الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ملخص مسرحية ( حلم ليلة صيف)

نانسي كايزن
د نانسي كايزن دكتوراه في فلسفة الفنون

(Dr Nancy Mohammed Aly)

2021 / 3 / 12
الادب والفن


فى اثينا القديمة فى بلاد اليونان ، كان هناك قانون ظالم غريب .. يعطى الاب الحق فى طلب اعدام ابنته اذا رفضت الزواج بالشخص الذى يرشحه لها ابوها ، ولان هذا القانون كان جائر وظالم فمن النادر أن تم تطبيقه ..
ومع ذلك فقد تقدم ايجوس والد الشابة الجميلة هرميا الى تيسيوس حاكم المدينة يطلب منه تنفيذ حكم الإعدام فى ابنته هرميا ، لأنها رفضت الزواج من الشاب الذى رشحه لها واسمه ديمتريوس وهو من عائلة نبيلة ..
قالت هرميا للحاكم أنها تحب شابا اخر اسمه ليساندر وتتمنى الزواج به ، كما ان صديقتها هيلينا تحب ديمتريوس وتتمنى الزواج به !
ولان تيسيوس كان حاكما عادلا فلم يأمر بتنفيذ القانون على الفور ، وأعطى هرميا مهلة لمدة أربعة أيام لتدبر أمرها ، و الا نفذ فيها حكم الإعدام ..
وعندما أخبرت هرميا حبيبها ليساندر بقرار الحاكم حزن حزنا عظيما ، ولكنه طلب منها الا يستسلما لهذا الظلم وعرض عليها ان يرحلا سرا من اثينا الى حيث تعيش عمته فى احدى المدن اليونانية البعيدة التى لا تطبق هذا القانون الجائر ، وحيث يتمكنان من الزواج فى هدوء وسلام ، وتواعد الحبيبان على اللقاء عند مشارف الغابة بخارج اثينا عندما يحل الليل ..
فرحت هرميا كثيرا بهذا العرض ووافقت عليه ، ولم تخبر احد سوى صديقتها هيلينا ، ولكن هيلينا لم تحفظ هذا السر واخبرت حبيبها ديمتريوس على امل ان يصرف النظر عن الزواج من هرميا ليتزوجها هى ، فتحقق املها ، ولكن ديمتريوس اخبرها ان سوف يذهب الى الغابة ليتتبع اثر الحبيبين الهاربين ..
وعندما ظهر القمر ملاء بنوره ارجاء الغابة ، وكان يحلو لتلك المخلوقات الصغيرة التى تسمى بالجن ان تلهو وترقص بين أشجار الغابة فى الليالي القمرية ..
وكان ملك الجن واسمه اوبرون على خلاف مع زوجته ملكة الجن تيتانيا ، لأنها رفضت ان تعطيه ولدا ليكون تابعا له ، وكانت تيتانيا قد احضرت هذا الولد ليعيش معها فى الغابة وذلك بعد ان ماتت أمه التى كانت صديقة لها ..
وفى تلك الليلة تقابل الملك و الملكة فى احد أركان الغابة ، وكرر الملك طلبه وكررت الملكة رفضها ، فانصرف الملك غاضبا وقال انه سيجد طريقة يرغمها بها على تحقيق طلبه قبل ان يبزغ نور الفجر ..
استدعى اوبرون ملك الجن وزيره ومستشاره الخاص وكان عفريتا من الجن اسمه " بك " وكان هذا العفريت بارعا فى العفرتة ويجيد الاعمال العفريتية وقال له :
- اذهب يا بك واحضر لى الزهرة الارجوانية التى تسميها العذارى الحب بجنون ، ان رحيق تلك الزهرة له قوى سحرية اعرفها جيدا ، فإذا وضعت قطرات منه فى عينى شخص نائم فإن هذا الشخص سيحب بجنون أول شخص او مخلوق تقع عليه عيناه عندما يستيقظ !! وهذه هى الطريقة التى سأرغم بها الملكة تيتانيا على اعطائى الولد الذى اطلبه ، سأضع بعض القطرات منه فى عينيها أثناء نومها ، وعندما تستيقظ ستقع فى حب أول مخلوق تراه .. سواء كان أسدا او دبا او قردا او حمارا ، ولن أزيل مفعول هذا السحر عنها - برحيق اخر اعرف سره - الا بعد ان تعطيني الولد !!
وفى الحال ذهب الجني بك لإحضار الزهرة التى طلبها الملك اوبرون ، وفى تلك الأثناء شاهد الملك منظرا لفت انتباهه ، راى ديمتريوس الذى كان يجوب فى ارجاء الغابة باحثا عن الحبيبين الهاربين ، ورأى وراءه الفتاة الجميلة هيلينا وهو تتوسل اليه ان يعود إليها لأنها تحبه بجنون ..
ولكن ديمتريوس كان قاسى القلب ، وكان يرد على حبيبته الولهانة المتيمة به بكلمات غاضبة لا رحمة فيها ولا عطف ، وانفلت هاربا منها تاركا اياها لتواجه وحوش الغابة وحدها ، واخذت المسكينة تجرى خلفه وتحاول اللحاق به دون جدوى
ولان اوبرون كان شديد العطف على المحبين المخلصين ، فقد تعاطف مع هيلينا ، وقرر ان يحل مشكلتها ويرغم ديمتريوس على حبها ، وعندما عاد بك ومعه رحيق الزهرة الارجوانية طلب منه اوبرون ان يحتفظ ببعض هذا الرحيق ليضعه فى عينيي شاب يلبس الملابس الاثينية أثناء نومه فى الغابة وسيجد بجوار هذا الشاب فتاة جميلة نائمة هى الاخرى وبهذا سيفعل الرحيق سحره ، ويحب الشاب فتاته بجنون بمجرد ان يستيقظ ويراها ...
ولكن ماذا كان من امر الحبيبين هرميا وليساندر ،
لقد التقى الحبيبان فى الموعد والمكان الذى اتفقا عليهما وشقا طريقهما معا عبر ارجاء الغابة متوجهين الى المدينة التى تعيش فيها عمة ليساندر ولكن هرميا لم تعد تتحمل السير وعناء الطريق وطلب منها ليساندر ان تستريح حتى الصباح ليواصلا السير بعد ذلك الى سعادتهما المستقبلة و أعد لها مرقدا على شاطىء النهر المغطى بالعشب الناعم الأخضر ورقد هو الأخر على مسافة قريبة منها ، وسرعان ما استغرقا الاثنان فى نوم عميق ولكن الجني بك ارتكب خطأ جسيم فقد راى كلا من ليساندر وهرميا نائمان فى احدى أركان الغابة وكان ليساندر بطبيعة الحال يرتدى الملابس الاثينية فظنه الشخص الذى أمره ملك الجان بوضع قطرات من الرحيق فى عينيه فتقدم منه بخفة و نفذ امر الملك ..

