الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المسرح والفاعل الحضاري بين الدهشة والاختلاف - محاضرة علي منصة جامعة القادسية - ( الأربعاء الموافق 17/2/2021 )

أبو الحسن سلام

2021 / 3 / 18
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات


سعادة الأستاذ الدكتور كاظم .. رئيس جامعة القادسية المكرم
سعادة الأستاذ الدكتور .. عميد كلية الفنون الجميلة بجامعة القادسية ..
سعادة الأستاذ الدكتور تيسير الألوسي .. رئيس جامعة (بن رشد ) بهولندا
الأستاذ الدكتور معتز المبجل
السادة العمداء والأساتذة المكرمين .. أساتذتي وزملائي الأفاضل
أسعد الله أمسياتكم بالخير والعطاء .

في رحاب صرحكم العلمي العريق نلتقي مع شرف الكلمة متوجة بثنائية الإمتاع والإقناع متشحين بأكاليل عراقة الحضارة السومرية 9 آلاف عام والحضارة المصرية 7 آلاف عام إعتمادا علي إمتداد إشراقاتهما في حاضرنا المعيش المحوط بمفخخات فكر وثقافة شعوب البيداء مدججا بأسلحة حقد أسود .. كاره لحضارة شعوب الماء .
نلتقي الليلة .. لنجدد في حاضرنا .. تواصل فكر حضارتينا .. حضارتي شعوب النماء في مواجهة ثقافة فكر شعوب الفناء .
تعلمون حفظكم الله
أن الحضارة وليدة تساؤلات وجودية فلسفية مندهشة توهج الاختلاف المنتج لمظاهر وجود جديدة .. لا سابق لها .
بهذه المقولة اؤسس لكلمتي وعنوانها :
( المسرح والفاعل الحضاري بين الدهشة والاختلاف)
لا يخفي علي ذى فطنة ، متمرس في البحث ؛ أن الكثير من التساؤلات المندهشة هي نتاج الملحوظات الدقيقة للمسكوت عنه في مخرجات المفكرين من العلماء والمبدعين ( باحثين ونقادا ومسرحيين ) ؛ وفي مظاهر اختلاف السلوك الثقافي في تبعيته لتوجهات أيديولوجية : سياسية أو دينية عبر صور تبايناتها .

• تنقسم كلمتي إلي ثلاثة محاور :
• المحور الأول : المسرح والدهشة .. فعالية الاختلاف .
• المحور الثاني: الاختلاف ودوره في إنتاج الفعل الحضاري .
• المحور الثالث : الحقيقة بين المؤرخ ورجل المسرح
الحديث عن دور الدهشة في تأجيج فعل الاختلاف يتأسس عبر تساؤلات الحجاج الفكري. أما عن دور الاختلاف فمجال الحديث عنه في استعادة المقولات الفكرية الكبيرة وسبر غورها في التأسيس للبنية الحقية بين المؤرخ ورجل المسرح الحضارية
• لهذا نبدأ هذه المحاضرة ببعض التساؤلات المسرحية المندهشة أمام غواية الفعل الحضاري .
• ولأن المحاضر في مجال المسرح هو أقرب إلي الشخصية المونودرامية التي تحمّل صوت خبراتها بأصوات افتراضية تستعيدها من الذاكرة ؛ لتقيم معها حوار دارميا ؛ لذلك وجدت الضرورة إلي الحديث بلسان ثنائية الذات المندهشة القلقة ، عبر جدل مساءلاتها ، و أجوبتها حول علاقة الدهشة والاختلاف بالمسرح و بالحضارة ، التي هي مظاهر مادية متفردة في حياة الإنسانية .
وهنا نقول :
• الدهشة وليدة الصدمة المعرفية التي تؤدي إلي الخلاف أو الاختلاف والخلاف يوقف ثنائية التفاعل ويؤدي إلي القطيعة وربما العداء، أما الاختلاف فيولد ثنائية الصراع الحواري المتفاعل الذي هو أساس درامي حياتي يؤدي إلي المقاربة الوجدانية الفكرية و من ثمّ الانفراج بغية التوافق .
هكذا يدور الحديث إذا بين صوتين عبر المحاضرة .. صوت المساءلة وصوت الجواب :
و سألت نفسي :
• هل للمسرح دور في نشأة الحضارة ، أم العكس هو الصحيح ؟
فأجابت :
• قد يدهش البعض .. إذا قلنا إن المسرح :: من أهم عوامل نشوء الحضارة ، وإرتقائها .
وسألتها :
• هل الحضارة تشكل صدمة وجودية .

