الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


(المسيحية والاسلام ) المستوى الاول من التدين .

صادق العلي

2021 / 3 / 13
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


نموذج يكاد يكون الاكثر شيوعاً بين الذكور في المسيحية والاسلام بل استطيع القول انه اصبح الخط العام لمسيرة الذكر فيهما .
اناس يرتكبون اغلب المحرمات في اديانهم ومع ذلك يجدون التبرير المناسب في كل مرة ويحافظون على الذهاب لاماكن العبادة ويقدمون الصدقات والعطايا ويتباركون بالمقامات والادعية والقديسين ,,, فمن اين جاء هذا النموذج وكيف انتشر في مجتمعاتنا وكيف اصبح القاعدة في السلوك اغلب الذكور؟:
1-مرحلة الطفولة : ليس هناك تركيز على ممارسة العبادات بحكم العمر ولكن هناك تركيز على مشاركة الاخرين الشعائر الدينية .
2-مرحلة الطفولة المتأخرة او المرحلة المدرسية : يتم فيها تعليم الذكر الواجبات الدينية مع مشاركة الاخرين الشعائر التي يعتبرها جزء من حياته بدليل ان بعض الملحدين في المسيحية والاسلام يتذكرون هذه الممارسات بكل شوق وحب لانها ارتبطت بنشأتهم حتى وان رفضوا الدين وتعاليمه.
3-مرحلة المراهقة : يصول فيها الذكر المسيحي والمسلم ويجول بين هذه التجربة العاطفية وبين تلك الممارسة الجنسية مع رجوعه لدار العبادة في الوقت المقرر كذلك الابقاء على مشاركة الاخرين الشعائر الدينية مع تلكؤ في الواجبات بشكل كبيرة لان الرب غفور رحيم والاعتراف موجود يوم الاحد .
4-مرحلة بناء المستقبل : مع نهاية العقد الثاني وبداية العقد الثالث يكون الذكر العربي في حالة بناء المستقبل الذي هو الزواج ايضاً مشروع تجاري او غيره ربما التركيز على الشهادة الاكاديمية العليا التي تتيح له الحصول على وظيفة ( اي كانت المقصود هنا التركيز على بناء بحبوحة مادية للمستقبل ) , يمارس هذا الذكر شتى انواع الممنوعات اجتماعياً والمحرمة دينياً حتى المذكورة منها بشكل علني في كتابه المقدس ( الانجيل او القرآن ) ومع ذلك يرتكبها اما بمسمياتها الرسمية او اضفاء عليها اسماء اخرى تلائم تقبل الاخرين له ولها مثلاُ :
الزنى !.
الرشوة !.
الكذب !.
السرقة بشكل مباشر او غير مباشر !.
النصب والاحتيال!.
هناك محرمات كثيرة يمارسها وليس من الضروري ذكرها جميعها ,انا متأكد بأن الفكرة قد وصلت للجميع لانها تنطبق على شخص واحد على اقل تقدير نعرفه ويعيش بيننا , طبعاً هذا الشخص يبرر دينياً كل افعاله الانفة الذكر! , هذا كله مع الحفاظ على صورته امام الجميع من خلال الحضور المستمر لدار العبادة ومشاركته الاخرين الشعائر الدينية بل مساعدة الاخرين بشكل ملفت للنظر مما يعطيه مكانة مميزة امام رجال الدين الكبار في دور العبادة تلك .
يكون هذا الامر غريباً ومرفوضاً عندما تظهر للسطح بعض افعاله المحرمة والمرفوضة ومع ذلك يتم تقبلها من الاخرين وتبريرها على انها ( حالة استثنائية وان الشيطان قد اوقع بها ) هذا التبرير يكون الشماعة التي يستخدمها الجميع لايجاد فرصة لتكرار تلك ممارسة المحرمات !, هنا يعترف الذكر المُخطئ بأن الشيطان اغواه ولكنه نادم هذا من ناجية ,ومن ناحية اخرى فان من حوله من المستفيدين ( زوجة او اهل او اصدقاء ) يقدمون ذات التبرير لانفسهم ولبعضهم البعض كونه طيب القلب واللسان على ان يحصلوا كما جرت العادة على نصيبهم المادي من افعاله المحرمة دون التركيز على معرفة مصدرها , هذا التبرير يتعلمه الذكر المسيحي والمسلم منذ مرحلة الطفولة ويكبر معه على اساس انه الوصفة السحرية لغفران الخطئة او الذنب الذي ارتكبه والذي سيرتكبه في المستقبل .
