الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مشاعر حيادية

خالد محمد جوشن
محامى= سياسى = كاتب

(Khalid Goshan)

2021 / 3 / 10
سيرة ذاتية


لماذا لا احمل لابى ، مشاعر حب وذكريات ودافئة كما يحمل الابن لابيه ، اننى احمل له مشاعر حيادية وفقط


ترى هل لاننى عاصرته اطول من اللازم ، حتى لقد قاربت الستين عاما وهو معى ناهز التسعين ، فى السنوات الاخيرة له لم افارقه الا قليلا ، شعرت به فى سنواته الاخيرة ، وكأنه اكتشف فجأة ان له ابناء ويتعين عليهم الاهتمام به ورعايته .


فى وقت ما تصورت انه سوف يهبنى ما يمتلكه من مال وهو قليل لانه لم يكن بحاجة اليه على الاطلاق ، ولكنه لم يفعل ولم يوصى به لى وتقاسمنا ما تركه من مال .


ورغم اننى كنت قريبا منه ، الا انه لم يفطن الى قدرتى المحدودة على كسب المال رغم اننى كثيرا ما قلت له ذلك تصريحا وتلميحا ، ربما كان على العكس يعتقد ان لدى الكثير وكان يطالبنى حتى اخر حياته بان اسدد ما يعتقد اننى ملزم بسداده.

وكان يكرر طلبه رغم قولى دائما اننى لم اطلب من س ان يفعل ما فعل ، ويطالب الاخرين بسداد نصيبهم ، فهو فعله تفضلا ، واجمالا كان يمكن الاستغناء عن ما فعل .


وهكذا فارقنا الى الحياة الاخرى وما زالت مشاعرى الحيادية الجافة تملا على حياتى ، رغم مرور سنوات على وفاته ، ولكنى لا اشعر باى نوع من انواع الاسى والالم ، ولكن فقط مشاعر الحيرة ، لسؤال كيف حدث ذلك ؟


افكر وبعمق هل يرث اولادى منى هذه المشاعر الحيادية تجاهى ، لا اعلم .


ولكن ذلك يدعونا لسؤال كيف يجب ان تكون العلاقة بين الاب وابناؤه ؟

هل من الطبيعى ان تمر اياما وليالى دون ان يتبادل الاب وابناؤه الحديث ؟

واذا تبادلا حديثا فأى حديث يتكلمون ؟


هل على ادارة الوقت المتبقى بطريقة اكثر حيوية لاحداث تفاعل حقيقى وبين ابنائى حتى لا اكرر الماضى بحذافيره .

واذاكان ذلك فكيف اصنعه ؟


هل يقتلنى الشوق للحديث مع ابنى المهاجر فاسعى للحديث معه مرة فى اسبوع ؟


فى الواقع انا لا افعل ولا حتى مع الساكن بجوارى .

وفى المقابل هل تقول لى زوجتى ان ايا من ابنائى قد سأل علي ، اوان احد منهم اتصل بدافع السؤال فقط ؟



انه تقول ان فلان سأل وعلان سأل ولكن بدافع الام فقط ، ولكنه فى الحقيقة لا يحدث ، لان السؤال لا يحتاج الى وسيط .


ولكن السؤال عنى موجودا من ابنتى الصغيرة ربما لانها تقيم معنا ، ودائما يقولون البنت حبيبة اباها .


عموما انا اعتقد ان خلق الود والشوق والحوار هو من صنع الانسان ، فالود والحب عمل ينموا بالرعاية والدفء والسعى المتواصل مع الاخرين ومع الابناء اولى .


ليس هناك حب دافىء على الاطلاق من طرف واحد مهما كانت نوعية العلاقة بين الطرفين سواء علاقة ابوية او زوجية او حتى صداقات .


ربما تكون علاقة الام باطفالها استثناء , وحتى هذه رهينة ، بمرحلة عمرية معينة وحتى يشب اطفالها عن الطوق ، ربما تبقى ولكن بالنسبة للام مع ابناء وليس العكس .


الخلاصة فى تقديرى ان الحب ايا كان نستطيع ان نزرعه ولكن لكى ينمو ويزدهر علينا رعايته دائما
رحم الله الجميع








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ضربة إسرائيلية ضد إيران في أصفهان.. جيمس كلابر: سلم التصعيد


.. واشنطن تسقط بالفيتو مشروع قرار بمجلس الأمن لمنح فلسطين صفة ا




.. قصف أصفهان بمثابة رسالة إسرائيلية على قدرة الجيش على ضرب منا


.. وزير الأمن القومي الإسرائيلي بن غفير تعليقا على ما تعرضت له




.. فلسطيني: إسرائيل لم تترك بشرا أو حيوانا أو طيرا في غزة