الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


نداء الندوة الدولية للأحزاب والمنظمات الماركسية اللينينية إلى النساء العاملات في العالم بمناسبة ذكرى 8 مارس

مرتضى العبيدي

2021 / 3 / 8
اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم


لنتحد من أجل محاربة العنف واللامساواة والاستغلال وجميع القوى الرجعية!

ترجمة مرتضى العبيدي

نحيي ذكرى الثامن من مارس، اليوم العالمي للمرأة العاملة، تحت العبء الثقيل لجائحة كورونا. إن وباء كوفيد 19 (Covid-19) لم يمثل أزمة صحية عامة أثرت على حياة مليارات من البشر فحسب، بل إنه ساهم كذلك في تحطيم القشرة النيوليبرالية للرأسمالية الإمبريالية وكشف عن جوهر الاستغلال الوحشي.

فخصخصة الرعاية الصحية العامة تحولت إلى حاجز لا يمكن التغلب عليه فيما يتعلق بالحصول على خدمات صحية مجانية وعالية الجودة. وبسبب سلعنة المعرفة العلمية، لا يمكن لمليارات البشر الوصول إلى اللقاح، وهو أفضل أمل للخروج من الجائحة. بل إن التعليم الأساسي ذاته أصبح صعب المنال لدرجة أن جيلًا كاملا هو بصدد الحرمان من حقه في التعلم.
إن سياسات مرونة التشغيل النيوليبرالية وانعدام الأمن الاجتماعي، مثل العمل بوقت جزئي، والتوظيف المؤقت، والعقود محددة المدة، إلخ تطورت وتحولت إلى بطالة جماعية. لقد أدى المأزق الرأسمالي في مواجهة الوباء إلى ظهور خيبة أمل لدى جماهير واسعة فقدت مصادر رزقها.
الدولة الرأسمالية هي عبء ثقيل بشكل متزايد على "العبيد المنزليين"!
فبينما تكتفي المنظمات غير الحكومية الدولية التي تخدم رأس المال بنشر "تقارير إخبارية" حول زيادة العنف المنزلي، يتم تنفيذ تدابير الحجر على حساب حياة النساء.
فالدول والحكومات البرجوازية لم تتخذ أي إجراءات فعالة لحماية النساء في أي جزء من العالم. بالإضافة إلى ذلك، أُغلقت ملاجئ النساء، وحُذفت الخطوط الهاتفية المخصصة للمساعدة، وعلقت إجراءات التقاضي. إذن تُركت النساء بمفردهن وحُصرن في منازل تحولت إلى مسارح للجريمة بسبب زيادة العنف وجرائم قتل الإناث. حتى أنه أصبحت لدى المرأة قناعة بأن السيطرة على الوباء لا يمكن أن يضمنها جهاز دولة مُسخر لخدمة الرأسماليين.
الفقر المدقع وارتفاع معدل البطالة للنساء
بالإضافة إلى ترك النساء دون حماية من العنف، أصبحت الدولة الرأسمالية أيضًا أداة لإفقارهن. لقد تأثرت جميع الطبقات الاجتماعية بالوباء، لكن الدولة هرعت لإنقاذ الطبقة التي تنتمي إليها. تم وضع الأموال العامة التي تم الحصول عليها من العمال والكادحين في خدمة الرأسماليين الذين تم فسخ ديونهم الضريبية، وتمتيعهم بحوافز جديدة. ومن ناحية أخرى، فقد حوصرت العاملات المستقلات وصغار المنتِجات بالديون التي لا يستطعن سدادها، بعد أن كنّ مقيدات منذ فترة طويلة بقروض متناهية الصغر في إطار البرامج النيوليبرالية "لرائدات الأعمال النسائية". فانضممن بأعداد غفيرة إلى صفوف الطبقة العاملة، خاصة ضمن آليات وشبكات استغلال اليد العاملة الرخيصة، لكن معظمهن وجدن أنفسهن في أتون البطالة.
وحُرِم الأطفال والنساء ، بوصفهم عاملين بلا أجر في أسر ريفية فقيرة ، من أبسط إمكانيات العيش، مثل الحصول على الغذاء والماء والمأوى. لقد فقدت عشرات الملايين من النساء العاملات في القطاع غير المهيكل دخلهن وتسبب انعدام الأمن لهن في المجاعة والعجز على مواجهة الوباء.
كما أصبحت النساء العاملات ، اللائي يشغلن خصوصا الوظائف المؤقتة والمشتغلات جزئيا، وهي الوضعيات التي تسوّق لها السياسة النيوليبرالية على أنها إجراءات "للتوفيق بين العمل والأسرة" ، عاطلات عن العمل واستُبعدن من الحماية الاجتماعية ، حتى في الدول الرأسمالية الأكثر تقدما.
تصاعد القمع الأبوي في إطار السيطرة الرأسمالية
يتم استخدام الوباء وظروف الأزمة الاقتصادية من قبل الطبقة الرأسمالية على المستوى العالمي كفرصة لتحقيق المزيد من الأرباح. ومع ترك العمال أمام مصائرهم، تحولت جائحة Covid-19 إلى "مرض للطبقة العاملة".
