الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


صلاح حمدوني ونضوج النص

رائد الحواري

2021 / 3 / 14
الادب والفن


"شفاهي فاترة وحروفي مُرّة
الزمن مُصاب.. ومُخاطه (عبّى الدنيا)
وأنتِ كرغوة الأرواح....ناضجة
تقرصين أحزاني وتأخذيني الى جهة لتُعيدين الحقيقة الى الندى.
لا تخافي : كلامي لن يذوب ولن يتبخّر."
إذا ما توقفنا عند هذا المقطع سنجد فيه ما هو متعلق بالطعام، اعداده، مذاقه، سخونته، نضوجه: "يتبخر، مرة، فاترة، رغوة، ناضجة، يذوب، يتبخر" وهذا يشير إلى فكرة الطعام، لكن النص لا يتحدث عن الطعام، بل عن شيء آخر، متعلق بالأديب، الذي يعاني من الاغتراب: "شفاهي فاترة، وحروفي مرة، الزمن مصاب، أحزاني" فنلاحظ أن أهم أداة عند الكتاب "الكلمة" تبدو مرهقة/مرة، وهذا التعب يستدعي وجود مخفف/مهدي، فكانت المرأة بحضورها والذي بدأ ب"أنت" فتحولت السواد: "مرة، مصاب، مخاطه" إلى بياض وفرح: "الأرواح، ناضجة، الحقيقة، الندى" وهذا ما اعطاه شيئا من القوة/القدرة على الاستمرار والبقاء/الثبات: "لن يذوب، لن يتبخر" وهنا يكمن مفتاح النص، الذي يتحدث عن نضوج "الكتابة/الكلام" الذي يريد صياغته، ليكون ناضجا ومستديما، بحيث لا يتبخر أو يذوب، وهذه الاستمرارية عند الأديب ما كان لتكون دون حضور المرأة وأثرها عليه، من هنا يمكننا الصول إلى التناغم بين الألفاظ المستخدمة في النص ، وبين الفكرة التي أراد تقديمها "صلاح حمدوني".
فالكتابة/الطعام قبل حضور المرأة/قبل الطهي كان فاترا ومرا، لكن بعد حضورها/نضوجه أصبح "ناضجا/ة، ولن يذوب، ولن يتبخر" وبهذا تم (نضوج النص) والاستمتاع بطعمه ومذاقه الأدبي.
النص منشور على صفحة الكتاب Saleh Hamdouni








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ربنا يرحمك يا أرابيسك .. لقطات خاصة للفنان صلاح السعدنى قبل


.. آخر ظهور للفنان الراحل صلاح السعدني.. شوف قال إيه عن جيل الف




.. الحلقة السابعة لبرنامج على ضفاف المعرفة - لقاء مع الشاعر حسي


.. الفنان أحمد عبد العزيز ينعى صلاح السعدنى .. ويعتذر عن انفعال




.. االموت يغيب الفنان المصري الكبير صلاح السعدني عن عمر ناهز 81