الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لعبة الحوار المفتوح

ساطع راجي

2021 / 3 / 8
مواضيع وابحاث سياسية


يظن رئيس الوزراء ان زيارة البابا للعراق خلقت جوا مسترخيا في العراق يسمح له بتمرير حركة التفافية واسعة واطلاق مبادرة وهمية للحوار مراهنا على ضعف الذاكرة الشعبية ورغبة القوى السياسية في الحصول على حبل نجاة ينقذها من محنة الانتخابات المبكرة.
تم اطلاق الكثير من مبادرات الحوار خلال السنوات الماضية وكانت كلها ذا طبيعة اعلامية يستفيد منها صاحب الدعوة في حملاته الانتخابية وفرض نفسه على ضيوفه باعتباره "صاحب المكان" او مقدم الدعوة.
يريد رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي تثبيت اسمه كعضو دائم في الطاولة الحاكمة وليس مجرد رجل مرحلي تم التوافق عليه للتخلص من تبعات ومشاكل معينة وتخدير الجمهور قبل الوصول الى تسوية اكبر، ومقترح الحوار قبيل الانتخابات او الدعوات لعقد سياسي جديد كلها تدخل في خانة تنسيق نتائج الانتخابات مسبقا والوصول حتى الى ما بعدها من تسويات.
القوى السياسية تورطت في القانون الجديد للانتخابات وتعيش ازمة تقديم مرشحيها ولذلك مددت مفوضية الانتخابات موعد تسجيل المرشحين الذين يتصارعون حاليا داخل كل حزب، اصحاب دعوات الحوار والعقد الجديد مثل رئيس الجمهورية ورئيس تيار الحكمة هم الاكثر تضررا ليس فقط بسبب القانون وانما لأن المناخ الانتخابي غير ملائم لهم.
قبل مواصلة الدعوة للحوار على رئيس الوزراء تحديد فيما اذا كان المسلحون سيضعون بنادقهم فوق طاولة الحوار ام تحتها؟!، وفيما اذا كانت عمليات نهب المال ستستمر ام تتوقف وعليه ان يحل عقدة هيمنة قوى الجريمة المنظمة التي تسمي نفسها "احزاب" على ادارة البلاد واخضاعها لمساومات قاتلة.
يضع الكاظمي اجندة واسعة لحواره المقترح، اجندة تشمل كل شيء وهو ما يؤكد الطبيعة الاحتفالية لمقترحه بينما اي حوار واقعي سوف لن يشمل الا قضايا محدودة واضحة للتوصل الى نتائج حاسمة.
ان من يريد اقامة حوار حقيقي عليه اولا ان يفصل بين القاتل والقتيل، وان يفرض سلطة القانون ويحد من الدور الخارجي في ادارة الحياة اليومية للدولة العراقية، والا فإن الموضوع لا يزيد عن حفلة انتهازية جديدة لكنها هذه المرة تريد الاعتكاز على زيارة البابا التي يبدو ان الكاظمي يريد ان يحملها اكثر مما تحتمل.
سيرد فريق الكاظمي على اي مطالبة بمواقف واجراءات حاسمة بإنها دعوة لاحراق العراق وهذا غير صحيح فما يحرق العراق منذ سنوات هي المناورات السياسية التي تعبث بالدماء والعقول والمقدرات الوطنية للبقاء في السلطة والمشاركة في وليمة الافتراس.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ماكرون يستعرض رؤية فرنسا لأوروبا -القوة- قبيل الانتخابات الأ


.. تصعيد غير مسبوق على الحدود اللبنانية ـ الإسرائيلية مع تزايد




.. ذا غارديان.. حشد القوات الإسرائيلية ونصب خيام الإيواء يشير إ


.. الأردن.. حقوقيون يطالبون بالإفراج عن موقوفين شاركوا في احتجا




.. القناة 12 الإسرائيلية: الاتفاق على صفقة جديدة مع حماس قد يؤد