فتم تكثيف الهجمات على المكاسب التاريخية للطبقة العاملة ككل ، مثل تعويضات نهاية الخدمة والمعاشات التقاعدية وصناديق البطالة ؛ وتتعرض حقوق المرأة ، مثل إجازة الأمومة ، للخطر ، لا سيما في البلدان التابعة. لقد أصبح التحكم في وتيرة الإنتاج أكثر قسوة، وأصبح العمال مجبرين، لتحقيق أهداف الإنتاج، على العمل دون انقطاع. كما أصبحت العاملات تتعرّضن بشكل متزايد للتنمر والتحرش والإذلال في مكان العمل. باختصار، فقد تأثرت النساء بأزمة الرأسمالية وما يسمى بإدارتها الوبائية ليس فقط كـ "عبيد منزليين" ولكن أيضًا "كعبيد بأجر" ؛ فتم "حبسهن" في المنزل وفي أماكن العمل كذلك، كما يتضح من أمثلة العاملات اللائي تم الاحتفاظ بهن في المصانع أثناء النهار ، وفي المهاجع ليلا ، رغم وجود حالات حاملة للفيروس بينهن. كما أجبرت العديد من النساء إما على العمل أثناء ذروة الوباء أو المجازفة بالذهاب إلى العمل رغم المخاطر ، متجنبات اختبارات كوفيد خوفًا من الحصول على نتيجة إيجابية واضطرارهن إلى التوقف عن العمل وحرمانهن من دخلهن الوحيد في غياب الدعم الحكومي. إذن فإن هذه السنة الأولى من الأوبئة احتفظت بمكانتها في تاريخ البشرية كفترة انكشف فيها الطابع الأبوي (الباطرياركي) للسيطرة الرأسمالية على العمل.
الرأسمالية الاحتكارية القائمة على الفاشية
وعلى الرغم من كل شيء ، يتحد العمال والكادحون في العديد من البلدان للنضال ضد التدمير الذي أحدثه الوباء والأزمة لظروف معيشتهم وعملهم، فضلاً عن الدفاع عن حقوقهم الاقتصادية والاجتماعية والحريات الديمقراطية. وتلعب النساء العاملات دورًا نشطًا في هذه النضالات.
وقد تميّزت في هذه المعركة بالخصوص عاملات القطاع الصحي اللائي برزن بنضالهن، ليس فقط من أجل مطالبهن الخاصة، بل وكذلك من أجل الحق في الخدمات الصحية، وبالتصدّي للتفريط في المنظومة الصحية العمومية لفائدة الوحشية الرأسمالية. وقد استمرت قطاعات كبيرة من النساء في التظاهر خلال إجراءات الحجر لصد الهجمات على حقوقهن الأساسية. ففي جميع أنحاء العالم، سعت النساء إلى توحيد نضالاتهن للتصدي لهذه الهجمات. لقد كسبت نساء الأرجنتين معركتهن من أجل تقنين الإجهاض بعد 25 عامًا من النضال الذي لم يتوقف، حتى في ظروف الوباء. وكانت النساء في الهند في طليعة الإضرابات التي نفذها ملايين العمال. أما في أوروبا، فقد تجندت آلاف النساء للدفاع عن اتفاقية اسطنبول التي تتعرض للهجوم من قبل الحكومات الرجعية المدعومة من السلطات الدينية.
يتم استغلال الآثار المدمرة للوباء والأزمة من قبل القوى الرجعية، وخاصة المنظمات الفاشية، للتسويق لنفسها. في العديد من البلدان ، تحاول المجموعات البرجوازية الاحتكارية امتصاص احتجاجات وسخط الجماهير الشعبية المستغلة والمضطهدة داخل النظام من خلال توجيهها نحو سياسات عنصرية وشوفينية ومعادية للنساء وللأجانب. بالإضافة إلى ذلك، فإنهم يسعون إلى تعزيز الشعبوية اليمينية، التي كانت في تصاعد قبل تفشي الوباء ، والاستفادة بشكل أكبر من المنظمات غير القانونية التي تديرها الدولة.
يدرك عدد كبير من النساء العاملات خطر بروز الفاشية في أجزاء كثيرة من العالم، من الولايات المتحدة إلى الهند، ومن البرازيل إلى تركيا، وقد استخلصن من خبرتهن التاريخية والمعاصرة بأن الاستغلال وعدم المساواة والعنف والسياسات العنصرية الفاشية لا يمكن أن توقفها الديمقراطية الليبرالية.
لنرفع صوتنا ضد الإمبريالية وجميع أنواع القوى الرجعية
يمثل 8 مارس 2021 نقطة تحول: يجب على النساء العاملات رفع نضالهن عالميا وتحسين تنظيمهن من أجل الحقوق والحريات الاقتصادية والديمقراطية والسياسية في مواجهة الآثار المدمرة للوباء والأزمة، المتمثلة في تكثيف الاستغلال واللامساواة والعدوان العنصري الفاشي. إنه لا يمكن مواجهة هذه الهجمات المكثفة إلا من خلال نضال قوي وموحد لجميع العمال والكادحين الذين تمثل والنساء جزء لا يتجزأ منهم.
أيتها النساء العاملات في العالم ، فلنتحد من أجل حقوقنا وحرياتنا!
عاش النضال المنظم للمرأة العاملة!
عاش التضامن الأممي للنساء العاملات!

الندوة الدولية للأحزاب والمنظمات الماركسية اللينينية








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ضربة إيران لإسرائيل: كيف غيرت قواعد اللعبة؟| بتوقيت برلين


.. أسو تخسر التحدي وجلال عمارة يعاقبها ????




.. إسرائيل تستهدف أرجاء قطاع غزة بعشرات الغارات الجوية والقصف ا


.. إيران قد تراجع -عقيدتها النووية- في ظل التهديدات الإسرائيلية




.. هل ستفتح مصر أبوابها للفلسطينيين إذا اجتاحت إسرائيل رفح؟ سام