• الإجابة : نعم .. لأنها تمثل عمارة مادية وفكرية جديدة ، غير
مسبوقة ، وكل جديد هادم للقديم .
ذلك هو القانون الطبيعي: ( الجديد ينبع من القديم ويجبه أو ينفيه )

• فن المسرح جديد .. نبع من قديم ... وقديمه الدين .. و تبعا لما تقدم .. يفترض أن المسرح يهدم الدين، وذلك لم يحدث ، بناء عليه ينتفي ما صدق القانون .. الذي استشهدت به !

• الجواب .. لا.. أبدا .. القانون صادق . المسرح تعبير . والتعبير أقدم وسائل التواصل الإنساني تعبيرا عن اانفس وعن الغير وعن الأشياء .

• كان التواصل تعبيرا بالرقصات وبالرسومات الكهفية المحاكية قبل المسرح .

• كانت تلك مرحلة إبتدائية.. في لغة التواصل غير الكلامية ... ووقد انضوت تلك الفنون في مكوّن الصيغة المسرحية .. لذلك جاءت تسمية المسرح ( أبو الفنون ).

• ما زال سؤالي عن الدين قائما .. إذ كيف لم يهدمه المسرح ، وهو الجديد.. تحقيقا لصحة القانون الطبيعي ( الجديد ينفي القديم !! )
• لماذا ؟! .. الدين ثابت ؛ ثبات جبل الطور ..

• آه.. فالخطأ إذا.. في زعمك أن المسرح.. ولد من رحم الدين أو من صلبه . !!

• لا خطأ هناك .. وسند صحة ذلك .. في قانون التواصل المعرفي : ( الفونومينات المعرفية) فالمعارف متوالدة .. وكل معرفة تحمل صفات من الأصل .. وجوهر الدين ، هو جوهر المسرح .. فكلاهما أسلوب تواصل بشري ممارس ..
- الدين : عقيدة تواصل بين (عابد .. يتمثل في ذات بشرية حاضرة ) ، و( معبود.. هو ذات رمزية غائبة غيابا ظاهراتيا )
- والمسرح : تواصل بشري ممارس بين ذات بشرية مبدعة وجماعة .. في حالة من الحضور المشارك.. وجدانيا وإدراكيا . والتواصل.. يقوم علي ركيزتين بينهما تناص . ولكليهما هدف واحد
• الدين : هدفه سمو النفس البشرية ، وهدف المسرح : تطهير النفس البشرية .
• الدين : يحقق هدفه ، مرتكزا علي عنصري :( الإيمان والخشوع ) و( الإيمان ) : يعني تصديق المؤمن بكل معطيات الرسالة الدينية . و( الخشوع ) : يعني انقطاع العابد عن كل ما هو خارجه .. في أثناء اتصاله بربه .
• المسرح : يحقق التطهير مرتكزا علي عنصري ( الإيهام والإندماج) - الإيهام : يعني تصديق كل معطيات الرسالة المسرحية .
- الإندماج : يعني انقطاع الممثل عن كل ما هو خارجه في إثناء اتصاله مسرحيا بالجماعة (جمهوره ) .

• ولكن.. ولكن ..مع ذلك يوجد بينهما فرق .. يبدو لي إنك لم تلحظه

• تقصد.. فرق ذاتية الاتصال .. في تواصل العابد مع ربه ... في مقابل تشاركية التواصل .. بين الممثل وجمهوره.. وذلك الفرق هو مناط الفعل الحضاري .

• تقصد أن المسرح هو الذي أحدث النقلة الحضارية ؟


• نعم بكل تأكيد .

• مالك واثق هكذا !!

• كان التواصل الوجودي الديني ، وما يزال .. قسمة بين ذات ظاهراتية فردية ... وذات إفتراضية غيبية ... فأصبح بالمسرح ... تواصلا ظاهراتيا ، وجوديا ... حاضر الوعي .. بين ذات بشرية فردية .. والذات الجماعية .
فالجديد الحضاري إذا .. هو ثنائية الحوار الحاضر بين الأنا / الذات .. والنحن/ الجماعة .. في مقابل ذاتية السمع والطاعة .. بين الأنا الدنيا .. والأحد المتعالي .. وتلك نقلة حضارية.. دون منازع.