اين تكمن الخطورة في انتشار هذا النموذج بين افراد المجتمع المدني الذي يشتمل على الاديان والمذاهب كثيرة ومختلفة ؟:
1-ان يكون سلوك هذا الذكر هو السلوك الاصيل في المجتمع وان يصبح النموذج الذي يقتدي به صغار السن مع علم الجميع انه غير ملتزم وتبرير افعاله المشينة بطريقة ان ( الله ينظر الى قلوبكم وليس الى صوركم ) وعليه فهو يمتلك قلب ابيض كالحليب وبالتأكيد يسغفر الله له هذا التقصير غير المقصود .
2-ان يكون هذا السلوك امر واقع وان النجاح في المجتمع يتم قياسه بمدى حصوله على المزيد منها (عدم الاكتراث كونها مقبولة او مرفوضة ) التي تكسبه اموال .
3-النهاية الحتمية للاشخاص الشرفاء الذين يتصرفون بشكل اخلاقي ( الافعال الاخلاقية هي ما تربط المجتمع بعضه البعض بسلوكيات مقبولة عند الجميع ) بمعنى اخر ان الشخص السوي ( الذي لا يرتكب اي فعل مشين ) لن يجد له مكاناً في المجتمع لان قياس ( الصالح والطالح ) يتم وفق منظار مادي غير اخلاقي .
4-تراجع وانهزام المنظومة الاخلاقية الاجتماعية امام تفشي هذا النموذج , فالرشوة والسرقة والكذب غيرها من السلوكيات تأخذ مسميات اخرى كنوع من التغطية او لتبريرها ليس امام الجيمع فقط وانما امام الله المطلع على خفاياً الامور وهو اعلم بالقلوب كما يدعون .
هل وجود هذا المستوى من التدين في المذهب او في الدين ضروري ؟, نعم بالتأكيد للاسباب التالية :
1-تستخدمه المؤسسة الدينية لتجنيد البسطاء وقت الصراعات بل حتى للقيام بافعال تجدها ضرورية للمذهب او للدين !.
2-يستخدمه البسطاء للحصول على بعض احتياجاتهم ( وساطة هنا او ايجاد عمل هناك ) وهو يقوم بهذه الخدمات على اكمل صورة .
3-يكون حلقة الوسط بين الجميع فهو تقريباً يعرف كل شيء ويعرف الجميع وهو مستعد لاي خدمة يقدمها للاخرين( مساعدة في زواج هذا او طلاق تلك وغيرها ) .
قد يجد البعض ان هذا المستوى يجب ان ينتشر وان يكون الجميع مثله فما العيب في وجوده ما دام يقدم كل هذه الخدمات للاخرين ؟ اما الاعمال المرفوضة التي يرتكبها فالرب يتصرف معه بطريقته .
يبدو هذا السؤال منطقياً ولكنه يعمل على تغييب القانون الذي يربط الجميع وترتبط به مؤسسات الدولة الخاصة منها والعامة , فالحصول على عمل يتم وفق نظام العمل وليس على وجود وساطة والا اين يذهب المواطن الذي لا يمتلك وساطة , وتقديم الشكاوى بين المواطنين يكون لمؤسسات الدولة القانونية وليس لاشخاص مهما كانت درجتهم الاجتماعية , يتناسب وجود هذا النموذج ( المستوى الاول من التدين )عسكياً مع القانون المدني للدولة بل يعتبر وجوده خطراً حقيقياً على القانون وعلى المجتمع .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بين الحنين والغضب...اليهود الإيرانيون في إسرائيل يشعرون بالت


.. #shorts - Baqarah-53




.. عرب ويهود ينددون بتصدير الأسلحة لإسرائيل في مظاهرات بلندن


.. إيهود باراك: إرسال نتنياهو فريق تفاوض لمجرد الاستماع سيفشل ص




.. التهديد بالنووي.. إيران تلوح بمراجعة فتوى خامنئي وإسرائيل تح