الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مجلس الامن على ابواب دورة ابريل 2021 بشأن نزاع الصحراء

سعيد الوجاني
كاتب ، محلل سياسي ، شاعر

(Oujjani Said)

2021 / 3 / 19
مواضيع وابحاث سياسية


ماذا ينتظر المنطقة ؟ ماذا يحاك للمنطقة ؟ هل المنطقة مقبلة على نزاع مسلح كبير ، وكل المؤشرات ترجح ذلك ، وهو نزاع سيكون بين النظامين المفلسين المغربي والجزائري ، المتصارعين من اجل الوجود قبل الحدود ، وليس بين الشعبين الضحية ، البريئين ، اللذين سيكونان حطب هذه الحرب ؟
وهل اعلان الناطق الرسمي للأمين العام للأمم المتحدة السيد Stéphane Dujarric بصعوبة ، بل باستحالة تعيين مبعوث شخصي للأمين العام بخصوص نزاع الصحراء ، بعد دفع المبعوث السابق الألماني Hearst Köhler ، الى تقديم استقالته منذ اكثر من سنة ، هو رسالة واضحة بنفض يد المنظمة الدولية عن نزاع الصحراء ، الذي دام اكثر من خمسة وأربعين سنة ، دون ان تنجح لا الجمعية العامة ، ولا مجلس الامن ، في إيجاد حل لأقدم نزاع بالمنطقة ... وهو إطالة مقصودة للنزاع ، لاستنزاف المنطقة ، واضعاف الجميع ، ومن ثم الدفع بالأطراف المتصارعة ، خاصة النظام الجزائري ،وجبهة البوليساريو الى اليأس ، وفقدان الامل ، بعد ان انتظرا لما يقارب الثلاثين سنة في الثلاجة ، انْ تنوب عنهما الأمم المتحدة في تنظم استفتاء ، مرة يتملص منه مجلس الامن ، ومرة يعتبره الحل الديمقراطي القادر على حل النزاع المفروض على المنطقة .. وهنا وكما بدأت منذ مدة ، فان الوضعية الحالية جد خطيرة ، ولا تحمل أي افق للحل ، وما تحمله من خلال المؤشرات ، هو انزلاق المنطقة نحو التدمير ، الذي قد تسببه حرب قد تشعل في اية لحظة وثانية ، بين النظامين المتصارعين ، من اجل وجودهما ، لا من اجل شعوبهما ، النظام المغربي ، والنظام الجزائري ...
ومن خلال تحليل كل المعطيات المتوفرة ، وقراءة كل السيناريوهات التي قد تسقط في اخر لحظة كصاعقة مفاجئة لم تكن منتظرة ، انّ دول الفيتو بمجلس الامن ، والعديد من الدول الاوربية ، وإسرائيل ، يشجعون على نشوب حرب انْ وقعت ، قد تتطور لتصبح حربا على طريقة الحرب الإيرانية العراقية ... لان المدخل الأساسي لإنجاز مشروع الشرق الأوسط الكبير وشمال افريقيا ، هي الحرب التي لا مفر منها ... وبالفعل لقد بدأت هذه الحرب بمناوشات البوليساريو ، وقد تتطور الى حرب شاملة لن يخرج منها احد سالما .. ومصيبتها ستصيب الشعوب التي يجب ان تتحرك قبل فوات الأوان ، حيث يصبح الندم متأخرا ... فنزول الشعبين الجزائري والمغربي الى الشارع ، لإعلان الوحدة الشعبية ضد نظامين يهينان شعبيهما ، ويدفعان به الى المقصلة ليموت في حرب لا ناقة ولا جمل له بها ، مقابل ان ينعم الحكام بالجاه ، والسلطة ، والثورة ، والدولار، الذي يهرب الى الخارج ، هو واجب وفرض عين ، للحيلولة دون التدمير الذي ستتسبب فيه الحرب العبثية ..