• لكن ثنائية الحوار .. كانت قائمة في حواريات فلاسفة اليونان.. قبل المسرح .. الفلسفة أسبق من المسرح .

• لاحظ : أنه كان حوارا بين الأنا الفلسفية .. والنحن الفلسفية البشرية وهذا ما ينسبه للفعل الحضاري.
لذا كان اتصال حجاج فكري .. بين الفلاسفة بعضهم بعضا .. لم يكن اتصال سمع وطاعة .. بل هو إتصال وعي بوعي .. اتصال جدلي .. حتي لو كان سوفسطائيا أو مشائيا .. ماديا أو كلبيا . وفي موازاته الاتصال الدرامي المسرحي حيث هو اتصال وعي ووجدان مع الجماعة

• ألا يعني هذا .. أن الفلسفة سبقت المسرح .. والدين سبق الفلسفة في صنع التغير الحضاري .

• الملحمة .. فن الحكي السرد القصصي الشعري ..أسبق من الفلسفة ولأنها محاكاة شعرية أدائية .. سواء أكانت بطولية كـ : ( الإلياذة)، أو رومنتيكية كــ : ( الأوديسيا) فقد كانت تعبيرا .. تحمله ذات منشد ينوب عن قومه .. ذلك هو الشاعر : ( هوميروس) .. والحكي والمحاكاة .. فن أداء مسرحي .

• فلماذا تخص المسرح بالدهشة والاختلاف في حين أن تلكما الصفتين خاصتي الفلسفة ؟


• المسرح والفلسفة توأم .. استولدهما فكر الاختلاف .. من رحم الفكرة فكرة الدهشة الحيري .. في فهم ظواهر الوجود الكوني .. لذا كانت حتمية البحث .. في مرجعية نشأته وصيرورته .. والبحث عن دور الإنسان فيه .. وهنا تفرغت الآراء .. حول الكيقية والسببية .. فأهتدي من اهتدي .. إلي نسبة خلق الكون .. وتدابير نظام الوجود .. إلي الفكرة المطلقة .. فكان الدين ... ولأن الخلاف و الاختلاف .. ظلا فاعلين في حياة الإنسان .. لذلك كانت فكرة الإيمان .. وفكرة عدم الإيمان .. ومن هنا تشعبت كلمة فكر .. إلي معنيين: ( تفكير وتكفير) مع إن أصلهما واحد .. ومادتهما ثلاثة أحرف ، تغير موضع حرف الفاء في كلتيهما .. يعطي معني الاختلاف العدائي .. المولد للإرهاب.

• الاختلاف إذن ، هو الذي يمثل النقلة الحضارية دائما وليست التوأمة المسرحية الفلسفية .


• الاختلاف جوهر امتداد في توالد ظواهر الوجود ، و هذا أصل في الميتافيزيقا الدينية ( لا الإبليسية ) - إن كنت تذكر - .

• لكن الفعل الحضاري لم يقف عند المسرح والفلسفة ولا الإبليسية ، حيث الدين حاضر أبدا في مسير مواز للفلسفة والمسرح في تاريخ الحضارة الإنسانية .


• ليس علي الإطلاق .. الفعل الحضاري ، توقف ما يقرب خمسة قرون بكاملها عن مسيرة تجدد الوجود الحضاري ، التي مهدت لها الفلسفة والمسرح كلاهما معا.
• تقصد مرحلة ما قبل العصور الوسطي - بداياتها حتي القرن الرابع الميلادي؟ -

• نعم ، و المدهش أن المسرح هو الذي أعاد الحضارة الإنسانية مرة أخري إلي مسيرها ، بفتح الطريق أمام ولادة جديدة للددين المسيحي نفسه ؛ بفضل استعانة الكاهنة الإيطالية ( ماريا) بمسرح الدمي الخيطية أداة محاكاة للواصل مع المصلين وتوصيل خطاب الكتاب المقدس للمصلين الذين لم يكن أحد منهم يعرف اللاتينية ، لغة الكتاب المقدس ؛ بسبب تحريم الكنيسة للدراسة والتعليم طوال تلك القرون الأربعة.
لذا عرفت الدمي الخيطية في المسرح باسم ( ماريونت) تكريما لاسم تلك الكاهنة ، و اعترافا بفضلها .

• لكن المسرح لم يتنكر عبر تاريخه لأصوله الدينية . كان أداة رئيسة في الاتصال الفكري الوجداني البشري .. سواء بلغاته المركبة في ما بين اللغات الكلامية وغير الكلامية - بشريا وآليا - .

