الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الموات النخري للصحافة والإعلام العربيين: عود على بدء

مصعب قاسم عزاوي
طبيب و كاتب

(Mousab Kassem Azzawi)

2021 / 3 / 12
الصحافة والاعلام


حوار أجراه فريق دار الأكاديمية للطباعة والنشر والتوزيع في لندن مع مصعب قاسم عزاوي.

فريق دار الأكاديمية: هل يمكن أن ترسم الملامح العامة لأطروحتك حول «الموات النخري للصحافة والإعلام العربيين»؟

مصعب قاسم عزاوي: الصحافة والإعلام في مجتمع ما انعكاس مباشر لتوازن القوى في ذلك المجتمع. وحال المجتمعات العربية الفعلي هو «حطام وهشيم اجتماعي مقيم» يفصح عن نفسه في حالة من «الكساح المعرفي والفكري العميم» ليس لعقم بنيوي في المجتمعات العربية، وإنما لأن شروط الاستبداد الشامل عمقاً وسطحاً وعمودياً وأفقياً في تلك المجتمعات لا تسمح بسوى ذلك.
وهذا يعني أن حال الصحافة والإعلام العربيين، لا يختلف إلا من الناحية الشكلية، عن الحال المزرية التي وصلت إليها كل بنى المجتمع المدني التي تحتضر في العالم العربي، سواء كانت نقابات أو مؤسسات عمل جمعي خيري أو نوادٍ ثقافية، أو حتى فرق موسيقية أو مسرحية... إلخ.
وتلك الحال الهشيمية لا تسمح فعلياً إلا بصحافة معظم كوادرها على شاكلة «وعاظ السلاطين»، ومحرري صفحات «الفن والأزياء»، ووسائل إعلامية تحكمها الشروط التي يمليها السادة المتحكمون بتمويلها، سواء كانوا من «مؤسسات الدولة الأمنية»، أو من شركائها من «النهابين وتجار الكمبرادور والوكلاء المحليين للشركات العابرة للقارات»، والتي تقتضي بتحول الأقنية الإعلامية لتصبح «أبواقاً دعائية»، وأداة «للبروباغندا» التي ليس من قائمة أهدافها الموضوعية أبداً كشف «الفساد والمفسدين»، والتعبير العياني المشخص عن الدور الوظيفي للصحافة والإعلام الحر في «كشف وتسليط الضوء على مكامن الخلل في آليات عمل المجتمع» كخطوة أولى لا بد منها قبل أي جهد حقيقي يمكن أن يفضي إلى تطور إيجابي في ذلك المجتمع، من منظار مصلحة «السواد الأعظم من أبنائه»، وليس الفئات الاستبدادية المهيمنة على مقاليد السلطة والثروة والإعلام فيه.
وهذا لا ينفي وجود جهود صحفية وإعلامية متفرقة، غالبها اجتهادات شخصية من أفراد «طهرانيين» بعينهم، لازالوا يعتقدون على طريقة القديسين، بأن رحلة التغيير المضني تقتضي التضحية الباهظة، والتي قد تكون جسدية و معنوية في آن معاً، وفق معادلات الهيمنة القمعية العسكرتارية للنظم الأمنية العربية على كل المجتمعات العربية، وما أفرزته من تصحر و تكلس اجتماعي مقيم لا يتسق مع اشتراطات تحول أي من تلك المجتمعات إلى حاضنة فعلية قادرة على احتضان و حماية تلك الجهود، ونقلها من حيز «الاجتهاد الطهراني» و «حيز الكمون» إلى حيز «الحالة القائمة بالفعل»، والقادرة على التأثير في ميزان توازن القوى في المجتمعات العربية لصالح الانتصار للفئات المستضعفة فيها بالانحياز للحق البين في وجه الباطل بشكل أشكاله و تلاوينه و تقلباته.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الإنفاق العسكري العالمي يصل لأعلى مستوياته! | الأخبار


.. لاكروا: هكذا عززت الأنظمة العسكرية رقابتها على المعلومة في م




.. ألفارو غونزاليس يعبر عن انبهاره بالأمان بعد استعادته لمحفظته


.. إجراءات إسرائيلية استعدادا لاجتياح رفح رغم التحذيرات




.. توسيع العقوبات الأوروبية على إيران