وفى تلك الاثناء كانت المسكينة هيلينا قد تاهت فى ارجاء الغابة وهى تبحث عن حبيبها ديمتريوس ولكن بدلا من ان تعثر عليه عثرت على ليساندر الذى كان نائما فى مكان قريب من المكان الذى تنام فيه هرميا ..
اندهشت هيلينا وظنت ان ليساندر قد مات او أصابه سوء فتقدمت اليه ومدت يدها الى كتفه واخذت تهزه حتى يستيقظ وعندما فتح ليساندر عينه كانت هيلينا هى اول من وقع عليها نظره فوقع فى حبها بجنون على الفور بفعل الرحيق السحرى الذى وضعه بك فى عينه وفى لمح البصر ابتسم ليساندر بسعادة غامرة ، واخذ يبث لهيلينا كل كلمات الغزل والحب التى تعبر عن عاطفته المفاجئة المتفجرة وتعجبت هيلينا من هذا التحول الفجائي فى عواطف ليساندر وخصوصا أنها تعلم يدا انه يحب صديقتها هرميا حبا صادقا ولذلك فقد ظنت انه يسخر منها ويهزأ بها ، فعاتبته بشدة وأنبته على هذا السلوك غير القويم نحوها وثم اندفعت هيلينا وهى تجرى فى ارجاء الغابة مرة اخرى باحثة عن حبيبها ديمتريوس ولكن ليساندر اندفع يجرى ورائها وترك حبيبته هرميا راقدة فى مكانها مستغرقة فى نومها ..
استيقظت هرميا فوجدت نفسها وحيدة فخافت وحزنت وانطلقت تجرى فى الغابة دون ان تعرف اى طريق تسلكه حتى تعثر على حبيبها ليساندر أما ملك الجن اوبرون ووزيره الجنى بك فقد كانا يتجولان فى الغابة فى تلك الاثناء وعثرا على ديمتريوس نائما ، تحت شجرة بعد ان اعياه البحث عن الحبيبين الهاربين وعلم ملك الجن ان وزيره قد اخطأ ووضع رحيق الزهرة فى عينى شخص اخر هو ليساندر بينما كان المطلوب ان يضع تلك القطرات فى عينى ديمتريوس ، لذلك فقد قام ملك الجن بوضع قطرات من رحيق الحب فى عينيي ديمتريوس ووقفا ينتظران ما سوف يحدث ..
أخيرا ظهرت هيلينا ورأت حبيبها ديمتريوس نائما وكم كانت تتمنى ان يبادلها حبا بحب ويتخلى عن فكرة الزواج من صديقتها هرميا وتقدمت هيلينا وايقظت ديمتريوس وكانت بالطبع اول شخص يراه فوقع على الفور فى حبها واخذ يبثها لوعات الهوى بأرق الكلمات وأعذبها !!
اندهشت هيلينا من هذا التحول الفجائي فى مشاعر ديمتريوس نحوها وظنت ان يسخر منها ويستهزىء بها مثلما فعل ليساندر من قبل ..
وفى تلك اللحظات ظهر ليساندر الذى كان واقعا فى حب هيلينا بفعل الرحيق السحرى ثم ظهرت هرميا التى كانت تجرى وراءه وما ان وصل ليساندر ورأى هيلينا امامه حتى اخذ يبثها أشواقه وهيامه وفوجىء ديمتريوس بذلك فاشتبك فى شجار غاضب مع ليساندرا كما فوجئت هرميا بان صديقتها هيلينا قد اصبحت محلا لكل هذا الحب والإعجاب من كل من الشابين ديمتريوس وليساندر وهكذا اشتبكت الفتاتان ايضا فى شجار غاضب بينما انصرفا الشابان الغاضبان ليبحثا عن مكان مناسب فى الغابة يقتتلان فيه ..
كان ملك الجن ووزيره يشاهدان كل هذا الارتباك الذى حدث وقال الملك للوزير مؤنبا : أرأيت ؟
كل هذا كان بسبب الخطأ الذى ارتكبته !
فقال الوزير العفريت : ولكن الموقف أصبح طريفا للغاية ..
وعندئذ امر الملك وزيره بان يضع فى عينى ليساندرا بعض قطرات من رحيق اخر له مفعول قوى فى إزالة المفعول السحرى للرحيق الأول وبهذا يتخلص ليساندرا من حبه الطارىء لهيلينا ويعود الى حبه القديم لحبيبته هرميا ..
كذلك فقد طلب ملك الجن ان يملاء ارجاء الغابة بشبورة وضباب كثيف لكي يمتنع الشابان من الاقتتال وقال ملك الجن فى النهاية ان على الآن ان اذهب الى حيث تنام الملكة تيتانيا لأرى ما سوف يحدث لها !

