الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الناطق الرسمي باسم الامين العام للامم المتحدة السيد ستيفان دوجاريك يعترف بصعوبة تعيين ممثل شخصي للامين العام بشأن الصحراء

سعيد الوجاني
كاتب ، محلل سياسي ، شاعر

(Oujjani Said)

2021 / 3 / 8
مواضيع وابحاث سياسية


الناطق الرسمي باسم الأمين العام للأمم المتحدة السيد Stéphane Dujarric ..
منذ حوالي سنتين عن " استقالة" آخر مبعوث شخصي للأمين العام للأمم المتحدة بشأن نزاع الصحراء ، ورغم لهْفتْ الجزائر وجبهة البوليساريو ، وانتظارهما تعيين مبعوث جديد للملف ، وكأن تعيين مبعوث شخصي هو عصا موسى ، ستنزل على رؤوس المتنازعين لفض النزاع رغم أنفهما ... يخرج الناطق الرسمي للأمين العام للأمم المتحدة السيد Stéphane Dujarric ، بتصريح أزال اللثام عن طول الانتظار لتعيين مبعوث شخصي جديد ، وليعلن ان تعيين ممثل شخص ليس بالأمر السهل ، وانها من التعقيدات التي تقف حجرة عثرة امام لقاء اطراف النزاع ، ومن دون شروط ، لنقاش الحل الذي قد يؤدي الى تسوية المشكل ، بما ينهيه مرة واحدة ، وبما ترضى عنه جميع الأطراف ...
وبما ان الجزائر والجبهة يعوّلان على تعيين هذا الممثل الذي عجز في خلخلت الملف ، لأنه يفتقر الى سلطة الضبط ، والامر ، والنهي ، فقد يكون تصريح Dujarric هذا ، قد الحق ضررا بانتظارية البورليساريو لهذا العيين ، مثل الانتظارية / السّبات الذي غرقت فيه الجبهة منذ ثلاثين سنة ، حتى عندما استفاقت متأخرة من سباتها ، وفتحت اعينها على الواقع الجديد دوليا وجغرافيا ، وجدت ان كل شيء تغير امامها ، بما افقدها القوة والزخم المادي والإعلامي الذي حظيت به قبل اتفاق 1991 ..
لكن هل ترك تصريح Dujarric نفس انطباع البوليساريو والجزائر لذا النظام المغربي ، الذي لا يهمه في شيء تعيين ممثلا للأمين العام للأمم المتحدة بشان نزاع الصحراء .. فالنظام المغربي ، طالما ان دور هذا الممثل ليس تقريريا ، ولا آمرا ، ولا ناهيا ، فتعيين الممثل من عدمه ، لا يهمه في شيء ، اللهم اذا كان على شاكلة الممثل الهولندي Peter Walsum الذي قال ، ان خيار الاستفتاء اصبح متجاوزا ، وان خيار الاستقلال غير واقعي ، اما اذا كان الممثل على شاكلة كريستوفر رووس ، او على شاكلة جميس بيكير .. فهما مرفوضان ، لاتهامهما بالانحياز الى أطروحة الاستقلال التي تقف وراءها الجزائر والجبهة ، مثل اتهام هذه والجزائر Perte Walsum ، بالانحياز الى جانب النظام المغربي ..
واذا عدنا الى التاريخ لنتساءل عن عدد الممثلين الشخصيين للأمين العام بشان نزاع الصحراء ، فعددهم وصل الى سبعة ممثلين ، كانوا بالتتابع من اول ممثل الى آخر ممثل وهم : جوهانس مانس ، زياد يعقوب خان ، إيريك جينسن ، جميس بيكير ، بيتر فالسوم ، كرستوفر رووس ، وآخرهم الألماني " المستقيل " الذي أُجبر على الاستقالة هورست كوهلر ... فمن اول تعيين لأول ممثل شخصي للأمين العام في سنة 1990 ، الى آخر تعيين للممثل في 2019 ..يكون قد مر على تعيين الممثلين الشخصيين حوالي احدى وثلاثين سنة مضت ، وهي مدة تتزامن مع الثلاثين سنة من السبات الشتوي الذي دخلته الجبهة ...
