الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لبنان : نهاية الإمارة (6)

خليل قانصوه
طبيب متقاعد

(Khalil Kansou)

2021 / 3 / 10
مواضيع وابحاث سياسية


أعتقد أنه سيصعب على المراقب فهم ما يجري في الراهن ما لم يأخذ بالحسبان الدور الأميركي ـ الإسرائيلي في لبنان و في العراق اثناء الحرب العراقية الإيرانية ، ثم في حربي الخليج الثانية (1990 ) و الثالثة (2003) من أجل تدمير العراق ، و أخيرا في الحرب على سورية لنفس الغاية ، حيث يستكشف أن أعضاء محور يضم بعض لبنان و سورية و العراق و ايران منخرطون في سياق تصادمي مع محور معاد مكون من الثلاثي الغربي ( اميركا فرنسا بريطانيا ) و إسرائيل و تركيا بالإضافة إلى الدول النفطية الخليجية و ان ساحة المواجهة تمتد في الواقع من سواحل المتوسط إلى ضفاف الخليج .
أعتقد بكلام صريح وواضح ، أنه يمكننا القول أن سنوات 1970 شهدت أفول الناصرية و صعود القطبية السعودية و سطوع وهجها في العالم العربي ، حيث استهل عصرها في سنة 1975 في مرحلة أولى ، بالحرب اللبنانية ، وبدخول القوات السورية من أجل وقفها ، و لكن من المعلوم أن حالة الاهتراء تواصلت و تفاقمت على كافة الصعد . أعقبها في مرحلة ثانية الغزو الإسرائيلي في 1982 ، الذي ترافق مع ترتيبات سياسية بين القياديين الإسرائيليين من جهة و الزعماء اللبنانيين من جهة أخرى ،تجسدت بانتخاب رئيس للجمهورية و معاهدة تطبيع و تعاون بين الطرفين تم التوقيع عليها في 17 أيار 1983 (ألغيت هذه المعاهد في مجلس النواب في شهر آذار 1984 ـ هذا المجلس هو رقم 13 ، انتخب لفترة تشريعية مدتها اريع سنوات في 3 أيار 1972 و لكنها مددت و جددت حتى أيار 1991 ،حيث قيض له أن ينتخب ثلاثة رؤساء للجمهورية ، الياس سركيس سنة 1976 ، بشير الجميل 1982 بينما كان المحتلون الإسرائيليون في العاصمة بيروت وإلياس الهراوي 1989 )
أما المرحلة الثالثة فإنها بدأت في بلاد لم يبق من دولتها إلا الحطام ، حيث كان الركام يغطي عاصمتها ، وكان مجتمعها متشرذم و نصف ترابها الوطني تحت الاحتلال . ولكن ما كان مثيرا للدهشة آنذاك ، أن المشهد هذا المروع لم يمنع انطلاق ورشة إعمار ضخمة في بيروت و تدفق الأموال السعودية ، كالسيل ، حيث استلبت العقول و امتهنت الأنفس . تمخض ذلك كما هو معروف عن اتفاقية تم التوصل إليها في نهاية 1989 في جلسة نيابية ( عقدها المجلس النيابي الممدد و المجدد لنفسه ) في مدينة الطائف السعودية (اتفاقية الطائف ) نصت واقعا ، على جعل لبنان إمارة سعودية على رأسها شيخ سعودي ، فكانت من وجهة نظري كما لو أنها احتوت على شبكة من الألغام راحت تتفجر تباعا منذ 2005 في شبه الدولة حيث كان تفجير الامنيوم في مرفأ بيروت أعظمها وربما ليس آخرها !
لا نجازف بالقول أن بلاد الأرز دخلت بعد هذا 2005 ، في نفق مظلم بانتظار ما ستسفر عنه حروب الثلاثي الغربي و إسرائيل و داعش ، التدميرية في سورية و العراق








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ضربة إسرائيلية ضد إيران في أصفهان.. جيمس كلابر: سلم التصعيد


.. واشنطن تسقط بالفيتو مشروع قرار بمجلس الأمن لمنح فلسطين صفة ا




.. قصف أصفهان بمثابة رسالة إسرائيلية على قدرة الجيش على ضرب منا


.. وزير الأمن القومي الإسرائيلي بن غفير تعليقا على ما تعرضت له




.. فلسطيني: إسرائيل لم تترك بشرا أو حيوانا أو طيرا في غزة