الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


رسالة مفتوحة إلى الحكومة الأردنية

خالد الصعوب

2021 / 3 / 18
مواضيع وابحاث سياسية


صدر حكم الإعدام بحق مرتكبي جريمة الزرقاء، أو بالأحرى بحق ستة منهم ضمن سبعة عشر متهما بالإرهاب والترويع. انهمرت البيانات الصحفية وشكر صالح فتى الزرقاء الجهات المعنية بأyيدي مبتورة وعين واحدة وكلمة مقتضبة وختم المشهد بخبر يقول "إسدال الستار على قضية فتى الزرقاء".

حكومتنا الرشيدة، لم يسدل الستار بعد، ولن يسدل قبل إعدام الإرهابيين على مرأى من العامة، مباشرا أو من خلال بث مباشر فيرى المظلوم قصاصا يشفي غليله ويرى المجرمون عاقبة ينظرون إليها فيرتدعون عن الظلم. ولو تحفظت على ذلك فلا تنسي أن أمريكا العظمى المنادية بحقوق الإنسان على مدار الساعة شنقت صدام حسين في بث مباشر بحجة أسلحة لم تجدها حتى الآن. لا تنسي أن الفتى كان مضرجا بدمائه وشاهده كل الأردنيين عند وقوع الحادثة. لا تنسي أن هناك بلطجيون كثر وجرائم ستتلو مالم يكن الردع حاسما. لا تنسي أن بين فقدك المصداقية تماما ووقوع الفوضى التامة شعرة تحقيق العدالة ليشهدها الجميع فلا يستأنف الحكم أو تطوي الحادثة النسيان بفعل مشهد محاكمة أبتر. لا تنسي أن تطبيق الحكم على الملأ سيثبت أنك ما زلت حكومة.

تزامن صدور الحكم مع غضبة شعبية بسبب حادثة مستشفى السلط، وهو توقيت جيد باستثناء أن يتم إسدال الستار قبل تطبيق العقوبة فتزيد النار استعارا ويكون الحكم إعداما شاملا للحكومة.

حجبت الإنترنت ونسيتي أن الهواتف أصبحت قناصات للمشاهد، فثارت منظمات حقوقية تطالب بحرية المعلومات وقمت توضحين. لن ترضى عنك المنظمات الحقوقية مهما فعلت وسيظهر من يناهض الحكم بالإعدام، فافعلي ما يصب في مصلحة الوطن. بدلا من أن تطلقي غازات مسيلة للدموع، تحاوري مع المواطن من خلال نشامى يعيشون ألمه، تحاوري في الميدان وعبر الشاشات فمواطنك أولى بالتوضيح والاعتذار من منظمات تملك أجندات مكشوفة.

سيكون الحكم الذي صدر أول الغيث فيطالب كل مظلوم بالقصاص، فهل أنت مستعدة؟

ستقوم عائلة بالمطالبة بالقصاص لقاتل ابنتها الإرهابي هو الآخر، وإن أغفلت حقهم سيقتصون بأنفسهم منه أو ممن لا ذنب لها أو له بحجة الثأر، فيكون مسلسل الدم مستمرا بسببك، لأنك لم تردعي المعتدين على نسائنا التي تنادي نفس تلك المنظمات بحقوقهن دون ضمانتها. قولي لهم أنك نفذت القصاص لصالح امرأة فتخرسيهم عن بكرة أبيهم.

قتل قصي العدوان بدم بارد في غرة الشهر الفضيل وتعرض لإرهاب وترويع بدم بارد، ولأن الجاني يعرف من أين تؤكل الكتف فلم يصدر بحقه حكم بالإعدام. الحكم الذي أصدرته بحق إرهابيي فتى الزرقاء سيوقظ لا بد فتيل الثأر لمقتل قصي العدوان، فإن لم تعدميه أنت، ستأخذ عشيرته الثأر ممن لا ذنب له أو لهم، غضبا من غياب القصاص. ستتفاقم المشكلة ولن تتمكني من احتوائها، وسيكون سببها أنت وحدك لأنك غيّبت الردع. سيقوم أهل المقتولين ظلما بقتل آخرين ويستمر مسلسل الإرهاب، ثم ستلومين الأمر على منظومة عشائرية وتخرج منظمات حقوقية ترجع الأمر للعادات والتقاليد والمشكلة أنت!

المعارضون الذين يظهرون بمظهر الأبطال في الداخل مدسوسون إماراتيا كما هو الحال في الخارج وهم يستغلون موجة الغضب فيستميلون مواطنا لا يجد من يتحدث معه وهو الذي لا يحتاج لأكثر من حوار تصدقه عدالة ناجزة. لم تعادين المواطن بدل أن تحتويه فيكون جندا معك لا عليك؟ أين الوجهاء اللذين أقصيتهم يحاورون شعبا طيبا ولكن غضبته لا حدود لها؟ أين الشباب تتيحين لهم متسعا لاقتراح حلول للأزمة قد تكون أكثر نجاعة مما قمت به لسنوات؟

حكومتنا الرشيدة، الحكم بالحديد والنار لم يعد يجدي، فقد تغير الزمن، إما أن تواكبيه وتحترمي مواطنك أو تندثرين مع زمن بائد وتسحقين المواطن معك.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تونس.. زراعة الحبوب القديمة للتكيف مع الجفاف والتغير المناخي


.. احتجاجات متزايدة مؤيدة للفلسطينيين في الجامعات الأمريكية




.. المسافرون يتنقسون الصعداء.. عدول المراقبين الجويين في فرنسا


.. اجتياح رفح يقترب.. والعمليات العسكرية تعود إلى شمالي قطاع غز




.. الأردن يتعهد بالتصدي لأي محاولات تسعى إلى النيل من أمنه واست