ان النظام الجزائري الذي يبني كل خططه على المكر والخديعة ، قد افتضح امره عندما شرع في تهديداته الواضحة ، وليس المبطنة بتنظيم مناورات عسكرية على الحدود المغربية الجزائرية ، وباستعمال الذخيرة الحية ، والأسلحة الثقيلة . بل ان قائد جيش النظام الجزائري سعيد شنقريحة ، هدد مباشرة المغرب بالحرب ، حين ربط بين السلم بالمنطقة ، وبين مشكل الصحراء الذي يعتبره النظام الجزائري ، من أولويات سياساته الجيو/استراتيجية ، والجيو/بوليتيكية ... ومن خبر ساسة الجزائر ، وبالضبط الحزب الوحيد الحاكم FLN المسيطر على قصر المرادية مع الجنرالات ، سيخرج بنتيجة وليس بخلاصة ، انّ الاستقرار بالمنطقة ، لن يعم ابدا ، والمغرب نظامه ملكي ، والجزائر نظامها جمهوري .. فالصراع بين النظامين من اجل الوجود ،لا فقط من اجل الحدود ..
ان توغل جيش النظام المغربي في معبر الغرغرات ، قد فاجأ وباغث جنرالات النظام الجزائري ، الذين بدوا مصدومين من ردة الفعل التي كانت ضمن قرارات الشرعية الدولية ، لان المنطقة العازلة التي من المفروض ان تخضع للقانون الدولي ، وليس لخطط ومخططات جيش النظام الجزائري ، الذي يعتبر المنطقة بالمناطق المحررة ، قد زادت قتامة وسوداوية ، عندما شرع جيش النظام المغربي في سد كل منافذ تسلل البوليساريو ، بحيث ستصبح المنطقة مطوقة بالكامل ، الامر الذي اربك حسابات الجزائر العاصمة ، وافلس المخططات التي تنتظر الوحدة بين النظام الجزائري ، وبين الجمهورية الصحراوية ، عندما تنتصر في حربها التي هي حرب النظام الجزائري ، وتصبح جزمات جيشه تصول وتجول في مياه المحيط الأطلسي ... ومن ثم خنق المغرب ، وخنق الشعب المغربي ، كأفق استراتيجي ، يمهد لتشتيت الأراضي المغربية . وهنا لا ننسى دعم النظام الجزائري لحراك الريف ، عندما اخذ طابعا انفصاليا ، في حين لم يدعموا انتفاضة الخبز بمدينة جرادة ، ولم يدعموا مسيرات الشعب في طنجة ، وفي غيرها من المدن المغربية ...
فهل سيقدم النظام الجزائري على حماقة ، وهي حماقة تشجع عليها دول الفيتو في مجلس الامن ، وتشجع عليها المانيا ، وإسرائيل ، وروسيا .... والاتحاد الأوربي ، لان الهدف هو تكملة تنفيذ مشروع الشرق الأوسط الكبير وشمال افريقيا ، ولان الحرب المقصودة ، هي المدخل الأساسي الوحيد لهذا المشروع الامبريالي الصهيوني ذا الطابع الديني والحضاري ..
وبما ان النظام الجزائري مثل النظام المغربي ،هما من اخبث الأنظمة العربية ، كالنظام المصري ... فان الحرب التي يُعدّ لها هذا النظام الأكثر من خبيث ، أعطاها ابعادا شتى ، من التسلح بالأسلحة الثقيلة المختلفة ، الى تنظيم مناورات عسكرية كبرى ، وبالذخيرة الحية ، وباستعمال كل الوحدات العسكرية ، وكل الأسلحة حتى الطائرات ... ، ومن التحرش والتهديد العلني على لسان قائد الجيش الجنرال سعيد شرنقريحة ، الى الحرب الإعلامية التي تقودها كل الدوائر والمؤسسات الإعلامية الجزائرية ، كالشروق وغيرها من قنوات النظام ... ووصل الخبث قمته حين نجحت المخابرات الجزائرية باسم حرية الاعلام ،والراي الاخر ، في استقطاب ( معارضين ) مغاربة ، لمختلف قنواتها وفضائياتها ، للنيل من الشعب المغربي الذي وصفوه بأقبح النعوت حين سموه ب ( العبد ) ، وللنيل من وحدة المغرب ، وضرب مغربية صحراءه ، والاصطفاف مع المدّاحين للنظام الجزائري ، وللجيش الجزائري ، والتهليل ، والتزمير ، والتطبيل له ... ولنا ان نتساءل عن المقابل لهذا التصرف الغير مقبول اطلاقا ... وهو اصطفاف شمل كل ( المعارضين ) ، ولم يستثن منهم أحدا ... فهل معارضة النظام المغربي كنظام طاغي / استبدادي / دكتاتوري / كمبرادوري / بتريركي / قروسطوي / مفترس / بتريمونيالي / اثوقراطي / ثيوقراطي / مهرب لثروة الشعب الى الابناك الاوربية ... تقتضي الارتماء في أحضان نظام اخر ، شبيه بالنظام الذي يدعون معارضته ، وهو اخطر ... ، وتقتضي التنكر لوحدة المغرب الكبير ، والشعب المغربي الأكبر ، وتقتضي التطبيل للجيش الجزائري الذي يتمنون كغيرهم من دول الفيتو ، ان تنشب حربا تنتهي بسوط النظام المغربي ، وتنتهي ببتر أراضي من المغرب لصالح النظام الجزائري .. فهل اسقاط النظام لن يمر الاّ بتشتيت المغرب ، وتشتيت الشعب ...
