الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


رد لصديق.. إنسان كامل...وهامش صريح...

غسان صابور

2021 / 3 / 8
مواضيع وابحاث سياسية


رد لصديق.. إنسان كامل...
وهـامش صريح...
كتب صديقي الطبيب.. والشاعر الناعم.. والإنسان الكامل الرائع.. الدكتور عدنان زيدان.. على صفحته الفيسبوكية اليومية.. ما يلي:
(خففوا من غلوائكم أيها السوريون: لن يصيبكم إلا ما كتبت روسيا وأمريكا لكم، إن لم تأخذوا زمام الأمور بيدكم. نقطة على السطر...)
ــ وهذا ردي إليه :
شكرا لكلماتك الصادقة الحقيقية الواقعية الطيبة المحزنة... ولكن إسمح لي بكلمة مثال سوري دارج.. تعلمته من صديقنا المشترك.. والسياسي السوري المخضرم الذي يعيش مثلنا أنت وأنا... صديقنا السيد جـاد بــوز.. ولكن خلافا لك ولي.. هو يعيش فقط من بضعة سنوات هنا بمدينة لـيون الفرنسية.. ولكنه وافر بالحكمة السورية.. أكثر منا.. لأنه علمني ما يلي.. بعد بضعة هيجان وغضب.. بكلماتي وكتاباتي.. عما يجري.. بسوريانا.. قال لي : "يا غـسـان.. إن أردت أن تطاع.. فاطلب المستطاع..." وهذه عادة عربية.. أكثر منها سورية... ولكنني اليوم وبعد سنوات جامدة من الأزمة السورية.. أفهم أنه لم يتبق أي مستطاع.. لدى كل من تبقوا هناك.. لا يد.. ولا رجل.. ولا فكر.. ولا غذاء.. ولا دواء.. والغلاء.. والتعب والمرض واللاحــل.. بالإضافة للاحتلال التركي.. والإسرايلي.. والأمريكي.. والروسي.. والإيراني.. والكردي.. وحزب الله... بالإضافة إلى أمبارغو عالمي.. فرضته الولايات المتحدة الأمريكية.. وعممته.. ضد هذا البلد وشعبه.. لم يترك للسوريين الباقين هناك.. بجماد وكــومــا وحرمان وصمت كامل... بانتظار ربطة خبز للسورية أو السوري.. بعد انتظار ساعات طويلة... لإطعام عائلتها أو عائلته... ناهيك لغلاء.. وإفلاس وتضخم مالي رهيب.. لم تعرفه ألمانيا أو اليابان... بعد انكسارهما واحتلالهما الكامل بنهاية الحرب العالمية الثانية... دون أن ننس عبور فظائع داعش.. وأبناء داعش.. من الداخل والخارج... وملايين الضحايا والقتلى.. والخراب الجهنمي.. وتهجير نصف سكان البلد...
يا صديقي.. ماذا تبقى إذن غير مـلايـيـن السوريين الذين يعيشون خارج سـوريا... ومسافة وقدم سنوات مغادرتهم لها.. ودرجات الحنين الذي تبقى.. وإمكانيات مداخلاتهم... من هنا لم يتبق لنا سوى البطاقة الانتخابية... ومدى تحليلاتنا للسياسات الأوروبية.. والأمريكية.. والكندية.. والأسترالية.. والروسية.. المهيمنة على رغبات إنقاذ سوريا الحقيقية... ولما أرى أوراق طريق السياسة الكيسنجرية والصهيونية.. المهيمنة عالميا.. خلال العشرين سنة الأخيرة.. لا أرى فيها أية إعادة إصلاح سياسي.. ولا بنائي أو بنيوي.. ولا اجتماعي.. ولا ديمقراطي.. ولا علماني.. لإعادة بناء مستقبلي لهذا البلد... مع احتراق آمالي من صحة السياسة العالمية... مع مزيد يأسي وبأسي وألمي وحزني.. من حياد السوريين المتركزين ـ أبدا ـ بالخارج.. أو من من تحركاتهم الجماعية.. وإمكانياتهم.. بغير فتح المطاعم.. أو تعليم ونشر رقصة الدبكة.. بأشكالها الإقليمية والعشائرية المختلفة.. وتجربتي هذه.. ليست تعبيرية عاجلة.. إنما من تجاربي واحتكاكاتي.. ودراساتي السياسية المختلفة المحلية.. بهذا البلد... وخاصة نسبة أعداد من يشارك منهم.. بالانتخابات المختلفة.. بالبلدان المهجرية التي يعيشون فيها...
