الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أمور ترتبط بالثورة و-الثورة الإسلامية- والطائفة والهزيمة:!

فاضل الخطيب

2021 / 3 / 17
مواضيع وابحاث سياسية


.أن تستغل أميركا أبوبكر الصديق، لا يعفي أبو بكر الصديق عن المسؤولية. لا يكفي للفكرة الجيدة-أو على الأقل الفكرة المثيرة للجدل والقابلة للنقاش، لا يكفيها ما تحمله من عناصر جودة أو سوء للحكم على نجاحها، بل يجب من يحملها أو يتنطح لحملها وتمثيلها والعراك من أجلها، يجب عليه أن يكون صادقاً مع "رعاياه" وأنصاره، أن يتعامل معهم بوجه واحد، أن يحمل النُبل والشهامة ويمارسها قبل أن يسعى للدفاع عن قيم النُبل والشهامة، يعني أحياناً تفشل القضايا العادلة والجيدة بسبب "المحامين" عنها. لا يكفي أن يكون المرء شفافاً-نظيفاً، بل يجب أن يظهر كذلك. كما أن داعش لم تصبح داعش لوحدها، كذلك الأسد وعلونة الدولة، وبغض النظر عن النسب المئوية. هناك حالات فردية تعكس ظاهرة، تعكس نتائج أزمة متعددة الوجوه.. 
بقيت الثورة سنة ونيف ليست فقط ضد الأسد، بل كان عندها خطاب ورؤية لما بعد الأسد، كان خطابها يطرح التعددية والديمقراطية ودولة القانون وحقوق الإنسان والمساواة كنظام بديل عن الديكتاتورية ونظام الفساد والمحسوبيات. وبعد أن التحق الأخوان المسلمين وشيوخهم  بالثورة، والتي كانوا معلقين معارضتهم للنظام وإسقاط النظام منذ ثلاث سنوات قبل الثورة، حيث كانت تجري مفاوضات ووساطات من القرضاوي بهدف إيجاد مصالحة بينهم وبين النظام وإشراكهم في الحكم. بعد أن حسم الأخوان أمرهم والتحقوا بالثورة، بعد أن وجدوا أن الثورة ليست انتفاضة جمعتين زمان وتنتهي، عندها بدأ الخطاب الديني الجهادي العسكري يفرض وجوده، وبدأت تظهر خطابات دينية ليست بريئة، ثم ظهرت أسماء الجمع سيئة الذكر حتى وصلت إلى مرحلة "وما خرجنا إلا لنصرة هذا الدين" وصار الخطاب الإسلامي السني الجهادي الإقصائي الثأري الذي يحمل مظلومية تاريخية، صار هو السياسة العامة للثورة، ومع ظهور الجماعات الجهادية، تحولت الثورة بشكل نهائي إلى ثورة طائفية لا علاقة لمشروع الحرية بها، بل صارت معادية للحرية مثل الأسد، بل بطريقة همجية أفزعت العالم وأبعدت العالم أكثر عن الثورة، بل جعلت العالم يقف ضدها. وساهم النظام في هذا التحول الدراماتيكي بإفراجه عن كوادر إسلامية من سجونه، والتي قامت وبسرعة كبيرة بتشكيل فصائل مسلحة أسوأ من جيش الأسد وعصاباته. وكي يكتمل المشهد الثوري بؤساً وعدم رجعة، قامت النخبة السياسية الثقافية في الثورة بدعم هذا التوجه الذي توجته شعارات الإئتلاف بحملة "جبهة النصرة تمثلني، من جهز غازياً كمن غزا، وما خرجنا إلا لنصرة هذا الدين إلخ." ثم صار كوادر الجماعات الجهادية التكفيرية زعماء في قيادة الثورة وبمباركة أو تجاهل وتطنيش تلك النخبة الثقافية الفكرية السياسية في الثورة، وهكذا صار أحمد الجربا رئيساً للثورة، ثم شكّل جماعة تضم المفكر اليساري المسيحي ميشيل كيلو، وصار الشيوعي المسيحي جورج صبرا أكبر المدافعين عن جبهة النصرة، وصار يفتخر العلوي العلماني حبيب صالح بلقاءاته مع كوادر النصرة ونشر صوره المشتركة معهم، حتى وصل الأمر بميشيل كيلو التصريح أنه لا مانع عنده من قيام دولة إسلامية "كربوجة، كيوت" في سورية، وصار يتسابق زعماء الثورة والمتحدثين باسمها في كسب ود الأخوان والجماعات الجهادية، وكان خلالها قد تدفق المال الخليجي والتسهيلات التركية على ثورة "نصرة الدين"، وكان في وقت سابق قد تشكلت نواة داعش من