• لكن كيف هذا .. والمسرح يعرض صورا للفسق وللمحرمات و الرذائل وصور العري والفحش اللغوي والفجاجة وصور الجريمة و التآمر والخيانة ، وكلها يحرمها الدين وتواجهها القوانين الوضعية والأعراف


• الدراما تقوم علي المحاكاة بمشاكلة فعل الإنسان عن طريق العرض المأساوي التراجيدي تطهيرا لنبالة الإنسان ، أي رده إلي حالة النبل التي جبل عليها منذ ولد ؛ وبمشاكلة فعل الإنسان عن طريق العرض الملهاوي الكوميدي تغييرا لفعله المتدني ، ورده عن الاستمرار فيه ، وعرض محاكاة الصور الشائنة التي مثّلت لها مسرحيا ؛ هدفه حث المتلقي علي التخلص منها ( تطهيرا أو تغييرا ) بإيقاظ الضمير الإنساني داخل ذاته ؛ في اتجاه توازن يؤدي إلي إحسان الناس لحياتهم المشتركة .

• وكيف يحسن الناس حياتهم المشتركة طالما كان الأصل في كينونه الوجود وصيروته .. محمولا علي ثنائية الخلاف والاختلاف ؟

• هذا مجاله حديثنا في المحور الثاني من المحاضرة .

المحور الثاني: الاختلاف ودوره في إنتاج الفعل الحضاري
• يقول براهما :
• في المسرح " لا نتعامل مع معني واحد للكلمة ؛ بل مع عدّة معان ؛ كلها – علي الرغم من ذلك " متطابقة " - حسبما يرى الناقد والباحث الجمالي ( رومان إنجاردن 1893-1970 ) ، “ هذا التطابق له أشكال تختلف من حيث امتلاكها للمحتوى المادى ، وبهذا التحديد ؛ فالمعانى لا تكون مثالية ، وإنما التصورات وحدها هي التي تكون مثالية . وما يؤكد ذلك أن كلمة واحدة يمكن أن تستخدم في مواقف متعددة ؛ مما يؤدى إلي حدوث تغييرات ملحوظة ، رغما عن هوية المعنى."
• ولا يخفي علي ذى فطنة ، متمرسة بالبحث ؛ أن الكثير من التساؤلات المندهشة هي نتاج الملحوظات الدقيقة للمسكوت عنه في كتابات المفكرين من العلماء والمبدعين ( باحثين ونقادا وأدباء وفنانين ) ؛ وفي مظاهر اختلاف السلوك الثقافي – خاصة - في تبعيته لتوجهات فكرية سياسية أو دينية بصور تبايناتها المتحزّبة .
• وتبعا لما تقدم يمكننا القول : إن الفكر والإبداع والابتكار صنائع الاختلاف . والاختلاف ابن الاجتهاد ، والاجتهاد أساس آليات التحضر ، والتحضر في حرية ذات الإنسان الملتزمة بعدم حرية الآخر. فقبول الآخر أساس التمدن ، وفي التمدن تبني الحضارة .

• علي ذلك يمكننا القول : في المدنية حياة المسرح ؛ وتحت ظلال الاختلاف حول ما يدهش ؛ جسّد المسرح مقولات إنسانية خالدة في نصوص خالدة .. وهي مقولات محمولة علي ثنائية الدهشة والاختلاف ؛ تعطينا خلاصة ما انتهي إيه حسم ذلك الاختلاف ؛ وتحض ضمائرنا علي تفعيل خطواتنا ، علي طريق الأنفع والأرفع للإنسانية . ومن هذه المقولات :
• الحضارة لا يبنيها إلا الأحرار .
• في الدين إما أن تكون معه أو تكون ضده . ( مسرحية فاوست)
• الشر هو ألا تتمكن من تحقيق هدفك . ( مسرح سارتر)
• في الدكتاتورية إما أن تكون مع النظام أو ضده .
• هناك صنف من الناس خلق ليحلّق وصنف خلق ليزحف. ( جوركي)
• تألّم تعلّم . ( سوفوكليس )
• الألم أسرع دابة توصلك إلي الكمال. ( يوجين أونيل)
• الإنسان -غالبا - لا يتحدث بقدر ما يريد ؛ بل بقدر ما يستطيع .
( فاوست / بول فاليري)
• الشيطان كيفما يريده الناس ( فاوست )
• الحوار المسرحي كلام يكتب بالأذن للأذن . ( روجر بسفيلد الإبن)
• إملاء المذكرات استسلام لفضول الآخر . ( أبو الحسن سلام)
• أن تلمس وأن تلمس أمر لا يتعلق إلا بالأجساد وحدها .
( عطيل : شكسبير)
• الضحك يوقف التفكير . ( فاوست/ فاليري)