فإذا كانت الثلاثين سنة من تعيين الممثلين الشخصيين ، قد منيت ، او انتهت بالفشل ، رغم نجاح الألماني هورست كوهلر في جمع طرفي النزاع ، إضافة الى النظام الجزائري وموريتانية .. ، في لقاءات بالولايات المتحدة الامريكية ، وبسويسرة .. ، فما الجدوى من تشبث وتمسك الجزائر والبوليساريو بإلزامية وشرط تعيين ممثلا شخصيا للأمين العام بعد ذهاب هورست كوهلر ، ما دام ان ممثل الأمين العام يفتقد الى سلطة الضبط ، والنهي ، والتوجيه ، والامر ، وما دام انّ دوره لا يخرج عن دور تنسيق ، ودور اقتراح دون جبر وفرض ، وما دام ان نتائج تحركاته المشلولة تُديّل بتقرير غير الزامي ، يرفعه الى الامين العام ، والى مجلس الامن الذي يملك ، ولوحده كل صلاحيات تبني التقرير كاملا دون زيادة او نقصان ، او ادخال بعض التعديلات عليه ، او حذف بعض المقترحات التي يحتويها تقرير الممثل الشخصي للآمين العام ، أي الصراع دونكيشوت من اجل التشبث بالفشل كالسابق ..
ان هذا التشبث الاعمى في الظلمة الحالكة ، يعني ان البوليساريو في صراعها تركز على القشور ، وعلى المسائل الثانوية التي لن تفيد في حل النزاع ، الذي كاد ان يُطْوى لو لم تسقط البوليساريو في مقلب 1991 ، ولو لم تغرق في سباتها لحوالي ثلاثين سنة ...
ان ما يسمى بمعركة الممثل الشخص للآمين العام ، هي مضيعة للوقت ، تمدد عمر النزاع ، ولا تقرب حله . والتعويل فقط عليها وكأنها العصا السحرية ، او عصا موسى لحل نزاع دام اكثر من خمسة وأربعين سنة ، هي مغالطة لما يصدح به الواقع ، الذي هو انتصار شرعية الأرض على الشرعية القانونية .. ولو كان للبوليساريو أساتذة قانونيين ، وسياسيين ، ودبلوماسيين من مستوى عالي ورفيع ، فهناك مسطرة لوْ اتبعها البوليساريو ، لقّرب حل النزاع في ظرف اقل من سنة ، والحل سيكون بقرار لمجلس الامن باستعمال الفصل السابع ، وبقرار الجمعية العامة الذي سيؤكد إمّا مغربية الصحراء او الاعتراف بالجمهورية الصحراوية .. فهذه المسطرة التي تجهلها البوليساريو ، تقرب حل النزاع الذي لن تحله اليوم الحرب الدائرة ، انْ كانت هناك حقا حرب تدور ، ولو استمرت أربعين سنة ...
اذن ، وامام هذا التصريح الواضح للناطق الرسمي للأمين العام السيد Stéphane Dujarric ، بصعوبة تعيين ممثلا شخصيا للأمين العام ، بسبب تضارب مواقف النزاع ، وتحفظها كل مرة على شخص ممثل جديد ... فان أي حل للنزاع لن يكون الاّ حلا عسكريا ... والسؤال هنا :
--- هل تستطيع البوليساريو العودة الى مستوى الحرب التي كانت حربا قبل سنة 1991 ؟
--- وهل سيبقى النظام المغربي يمارس حرب الدفاع من وراء الجدار والالغام المزروعة بالملايين ، ويتلقى الضربات دون الخروج وتجاوز الجدار لتطبيق حق المطاردة حتى منبع ، ونقطة انطلاق الخصم ...
وهنا هل سيستدرج النظام المغربي انْ خرج عن الجدار ، ومارس حق المطاردة ، الجزائر المًزوّد الوحيد ، والمحتضن الرئيسي للجبهة ، الى حرب تخرج الى العلن ، مسؤولية النظام الجزائري فيما يجري بالمنطقة ...
واذا حصلت الحرب مع الجزائر كافتراض لن يجازف به النظام المغربي ، لان اية حرب ستكون خطرا على النظام ، اذا كانت نتائجها مخيبة ومهينة ، او استمرت الحرب كما تدعي الجبهة ... وتدخل المجتمع الدولي لفض النزاع ... هل القادم من القرارات سيصب في صالح أطروحة النظام المغربي ، ام انها ستصب في صالح أطروحة النظام الجزائري والجبهة ...
