الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل ستستطيع البلدان العربية اللحاق بالمستقبل الجديد للثورات ؟ 6/2: -بايدن 2021- ليس كأى بايدن سابق.. وكذلك الولايات المتحدة

محمد رؤوف حامد

2021 / 3 / 11
مواضيع وابحاث سياسية


برغم أنه لايمكن التغاضى عن الضلوع المزمن للولايات المتحدة فى ممارسات دولية للتشدد والهيمنة، باعتبارها تمثل منصة للتوجهات النيوليبرالية المخربة لإقتصاديات العالم ككل، واقتصاديات الجنوب على وجه الخصوص، فإن أبعاد ومآلات الأوضاع الأمريكية ، وخاصة منذ صعود ترامب، ومع خروجه، لابد وأن تدفع الى نشأة حس جديد بخصوص الشأن الأمريكى.
فى هذا الإطار يمكن جذب الإنتباه الى تحولات فى تضاريس شخصية بايدن، بالتوازى مع التغييرات فى أمزجة وثقافات الشارع السياسى الأمريكى (م. ر. حامد - مستقبليات "أمريكا- بايدن" – الشروق – 22 يناير 2021).
لقد تغير بايدن ليصبح، من ناحيتى الشكل والموقف، على قدر نسبى من "التقدمية" فى التفاعل مع شؤن المواطن الأمريكى العادى، ومع الشؤن الدولية، الأمر الذى يعنى قدرا من التحولات فى الفرص والمسارات داخل الولايات المتحدة، وأيضا على الساحة العالمية.
من هذا المنظور يصبح التحدى الرئيسى أمام "أمريكا- بايدن" هو النجاح فى التوصل الى "أسس معرفية/إنسانية تغييرية"، بحيث تكون مغايرة لتلك التى ساقت المسار الأمريكى الى "محطة ترامب"، وأيضا لا تكون مجرد مناورات سياسية (أى Politics).
هذا، وغنى عن البيان أن التوصل الى هذه الأسس يعنى الإتجاه الى سياسات جديدة ، أو مختلفة Policies ، مما يتطلب إجتهادات فكرية تنشأ وتُصاغ بعناية، الأمر الذى قد يحتاج الى منصة فكرية أمريكية جديدة تعمل بالتكامل مع مجلس الأمن القومى والحكومة، مثلا: مجلس قومى للفكر الإنسانى (أو للمفكرين). وفى هذا الخصوص يمكن مراجعة المقال المشار اليه أعلاه، وكذلك مراجعة مقال أسبق (مستقبل جديد للثورات: ثورة المفكرين- الحوار المتمدن – العدد 3991- 2/2/2013).
وهكذا، إذا كان الشأن السياسى الأمريكى يشهد الآن حسا تغييريا جديدا، فهل نستمر نحن العرب، فيما تعودنا عليه منذ زمن، من إنتظار لما تؤل اليه السياسة الأمريكية فى عهدها الجديد، وبعد ذلك نحاول الإجتهاد فى التفاعل مع ماقد تصل اليه هذه السياسة فيما يمس أوضاعنا ؟، أم أن علينا أن نصنع بأنفسنا مقاربات (أو أوضاع) جديدة يكون لها وجودا إيجابيا فى التفاعل مع التناولات الأمريكية (والعالمية) للقضايا التى تتعلق بنا؟
فى هذا الخصوص نقتصر هنا على الإشارة الى ثلاث زوايا رئيسية فى إشكاليتنا كبلدان عربية:
- إعتيادنا على الإنتظار لمعرفة مقاربات الآخرين، وعلى رأسهم الولايات المتحدة، قبل أن نشرع فى التعامل التغييرى مع أوضاعنا (أو استراتيجياتنا).
- عدم تخطى غالبية الجهود (أو المواقف) العربية الجارية لإطار التكريس للحالة الراهنة، سواء بشأن العلاقات مع المسار الإسرائيلى، والذى تعلو كفتة المناوراتية الإعلامية فى أحيان كثيرة، أو بشأن التقاعس عن التفكير الجماعى عربيا.
- تواصلية عديد من الأنظمة العربية فى التعاملات الإجهاضية تجاه المعارضة السياسية الوطنية. وهى تعاملات تتسم بالإستاتيكية (أى بالثبات) على مدى عقود ، مما يفاقم من هدر الإمكانات الذاتية.
وبعد، .. بينما تتسم الحركيات العربية بقدر كبير من الخمول النسبى، والذى يؤدى الى تراجعات فى القوة، وتدنيات فى منسوب المعرفة، فإن الشارع السياسى الدولى يشهد متغيرات جديرة بالإنتباه، سواء بالنسبة لتنوع الحركيات (والمعارف)، أو فيما يتعلق بالإتجاهات. إنه أمر جدير بالتناول فى مقام تال.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ما التصريحات الجديدة في إسرائيل على الانفجارات في إيران؟


.. رد إسرائيلي على الهجوم الإيراني.. لحفظ ماء الوجه فقط؟




.. ومضات في سماء أصفهان بالقرب من الموقع الذي ضربت فيه إسرائيل


.. بوتين يتحدى الناتو فوق سقف العالم | #وثائقيات_سكاي




.. بلينكن يؤكد أن الولايات المتحدة لم تشارك في أي عملية هجومية