريد..

آه كم هو قاسٍ قلبي..
لا أحد يعرف ذلك
لا أحد يعرف..
حتى قلبي.. حتى قلبي..

----------

في جزيرة الموتى
يتمشّى الإنسان الأول
حاملاً الرغبة اللامتناهية
بيديه الساكنتين بلا دراية..
أقدامه مُتلطّخة بالدماء الدافئة
التي
تغمرُ
الرمال
السوداء..
يجد صخرة..
يجلس وحيداً مع سُمرَة الشمس..
غريباً، مع الرُّعب المُحاط، يجلس..
يفكّر كمجرّة..
يحسُّ كزهرة..
يرقصُ بنبالة..
يشعلُ ناراً عالية..
يرى دُخان داكن يتجه نحو السُحُب الرمادية..
يندهش..
يتفلسف..
يُراودُهُ الشك..

حلمه
أن يعرف
مصدر هذه النار التي لا تخمد..

تغطّى بالهواء البارد
ودقّ على الصخرة،
بمعدن حاد، بداية التأريخ؛ ...
اعبدوا النار..
اعبدوا النار..
اعبدوا الرغبة..
اعبدوا الرغبة..

----------

علينا أن نتقبّل حقيقة أننا عبيد لشيءٍ ما مجهول..
علينا أن نتقبّل حقيقة هذا الوجود الذي فُرض علينا جرّاء رغبة إله.. رب.. سفّاح..
ادعوه ما تشاء.. فالغباء غباء..
علينا أن نتقبّل حقيقة أن هذا الموت الذي يرتبّص حيواتنا الفارغة قادم لا محالة..
علينا أن نتقبّل حقيقة
أنّ الضجر والحُبّ،
الهدوء والسُخرية،
الضحك والخرافات،
الغضب والمُسكنات،
هو أنبل ما استطاعت أن تخلقه
البشرية في تأريخها الدموي
على الإطلاق..
علينا أن نتقبّل،
في النهاية، حقيقة
بأنّنا وحوش بربرية
تحلم بالمثالية
وتخشى النهاية الحتميّة..

----------
كيف بمقدور
سيجارة الألم
أن تؤدي عملها
كمخدّر قاتل للوعي
وأنا أبكي وأضحك،
في آن، من دون أيِّ سبب؟..

كيف بوسع
دمعة واحدة
أن تحمل معاناة
هذه الأرض الفاسدة؟..

آه كم حاولت أن أتأقلم معكم..
يا مَن تهابون أصوات ذواتكم..
كم مرّةٍ حاولت أن أتأقلم معكم..
لكني لم أستطع..
لم أستطع أبداً أن أجاري هذه القذارة من السعادات والأمنيات..
لم أستطع أن أُبدي إهتمامي بأنّي حقّاً أهتم..
يا أيّها العبيد..
لم أستطع حتى أن أنتحر لشدّة ولعي المُفرط بعبوديتكم الخرساء..
لم أستطع..
مَن أنتم؟.. كيف تعيشون؟..
كيف بوسع قلوبكم أن تهجع؟..
كيف يأتيكم النعاس
وأنتم لم تفيقوا
ولا مرّة.. ولا مرّة؟..

مَن أنا؟.. كيف أعيش؟..
لماذا لا أخنقُ نفسي؟..
لماذا اخترت؟.. لماذا خيّروني؟..

أنا قنديلٌ قديم
يَسكنُ وراء شجرة الخير والشرّ
مُنتظراً هطول
ماء السّحاب الدافئ
تحت سماءِ الليل الأقدس..

أنا الموت
حيث
ثمّة حياة..

أنا اللاشيء..
وبينما
أنا كذلك،
من هنا
يبدأ دور
إلاهتي الصغيرة!...................

----------

الكلاب مِن حولي..
أرواحهم تنسابُ،
كالدمع الدافئ،
في أوردتي..
ينبحون عليَّ
من أجل إكسير
الخلود.. فإن لم
أستجب لهم،
سكتوا وبدأوا
بنسفِ أنفسهم بالبارود..
آه لو عرفوا..
آه لو عرفوا، ولو قليلاً،
هؤلاء الكلاب،
إنّي لا يأتيني الكرى أبداً
وأبكي دائماً على ذنبي الوحيد
داخل عرشي المُرصّع بالذهب..
آه لو يعرفون كم نوباتٍ
مِن الألم المُفجع
تعتريني يومياً، وكأنّ خليلي
لوسيفر بألفِ سوطٍ، بلا توقف،
يجلدُ ظهري المُمزق..
آه لو عرفوا،
لقتلوني..
لحملوا جُثتي
إلى الجدول الصغير
ساخطين.. مُنتقمين..
لرموني في المياه غير
عابئين.. بما عملوا، فَرحين..
آه كيف بإستطاعتي
أن ألومهم وأنا...
أنا الذي حرّضتهم
على قتلي؟ كيف؟...

لا بُد للمرء أن يؤمن بشيءٍ ما..
وحيث لا وجود
لأمرٍ حقيقي كهذا
لا بُد أن يُكذّب..
تارةً بعد الأخرى..
من غيرِ لماذا..
يُكذّب لأجل أن يغفر للرب..
ويُكذّب كي لا يجعله
أن ينسى أبداً مَن هو..
ماذا فعل.. ماذا كان مزاجه
حين أنتشى.. حين أستيقظ
ولم ينم بعدها.........................
هذه مهمتنا.. تذكير الإله بجريرتهِ..
وصراعاتنا.. حروبنا.. آلامنا.. وحدها كافية..

يا مَن لا تفهمون شيئاً سوى نباحكم..
هذه هي
حُرية الإختيار..
الرغبة الشهوانية..
الإرادة العُليا..

وهذا أنا..
هذا صوت الوهم
الذي تخشون سماعه..
صوتكم الجبان
الذي يهاب أن يحكم
الفضاء الدامس..
هذا الصوت المتواجد
في كُلِّ الكائنات..
يخشى أن يُغنّي..
يخشى أن يُغنّي..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كل يوم - لقاء في الفن والثقافة والمجتمع مع الكاتب والمنتج د/


.. الفنان أحمد سلامة: الفنان أشرف عبد الغفور لم يرحل ولكنه باقي




.. إيهاب فهمي: الفنان أشرف عبد الغفور رمز من رموز الفن المصري و


.. كل يوم - د. مدحت العدل يوجه رسالة لـ محمد رمضان.. أين أنت من




.. كل يوم - الناقد الرياضي عصام شلتوت لـ خالد أبو بكر: مجلس إدا