الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


نحو تفعيل المؤسسات العراقية المعنية بالبيئة من اجل تحقيق المؤشرات الدولية للمدينة الخضراء

سوسن شاكر مجيد
(Sawsan Shakir Majeed)

2021 / 3 / 13
الطبيعة, التلوث , وحماية البيئة ونشاط حركات الخضر


يعيش حوالي 50% من سكان العالم في المدن ومن المتوقع ان ترتفع النسبة الى60% بحلول عام 2030، وان المدن هي محركات النمو في المستقبل، وتقدم لسكانها الفرص الأكبر للتعليم والعمل والأزدهار. وان الآثار السلبية لنموها تؤدي الى ازدحام حركة المرور والمستوطنات غير الرسمية والزحف العمراني، والتلوث البيئي، وأستغلال الموارد، والتغير المناخي. والحل الوحيد هو تحقيق المدن المستدامة الحديثة التي تتكامل مع البيئة المحلية بدلا من مجرد الهيمنة وانها تستخدم اساليب مستدامة لإنتاج الطاقة، وإعادة تدوير المياه، وزراعة المحاصيل الغذائية ، والتخلص من النفايات، والحد من التلوث العام للمياه والأرض والهواء. كما انها محاولة لتحديد المكان الذي يمكن ادخال التحسينات عليه ثم اعداد مؤشرات المدن الخضراء.
كما تعتبر المؤشرات والبيانات البيئية من المقومات الأساسية لوضع السياسات البيئية اذ بدونها لايمكن احراز التقدم في تحقيق اهداف السياسة العامة والأهداف البيئية المنصوص عليها في الأمم المتحدة ( الأهداف ألأنمائية للألفية) .
ويدل مؤشر المدينة الخضراء في اكثر من 120 مدينة من مختلف انحاء العالم على تحديد المراتب لهذه المدن فعلى سبيل المثال رتبت 33 مدينة أوروبية واحتلت الأولوية كل من كوبنهاكن ثم استكهولم ثم اوسلو وفيينا وأمستردام.
وجرى تقييم 27 مدينة من الولايات المتحدة الأمريكية وكندا وكانت كل من سان فرانسيسكو وفانكوفر ونيويورك وسياتل ودنفر تحتل المراتب الأول. اما ابرز مؤشرات المدينة الخضراء فهي كما يلي:
اولا: غاز ثاني أوكسيد الكربون
- انبعاث غاز ثاني أوكسيد الكربون نسبة الى الناتج المحلي.
-انبعاث غاز ثاني اوكسيد الكربون لكل شخص
-إستراتيجية الحد من غاز ثاني أوكسيد الكربون.
ثانيا: الطاقة
- الكهرباء المستهلك الى كل من الناتج المحلي.
-الكهرباء المستهلك لكل شخص
-سياسة الطاقة النظيفة والفعالة
ثالثا: المساحات المستخدمة
-المساحات الخضراء
-كثافة السكان
-السياسات المستخدمة للمساحات الخضراء
-الزحف العمراني
رابعا: الأبنية:
-عدد المباني الممتازة
-معايير فاعلية الطاقة للأبنية
-تحفيز فاعلية الطاقة للأبنية
خامسا: النقل
-معدل العمال المسافرين باستخدام وسائل النقل العام، الدراجات، السير على الأقدام
-واردات وسائل النقل العام
-متوسط الوقت المستغرق من مقر العمل مقدر بالدقائق
-تعزيز النقل الاخضر
-سياسات الحد من الازدحام
سادسا: الماء
-اجمالي الماء المستهلك مقدرا بالغالون لكل شخص في اليوم الواحد
-تسرب شبكات المياه
-سياسة جودة المياه
-سياسة أدارة مياه الأمطار
سابعا: النفايات
-نسبة النفايات الصلبة التي تم تدويرها
-سياسة الحد من النفايات
ثامنا: الهواء
-انبعاثات أكاسيد النتروجين سنويا لكل شخص
-انبعاث ثاني اوكسيد الكبريت سنويا لكل شخص
-سياسة الهواء النظيف
تاسعا: الأدارة البيئية:
-خطة عمل المدينة الخضراء
-أدارة المدينة الخضراء
-المشاركة العامة في وضع السياسة الخضراء.
-
اما مؤشرات جامعة yale وجامعة نيويورك بالتنسيق والتعاون مع المنتدى الأقتصادي العالمي ومركز البحوث المشتركة للمفوضية الأوروبية فكانت كما يلي:
لقد وضعت مجموعة من المؤشرات من اجل قياس مؤشر الأداء البيئي في دول العالم كافة من قبل جامعة Yale ( مركز القانون والسياسات البيئية) وجامعة كولومبيا ( مركز الشبكة الدولية لمعلومات علوم الأرض CIESIN ) وبالتنسيق والتعاون مع المنتدى الأقتصادي العالمي، ومركز البحوث المشتركة للمفوضية الأوروبية.
وقد صدر اول تقرير عن الأداء البيئي The Environmental Performance Index EPI عام 2002 ولعل ابرز المؤشرات التي حددت لقياس الأداء البيئي هي مايلي:
ت السياسة البيئية المؤشرات البيئية النسبة
اولا: البيئة الصحية 30%
البيئة الصحية معدل وفيات الأطفال الرضع 15%
الهواء تلوث الهواء وتأثيره على صحة الأنسان
الجسيمات في الهواء 7.5%
الماء تلوث المياه
وصول المياه الصالحة للشرب
المرافق الصحية 7.5%
ثانيا: النظم الأيكولوجية 70%
الهواء انبعاث غازات ثاني اوكسيد الكبريت / قياسا الى المدينة
انبعاث غازات ثاني أوكسيد الكبريت / قياسا الى الأفراد 8.75%
مصادر المياه التغير في كميات المياه 8.75%
العادات الحماية الإحيائية
الحماية البحرية
العادات الحرجة في الوقاية 17.5%
الزراعة الدعم الزراعي
استخدام المبيدات الزراعية لمكافحة الآفات 5.83%
الغابات الخسائر في الغابات
التغير في الغطاء الغابات
التغير في تزايد المخزون 5.83%
الصيد الضغط نتيجة جرف الصيد الساحلي
الأفراط في استغلال الأرصدة السمكية 5.83%
التغير المناخي والطاقة انبعاث غاز ثاني اوكسيد الكاربون قياسا للأفراد
انبعاث غاز ثاني اوكسيد الكاربون قياسا للمدن
كثافة الكربون الصناعية
انبعاث الغازات نتيجة توليد الطاقة الكهربائية المتجددة 17.5%