كانت الملكة نائمة فى مكان قريب من المكان الذى ينام فيه رجل قروي بسيط فطرأت فى الحال فكرة عفريتية فى رأس ملك الجن وقرر ان يحول راس هذا القروى الى راس حمار
ليكون اول من تقع عليه عين الملكة حين تستيقظ من النوم فتحبه بجنون بفعل الرحيق السحرى الذى وضعه الملك فى عينها أثناء نومها ..
وعندما استيقظت الملكة ورأت الرجل القروى ذا رأس الحمار وقعت فى غرامه على الفور واخذت تحدثه عن حبها له وإعجابها به وأمرت بعض الجنيات من وصيفاتها ان يكن فى خدمة هذا الحمار الحبيب ، وان يحضرن اليه أطيب الفواكه و اقراص العسل ..
وهنا ظهر أمامها زوجها ملك الجن ورآها وهى تبدى كل هذا الاهتمام بحبيبها الحمار فجلت الملكة من نفسها ومنحت نفسها الولد الذى كان يطلبه منها لكي يصبح من أتباعه وعندما حصل الملك على الولد أشفق على زوجته الحبيبة الملكة تيتانيا فوضع فى عينيها قطرات من الرحيق المضاد الذى يبطل مفعول الرحيق الأول الذى أوقعها فى حب الحمار كما أعاد الرجل القروى الى صورته الحقيقية وتركه نائما ،
وقص الملك اوبرون على الملكة تيتانيا حكاية الشابين والفتاتين والارتباك الشديد الذى وقع لهم ، فطلبت الملكة ان تذهب مع زوجها ليشاهدوا كيفية حل تلك المشكلة ..