• يجب أن تكون كالآلهة عندما تشرع في خلقى عالم جديد .
( رقصة الدم )

• فصل الفكر عن الحياة ؛ مهما كان مجردا نوع من التضليل
( فاوست : فاليري)
• هناك معني للحياة إذا أردت لها معني ( رقصة الدم )
• هذا الرجل كان قاتلا للجمال ، وليس في العالم كله أبشع من هذا .
( رقصة الدم )
• النفوس الغيورة لا تهتم بالبراءة . وما الغيرة إلاّ بهيمية شاذة
( عطيل: شكسبير)
• لا تعش أبدا تلعن الدهر بل كن قاضيا .. هذا حقك ؟
( رقصة الدم )

• الأبرياء مخيفون ( فاوست : بول فاليري )
• المرأة لا تحترق كما يجب ( فاوست : فاليري )
• العطور من أكبر الوسائل الغادرة بهذا العالم ( فاوست : فاليري)
• بين رجل وإمرأة لا يوجد إلا ثلاثة احتمالات ( مفيستوفليس )

• من يتعطر .. يعرض نفسه ( فاوست : فاليري)
• ما غناء النظر إذا كنّا لا نري ما تقربه أعيننا ( أوديب: سوفكل)
• الأسلوب هو الشيطان ( فاوست : فاليري)
• الشر محبب إلي الجميع ( فاوست : فاليري)
• العطور تمنع التأمل ( فاوست : فاليري )
• الحب خير يؤدي إلي الشر. ( فاوست : فاليري)
• الإرادة عند الاستطاعة .
• أكون أو لا أكون ( هاملت : شكسبير)
• ما فائدة قرع الطبول إذا لم يكن هناك إصغاء .
( الأم شجاعة : بريخت )
• ليس الماضي سوي اعتقاد، والاعتقاد رفض لقدرات روحنا التي تكره أن تتلاءم مع كل الافتراضات المبنية علي الغيبيات ، وإعطائها قوة الحقيقة نفسها . ( فاوست : فاليري )
• خير للإنسان أن يخدع كثيرا من أن يعلم بخدبعته قليلا
( عطيل : شكسبير)

• التفكير هو عدم ممارسة أي شئ . ( فاوست )
• السلطة لا يمكنها أن تقدم العون إلي من يجنح إلي العصيان .
( أنتجوني سوفوكليس)
• لا شئ أشد خطورة من كل الناس . ( مفستوفليس مارلو)
• غالبا ما تتولد المحبة عن لا شئ .. من تسلية ، من خطأ مشترك وغالبا مالا يستحيل اللا شئ إلي لا شئ ، وغالبا ما يقود إلي كل
شيء . ( فاوست : فاليري )
• إذا سرقت مني حافظة نقودي ، فقد أخذت شيئا كان ملكا لي فأصبح ملككا للك .. أما أن سرقت سمعتي فقد سرقت شيئا لا ينفعك لكنه يلحق بي الأذي . ( عطيل : شكسبير )
• لا أريده أن يدقع أريده أن يركع ( كليبر لسليمان الحلبي:ألفريد فرج)
• يبدأ الفن حيث تنتهي الرغبة ( بريتون : رائد السيريالية)
• من قال لعسكري : إن له مسكنا تعرض لخنجره .
• قبلا .. كانت القلوب تعطي الأيدي ، أما الآن فإن الأيدي تعطي القلوب .
• ليكن كل رجل سيد وقته ( ماكبث : شكسبير)
• العدل يضئ السقوف المدخنة ( أجاممنون : إسخليوس)
• من أذل الإنسان أذل الإله داخله ( رقصة الدم )
• الشيطان المرسوم لا وجود له إلاّ في عقول الأطفال ( ليدي ماكبث)
• ليس للمأساة أن تبلغ أمرا أسوأ من الاقتناع بأن الحياة لا أهمية لها إطلاقا ) (ماكبث: شكسبير )
• الدم يتعاطي الدم ( ماكبث: شكسبير )
• قد يهون العمر إلا لحظة وتهون الأرض إلا موضعا
( مجنون ليلي ؛ الشاعر: أحمد شوقي )

