الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


(تشرين) تعيد هيبة المواطنة

محمد رسن

2021 / 3 / 15
مواضيع وابحاث سياسية


مايحز في النفس ويبعث على الأسى وتلعن اليوم الذي ولدت فيه ان تشاهد كيان دولتك العراقية الحديثة وعبر تعاقب الأنظمة العراقية والسياسية التي أدارت دفة الحياة العامة لم يشهد فيها أي مبدأ بطشاً وتنكيلاً وخذلاناً مثل (المواطنة) سواء في إعادة رسم ملامحه وتحويله الى ثقافة وقيم راسخة في الوعي والإلتزام بها أم في العمل بأستحقاقات المواطنة الموضوعية لصياغة أنماط من التجارب المجتمعية على تنوعها وهنا تكمن أشد الانتكاسات التي تعرض لها جسد الدولة العراقية الذي لم يبق فيه مكاناً لم يصب بفيروس الأسلمة السياسية بالتالي غدت المواطنة ليست بالصوت العالي الذي يراد له في أي دولة تحترم مواطنيها ومواطنيها بل باتت صدىً لايقوى على الفاعلية والصمود والحضور فالدولة لاتحترم مواطنيها ولاتعدل بينهم او تعطيهم حقوقهم ولا أصلاً تمثلهم من هنا تهدمت كل الجسور بين المواطن ودولته بسبب غياب ركائز المواطنة من هنا أخذت شرائح المجتمع بالتمزق والضياع منها قررت مغادرة البلاد بحثاً عن ملاذ ووطن يرحب بهم ويحترم ادميتهم ويصون كرامتهم شريحة أخرى اكثر تضرراً تمسكت بالبقاء واختارت ولوج طريق التغيير الحقيقي الوعر عن طريق الاحتجاجات والتظاهرات والاعتصامات ووسائل في منتهى الحكمة وأعلى درجات التحضر لعلها تطوق الأزمات وبنفس الوقت قدمت البدائل من حزم اصلاحية وغيرها بغية ايجاد حلول جذرية بما يؤمن التصدي لأس الأزمات منها اعادت فتح الطرق أمام اعادة الاعتبار لمفهوم المواطنة ودولة العدالة الاجتماعية الذي هو بالأساس واجب الدولة التي تحترم نفسها لكنها تعاملت مع هذه الدعوات بذات المنطوق الذي كانت تدين به نظام ماقبل 2003 بل لا أغالي اذا قلت كان التعامل مع المحتجين اكثر خسة ونذالة من قتل وتغييب وتعذيب وملاحقات واعتقالات غير قانونية وليس انتهاءً بمصادرة الحريات وأغلاق الفضائيات التي تحمل رسائل المنتفضين ورغم كل الوسائل القمعية التي ارادت أخماد شعلة تشرين إلا ان الأخيرة وحسب المعطيات التي افرزتها نجد ان هناك امكانات واقعية للخروج من نهاية النفق صوب بوابة الاصلاح والتغيير لأنها أصبحت صوت عالي لايستهان به حيث من الوهم الاعتقاد بأمكان الرجوع الى الخلف او ان تعود الأمور الى ماكانت عليه قبل الأول من تشرين الأول 2019 ورغم التسويف والمماطلة من جانب القوى المتنفذة إلا ان هذه الأساليب التي تلحق المزيد من الضرر والأذى بشعبنا ووطنا لكنها بالمقابل أخذت تطيح وتسحب الشرعية من أسماء كبيرة بفسادها صغيرة بشأنها وماتزيد هذه ألأكاذيب الحراك الجماهيري إلا اصراراً على مواصلة الطريق واسترجاع الوطن من السراق والمارقين لليوم لم يتمكن النظام من الأقتراب من ظلال الهدف الوطني الكبير الذي رسمه التشرينيون بدمائهم التي سفكت من أجل ارجاع نبض الحياة للدولة الكريمة التي يحلمون بها أما الغرباء فيعرفون انهم المتضرر الأكبر من اقامة دولة العدالة الاجتماعية التي يسعى لها الأحرار الذين لايزاودهم احد على وطنيتهم ومواقفهم تشهد على ذلك لم يتكلموا يوماً بأسم طائفة او فئة أو يتشبثوا بأستار الدين لديهم الوطن والمواطن أقدس وأثمن الاشياء لا الحاكم ولا أي رمز يحتكر تمثيل الدين ويتاجر به الأمر الذي هز عروش كانت تعتبر نفسها مقدسة ومحاطة بهالات وبراقع صادرت الوطن والمواطن بالوقت نفسه استرجع لنا الأحرار هاجس الأنتماء للوطن ليصبح هويتنا الوحيدة الأهم من الهويات الفرعية والمذهبية حيث شعاراتهم وطنية مطالبهم وطنية لاتابعين لدول اقليمية ولا دولية فهم عراقيون الجين والأصل وهذا من دواعي فخرهم ماجعل المدنية تستعيد حضورها بقوة بعد ان خنقوا صوتها الأحزاب الاأسلامية من خلال تنظيمهم الإيديولوجي المتأثر بإنتمائهم الطائفي والعرقي والسياسي في نظرتهم للوطن والإنسان كل هذه الانجازات وهم قوم عزل إلا من سلميتهم وحبهم الخالص لوطنهم إلا اني كلي طموح بأن يفرز الحراك التشريني تيارات وطنية ترفض أدوار التبعية وهيمنة التسلط والفساد ولاترضى بغير مطارح الشموس مكانة ومجدا.أما خصومهم وأعني هؤلاء الذين تسلل عليهم الغرباء مستغلين عدم وجود سيادة للدولة ونظام هجين وقانون خارج عن نطاق الخدمة وأرتضوا الارتماء في أحضان الغير الأقليمي أو الدولي ليكونوا نسخة منسوخة لهذا الطرف او ذاك فهم أس الخراب وبوابة اللادولة يعملون على تنفيذ أجندات ومخططات أقليمية او دولية حتى بطشوا بالمواطنة والمواطن والوطن لدرجة لم تترك قيمة إلا وانتهكتها ولا أملاً عراقياً إلا ونحرته ولاقيمة مدنية جمالية إلا وأستأصلتها هؤلاء ظهير نظام الاستبداد بل جسده ومايخص الدولة وكيفية بث روح الحياة بالمواطنة ووضع مصلحة الوطن فوق كل اعتبار وزرع محبة الولاء والانتماء للوطن فلا أعتقد من المجدي توجيه نصيحة لها ودماء الأبرياء تسفك كل يوم.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إسرائيل تحشد قواتها .. ومخاوف من اجتياح رفح |#غرفة_الأخبار


.. تساؤلات حول ما سيحمله الدور التركي كوسيط مستجد في مفاوضات وق




.. بعد تصعيد حزب الله غير المسبوق عبر الحدود.. هل يعمد الحزب لش


.. وزير المالية الإسرائيلي: أتمنى العمل على تعزيز المستوطنات في




.. سائح هولندي يرصد فرس نهر يتجول بأريحية في أحد شوارع جنوب أفر