الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


يوم الوظيفة وذكرى رحيل عبد الكريم لعيبي

محمد باني أل فالح

2021 / 3 / 16
الادب والفن


لي في سالف الزمن ومنذ أيام الحرب البائدة التي طحن فيها طاغية العصر شباب ذلك الزمن بأتون الحرب لأكثر من ثمان سنوات عجاف ذكريات مع صديق تلف ملامحه سمرة أبناء الجنوب وتعلو محياه أبتسامة لا تفارق ثغره ويرتل عبارات تغازل بعضها مكامن الروح وعذوبة الرفقة في تلك الأيام العبوس لذلك الزمن الأغبر تعرفت عليه حين التحقت بالحياة العسكرية عند جبهة القتال في منطقة الطيب أو ما يسمى بالتلول الكذابة الرملية في الجبهة الشرقية لمحافظة ميسان وكان أنذاك فتى يافعاً رافقت مسيرة حياته طيلة تلك السنوات المليئة بشجن ومأسي الحروب وقد غادر حياتنا الكثير من رفاق السلاح بسبب قسوة ألة الحرب وكان حينها يجمعنا حب الإطلاع والقراءة وشغف المطالعة وهو الذي يهوى الكتابة والحديث بلغة الحداثة ورؤية العالم بمنظار مختلف هكذا عرفته حتى ألتقيته صدفة بعد سنوات الحرب عند مكتب أعلام محافظة بغداد كاتباً ومحرراً في صفحة الرياضة فقد كان شغوفاً بلعبة كرة القدم ومتابعاً جيداً لملاعب الرياضة وجنون أحداثها ولكن ما صدمني هو رحيله المفاجئ بعد مرض لعين سكن أحشاؤه دون رحمة عند صبيحة أحدى الأيام وبينما أدلف نفسي في مدخل المحافظة وأذا بقطعة سوداء تنعى رحيله وقد تسمرت أمامها والرعشة تلف مفاصلي وأنا أقرأ ينعى مجلس محافظة بغداد رحيل الكاتب والصحفي عبد الكريم لعيبي ...
حينها دار في مخيلتي شريط الأحداث التي جمعتني معه وأنا ألوم نفسي على هجر رؤيته قبل أوان رحيله وانقطاع سبيل الإتصال به والتعرف على ما أصابه وهو الذي كان يطل بين الفينة والأخرى علي من نافذة التواصل الإجتماعي يقهقه سائلاً عن الحال ويتفقد قائلاً عن الأحوال ويرمي بعذوبة الود والوصال فهو كما عرفته لين الطرف جميل السرد والحرف ينطق بلسان فصيح وكلام مليح والجلوس أليه عذب مريح لم يكن كغيره من بنو البشر هين المعشر جميل الصحبة والنظر حلو الحديث وأن طال معه السفر ...
في أحدى الأيام أتصل بي من مكتبه يطلب مني التواصل معه بشأن برنامج أحتفالي بعنوان يوم الوظيفة وهو مقترح لقسم الإعلام في مجلس محافظة بغداد يدعو لمعالجة التقاعس الوظيفي ومحاربة الفساد الذي بات ينخر جسد مؤسسات الدولة في سياق تكريم الموظف المتميز وفق قصة أبداع تسرد حكاية منجز نوعي كما جاء في قصة أحد سائقي الشاحنات عندما تعطلت شاحنته ولم يتركها برغم مرضه ومعاناته وبتر ساقه في واقعة تنم عن حرص الموظف على المال العام وقصة أخرى تحكي عن معلمة حصلت على أرث يقدر بأكثر من مائة مليون دينار قامت بصرفها على صيانة المدرسة التي تعمل فيها مما ساهم بنشر الفرحة والابتسامة في نفوس الطلبة وصيانة وتعمير قلعة من قلاع التعليم والمعرفة وهناك الكثير من القصص التي يعتمدها برنامج يوم الوظيفة في التنافس بين الموظفين في كافة الدوائر والشركات الحكومية لتحفيز الأخرين على النهوض بمسؤلياتهم الوظيفية والإرتقاء بعملهم من أجل تقديم أفضل الخدمات للمجتمع والتصدي بحرفية لأفة الفساد من خلال أظهار الأعمال الصالحة والمنتجة وتكريم أصحابها لجعلها أية لتنافس الأخرين ...
هكذا هو وهكذا كان يعمل من أجل الأخرين وتقديم ما لديه من معرفة ومقترحات من أجل العون والمساعدة في سبيل النهوض بواقع بلده منذ كان مقاتلاً في تلك السنون كما عرفته مقداماً مهاباً ولا يخشى في قول الحق لومة لائم غادرنا الأخ والصديق ورفيق الدرب الى الرفيق الأعلى ومازال خلفه رجال يواكبون في خطى حثيثة العمل من أجل دوام نجاح برنامج يوم الوظيفة على أحسن ما يكون كما شهد بذلك صاحب الرفقة الجميلة وزميله في العمل الأستاذ أمجد الخفاجي الذي أشاد بدور الراحل ككاتب له العديد من المقالات في مجال الإعلام .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كل يوم - لقاء في الفن والثقافة والمجتمع مع الكاتب والمنتج د/


.. الفنان أحمد سلامة: الفنان أشرف عبد الغفور لم يرحل ولكنه باقي




.. إيهاب فهمي: الفنان أشرف عبد الغفور رمز من رموز الفن المصري و


.. كل يوم - د. مدحت العدل يوجه رسالة لـ محمد رمضان.. أين أنت من




.. كل يوم - الناقد الرياضي عصام شلتوت لـ خالد أبو بكر: مجلس إدا