أشلاء ضباط صدام حسين السنة، وهكذا صار يتعرض سكان مناطق سلطة الجماعات الجهادية إلى قمع أكثر من سكان مناطق سيطرة النظام، بل نزح مئات آلاف المسلمين السنة من مناطق سيطرة المجاهدين السنة إلى مناطق سيطرة النظام. وتخلل ذلك مجازر قام بها المجاهدين في أماكن سيطرتهم ضد الأقليات غير السنية من المسيحيين والدروز والاسماعيليين والعلويين والأكراد السنة أيضاً، مجازر تشبه مجازر النظام بحق السنة. صحيح أن العالم، بما فيه أكثر من مليار مسلم سني لم يتضامن مع الثورة في سنتها الأولى، وبدأ موقف العالم الحر يتحول إلى موقف عدائي للثورة التي صارت ثورة مجاهدين تكفيريين همج. وهكذا تحولت الثورة من منقذ للشعب إلى عائلات جهادية كالأسدية، لكن بطريقة همجية فظيعة، حتى أن الكيماوي الأسدي ضد المدنيين لم يستطع تغيير نظرة العالم من الثورة، لأنه رأى فيها تهديداً له. بينما الأسد كان يقتل شعبنا، كانت تقوم بعض الجماعات الجهادية بعمليات قتل وتفجير ودهس في مدن أوربا وغيرها ضد المدنيين، ونعرف جميعاً مأساة الباصات الخضر وخيانات أمراء الجهاد الإسلامي أخوتهم المسلمين وكيف باعوهم للنظام والروس وللإيرانيين. كل هذا حدث بمباركة نخبة الثورة أو بموافقة وتطنيش غالبية مثقفيها وكتابها وصحفييها. واكتشف الجميع بعد سنوات على مجازر داعش والنصرة التي تمثلهم، أن داعش تسيء للإسلام، وأن داعش عند الجميع، لكنه لم يقدم أي شاطر أين وجد داعش أخرى غير الداعش التي رايتها "لا إله إلا الله محمد رسول الله"؟ وحتى الآن، وبعد عشر سنوات، لم تظهر دراسة تحليلية جريئة شاملة تؤكد علاقة فقه التكفير الإسلامي الجهادي في نشوء تلك الجماعات وخطرها على العالم والمسلمين أنفسهم. عندما تسأل افتراضياً أي واحد من هؤلاء، لماذا أنت ضد حكم الأسد؟ والجواب عشرين تلاثين صفحة بآلاف الأدلة المنطقية والأخلاقية والعاقلة التي لا تترك لك أيّ إضافة وطنية ثورية. وإن سألت لماذا أنت ضد داعش؟ عشرين تلاثين صفحة لا تجد فيها جملة مفيدة أو دليل منطقي وأخلاقي وعاقل، ويا ويلك إن حاولت تشريح داعش، أو حتى لحمستها الإرهابية التكفيرية الهمجية وحليبها والشمندور اللي أكلوه الصغار في طفولتهم. "الدنيا هيك". سقط، مات، استشهد قرابة مليون سوري على أيدي سوريين وغير سوريين، بهدف حماية النظام أو بهدف إقامة بديل جهادي دموي همجي يشبه النظام، وهكذا انهزمت سورية، ومازال غالبية "الفهمانين" يجتهدون في الشرح والتفسير حول تواطؤ العالم وعدائه للثورة ودور أوباما بوحسين"هم" الأميركي في عدائه للثورة، لكن لا أعرف أين ومتى وقفت أميركا بجانب ثورة حقيقية في العالم!..
وحتى الآن، أي بعد عشر سنوات على انطلاقة الثورة، ما عاد يكفي هذا الليل للهروب. مازال بعض تلك الثقافة التي ساهمت بهزيمة الثورة، يأبى التراجع والإنكفاء أو النأي بالنفس عن الوجع السوري. ومازال البعض وكأنه لم يمر عليه كل هذا المُرّ. "الثورة لم تسقط الأسد، لكنها ما انهزمت"، "الأيام المعدودة"، "سيرحل سلماً أم حرباً"، "لن نسمح بحماه ثانية"، "رعد الشمال"، "وما خرجنا إلا لنصرة هذا الدين"، "قائدنا للأبد سيدنا محمد"، "الدم السني واحد"، "الأسد للأبد"، "الأسد أو تحرق البلد"، "أدوس على الديمقراطية بقدمي"، "جبهة النصرة تمثلني"، "داعش تسيء للإسلام"، "داعش عند الجميع"، "انتخبنا علوش كبير المفاوضين نكاية بروسيا"، "لو كان عليّ الخيار بين الأسد وداعش، لاخترت داعش"، "جبهة النصرة فصيل رئيسي في الثورة"، "لا مانع من قيام دولة إسلامية/كيوت"، "العرعور دينامو الثورة"، داعش مسلمة وعن علم ومعرفة بنسبة 99%، "المحيسني رمز وطني" إلخ. وهنا لم نتحدث عن غصاب الخالدي وابي صقار و"صغار الكسبة الثوريين الذين حوّلتهم ثوريتهم الى "حيتان" فساد صغار. هذه بعض محطات الثورة، بل "أدبياتها" وتجلياتها الفكرية الروحانية، وقال "ما انهزمت"، وهي تشبه أدبيات النصر الإلهي تبع حزب الله في تموز 2006..