وعندما ندقق في المرمى الذي هدفه النظام الجزائري من هذه الاستقطابات الإعلامية ، ( لمعارضين ) والمعارض الحقيقي يجب ان يكون وحدويا ، فذلك ليبين للرأي العام الدولي ، صدق الاطروحة الجزائرية بخصوص نزاع الصحراء ، من ان هناك مغاربة ( احرار ) ، يرفضون ويعارضون أطروحة الشعب المغربي ، التي هي مغربية الصحراء ، ويدعمون ليس فقط الاستفتاء وتقرير المصير المتجاوزين باعتراف النظام بالجمهورية الصحراوية ، بل يدعمون الجمهورية الصحراوية ... وكم بلغت الخسة درجتها القصوى ، حين ترسل مساجا / رسالة الى النظام الجزائري، لطرد المغاربة العاملين كعمال بالجزائر ، فقط لتجويع المغاربة ، وتجويعهم مقابل خلق المشاكل للنظام المغربي من اجل اسقاطه .. والنظام لن يسقط بطرد المغاربة من الجزائر ، ولا يسقط بتجويعهم ...
فهل نحن مقبلون على حدث جلل قد يصيب كبد الشعب المغربي ، ويصيب قلب الأرض المغربية ... وهل ما ينتظر المنطقة خاصة اندلاع حرب بين النظامين المغربي والجزائري ، سيكون ضحيتها الشعبين وليس النظامين ، يقتضي التريث ، والاتزان ، وعدم التسرع ، والتزام الواقعية في التصرف ، وفي التقييم للتطورات ، وعدم الانجرار وراء استفزازات العدو الذي يتربص شرا بالجميع ، وبما فيهم (المعارضين) الذين يمتدحونه ، ويطبلون ،ويزغردون ، ويصفقون لجيشه .. فأي تصرف او اجراء ، يجب ان تكون غايته سحب البساط من تحت ارجل العدو ، لا السقوط في مقالبه ، واستفزازاته اللاّمتناهية ... لكن مع الرجوع الى الشاعر العربي زهير بن ابي سلمى في تحديد نوع التعامل مع النظام الجزائري ، ومع جنرالاته :
" ومَنْ لم يُصانعْ في أمور كثيرة / يُضرّسْ بأنياب ويوطأ بِمنْسم
ومن يجعل المعروف من دون عرضه / يفِرْهُ .. ومن لا يتّق الشّتم يُشْتم
ومن يَكُ ذا فضل فيبخل بفضله / على قومه يُسْتغن عنه ويُذْممِ
ومن هاب أسباب المنايا ينلْه / وإنْ يرْق أسباب السماء بسلم
ومن يجعل المعروف في غير اهله / يكن حمده ذمّا عليه ويندم
ومن لم يذد عن حوضه بسلاحه / يهدم ومن لا يظلم الناس يُظلم
...... " الخ
اذن ماذا ينتظر المنطقة ؟ ماذا يتسنها من مؤامرات بتوجيه من الدول الكبرى صاحبة الفيتو بمجلس الامن ، ومن قبل العديد من دول الاتحاد الأوربي ، وعلى راسهم المانيا ؟
في شهر ابريل القادم ، سيعقد مجلس الامن دورته العادية بخصوص نزاع الصحراء المفتعل ... لكن هذه المرة فان الاجتماع سيكون مختلفا عن الاجتماعات التي دأب المجلس يعقدها منذ اندلاع النزاع المسلح في سنة 1975 .. ان الجديد هذه المرة الذي سيلقي بظلاله على الاجتماع ، من جهة انه لأول مرة تعلن فيها الأمانة للأمم المتحدة ، وتعترف باستحالة تعيين مبعوث