الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مشاكل اللُّقاح البريطاني في النرويج

طارق حربي

2021 / 3 / 14
الادب والفن


يوميات مضيق الرمال
(19)
مشاكل اللُّقاح البريطاني في النرويج.
ما تزال صورة العالم في منتصف شهر آذار مرعبة، بينجراء تصاعد أعداد المصابين بكوفيد - 19 والمتحور منه، وبلغت 120 مليون إنساناً، وعدد الوفيات مليونين و 700 ألفاً.
بدا التطعيم باللقاح من ستة مناشىء مثل شمعة وجيزة في قلب الظلام، الذي يلفُّ العالم المترنح تحت ضربات الفيروس المميتة. شمعة تتقاذفها رياح الشكوك والإشاعات بل وحتى المصالح السياسية، كالتشكيك بفعالية اللُّقاح الروسي (سبوتنيك V) في الغرب ورفضه! ستة أنواع من اللُّقاح تتنافس على توفيرها الدول الغنية لتطعيم شعوبها بينها النرويج. أما الدول الفقيرة فموئل اقتصاداتها إلى الحضيض وفقراؤها إلى القبور! بعدما عَزَّ على مصابيها أجهزة التنفس في ما انهار من مستشفياتها!
إنبرى أمس واليوم أطباء في أوسلو للحديث عن شكوك تحوم حول الآثار الجانبية للقاح استرازينيكا الذي تنتجه شركة بريطانية سويدية متحدة.
صرحوا لوسائل الإعلام عن إصابة أربعة عاملين في القطاع الصحي ممن تم تطعيمهم باللقاح المذكور، توفي أحدهم وهو امرأة بجلطة دماغية. فيما تراوحت حالات الباقين الثلاثة بين تجلط الدم وظهور بقع على الجلد وانخفاض عدد الصفائح الدموية! ما اضطر السلطات الصحية إلى إيقاف التطعيم به يوم أمس، بعد ظهور نفس الأعراض مؤخراً على عدد من متلقي اللقاح في الدنمارك*
وبدا مضيق الرمال هادئاً في صباح هذا اليوم. شمس خجولة تشرق بين قطعان سحب راكضة نحو الجنوب. وأشاهد من خلال النافذة المطلة على أربعة شوارع عمال البلدية يجمعون الثلوج التي تساقطت في يوم الأربعاء الماضي بالشفلات ويكومونها قرب مطعم هونغ كونغ المقابل. وبدا المارّة بالمشي على قلتهم في شوارع المدينة. ينحني كبار السن على عرباتهم ذوات الأربع أرجل، ولا نعدم منهم من شهد الحروب أو الجوائح في حياتهم المتصرمة. ومن كان يتنزه مع كلبه في الحديقة التي ما تزال تحتضن الثلوج احتضان من لا يرغب بتركها تذوب وتخلص الناس من العزلة في البيوت!
ورغم بعد المضيق عن العالصمة إلا أن أعداد المصابين بالفيروس وما حورته الطبيعة أو أيدي الأشرار في العالم في ازدياد، من صفر أو واحد يومياً إلى 11 و12 و14 مصاباً، وهو عدد كبير قياساً بعدد المصابين في العاصمة ذات النصف مليون نسمة. وكانت شهدت يوم أمس لوحدها 305 إصابة من أصل 905 من الإصابات في عموم النرويج.
ولم تعد مجدية كل الإجراءات التي تطلقها الحكومة بين وقت وآخر وتراجع فعاليتها للقضاء على الفيروس نهائياً. أو على الأقل البقاء في أدنى مستوى من الإصابات لا إعلان العاصمة منطقة حمراء. وهنالك مناقشات جادة لإغلاق رياض الأطفال والمدارس وفرض المزيد من الإجراءات لمنع انتشار العدوى القاتلة.
ولاحظتُ في مدينتنا الوادعة عدة تغيرات
1. تقيّد السكان بوضع الكمامة ليس في مول الحوت ومتاجره، أو في المتاجر المتناثرة في أنحاء متفرقة من المدينة حسب، بل في الشوارع العامة وعلى ساحل البحر. ولحسن الحظ أن الفيروس لا ينتقل في الهواء لكانت أعداد الإصابات مرعبة!
2. تم رفع مصاطب الجلوس في أسواق الحوت، منعاً لجلوس الناس عليها فترة طويلة، لا سيما من ينسون أنفسهم في تصفح الهاتف المحمول!
3. انتشار القمامة من الكمّامات في شوارع المدينة النظيفة! ولا أعلم إن كانت قد سقطت من جيوب المارّة أو أمتعتهم عفوياً؟ أم رماها البعض عمداً وأنا لا أصدق ذلك بتاتاً! فالناس هنا يتقيدون بشروط النظافة إلى أبعد حد.
لكن من يدري بعد عام من انتشارها فربما تغير الجوائح ما في النفوس والسلوك البشري!
13/3/2012
Sandefjord
__________________________








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كل يوم - لقاء في الفن والثقافة والمجتمع مع الكاتب والمنتج د/


.. الفنان أحمد سلامة: الفنان أشرف عبد الغفور لم يرحل ولكنه باقي




.. إيهاب فهمي: الفنان أشرف عبد الغفور رمز من رموز الفن المصري و


.. كل يوم - د. مدحت العدل يوجه رسالة لـ محمد رمضان.. أين أنت من




.. كل يوم - الناقد الرياضي عصام شلتوت لـ خالد أبو بكر: مجلس إدا