الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


إنه ليس بابا نويل يا سادة وإنما هو بابا الفاتيكان

جعفر المظفر

2021 / 3 / 13
مواضيع وابحاث سياسية


وإنما أردت بالرابط بين الرجلين أن أشير إلى موضوعة الضجة العراقية التي صاحبت زيارة رجل الفاتيكان وكأنما تعامل أصحابها مع (بابا نويل) حيث يتوقع جميع الأطفال أن يزورهم جميعا في الليلة الأخيرة من السنة ليضع هداياهم بالقرب من شجرة الميلاد.
وأظن أنه لولا بروتوكول الزيارة لما إلتقى البابا بأي مسؤول عراقي, لأن زيارته التي وصفت بالتاريخية كان هدفها الأساسي الوصول إلى المكان الذي ولد فيه النبي إبراهيم. ثم أنها أيضا إستهدفت تفقد ودعم ما تبقى من مسيحي العراق من خلال مروره بإماكن تكفي رمزيتها لتحقيق الهدف المقصود.
ولم يشأ البابا بكل تأكيد أن يضيع فرصة اللقاء بالمرجع الشيعي الأعلى السيد السيستاني وذلك لأمْرَيْن إثنين, أولهما رمزيا, كما أعتقد, لأن السيد السيد السيستاني هو المرجع الشيعي الأول لأغلبية الشيعة في العالم الذين يصل عددهم إلى الأربعمائة مليون. ولأنه, وكما أعتقد أيضا, كان قد لعب دورا كبيرا في الدفاع عن مسيحي العراق يوم دعا إلى حمايتهم وحرم العدوان عليهم.
فإن لم يكن البابا قد زار الرجل في بيته النجفي المتواضع لرمزية دينية فهو قد زاره لدوره الإنساني الذي لعبه لأجل حماية المسيحيين.
إن زيارة كهذه وبرنامجا كهذا لم يكن متوقعا أن يمردون أن تتناوله مختلف القوى بآراء تختلف بإختلاف التبعية. مذهبيا كان البعض قد تمنى لو أن البابا قد زاره بوصفه يمثل ايضا رمزا دينيا متقدما, وحتى لا يؤول تمثيل الحالة الدينية العراقية إلى الرمز الشيعي فقط.
وإن لي الحق أن أظن أن الرجل كان قد تعامل مع السيد السيستاني كمرجع أعلى لشيعة العالم وليس لشيعة العراق فقط. وقد سبق للبابا وإن إلتقى بشيخ الأزهر أحمد الطيب بوصفه رمزا إسلاميا كبيرا. وقيل أيضا أن الإيرانيين قد نظروا إلى الزيارة بعين الجفاء لأنها تسلبهم حق تمثيل الشيعة عالميا بما يقلل من أهمية ودور دولة ولاية الفقيه.
أما على الجانب السياسي فقد اعلن البعض من مناهضي النظام الطائفي في العراق أن زيارة البابا قد منحت هذا النظام دعما معنويا كبيرا, متناسيين أن الكرسي البابوي نفسه كان قد عرض على نظام صدام أن تتم الزيارة في عهده غير أن هذا الأخير لم يستثمر الفرصة جيدا.
والأمر الذي نشارك البابا فيه هو إعجابه بزهد السيد السيستاني ودوره أيضا في تحقيق الإنتصار على داعش, لكن حالة الإنبهار البابوي كان ممكنا أن تحتفظ ببريقها لو أنها ظلت محصورة بهذ الدور والسلوك الزاهد ولم تمتد لتشمل قرار رجل الشيعة الكبير بالنأي عن النظام المسؤول عن حالة التدهور الوطني والسياسي والأخلاقي في العراق.
إن الأمر الذي لا يمكن إخفاؤه هو أن السيد السيستاني ظل إلى سنوات عدة أحد الداعمين الكبار لهذا النظام الذي ظهر بعدها أن لا مثيل له في عالم اللصوصية والعمالة, ولقد صار عليه, بعد أن توضحت له صورة الحالة على حقيقتها, أن يقف إلى جانب فقراء الشيعة الثائرين بدلا من النأي بالنفس عنهم.
كلاهما, القربى من النظام والنأي عنه, جاءا في الوقت الخطأ.
وداعا بابا فرانسس وشكرا جزيلا لزيارتكم الكريمة الرائعة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. قصف إسرائيلي على مركز رادارات في سوريا قبيل الهجوم على مدينة


.. لماذا تحتل #أصفهان مكانة بارزة في الاستراتيجية العسكرية الإي




.. بعد -ضربة أصفهان-.. مطالب دولية بالتهدئة وأسلحة أميركية جديد


.. الدوحة تضيق بحماس.. هل تحزم الحركة حقائبها؟




.. قائد القوات الإيرانية في أصفهان: مستعدون للتصدي لأي محاولة ل