شخصي للأمين العام للأمم المتحدة ، بخصوص ملف الصحراء ، وهذا شيء مقصود ومركب ، لأنه لا يعقل ان تستصغر اكبر منظمة التي هي الأمم المتحدة ، وعلى راسها مجلس الامن دورها ، وتعرب عن عجزها في تعيين مبعوث شخصي للأمين العام ، وهي المنظمة التي حسمت في قضايا اكثر تعقيدا من ملف نزع الصحراء .. ، ومن جهة فان هذه الدورة يمكن اعتبارها استثنائية ، لا نها ستنعقد والحرب قد اشتعلت في الصحراء باعتراف الأمين العام للأمم المتحدة السيد أنطونيو غيتيريس .. ومن جهة فان مجلس السلم والامن الافريقي ، سبق انعقاد مجلس الامن ، ليرسل رسالة تدعو المجلس الى التخدق الى جانب أطروحة الجزائر ، ولا تدعو الى الحياد في نزاع لا يزال بيد الأمم المتحدة ، وبيد مجلس الامن ..
فانْ يخرج الاتحاد الافريقي من خلال مجلس السلم والامن ، بقرارات انحيازية ، وليست محايدة ، ويبعث برسالة الى الدورة القادمة لمجلس الامن .. ، يبقى موقفا مطعونا فيه ، لان الاتحاد الافريقي طرف في النزاع ، وليس بطرف محايد .. ومن ثم فان دعوته للاستفتاء وتقرير المصير ، تبقى دعوة نشاز لا مجيب لها .. كما انّ دعوته لفتح مقر للاتحاد ، او لزيارة مدينة العيون بدعوى تقييم الوضع ، وهو الطرف المنحاز ، يجعل منه طرفا في النزاع ، ومن ثم فانْ يلعب الاتحاد دور الخصم والحكم ، فهذا تصرف غير مقبول ، لأنه يجانب العقل والصواب ، ويجانب منطق العدالة الكونية ، ومنطق القانون الدولي ....
لكن ما هي الارتسامات التي يمكن توقعها من اجتماع مجلس الامن القادم ، خاصة وان الدورة كما قلت ، ستكون استثنائية بفعل الظروف الاستثنائية التي فرضت نفسها على الأرض ...
1 ) قد يقدم المجلس على اتخاذ خطوات تتماشى مع الدورة الاستثنائية التي يعقد فيها دورته ، بمعنى قد يتخذ قرارات قد تلحق ضرارا بأحد اطراف النزاع ... دون اللجوء الى استعمال الفصل السابع من الميثاق ، أي انّ القرار سيكون يحمل تهديدا مبطنا ، رغم انه سيصدر ضمن الفصل السادس من الميثاق الذي يفتقر الى سلطة الضبط والالزام ...
2 ) ان اعتراف الناطق الرسمي للأمين العام للأمم المتحدة السيد Stéphane Dujarric ، باستحالة تعيين مبعوث شخصي جديد للأمين العام في ملف الصحراء ، سيلقي بظلاله على اشغال مجلس الامن ، الذي عليه ان يتصرف طبقا لقرارات مجلس الامن ، التي نصت على الحل المقبول ، والمتوافق عليه من قبل اطراف النزاع ، وهو الحل الذي يعتمد الواقعية ، والاتزان ، والنضج الفكري .. ، والذي لن يكون هنا ، غير حل الحكم الذاتي طبقا للمشروعية الدولية ، وليس كما يريده النظام المغربي ، مع تقديم ضمانات اممية لانزال الحكم الذاتي بمفهومه الدولي على ارض الواقع ..