وفى احدى أركان الغابة كان الجميع نائمين بعد ان امر الملك بإحضارهم الى هذا المكان وتقدم الملك من ليساندر وصب فى عينيه قطرات من الرحيق المضاد ليزيل عنه سحر الرحيق الاول الذى أوقعه فى حب هيلينا وبعد فترة وجيزة استيقظ ليساندر فوجد حبيبته هرميا راقدة بجواره فاستعاد حبه القديم واخذ يعبر لها عن عواطفه الصادقة نحوها واندهش الحبيبان من غرابة الاحداث التى وقعت لهما أثناء الليل ولم يتصورا أنها حدثت فى الحقيقة والواقع واعتبراها حلما مشتركا حدثا اثناء النوم ..
واستيقظ ديمتريوس بعد ذلك فوجد حبيبته هيلينا راقدة بجواره فأيقظها بأجمل عبارات الحب وكلمات الإعجاب وشعرت هيلينا بسعادة غامرة لصدق المشاعر و العواطف التى يمليها ديمتريوس نحوها ..
وهكذا عاد الصفاء الى الجميع ولم تعد هناك سوى مشكلة ايجوس والد هرميا الذى كان قد جاء الى الغابة ليبحث عن ابنته هرميا ، وعندما رأى ايجوس ان ديمتريوس قد تخلى عن طلب الزواج من هرميا وافق على الفور على ان تتزوج هرميا من ليساندرا وبذلك يسقط طلب الحكم باعدامها
كما ان ديمتريوس وهيلينا وافقا على ان يتم زواجهما فى نفس اليوم الذى سيتم فيه زواج ليساندر وهرميا وقد حضر ملك وملكة الجن هذا الاحتفال بل وأقاما احتفالا خاصا فى مملكة الجن بهذه المناسبة ..
وكل من لا يصدقان تلك الاحداث الغريبة قد حدثت فى الواقع فليس هناك ما يمنع ان يعتبرها مجرد حلم لطيف فى منتصف ليلة من ليالي الصيف ..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. شراكة أميركية جزائرية في اللغة الانكليزية


.. نهال عنبر ترد على شائعة اعتزالها الفن: سأظل فى التمثيل لآخر




.. أول ظهور للفنان أحمد عبد العزيز مع شاب ذوى الهمم صاحب واقعة


.. منهم رانيا يوسف وناهد السباعي.. أفلام من قلب غزة تُبــ ــكي




.. اومرحبا يعيد إحياء الموروث الموسيقي الصحراوي بحلة معاصرة