الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
إنتصر حزب الله وانهزم لبنان
أنيس يحيى
2006 / 7 / 28الارهاب, الحرب والسلام
أما بالنسبة إلى الجزء الأول من العنوان " إنتصر حزب الله " فان حزب الله انتصر دون شك مهما كانت الصورة التي ستتوقف عندها المعارك العسكرية . وحزب الله يمنّي النفس بمزيد من الانتصارات بعد أن شاهد المظاهرات المؤيدة له وهي تحمل أعلام الحزب وصور قائده السيد حسن نصر الله في شوارع كانت محسوبة لغيره تاريخياً . لذا نراه يسعى بدهاء إلى جعل المعارك بينه وبين اسرائيل تزداد وتيرتها وتستمر طالما ذلك يزيد من أعداد المؤيدين له في عواصم " الأمة " .
لا شك أن حزب الله لا يعتمد على دهائه فقط ، بل لديه الكثير من مقومات القوة ؛ قدرات قتالية محترمة ، وعقيدة قتالية صلبة ، ومشروع سياسي واضح للمنتسبين اليه ، وتنظيم محكم ، ورزانة في القيادة تحظى باعجاب الكثيرين غالباً . وفوق كل هذا نجاح في اختطاف القرار من حكومة لبنان ، وبالتالي من باقي القيادات السياسية .
لن نتعرض الآن إلى الشرارة التي اشعلت هذه الحرب ، وعن رأي مجموعات أساسية في لبنان منها . لقد تحدث الكثيرون عن مدى الدمار والضحايا التي نزلت بلبنان ، وكذلك شاشات التلفزيون المختلفة عرضت مشاهد عن فداحة الخسائر . لكننا الآن أمام مبادرات جدية لوقف هذه الحرب ، سيما وهذه المبادرات تتناول الأسباب المعلنة – من جانب حزب الله – لاشتعال الجبهة بين لبنان وفلسطين المحتلة بين الحين والآخر ، خاصة وأنها الجبهة الوحيدة مع اسرائيل منذ عقود .
أين لبنان ؟ أي الحكومة اللبنانية من كل ما يجري ؟؟ فرئيس الحكومة السيد السنيورة أعلن منذ البداية أن لا علم للحكومة بالعملية التي قام بها حزب الله .. وأعلن أيضاً أن الحكومة اللبنانية لا تتبنى هذه العملية . رغم ذلك تعاطف اللبنانيون وحكومتهم إلى حد كبير جداً مع حزب الله وجمهوره بعد مشاهدتهم مدى الوحشية التي أظهرتها اسرائيل في ردها على اختطاف جنديين من جنودها . إستمر هذا التعاطف ، وما زال . إلا أن الكلام في إنهاء هذه الحرب ما زال محتكراً إلى حد بعيد جداً لدى حزب الله . فالحزب أعلن بعد ساعات قليلة على اجتماع رئيس الحكومة اللبنانية مع وزيرة الخارجية الاميركية رايس ، والتي عرضت مبادرة لانهاء القتال وضمان عدم تجدده في وقت لاحق ، بأنه غير موافق على المبادرة تلك . وقد جرّ ذلك تهرّب الحكومة من إعلان موقف ينتظره اللبنانيون المؤمنون بضرورة وجود حكومة تناط بها وحدها جميع القضايا الوطنية . وأعلن حزب الله كذلك عبر الكثيرين من قياداته ومؤيديه بأنه يصرّ على وقف النار غير المشروط ، ليتم بعده التفاوض على تبادل الأسرى . وقد ذكر أحدهم أن بغير ذلك سيلحق الاذلال بلبنان والمهانة بشعبه . ( ملاحظة خارجة عن السياق ، طالما الكلام عن لبنان وعن شعبه ؛ يشعر الكثيرون في لبنان بأن كرامتهم منقوصة عند مشاهدة جيشهم الوطني دون حيلة ودون أي دور في الوقت الذي يتعرض فيه لبنان لغزوة وتعدّي كالتي نشهدها اليوم . ) أعلن حزب الله رفضه للمبادرة التي حملتها وزيرة الخارجية الاميركية رغم أن هذه المبادرة تتضمن الشرطين اللذين يرفعهما حزب الله ، وكذلك اضافات أخرى ، منها : انسحاب اسرائيل من مزارع شبعا ، موضوع الخلاف ، وانتشار قوات دولية فاعلة لمؤازرة الجيش اللبناني لبسط سلطته على كامل التراب اللبناني ، ليتم بعدها تطبيق القرار الدولي رقم 1559 ، وما يعني من هذا القرار هو تسليم حزب الله لسلاحه بعد انتفاء الحاجة اليه .
أما الجزء الثاني من العنوان " انهزم لبنان " فان التأكد منه لا يصل إلى مستوى التأكد من الجزء الأول " انتصر حزب الله " . فالمراهنة تبقى على قدرة حكومة لبنان على استعادة دور هو من حقها حصراً . وان هذا الحق يتطلب إجلال اللبنانيين ، جميع اللبنانيين لتضحيات وبسالة جماعة منهم تعرف بحزب الله ، وبالمقابل يتطلب من حزب الله أن يضع انتصاراته في مصلحة لبنان أولاً قبل مصلحة " الأمة " .
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. صحف فرنسية : -العرجاني من تهريب أسلحة عبر الأنفاق إلى احتكار
.. السعودية.. تنظيم عملية خروج ملايين الحجاج من الحرم المكي تثي
.. غارات إسرائيلية على حلب تقتل أكثر من 40 عسكريا سوريا.. ما ال
.. المرصد السوري: أكبر حصيلة من القتلى العسكريين السوريين في غا
.. شاهد حيلة الشرطة للقبض على لص يقود جرافة عملاقة على طريق سري