الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تامنصورت: بين الوعود المنمقة، و الانتظارات الطويلة

محمد هالي

2021 / 3 / 16
مواضيع وابحاث سياسية


منذ مدة و نحن نسمع عن مدن المستقبل، نسمع عن حدائق مزهرة، و مدن الالعاب للأطفال، و مدن الترفيه للجميع، مدن خضراء تنعش الريح، و تحولها الى نسائم عليلة تزكم الأنوف، بل نسمع عن السعادة لمستقبل زاهر تغزوه الورود من وجهة نظر العارض للسكن في أطباق من ذهب، نسمع عن رفاهية المواطن ، و راحته، و تسليته لينعم بمدن مختلفة عن مدنه القديمة الأصلية ، كانت الوعود كثيرة تزينها الصور الملونة، بأزهار نبات الجهنمية الوردية الفاقعة الالوان على صفحات لوحات اشهارية مزركشة، لكن وجدنا وراء تلك الألوان الجميلة أشواك تطعن في السر، تلكزنا و نحن لا ندري، كنا منجرين وراء الإشهارات التي تحفز الرغبات المتعطشة للاستقرار، بعدما أتعبنا جحيم الغلاء العقاري الذي تحركه أيادي تزحف على الخصب و القاحل، من أجل جني الأرباح، و لو بشعارات زائفة، لا تخلو من دهاء الرأسالمالين الذين يزينون الشوك بالأزهار، حتى يبدو كل شيء جميل.
أمام هذا الوضع الرهيب، و تقبل العالم الجديد، الذي لا يخلو من تلبية بطش الرغبة في الاستقرار، تقبلنا الخديعة، تقبلنا الانتظارية، حتى تصبح المدينة مدينة الرفاه، مدينة تختلف عن كل شيء، و لو على مستوى الأحلام، حتى لا تكون لا شيء، فكانت بالفعل كل شيء سيء الا الرفاه فهو في خبر كان، كالوعود المؤجلة الى حين، سمعنا ، و قرأنا و تتبعنا عدة أمور، ستحرك الوضع ليصبح كأزهار الجهنمية المتدلية على بعض الأسوار، لكن كلما اقتربنا منها تنقرنا الأشواك وتظهر لنا بأن ما وراء شعارات الخير شرور تنتظرنا دائما.
لكن حينما يصل الأمر الى مطلب بسيط ، مطلب يبدو أكثر من ساذج و يتمثل في إشعال مصابيح الشارع المنطفئة لما يزيد عن ثلاثة أشهر، تيقنا أن المدينة لازالت في زمن غفل، زمن انتظارية المواطن، و احتقاره، و إهانته ليصبح لا شيء، بل هو يشبه من حيث الشكل أزهار الجهنمية، و من حيث المضمون فهو يواجه الأشواك، و ينتظر الفرج من أناس لا يهمهم الا الربح.
هل نحن لازلنا في زمن توبيخ المواطن ؟ هل نحن لا نعر اهتمام انتظاراته أمام المكاتب؟، و لا أحد يستفسره عن أسباب قدومه؟ هل نحن أمام هول انتظار مسؤول زمنا طويلا ثم نعود من حيث أتينا كأن وقتنا لا شيء؟ كل هذا من أجل تحقيق مطالب بسيطة ( إصلاح الأضواء، و ازالة الاسلاك المتدلية على الدور، و التي تشكل خطرا على الساكنة. أخص هنا الشطر الاول من المدينة ) فلم تحركهم لحد الساعة لا طلبين قدمهما مواطن لمكاتب في باشوية حربيل ( طلب الاثنين 01 / 02 / 2021
الى المكلف بأضواء الشوارع و أحياء تامنصورت ، و طلب الخميس 11 / 02 / 2021 الى رئيس جماعة حربيل تامنصورت
) و لا حتى عريضة مذيلة بتوقيعات المواطنين موجهة لرئيس جماعة حربيل، و لمدير العمران بالمدينة،
و لمدير المكتب الوطني للكهرباء بالمدينة (في 01 /03 / 2021
من بعض ساكنة تامنصورت الى رئيس جماعة حربيل الى العمران بتامنصورت الى المكتب الوطني للكهرباء
عريضة مطلبية)
و الغريب في الأمر أنه لم يتم الاستماع الينا، و لا الاتصال بنا، رغم وضعنا ارقام الهاتف ضمن العريضة المقدمة، ما عدا مدير مكتب الوطني للكهرباء الذي استقبلنا و وعدنا بتلبية الطلب، و لحدود كتابة هذا السطور لا جوابا يذكر، و لا مطلبا تحقق، و كأننا في رحلة الى المجهول، و كلما توجهنا للاستفسار قوبلنا بالانتظارية الى ما لا نهاية الانتظار، كأن مفهوم المواطنة تغلي في قدر مثقوب، سيقول قائل: فلتحترق الآنية، فنحن لا يهمنا ما في الآنية.
لكننا نحن بدورنا نقول: سنظل نستمع للريح لعلها تحرك توقف الشجر، و تزهر الفاكهة من جديد، رغم تلكئ المناخ، و فساد تربة الزراعة، لأننا مجبرون على البقاء على الحياة في جو محموم بالانتظارية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بلينكن في الصين يحمل تحذيرات لبكين؟ • فرانس 24 / FRANCE 24


.. زيارة سابعة مرتقبة لوزير الخارجية الأميركي إلى الشرق الأوسط




.. حرب حزب الله وإسرائيل.. اغتيالات وتوسيع جبهات | #ملف_اليوم


.. الاستخبارات الأوكرانية تعلن استهداف حقلي نفط روسيين بطائرات




.. تزايد المؤشرات السياسية والعسكرية على اقتراب عملية عسكرية إس