الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


سفيرةُ الغِناء الكرديّ الأوبراليّ إلى العالم : مزكين طاهر

عبداللطيف الحسيني
:(شاعر سوري مقيم في برلين).

2021 / 3 / 8
الادب والفن


ليسَ صعباً اللقاءُ (بمزكين طاهر ), فهي التي تريدُ لقاءَ الأدباء والفنانين أينما كانوا، وليستْ غريبة عن مدينة عامودا التي عرفتْها قبلَ إنطلاقتها الغنائيّة، بلْ قبلَ شهرتِها . هذا المنزلُ ( منزل الشيخ عفيف )عرفها جيّداً، عرفها وزوجها تيمور عبدكي قبلَ أكثرَ من عشر سنوات .

مزكين طاهر حينَ تقيمُ حفلاً فنيّاً في دمشق، يتبادرُ بعضُ مثقفي هذه المدينة ( عامودا) لحضور حفلها، والاستماع إلى صوتها ( الطاهر ) : صوتها حينَ تغني، وصوتها حينَ تتحدّثْ .

حينَ غنّتْ مزكين في احتفالية دمشق عاصمة للثقافة، كان ثمة مقالٌ نقديّ عاصف: (مزكين طاهر : تغني في العراء) كنتُ أظنُّ أنها ستنتقدُ ما كُتِبَ عنها، فتفاجأتُ (لم أتفاجأ) بأنها هي مَنْ تريدُ أنْ تغني – أوّلاً – في منطقة الجزيرة، وتالياً في الأمكنة الأخرى، لأنها من هنا، وإليها .

س1- بحسب اطلاعنا : إنّ (مزكين طاهر) أولُ مغنية أوبرالية كرديّاً، ما سببُ اختياركِ لهذا الغناء غير المسبوق ؟

ج1- أنا من عائلةٍ فنيّةٍ كانتْ تُقامُ في بيتنا أمسياتٌ للغناء الكرديّ الشعبيّ ( أغاني (دنگبيژ ) وكون والدي من المغنيين الشعبيين في تلك الفترة :(نجيم أومري) إضافة إلى تلك الأمسيات كان يلفتُ إنتباهي شيءٌ آخرُ, في القناة التركية حيث كانتْ تعرضُ أسبوعياً برنامجاً موسيقيّاً تُقدّمُ فيها (أوبرا وكورال كلاسيكي.(

الغناء الشعبي الكردي (دنگبيژية) مدرسة فنيّة بحدِّ ذاتها، حيثُ كان دائماً يخطرُ ببالي سؤالٌ: كيف باستطاعتنا أنْ نجعلَ من هذا الغناء الشعبي مدرسة فنيّة عالميّة مثل الذي يعرض في التلفاز؟

لذلك أردتُ أنْ أدرسَ الموسيقا والغناء بشكله الأكاديميّ لعلي أستطيعُ إيجادَ جوابٍ لهذا السؤال.

س2-ما هي طبقاتُ الصوت التي يجبُ أنْ تتوفرَ للمغني – المغنية كي يجيدَ غناءً أوبراليّاً ؟

ج2- ينقسمُ الصوتُ في الغناء الأوبرالي على النحوالتالي:

- سوبرانو: الصوت الرفيع للفتاة (الطبقات العالية)

- ميتسوسوبرانو: صوت الفتيات بين الرفيع والثخين (الطبقة المتوسطة)

- ألتو: صوت الفتيات الثخين العريض (الطبقة المنخفضة)

- تينور: صوت الشباب الرفيع (الطبقة العالية)

- بريتون: صوت الشباب المتوسط بين الرفيع والثخين (الطبقة المتوسطة)

- باص: صوت الشباب الثخين (الطبقة المنخفضة)

بهذا الشكل،كلُّ الأصوات البشرية تستطيعُ أنْ تغني غناءً أوبرالياً،هذا إذا كانتْ أصواتاً جميلة، ولكنّ أسلوبَ الغناء الأوبرالي يحتاجُ إلى تمرين ودراسة.

س3-( مزكين طاهر أضاءتْ ليل دمشق بصوتها ) هذا ما كتبته الصحفُ غيرُ الرسميّة ؟ وغنتْ بوساطة فرنسيّة ؟

ج3- حفلتي الأولى بعد التخرّج كانتْ برعاية المركز الثقافي الفرنسي بدمشق،وهكذا عُرفتُ من قِبلِهم، وأصبحتْ لديّ علاقاتٌ ومعارفُ في المركز، فكلما تأتي مجموعة موسيقية فرنسية،وإذا وجدوا بأني أنسجمُ معهم فنياً كانوا يُعلمونني فيما إذا أردتُ العملَ معهم،أم لا، هذا ما حصل معي و(مينا أغوسي) مغنية الجاز الفرنسية قدمنا معاً حفلتين بعنوان "الجميلة والوحش" وأدّيتُ معها أغانيَ من ملحمة "سيامند وخجي" في كنيسة في مدينة حلب وفي دمشق في دار الأوبرا، وأيضا مع فرقة (دي. جي. أول) للموسيقا الإلكترونية غنيتُ معهم أغانيَ من التراث الكردي (بايزوك) في دمشق في قلعة صلاح الدين الأيوبي، ومن خلال تلك العلاقات أرادتْ صديقة فرنسية أنْ أقدّمَ حفلة ضمن برنامج "دمشق عاصمة الثقافة العربية" فأخبرت مسؤولة النشاطات الثقافية في هذا البرنامج في المركز الثقافي بـ"دمر" وبموجبه قدمتُ حفلة بعنوان "ألوان من التراث السوري" وباللغة الإنكليزية "Songs from the north of Syria" وهكذا كانتْ أغلبُ أعمالي بوساطة الفرنسيين.