وقد أحتل العراق المرتبة الأخيرة من مجموع 132 دولة في مستوى الأداء البيئي في العالم، وان المعلومات والمؤشرات أعلاه تشير الى التدهور البيئي في العراق وانتقاله من سيء الى الأسوأ من بين دول العالم .

اما اسباب التدهور البيئي في العراق فقد حدد الباحثون بشير ابراهيم الطيف، ورياض عبد الله السامرائي، وصباح حمد غقار من جامعات ( بغداد، وتكريت، وسامراء) في دراستهم حول ( مشكلات البيئة الحضرية في العراق بغداد، انموذجا) بما يلي:
1- وجود وحدات سكنية مستمرة في اندثارها ومناطق قديمة آيلة للسقوط في مراكز المدن تجاوزت اعمارها 100 سنة ووحدات سكنية اخرى مبنية بالبلوك او الطين او الكرفانات ووجود المتجاوزين والمناطق العشوائية على اراضي عامة او خاصة مستغلة المناطق الخالية والزراعية الخضراء والبساتين ومحرمات السكك الحديدية وانابيب النفط والغاز ومحرمات الطاقة الكهربائية والطرق الرئيسة والفرعية شكلت مشكلات بيئية انعكست سلبا على المدينة ومظهرها
2- قدم وانتهاء العمر التصميمي وعدم استيعاب الطاقة التصميمية لوحدات معالجة المياه الثقيلة مما ادى الى تصريف المياه الثقيلة الى نهري دجلة وديالى والتلوث الدائم للأنهر
3- بدائية اساليب جمع ونقل ومعالجة النفايات الصلبة ومخالفتها للشروط البيئية المطلوبة فمثلا نجد ان النفايات المتراكمة في الحاويات عند المناطق السكنية ولمدة طويلة تؤدي الى انتشار الذباب والبعوض والقوارض التي تسبب الكثير من الأمراض
4- عدم وجود شبكات صرف صحي نظامية وقصور الصيانة الدورية لخطوط الشبكات العاملة وانقطاع التيار الكهربائي عن محطات سحب المياه الصرف الصحي مما ادى الى طرح المياه الثقيلة في النهار واثر على الصحة العامة والبيئة فضلا عن الطفح المستمر لمجاري احياء عديدة من محافظات العراق.
5- ربط شبكة مياه الأمطار بشبكة المياه الثقيلة وطرحها في الانهار وشحة الوقود لتشغيل المولدات الخاصة بمحطات السحب وكثرة التخسفات في الشوارع التي تمر بها شبكات المجاري مما ادى الى اعاقة انسيابية حركة المرور للمركبات عبر تلك الشوارع.
6- ازدياد ظاهرة الأختناقات المرورية وازدياد اعداد السيارات التي لاتتناسب مع الطاقة الأستيعابية للشوارع فأصبحت الشوارع مكتظة بالسيارات في جميع الأوقات وتقف السيارات في طوابير وفي كل التقاطعات وفي جميع المحافظات.
واجرت الباحثة الدكتورة نسرين عواد الجصاني من كلية لتربية للبنات / جامعة الكوفة دراسة بعنوان ( التلوث الهوائي في البيئة العراقية مسببات ونتائج ) وتوصلت الى الآتي:
7- وجود الملوثات الطبيعية الناتجة عن العواصف الرملية والغبارية فضلا عن احتراق الغابات والاحراش وابار النفط وغيرها
