الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الأزمة وما بعدها

خالد الصعوب

2021 / 3 / 14
مواضيع وابحاث سياسية


من يراقب المشهد الأردني لا يسعه إلا ملاحظة مقدار التخبط الذي وصلنا إليه، فقد أصبح الحال وكأن المسؤولين يقفون على منصة مسرحية يطلبون إعجاب الجمهور دون أن يكون هناك عمل حقيقي أو خطة سليمة.

في مشهد سبق، أسندت الزعرنة للصغار وبقي الوضع الراهن دونما معالجة لأن هناك شخصيات فوق القانون. في المشهد الحالي، تبنت بعض الشخصيات العنتريات لتكون فوق الوطن برمته وبقينا نراوح مكاننا. أقيل وزيرين من المنصب ثم
استقال القطامين في مشهد دونكيشوطي ليجعل الجمهور متعاطفا مع وطنيته غاضبا على التشكيل الوزاري الذي طعن فيه إعلاميا وهو الذي لم يكن بقدر المسؤولية ففضل الابتعاد بكثير من الدراما واللعب على العواطف لشعب طيب.

من يرى الغضب الشعبي الذي نتج عن حادثة مستشفى السلط يتساءل إن أريد به فتيلا للفوضى خاصة وأن جهات أجنبية حذرت رعاياها من التواجد في معان والسلط في هذا الوقت بالذات وقبيل الحادثة بساعات. من جهة صرح النائب العجارمة بأن هذه شرارة غضب ولن يلام فيها المواطن إن أحدث الفوضى في دعوة لتأجيج الرأي العام ومن جهة أخرى قامت عشائر العبيدات تدافع عن ابنها عند استقالته من منصبه ليصبح وزير الصحة المستقيل وكأنه فوق الوطن وكأن استقالته ليست التصرف السليم لأي مسؤول نزيه.
من جهة ثالثة أنيط الفراية بمسؤوليات تنوء عن حملها الجبال لأنه نشمي، فكيف سيصبح به الحال إن تحمل فوق طاقته.
من جهة رابعة، التغيير الوزاري المرتبط بتغير الطقس يحمل ميزانية الدولة مخصصات مستدامة الصرف لكل من يتولى منصبا ومن يغادره وفي بداية المطاف ونهايته، تدفع من جيب المواطن الذي ضاقت به الحال بما لا يوصف بسبب الجائحة لتجد مسؤولا يهدد بتدحرج الرؤوس!

الازدحام الذي طوق مستشفى السلط وما حوله لم يراعي الكورونا التي أغلقت سبل رزق الكثيرين ولكن الغضب يبررها، فهل تساق الأردن إلى فخ غضب مبرر يزيد الطين بلة.

حان ولو متأخرا لوضع الشخصيات المناسبة في المكان المناسب، الشخصيات التي تعتبر نفسها سلما لرفعة الوطن لا تلك التي ترى الوطن سلما لتحقيق مكاسب شخصية، الشخصيات التي تعيش ألم المواطن وتدرك ما يمر به وتبقي أبوابها مشرعة لخدمة من تولوا أمرهم.

قدوم الشهر الفضيل خير تقيد فيه الشياطين، نمر في مرحلة حرجة ويجب أن نحتوي الأزمة قبل فوات الأوان، فكثيرة هي الجهات التي تسعى للنيل من أردننا، وليخسأوا!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. -بيتزا المنسف-.. صيحة أردنية جديدة


.. تفاصيل حزمة المساعدات العسكرية الأميركية لإسرائيل وأوكرانيا




.. سيلين ديون عن مرضها -لم أنتصر عليه بعد


.. معلومات عن الأسلحة التي ستقدمها واشنطن لكييف




.. غزة- إسرائيل: هل بات اجتياح رفح قريباً؟ • فرانس 24 / FRANCE