هذا ليس انتقادا لهم... أبدا.. أبدا.. إنما لأنهم حملوا على ظهورهم .. أينما رحلوا واستقروا.. عاداتهم وتقاليدهم الموروثة منذ طفولتهم بالبلدان التي ولدوا بها.. وهاجروا منها.. أن السياسة.. كلمة ملعونة.. يجب ألا يقتربوا منها... وأنهم حتى هذه الساعة.. لم يمارسوا ــ كليا ــ الفرص والطاقات والإمكانيات الديمقراطية المفتوحة لهم.. للممارسة السياسية والديمقراطية والعلمانية الحقيقية الأوروبية... رغم التغييرات.. والضائقات.. وحواجز الـكـورونــا والــكــوفــيــد.. والممنوعات الجديدة.. ولكن تبقى دوما بقايا إرادات ـ نظيفة ـ محلية هنا ـ على ندرتها ـ يمكننا من خلالها إعادة بعض أمل.. ألا نــتــرك اختناق وموت ما تبقى من أقدم حضارة بالعالم... والتي كانت حضارة ســـوريــا... وحق الحياة لسوريا.. والسوريين...
***************
عـلـى الــهــامــش :
ــ زيارة البابا لــلــعــراق
ما فائدة زيارة البابا الحالي للعراق؟؟؟.. وبرنامجها محاولة إعادة حياة شبه طبيعية لليزيديين والمسيحيين والأقليات العراقية.. بهذا البلد الذي تحكمه سلطات.. لا تملك لا قرار ولا مصير.. ولا أية سلطة تنفيذية.. بالنهار.. وتهيمن عليه داعش.. وأبناء داعش.. وأنصار داعش.. بالليل.. وعملياتها الآثمة الرهيبة الفظيعة.. "ضد الــكــفــار".. مسببة استمرار وديمومة الأذى والرعب.. والإرهاب المدعوم بتفاسير إلهية.. عجيبة.. غريبة.. ورغم التصريحات المهمهـمة الخافتة.. من غالب كبرى المسؤوليات الرسمية الدينية.. واستنكاراتها.. لا تفيد عائلات القتلى والضحايا... حسب تصريحات عديد من المنظمات الإنسانية أو الجمعيات الخيرية.. التي تحاول الإغاثة والتحرك والإحصاء.. والمساعدات المحدودة.. نهارا فقط... وتجنب الأخطار والتفجيرات المستمرة...
شجاعة حقيقية.. رغبات البابا.. والتي تبقى سلامية مسالمة.. مـسـيـحـيـة.. فاتحة صدورها.. لتحضن.. حتى من يرغب فناءها.. والقضاء عليها.. ومحو وجودها التاريخي والإنساني الطبيعي.. على أرض المشرق...
نقطة على السطر... انـــتـــهـــى.
غـسـان صـــابـــور ــ لـيـون فـــرنـــســـا








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. واشنطن تعتزم فرض عقوبات على النظام المصرفي الصيني بدعوى دعمه


.. توقيف مسؤول في البرلمان الأوروبي بشبهة -التجسس- لحساب الصين




.. حادثة «كالسو» الغامضة.. الانفجار في معسكر الحشد الشعبي نجم ع


.. الأوروبيون يستفزون بوتين.. فكيف سيرد وأين قد يدور النزال الق




.. الجيش الإسرائيلي ينشر تسجيلا يوثق عملية استهداف سيارة جنوب ل