س4-نادراً ما نقرأُ نقداً فنياً أوبرالياً . كيفَ تمّ تقييمُ مزكين طاهر نقديّاً ؟

ج4- لأنّ فنَّ الأوبرا في الشرق عموماً فنٌ أوروبي وغريبٌ على الساحة الشرقية، ومن ناحية أخرى مؤرخوهذا الفنّ قلائل، بل وحتى نقاد فنّ الغناء الشرقي أيضاً، وبحسب تقييم المعهد العالي للموسيقا في دمشق لي فقد قيّموني بـ"جيد"، كما أنّ المجموعات الفنية التي كانتْ تأتي إلى المعهد وكنا نشاركهم في ورشات عمل مشتركة كانوا يقولون "صوت مزكين صوت خاصّ" فهوصوت للقاعات الأوبرالية الكبيرة، وأحياناً أخرى كانوا يقولون لي هل تتقنين اللغات الإيطالية والألمانية والفرنسية ؟,كان الجوابُ :بالنفي، فيقولون :النطقُ لديكِ جيد في هذه اللغات على عكس أصدقائك، كنتُ أقول أنا لستُ عربية،فأنا كردية، ولغتي الأم لغة هندوأوروبية،لذلك مخارج الحروف عندي مثل اللغات اللاتينية الأخرى مثل (P-J-Sch-Ch-G-V) ولكن غير ذلك، صوتي لم يُقيّمَ بعدُ على الساحة الفنية.

س5-أينبغي على المغنّي – المغنية أنْ يتعلمَ فنَّ ( الأوبرا) أوّلا، وتالياً أنْ يتحوّلَ إلى الغناء ؟

ج5- لا، هنالك أصواتٌ فطرية جميلة جداً مثل المغنيين الشعبيين الكرد، وغيرهم أمثال (شاكرو- سيد علي أصغر كوردستاني - مريم خان - حسينكي أومري ... إلخ) هؤلاء عمالقة الغناء الكردي، والحديثين مثل (فقي تيرا - شفان برور - كامكاران ... الخ) أصواتهم من الحنجرة وعرب أصواتهم الشرقية تضيفُ جمالاً على أدائهم، ولكنْ يجبُ أنْ يعرفَ المغني والمغنية الطريقة التي يغني بها على الأقل، وإذا أتقن أسلوباً آخر، مثل الأوبرا من المؤكد أنّ ذلك أفضل.

س6-هل لحنتْ مزكين قصائد من الشعر الكرديّ الحديث لتكونَ مغناةً ؟

ج6- انتقيتُ مجموعة من القصائد الكلاسيكية والحديثة بألحان جديدة قصائد لـ(ملايي جزيري - بي بهار - جكرخوين - أحمد عارف ) ومن الشعراء الحديثين (تيمور عبدكي - شيروهندي).



س7- الأوبرا فنٌّ جديد على الساحة الشرقية بشكل عام والكردية بشكل خاص، كيف سيستطيع الجمهور تقبّل هذا الفنّ والإستماع إليه؟

ج7- لقد بذلتُ جهداً كبيراً لأجدَ صلة الوصل بينَ الغناء الأوبرالي والثقافة الكرديّة فغنيتُ (فيردي - موزارت - بوتشيني - جورج بيزيه ...) بقصائد كردية (جكرخوين - أحمد عارف ...إلخ) ضمن مجموعة أوبرالية يقوم بتوزيعها (محمود براز ي)

س8- غنيتِ مع أوركسترا السليمانية بقيادة عبد الله جمال ساكرمه وغنيت أيضاً مع فرق صغيرة للآلات الشرقية، أيٌ من التجربتين تفضلين؟

ج8- الغناء مع الأوركسترا دراستي وتخصصي كما أنّ حفلتي مع ساكرمه مشاركةٌ ضمن الأوركسترا (عازفون على الآلات الشرقية )وهذا ما أرنوإليه، أي دمج الموسيقا الشرقية مع الأروكسترا الغربية، ومن وجهة نظري أنّ المايستروساكرمه قد وفّق في هذا الدمج.

ولأنه لا تتوفر دائماً هذه الفرقة الأوركسترالية الكبيرة نلجأ إلى الفرق الصغيرة كما أنه إذا كان التوزيعُ الموسيقيّ جيّداً للفرق الصغيرة فهي أيضاً تحققُ نجاحاً ملفتاً.

س9- تجربتك مع المايستروساكرمه هل أثمرتْ بأعمال أخرى غير الحفلة التي أقمتموها؟

ج9- نعم المايستروساكرمه يؤلفُ الآن موسيقا للأوركسترا، ولي في بريطانيا، وستكون في مجموعة أخرى إن شاء الله.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. منهم رانيا يوسف وناهد السباعي.. أفلام من قلب غزة تُبــ ــكي


.. اومرحبا يعيد إحياء الموروث الموسيقي الصحراوي بحلة معاصرة




.. فيلم -شقو- بطولة عمرو يوسف يحصد 916 ألف جنيه آخر ليلة عرض با


.. شراكة أميركية جزائرية لتعليم اللغة الإنجليزية




.. الناقد طارق الشناوي : تكريم خيري بشارة بمهرجان مالمو -مستحق-