لا أعتقد أن دوافع الدفاع عن الجماعات الجهادية بما فيها جبهة النصرة عند ظهورها من جانب طيف واسع في الثورة كان الحماس الثوري والسذاجة السياسية بدعم أيّ صوت ضد نظام الأسد، بل أعتقد أن الغالبية شعر برائحة طعم حليب الرضاعة، رغم أننا اعتقدنا أن غالبية مثقفي ذلك الجمهور تخطى مرحلة الفطام. لا أعتقد أن سذاجة سياسية فقط من يعتقد أن داعش عند الجميع، أن الاستبداد السياسي هو جوهر التطرف الديني. نفس النبع والثقافة والدوافع التي بررت وشرحت فعلة أبي صقار وأسماء الجمع والفصائل المسلحة والكثير من شعارات الثورة التي لا تتجاوز انحطاط أخلاق ثقافة الأسدية. ثم وجد هؤلاء المثقفون أنفسهم في حالة استعصاء حين أصبح استحالة الاستمرار بخلط الزيت مع الماء، وغداً سيظهر أن نصف العلوية السياسي سني، ونصف شيوخ النظام سنة وأن غالبية قوانين الدولة سنية وأن وزارة الأوقاف الأسدية ليست إلا شكلاً آخر للجهادية الداعشية، وأن ما قدمه نظام الأسد للسنة لا يستطيع أيّ نظام إسلامي سني في سورية تقديمه. أنا أتهم تلك السذاجة والهروب من مواجهة أن الملك عاري، بل يزيدون تعرية ذاتية من خلال تلك الشروحات التي لا تستطيع خدمتهم. لماذا لا تريدون الاستفادة من تجربة العشر سنوات، بل منذ 2012، بل من الخمسين سنة كما يجب؟ إنها فرصتكم للإصلاح الديني الحقيقي، فرصتكم لمحاولة تقديم فرصة أفضل لأحفادنا جميعاً. أو منرجع للمثلث الأول "خلّي الأسد يسقط بالأول، وبعدين منشوف"، يعني إجازة ثورية مدفوعة الأجر للبعض وغير مدفوعة الأجر للبعضين الآخرين. لم يعد الموقف من داعش وسياسة الأخوان تحتاج رؤية ثاقبة، لكن كملوا معروف وافضحوا داعش والأخوان "وجه وقفا، من جوّا ومن برا"، أم هذه تحتاج جيل آخر؟!..
وتعريجاً على الطائفة "الكريمة" يمكن القول أن بشار الأسد وضع العلويين كلهم، بما فيهم ضحاياه أيضاً، وضعهم في طريق باتجاه واحد، وأقفل مع "أعدائه" الجهاديين كل المنافذ الأخرى أمامهم، صار وجودهم مرتبطاً بوجود وحظ نظام الأسد. مليون ضحية، مئات آلاف المعتقلين، عشرة آلاف تعذيب حتى الموت، تهديم أكثر من مليون بيت وشقة سكنية، تشريد عشرة ملايين إنسان على الأقل. كيف يمكن أن يصالح هؤلاء مع هذا المجرم؟ وسأكون وقحاً بصراحتي أكثر، كيف يمكن لأهل بناية فيها مائة أو مئات الأسر التي تمّ تهجيرهم ثم يأتي ضابط علوي ليبيع عفشها لأحد "كوادر" التعفيش، يعني يأتي صاحبنا بشاحناته وعماله ويأخذون كل شيء يمكن نقله أو فكفكته من الملعقة حتى أصغر حنفية وقاعدة تواليت؟! أنا أعرف أن هناك حتى الآن آلاف العلويين المعارضين لنظام عائلة الأسد، بل آلاف العلويين الذين ماتوا برصاص ومعتقلات الأسدية، لكن "علويتهم"/حتى لو كانوا لا يؤمنون بها ويتنكرون لها، ستكون حكم الإدانة من قبل ضحايا الأسدية مع الأسف، أي أنهم ضحايا مرتين، ونعرف كلنا أيضاً أن هناك ملايين السنة المرتبطين اقتصادياً مع الأسدية بكل أشكال فسادها واستئثارها بالسلطة، وصار حظهم أيضاً مثل العلويين مرتبط بحظ نظام الأسد، لكنه ربما هناك فرصة أمامهم، بينما لا توجد أي فرصة للعلويين/هذه ليست رغبتي، بل ما صرت أعتقده.. 
