الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الشرق الأوسط الجديد .. وإيقاعات الهولوكوست الأميركي الاسرائيلي .

فخر الدين فياض
كاتب وصحفي سوري

(Fayad Fakheraldeen)

2006 / 7 / 29
مواضيع وابحاث سياسية


حين أعلنت كوندوليزا رايس (تقييمها!!) للمذبحة التي ملأت فضاءات الشرق برائحة الفاجعة.. والدم المحروق.. على أنها (آلام مخاض ولادة الشرق الأوسط الجديد !!).. شكلت صدمةً آنذاك للضمير العالمي.. قبل أن تكون صدمة مرعبة لقلوب أطفالنا التي بعثرتها آلة الحرب الإسرائيلية ..
لقد كانت (رايس) في تلك اللحظة (أباتشي) جديدة لا تقصف جراحنا فحسب.. وإنما تؤسس لجراح قادمة، يصعب علينا تخيل حجم الدم فيها.. وأبعادها التاريخية..
وحين استغرب (جون بولتون ـ سفير الولايات المتحدة الأميركية في الأمم المتحدة ) مناشدات العالم لوقف إطلاق النار في لبنان من حيث (لم يشرح له أحد ما معنى إيقاف القتال مع منظمة إرهابية كحزب الله).. لم يشكل استغرابه آنذاك طعنة لشرعة الأمم المتحدة فحسب، وإنما كان استغرابه بمثابة هراوة حطمت كل (أمل) راهن عليه البعض في دور أميركي يثبت ولو لمرة واحدة أن الشرطي الأميركي تعلّم لغة تختلف عن لغة القتل !!
رايس وبولتون ومعهما كامل الإدارة الأميركية لم يصابوا بجنون الحرب فقط.. وإنما بفصام المفردات واللغة وكل معايير الحق والعدالة العالميين..
الإدارة الأميركية (تبشّر) المنطقة بولادة الشرق الأوسط الجديد على إيقاعات الهولوكوست الإسرائيلي من جنوب لبنان إلى شماله..وعلى إيقاعات الذبح الطائفي والمذهبي وفرق الموت في أرض الرافدين .. وعلى إيقاعات النظام العربي الرسمي الذي (يوقد) لهذا الهولوكوست بنفطه وأمواله وتواطئه على شعوب المنطقة.. وغضبها !!
الإدارة الأميركية (تبشّر) بولادة الشرق الأوسط الجديد على إيقاعات اغتصاب عواصم الرفض العربي: بغداد وغزة وبيروت !!
وتحت ذريعة محاربة الإرهاب أدخلت هذه الإدارة المنطقة في نفق من العنف البدائي والصراعات الدينية والمذهبية، ففي حين أطلقت يد الميليشيات السوداء في بغداد فإنها أطلقت جحيم الغطرسة الإسرائيلية في لبنان والأراضي الفلسطينية.. فضلاً عن إعادة إحياء النظام العربي الرسمي بوصفه (السد المنيع) في وجه حركات الشعوب العربية وتمرداتها من خلال سعار الأنظمة المخابراتية التي تمرّست على قمع أي طيف من أطياف الديمقراطية والحريات العامة..
ومن خلال هذا النفق الأسود تريد هذه الإدارة من العالم أن يصدق أنها تسعى نحو شرق أوسطي جديد.. خالٍ من الإرهاب والعنف والاحتلال.. واستبداد الأنظمة !!
مفارقتان كفيلتان بإسقاط مشروع هذه الإدارة:
المفارقة الأولى: لم يختلف الزرقاوي (عدو أميركا) الذي ذبح رهينة أميركية بيده فضلاً عن آلاف الأبرياء في مدن العراق عن أولمرت ( صديق أميركا) الذي ذبح عائلة هدى على شواطىء غزة.. فضلاً عن آلاف الأبرياء في الضفة الغربية ومدن لبنان..
المفارقة الأخرى: في شوارع العالم العربي خرجت الجماهير تستنكر وحشية أميركا وإسرائيل.. وفي شوارع تل أبيب خرجت جموع إسرائيلية وعربية وهي ترفع شعارات ضد وحشية أميركا وإسرائيل أيضاً.. لكن بعض اللافتات الإسرائيلية حملت أكثر من شعارات.. وربما هذه اللافتات شكّلت صدمة لكل غلاة العنصرية والغطرسة حين ارتفعت وقد سطرت عليها عبارات :
(بحبك يا لبنان)..
و(من قلبي سلام إلى بيروت)..
ربما هذه الجماهير هي التي ستصنع الشرق الأوسط الجديد... إذا تركت الإدارة الأميركية من التاريخ.. بقية ؟!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. غزة- إسرائيل: هل بات اجتياح رفح قريباً؟ • فرانس 24 / FRANCE


.. عاصفة رملية شديدة تحول سماء مدينة ليبية إلى اللون الأصفر




.. -يجب عليكم أن تخجلوا من أنفسكم- #حماس تنشر فيديو لرهينة ينتق


.. أنصار الله: نفذنا 3 عمليات إحداها ضد مدمرة أمريكية




.. ??حديث إسرائيلي عن قرب تنفيذ عملية في رفح