الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
وظيفة الله
سعود سالم
كاتب وفنان تشكيلي
(Saoud Salem)
2021 / 3 / 8
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
عودة إلى الله
١ - "خرجت إلى الحج فاستقبلني رجل في بعض المتاهات فقال : يا أبايزيد إلى أين؟ فقلت: إلى الحج، فقال : كم معك من الدراهم؟ فقلت : معي مئتا درهم، فقال : طف حولي سبع مرات وناولني المائتي درهم فإن لي عيالا، فطفت حوله وناولته المائتي درهم"
أبو يزيد البسطامي
٢ - الفضيلة أو الميزة الوحيدة لله، هي إستحالة وجوده.
٣ - لا شك أن العالم يعاني اليوم من أزمات وإشكاليات متعددة المنابع والمصادر والأسباب. الحروب والمجاعات والرأسمالية والإستغلال وثلوث البيئة وإزدياد درجة الحرارة والكوارث الطبيعية والكوارث الغير طبيعية والجهل والفقر والإستعمار والإمبريالية، وأنواع متعددة من التمييز بين المواطنين بخصوص اللون أو العنصر أو الدين أو الميول الجنسية، وآخر هذه الكوارث فيروس الكوفيد الذي بدأ في حصد الآلاف من الشر في كل بقاع الدنيا، وقائمة الكوارث طويلة يمكن للقاريء زيادتها وتكملتها. ومن مسببات هذه المصائب المنصبة على رؤوس البشر في هذا الزمان، يأتي في المرتبة الأولى الإنسان نفسه فيما يتعلق بتخريب الطبيعة وتلوث الجو وحرق الموارد الطبيعية والإستغلال البشع لطبقة طفيلية محدودة من الأغنياء لبقية سكان الكرة الأرضية، وكذلك فيما يتعلق بالحروب والمجازر التي لم تتوقف لحظة واحدة منذ مئات السنين. غير أن الإنسان كفاعل ومسبب مباشر لهذه الكوارث وهذا الكابوس يخضع بدوره لدوافع وأسباب وظروف إجتماعية وإقتصادية وسياسية وبيئية وثقافية تتحكم فيه وتملي عليه أعماله وطريقته في التعامل مع العالم والأشياء والبشر. وبالإضافة إلى العوامل المذكورة، هناك عامل آخر شديد الأهمية وهو الذي يهمنا في هذا المقام وهو العامل الديني والذي بدأ يأخذ مكانا وحيزا أكبر بكثير من بقية العوامل وبالذات في المنطقة المصابة بداء الدين الإسلامي. وهو عامل يؤثر تأتيرا مباشرا على تطور وسير المجتمعات، والسبب الرئيسي في العديد من الحروب وفي تخلف هذه المجتمعات وبقائها ضحية للخرافات والأساطير مما يسهل عملية السيطرة عليها سواء من القوى الإستعمارية الخارجية سواء من الذئاب والتماسيح الداخلية، وعادة من الإثنين معا. والعامل الديني يشمل بطبيعة الحال كل ما يتعلق بما يسمى بالحياة الروحية والإيمان بالله والرسل والأنبياء والملائكة والشياطين، بالقرآن والكتب المقدسة والأحاديث والسنة، بالقضاء والقدر واليوم الآخر والثواب والعقاب إلخ. ويبدو وكأن الله هو مركز النظام بأسره ومحور العقدة الأساسية التي يجب فكها ليتحرر الإنسان من جزء من هذه الكوارث.
٤ - ومن الملاحظ أن جميع الأديان بدون إستثناء لم تقدم دليلا عقليا واحدا على ضرورة وجود هذا الكائن الأسطورة، ولم تهتم بعملية التدليل على وجوده، حيث أن وجوده بديهية طبيعية ويدرك بالفطرة الإنسانية والأمر لا يحتاج إلى أي نقاش أو حوار. بطبيعة الحال كل إنسان متوسط العقل لن يهمه مثل هذا الموضوع، فوجود الله أو عدم وجوده لن يغير أي شيء في الحياة على الكرة الأرضية. ولذلك فنحن نقول مع القائلين بأن الله حتى ولو كان موجودا فلن نؤمن به على أية حال، يستطيع أن يوجد إذا شاء ولكن لا سلطة له علينا ولا على حياتنا. أما المشتغلين بالفلسفة ورجال الدين المهتمين بالعقل، فقد حاولوا منذ القدم تقديم العشرات من الأدلة على وجود الله - ويمكن للقاريء أن يرجع لمواضيعنا السابقة بهذا الخصوص - وذلك لمحاولة التقارب بين الفلسفة والدين وتقليص وربما ردم الهوة المظلمة الفاصلة بين العقل والأسطورة.
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
التعليقات
1 - سؤال ملح
على سالم
(
2021 / 3 / 9 - 05:20
)
بالتأكيد هذا سؤال حيوى وملح , الذى ساعد فى هذا درجه العذاب والبؤس والفقر والذل والمجاعات فى دول العالم الفقير , السوشيال ميديا ايضا تلعب دور كبير للتواصل بين البشر والسؤال الازلى اين الله فى هذه الكوارث المتعاقبه بدون هواده او رحمه , فى فتره خمس سنوات فقط غرق مالايقل عن عشرين الف مهاجر غير شرعى معظمهم افارقه وعرب فى مياه البحر المتوسط وكانوا يركبوا قوارب مطاطيه بدائيه ؟ كانوا يقصدوا ايطاليا بحثا عن الطعام والحياه الافضل , اشعر بالحزن من اجل المسكينه ايطاليا التى تستقبل الالاف كل عام , قاره افريقيا قاره منحوسه ومنكوبه بحكامها القتله المجرمين سواء كانوا افارقه او عرب , كل الدول هناك تحت حكم استبدادى ديكتاتورى ظالم وقهرى , لو كان فى استطاعه كل الافارقه ان يتركوا افريقيا ويهاجروا لفعلوا هذا بدون جدال
.. شهداء وجرحى في قصف إسرائيلي استهداف مناطق عدة في قطاع غزة
.. ما الاستراتيجية التي استخدمتها القسام في استهداف سلاح الهندس
.. استشهاد الصحفي في إذاعة القدس محمد أبو سخيل برصاص قوات الاحت
.. كباشي: الجيش في طريقه لحسم الحرب وبعدها يبدأ المسار السياسي
.. بوليتيكو تكشف: واشنطن تدرس تمويل قوة متعددة الجنسيات لإدارة