وتعريجة أخرى على تجربة شخصية تعكس حقيقة الموقف من طائفة أخرى "كريمة" أيضاً. سأكون صريحاً أكثر، رغم أنني لا أتحدث عن كل ما أعتقده أو أعرفه، لكنني أحاول أحياناً تجاوز الخطوط الحمر غير المكتوبة. حاولت ولسنوات طويلة جداً أن أنسلخ وبجدية عن "درزيتي" لأنني كنت شيوعياً، وكنت على قناعة مطلقة أن الفكر الشيوعي هو سماء يتجاوز و"يلغي" تلك الهويات الفرعية الجانبية، لكنني استنتجت ووجدت نفسي ولعشرات المرات وعلى امتداد عشرات السنين، أن الآخرين، جميع الآخرين لا يريدون، بل يُصرّون على وضعي وتصنيفي الدرزي/الشيوعي يوم كنت شيوعياً، والدرزي المعارض، أو الدرزي الطائفي المعادي للإسلام بسبب عدائي لفقه داعش وابن تيمية، وكنت كلما رميت حذاء الطائفية، وجدت عشرين "لاطائفي" يركض وراء الحذاء ويُرجعه ويلبسني إياه ويكرب البزيم مليح. ما أريد قوله وبدون أي تجميل، أنني توصلت إلى نتيجة، وهي أنه لا يمكن لك الانسلاخ عن "مجتمعك" العشائري الصغير مهما حاولت فعله، لذا أردت أن أكون طبيعياً بدون قفزات بهلوانية متجاوزة العشائرية والطائفية، وطالما أنه غالباً لا يستطيع الكثيرين استيعاب مسألة الإلحاد، وأن ما يربطني بالدروز ليس الحاكم بأمر الله وحمزة بن علي وسقراط وهرمس، بل القهوة المرة واللزقيات والملبدة والمقصصة ودبكات الأعراس والشنينة ومصل الجبن وطبابيع الجلّي والزلابية وهيك شغلات. ما عادت تهمني نهائياً إن صدقها أحدا أو لا، ما يهمني أن أكون متصالح مع نفسي، حتى لو زعل العالم الأرضي والسماوي، لا أنتظر ثناء أو جزاء من أحد، ولا يهمني عقوبة إجتماعية من أحد. ولا أريد أن أندم في لحظة متأخرة من حياتي على شيء لم أفعله أو موقفاً كنت متردداً في اتخاذه. وبصراحة، كما أنه لا يهمني حمزة بن علي، لا يهمني محمد بن عبد الله وصحبه، وبقدر ما يدحش شيوخه وفقهه أنفهم في حياتي وخصوصياتي، بقدر ما أقف ضدهم بدون خجل أو تجامل. تلك السنوات العشر الماضية أعطت دروساً كثيرة لمن يريد التعلم، أن نعيش حياتنا بكل حرية ونمارس حتى أخطائنا بحرية. وأنا لا أريد أن أكون خالي الأخطاء مستقيم مائة بالمائة. رغم ذلك دائماً يخطر في بالي قول أحد كبار شعراء المجر "لماذا عليّ أن أكون مستقيماً ونهايتي هي القبر؟ لماذا لا أكون مستقيماً ونهايتي هي القبر؟"، وبالنسبة لي الاستقامة أن يكون المرء نفسه كما هو..
أعتقد أنه لن تستطع سورية لملمة جراحها بدون وجود قوات أجنبية تحفظ الأمن وتحاول "تطبيب" التعايش بين السوريين، التعايش "الدامي" ليس فقط بين طوائفه وإثنياته من جهة والعلويين من جهة أخرى، بل بين الطوائف مع بعضها، بل حتى ضمن الطائفة الواحدة، لأن المجتمع السوري تفكك بشكل فظيع أفقياً وعامودياً واندثرت ما كانت تسمى "دولة"، بل تحولت إلى عصابات مافيا، وتحولت سورية إلى "دولة قشور الموز" وشظايا ليس من السهولة إعادة تركيبها. لا مفر أمامنا إلا محاولة التفكير خارج الأطر المألوفة، ومحاولة التعايش مع خيال يتحول إلى واقع قد نكون فيه غرباء..
شيكاغو، فاضل الخطيب، 17 مارس، 2021.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مليار شخص ينتخبون.. معجزة تنظيمية في الهند | المسائية


.. عبد اللهيان: إيران سترد على الفور وبأقصى مستوى إذا تصرفت إسر




.. وزير الخارجية المصري: نرفض تهجير الفلسطينيين من أراضيهم | #ع


.. مدير الاستخبارات الأميركية: أوكرانيا قد تضطر للاستسلام أمام




.. وكالة الأنباء الفلسطينية: مقتل 6 فلسطينيين في مخيم نور شمس ب