8- انبعاث غاز او ل اوكسيد الكربون من عوادم السيارات وغاز ثاني اوكسيد الكربون من المصانع فضلا عن المواد المشعة والاسلحة الكيمياوية وغيرها ويلخص المخطط ادناه اهم ملوثات البيئة في العراق:
9-
وبناءا على ما تقدم أقدم المقترحات التالية:
1- ضرورة وضع أستراتيجية وطنية للنهوض بواقع البيئة العراقية وتحقيق المؤشرات الدولية للمدينة الخضراء ووضعها موضع التنفيذ ومتابعة تطبيقها من قبل المؤسسات المعنية بالبيئة وقياس مستوى التقدم المحرز فيها بشكل متواصل.
2- وضع خطط تفصيلية من اجل الحد من الغازات، والطاقة، واستغلال المساحات الخضراء، والحد من الأزدحام، والنقل، وجودة المياه، والحد من النفايات، والهواء النظيف، والسياسة الخضراء من قبل وزارة البيئة والصحة والدوائر الأخرى المعنية.
3- ضرورة قيام وزارة التخطيط بأجراء مسح بيئي شامل وفق المؤشرات الدولية للمدن الخضراء لتحديد جوانب القوة والضعف في التنفيذ ووضع الخطط للأصلاح والتطوير.
4- التنسيق مع الخبراء المتخصصين في الأحصاء والقياس في وضع المقاييس والأدوات الأخرى لقياس مؤشرات المدينة الخضراء او الأستعانة بالأستبانات والمقاييس المعتمدة دوليا وتقنينها ومن ثم تطبيقها على العراق.
5- بناء قاعدة معلومات شاملة ومتكاملة حول مؤشرات المدينة الخضراء المطلوب رصدها ومتابعتها من قبل الدولة وفق المعايير الدولية.
6- عقد ندوات التوعية والتثقيف حول المؤشرات الدولية للمدينة الخضراء وسبل تطبيقها من قبل المؤسسات الحكومية وغير الحكومية.
7- ابرام الاتفاقيات الدولية مع منظمات الأمم المتحدة والوكالات والمنظمات الدولية والأقليمية المعنية بالبيئة وعقد المؤتمرات وورش العمل التخصصية في هذا المجال.
8- ضرورة أطلاع اللجان المختصة في البرلمان والحكومة على نتائج التقارير الدولية والمؤشرات الدولية المعنية بمؤشرات المدينة الخضراء من اجل تطبيق ماهو مناسب على العراق بكل علمية وشفافية.
9- توسيع مجالات التعاون مع مراكز الابحاث الدولية والاقليمية ومراكز الابحاث في الجامعات العراقية ووزارة العلوم والتكنولوجيا للتعرف على انجازاتها في مجال قياس مؤشرات المينة الخضراء، وتشجيع الباحثين على اجراء البحوث البيئية المتنوعة ذات العلاقة بالموضوع.
10- عقد ندوات التوعية والتثقيف لطلاب المدارس والجامعات والأسر العراقية حول اساليب المحافظة على البيئة والوقاية من الأمراض.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هل ساعدت كوريا الشمالية إيران بهجومها الأخير على إسرائيل؟ |


.. مسلسل يكشف كيفية تورط شاب إسباني في اعتداءات قطارات مدريد في




.. واشنطن تؤكد إرسال صواريخ -أتاكمس- بعيدة المدى لأوكرانيا


.. ماكرون يدعو إلى أوروبا مستقلة أمنيا ودبلوماسيا




.. من غزة| 6 أيام في حصار الشفاء