هكذا تمثل المقولات السابقة التي وردت علي ألسنة بعض الشخصيات في بعض النصوص المسرحية العالمية نتاج تفاعل صراعات بشرية حضارية وليدة الاختلاف الملحوظ المجدد لمسيرة الإنساني ، وغبر الملحوظ الذي هو بمثابة ( النقطة العمياء) في الحوار ، التي تمر علي المتلقي دون أن تأخذ حقها من التأمل ؛ علي أساس أن لغة الحوار تكتب بالأذن للأذن والتأمل يحتاج إلي زمن إضافي من المتلقي . فإذا توقف أمام تأمل معني من المعاني فاته الآتي بعده من أداء الممثل .

علي أن مثل تلك المقولات الفرائد ، لا تظل ( نقاطا عمياء) في حوار نصوص القدماء والمحدثين ؛ إذا ما التقطها كتّاب مبدعون نابهون ، يبني عليها الواحد منهم ، نصا مسرحيا حداثيا ، يسهم في تفعيل نقاء ضمائرنا التي طمست المادية نضارتها ، حيث يبني عليها مسرحا يعمق من ظاهرية وجودنا الحضاري .

المحور الثالث : الحقيقة بين المؤرخ ورجل المسرح
في هذا المحور دعوة إلي وقفة حجاج فكري مسرحي حول مقولة نقدية أصابتني بالدهشة ، يقول الناقد :
( إن الفنان يري الحقائق الني خفيت علي العالم وعلي المؤرخ )
والدهشة تولد الخلاف أو الاختلاف ، ولكوني مع شرعية الاختلاف ساءلت نفسي :
( ما الحقيقة التي خفيت علي العالم وعلي المؤرخ ، ورأها كل من شكسبير أو جيته او إبسن أو بريخت أو بيكت ؟ )
• كيف أدي وعي هاملت إلي تعطل فعله ؟
• كيف أدي لاوعي ( الملك لير) إلي تفعيل وعيه ؟
• ( إن الفن لا يعرف الضجة ) ( الناقد الحداثي: رولان بارت)
• ( لا سرد دون شخصيات) ( رولان بارت )
• ( لا تخف .. شيء واحد هو الذي يدمرك .. قبولك اٌلأمور كما هي):
• ( أيها المخرج قل ما شئت عن النص لكن القرار للمؤلف)
• أيها المؤلف قل ما شئت عن العرض ولكن القرار للمخرج)
• أيها الناقد قل ما شئت عن المخرج ولكن القرار العرض )

• يستحيل إيجاد حكاية دون خصائص ويستحيل أن توجد خصائص دون حكاية " ( أرسطو ، فن الشعر)
• " جوهر فن الشاعر الدرامي يتألف من أنه يتكلم من خلال أفواه الآخرين " ( الكاتب المسرحي الرمزي مترلنك)
تلك أفكار محمولة علي الدهشة وإثارة الاختلاف ؛ أتركها بين يدي البحث ، فكل منها بمثابة إشكالية بحثية تحتاج إلي معالجة منهجية تكشف عن دورها في تفعيل الفكر الخضاري ؟
الخاتمة
وفي ختام عرضتا لإشكالية دور الفعل المسرحي في تفعيل نعمة الاختلاف التي تولد المقولات الفكرية المؤججة للحراك الوجودي الحضاري . لا يسعني إلا أن أتوجه بعميق الشكر لجامعة القادسية ورئيسها المكرم ولكلية الفنون الجميلة بجامعة القادسية عميدها المبجل وأساتذتها المكرمون كما أتوجه بعظيمة الشكر والتقدير للأستاذ الدكتور تيسير الألوسي رئيس جامعة بن رشد لتفضلك بتشريفي بإدارة اللقاء .. كما أشكر السادة الحضور علي حسن الاستماع .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. آثار القصف الإسرائيلي على بلدة عيترون جنوبي لبنان


.. ما طبيعة القاعدة العسكرية التي استهدفت في محافظة بابل العراق




.. اللحظات الأولى بعد قصف الاحتلال الإسرائيلي منزلا في حي السلط


.. مصادر أمنية عراقية: 3 جرحى في قصف استهدف مواقع للحشد الشعبي




.. شهداء ومفقودون في قصف إسرائيلي دمر منزلا شمال غربي غزة