واذا نحن راجعنا مواقف من يسميهم النظام بالحلفاء ، كالاتحاد الأوربي مثلا ، فان موقفهم الرافض لاعتراف دونالد ترامب بمغربية الصحراء ، ومن بينهم فرنسا واسبانيا ، وموقف ادارة John Biden ، عندما ركز مؤخرا الناطق الرسمي باسم كتابة الدولة في الخارجية الامريكية ، على المشروعية الدولية التي هي كل قرارات مجلس الامن ، وكل قرارات الجمعية العامة ... وهو ما يعني ابطال وإلغاء اعتراف دونالد ترامب بمغربية الصحراء ... فان ما ينتظر مستقبل الصحراء سيكون على يد كف عفريت ، الله وحده يعلم في أي اتجاه سيرمي به .. والذي لن يكون غير التشاؤم من الحل النهائي على طريقة تيمور الشرقية ...
في شهر ابريل القادم سيعقد مجلس الامن دورته العادية لبحث نزاع الصحراء ، والدورة هذه هي استثنائية بكل المقاييس ، بسبب ( الحرب ) التي تدور انْ كانت هناك فعلا حرب تدور .. لأنه الى الان لم يسقط اسرى حرب في صفوف الجانبين ، وهي استثنائية بتراجع واشنطن عن اعتراف دونالد ترامب بمغربية الصحراء ، وموقف الاتحاد الأوربي ، وبريطانيا العظمى الرافض لاعتراف ترامب بمغربية الصحراء .. وما يجري من خرق لحقوق الانسان في الصحراء ، وفي المغرب بشكل فظيع ... فقوة وشكل القرار الذي قد يخرج به مجلس الامن ، يتوقف على الدرجة التي تكون ( الحرب ) قد وصلتها ، ويتوقف على ما ينشر من خروقات لحقوق الانسان في المغرب وفي الصحراء ... ومِنْ غير المستبعد ان تكون القرارات جريئة وصادمة ... ونظرا لان الدورة القادمة ربما ستكون الدورة الما قبل الأخيرة ... فطول الحرب قد يجبر مجلس الامن ليس فقط على توسيع صلاحيات المينورسو لتشمل حقوق في الصحراء ، ويجب ان تمتد رقابة حقوق الانسان الى كل المغرب الذي ينتهك فيه النظام هذه الحقوق برمي المعارضين في السجون .. ليصل القرار ، كمقابل لوقف اطلاق النار ، الى تحديد فترة زمانية قد لا تتعدى سنة ، او سنة ونصف لتنظيم الاستفتاء ... هذا دون ان ننسى ان القرار القادم ، أكيد سيشير بالاسم الى " هيئة الأمم المتحدة لتنظيم الاستفتاء في الصحراء الغربية " ، " المينورسو " ، مع التذكير بالاختصاصات التي أنشأت من اجلها عند التوقيع على اتفاق وقف اطلاق النار في سنة 1991 ، وهي اختصاصات نابعة من عنوانها الذي لا يحتاج الى تفصيل في الشرح ..
الصحراء مهددة بالذهاب ، وذهابها قضية وقت يقترب بسرعة ( براق النظام المغربي – TGV ) ..
لا بد من المحاسبة ، ولا بد من إعطاء الحساب ..
وعلى الشعب الذي ظل مغيبا منذ بدأ الصراع في سنة 1975 ، ان يقول كلمته التي ستكون كلمة الفصل ..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. السودان: متى تنتهي الحرب المنسية؟ • فرانس 24 / FRANCE 24


.. الولايات المتحدة: ما الذي يجري في الجامعات الأمريكية؟ • فران




.. بلينكن في الصين: قائمة التوترات من تايوان إلى -تيك توك-


.. انسحاب إيراني من سوريا.. لعبة خيانة أم تمويه؟ | #التاسعة




.. هل تنجح أميركا بلجم التقارب الصيني الروسي؟ | #التاسعة