الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
زيارة البابا التاريخية للعراق
حيدر خليل محمد
2021 / 3 / 6مواضيع وابحاث سياسية
بلا شك ولا ريب أن هذه الزيارة للحبر الاعظم بابا الفاتيكان للعراق تاريخية ، فهي أول زيارة للحبر الاعظم لارض العراق والذي يُعد ارضٍ مقدسة وبيت ابراهيم ومنه انطلقت الاديان السماوية .
وقد سلطت وسائل الإعلام حول العالم الضوء على هذه الزيارة لقيمتها وأهميتها وأرتباطها التاريخي لأن البابا أعلن مسبقا أن رحلته هذه هي ( رحلة التوبة والحج ) ، وهذا التسليط الاعلامي له تأثير ايجابي على العراق وتاريخه وأرضه وشعبه ، وممكن جداً ان تكون هناك ضغوطات اعلامية على المجتمع الدولي لمساعدة العراق ومخاربة الفاسدين لأنها اراضٍ مقدسة .
لا نريد أن نسبق الاحداث ، ولكن لنحلل هذه الزيارة ومدى تأثير السياسة العالمية بعد هذه الزيارة للعراق .
لا نقلل من زيارة البابا وهي فعلا زيارة تاريخية لارض العراق الذي عدّه اليونسكو اليوم ارضٌ يتربع على عرش التاريخ .
وزيارته للسيستاني فيه رسالة واضحة وأبعادٍ لانطلاق دعوة للحوار بين الاديان ، والتعايش السلمي بين المكونات .
لكن هل للبابا تأثير على السياسة العالمية؟ وهل للسيستاني تأثير على العالم الاسلامي ؟
كما ذكرنا الزيارة مهمة وتاريخية ، لكننا نريد البحث حلول هل ستحصل بعد الزيارة هذه ؟ .
البابا يوحنا بولس الثاني عام 2003 ، لم يوافق على غزو العراق وأعتبره في حينه أنها تهدد البشرية ، لكن لم يأبه أحد لما قاله .
لابد أن نعود لجذور هذا الامر ولماذا ليس للبابا تأثير على السياسة العالمية؟ .
بعد حركة الاصلاح الديني في أوروبا على يد الراهب مارتن لوثر الذي خالف تعاليم الكنيسة وأسس مذهبٍ جديد سميت بالمذهب البروتستاني ، انقسم المسيحيين وأُعلنت الحروب بين المذهبين واستمرت هذه الحروب لمئات السنين راح ضحيتها الملايين من الابرياء .
هنا كان لابد من وضع حل لسفك الدماء ظهر المفكرون والانسانيون والفلاسفة دعوا لابعاد الدين عن السياسة ،لانهاء هذا الصراع الديني .
ولاقت هذه الفكرة استحسانا بين الاوروبيين ، ونجحت اخيرا أوروبا من القضاء على السلطة الكنسية .
تقدمت بعدها أوروبا في جميع المجالات العلمية والتكنلوجية والفكرية ، لذلك اليوم لا توجد سلطة للكنيسة أو البابا على السياسة العالمية .
والان لنتعرف على موقف المسلمين من المرجع الشيعي علي السيستاني.
بطبيعة الحال السيد السيستاني هو رجل دين ومرجعٌ شيعي وان المذعب السني لا علاقة لهم به لا من قريب ولا من بعيد .
اما المذهب الشيعي فيتميز بتعدد المراجع ، وكل مرجع له مقلدوه ومريدوه .
وهناك ايضا صراعٌ جديد قديم بين المدرسة النجفية والمدرسة القمية( قم مدينة ايرانية تحتضن الحوزة) .
هذا الصراع ابتدأ منذ اعلان الخميني قائد الثورة الإسلامية في إيران، وقد خالفه غالبية فقهاء الشيعة وأبرزهم السيد ابو القاسم الخوئي زعيم حوزة النجف في العراق ، هذا الصراع تجدد بصورة أكبر بعد سقوط نظام صدام حسين عام 2003 ، فأسست ولاية الفقيه بقيادة الخامنئي مجاميع مسلحة على غرار حزب الله في لبنان، وقاموا بدعمهم وتدريبهم تحت مسمى ( مقاومة الاحتلال )، اما السيستاني فقد كان مقتنعاً بالطرق السلمية والسياسية لإخراج الاحتلال .
لكن لم يكن للسيد السيستاني تأثير كبير على السياسيين في العراق أو في المنطقة وحتى يومنا هذا .
لذلك لا البابا ولا السيد السيستاني بيدهم مفاتيح الحل لمشاكل المنطقة ، إلا الدعوة للحوار والتعايش السلمي ، وإن كانت هذه دعوةً غير حقيقية لأن في عقيدة الطرفين تكفيرٌ وإقصاء للآخر لا يستطيعون تغييره .
الشعب العراقي وشعوب المنطقة منذ مئات السنين متعايشين فيما بينهم رغم الاختلاف الديني والقومي والمذهبي ولم ينتظروا أحد ليعرفهم معنى وقيمة التعايش السلمي .
وفي الحقيقة هذا الكلام يجب أن يوجه لرجال الدين أولا لأنهم من بزرعون الحقد والكراهية والتكفير في نفوس أتباعهم بفتاويهم التي تنجس غيرهم ويُحرم التعامل والتزويج منهم .
ومن ثم يجب أن توجه الدعوة للسياسيين الذين يدّعون انتماءهم واتباعهم لرجال الدين.
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. رفح تتعرض لقصف وغارات، ما يثير مخاوف من اقتراب الهجوم البري
.. مهاب ا?يوب.. من الصفر ا?لى راي?د في عالم الا?عمال ????
.. سوق سافور في مونفارميه الفرنسية يقدم أسعارا تتحدى التضخم في
.. ما هي مخاطر الإدمان على الشاشات؟ • فرانس 24 / FRANCE 24
.. محمد الضيف يستغيث بالشعوب العربية للتحركضد إسرائيل ،،،،فهل ه