وهنا من غير المستبعد ان يطرح مجلس الامن بعض الآليات الجديدة لتنشيط الحوار ، ليس لإيجاد حل ، والمجلس ضد أي حل ، لانّ ما يهم دوله الأعضاء ، يتعدى الحل الى المرمى الذي هو تدمير المنطقة ، التي ستكون بابها نشوب حرب بين النظامين الجزائري والمغربي ، لا تمام مشروع الشرق الأوسط الكبير بشمال افريقيا ... وهنا تبقى النعرة الاثنية باسم البربرية في الجزائر ، كما في المغرب ، مغذية لأي صراع قد ينشب بالمنطقة ، مستغلة الضعف لإخراج مشاريع الانفصال المنتظرة الى الوجود ، بدعم امبريالي ، صهيوني ، مسيحي ، كاثوليكي ، بروتستاني ، وماسوني ..
3 ) في خضم الجدال الذي سيعرفه مجلس الامن في دورة ابريل القادمة سيحظى دور الميتورسو بأهمية وباهتمام الأعضاء .. وهنا ونظرا لان هذه الهيئة فشلت في انجاز الغاية السياسية من انشاءها ، فقد يعرف المجاس توجها لإرضاء خاطر البوليساريو والجزائر، بالتذكير بالمهمة السياسية التي انتدبت لها .. لكن دون فرض اليات تعجيزية لفرض امر واقع سيقدفه الفيتو الفرنسي حتى قبل ان يجف الحبر الذي دُوّن به .. وهنا فان مجرد التذكير بالمهمة ، قد يرطب خاطر البوليساريو والجزائر ، اللذان سيسرعان مهللّين بنشوة نصر لن يكون ابدا ، بسبب ما ينتظر المنطقة من اخطار .. فالإعلان عن الانتصار على الورق ليس هو الانتصار على الأرض .. لان من يقرر مستقبل المنطقة ، الدول الكبرى صاحبة الفيتو بمجلس الامن ...
والسؤال هنا . الى أي حد ستبقى المينورسو كهيئة دون قرارات ، تتكلف بمراقبة وقف اطلاق النار، والحرب أصبحت مشتعلة في الأرض ... وهل سيمدد مجلس الامن للمينورسو سنة إضافية ، وانْ حصل التمديد .هل سيكون اخر تمديد أخيرا ، ام سيكو التمديد الما قبل الأخير .. لان الاحداث تتسارع ، وتأخذ مناحي خطيرة ... ، ومن غير المنطقي ان يبق مجلس الامن يمدد لهيئة سيصبح مطعونا ، فيها كما هو الامر الآن من قبل خصم طرف في النزاع ، الجزائر والبوليساريو ...
4 ) يمكن تصور قرار جديد قد يقدم عليه مجلس الامن هذه المرة ، وقد يكون القرار هذا توطئة للمزيد من تأزيم الوضع ، ولتسريع المواجهة المنتظرة بين النظام المغربي والنظام الجزائري ، هذا اذا اقدم مجلس الامن على تحديد جدول زمني ، قد تقبله الجبهة والجزائر لتنظيم الاستفتاء ، الذي لن يكون ابدا ما دام ان المخطط المحبوك ، يتجاوز الاستفتاء وتقرير المصير ..
فقدوم مجلس الامن على تحديد جدول زمني لتنظيم الاستفتاء ، قد يكون مدخلا لترطيب خاطر الجبهة والنظام الجزائري .. ، وسيكون الشرط المقابل لوقف الحرب انْ كانت هناك فعلا حرب تدور بالمنطقة ، لان حالة الحرب الى الآن منعدمة .. فلا اسرى ، ولا اذلة عن الخسارات ... بشرية ومادية .. وغياب الصحافة الدولية عن تغطية الحرب باستثناء صحافة العدو الجزائري .. ، وهذا يعني ان صاحب شرعية الأرض الذي يتحكم في الوضع ، غير مبالي بما تسميه الجبهة والجزائر حربا ..
5 ) هل ستكون الدورة القادمة لمجلس الامن اخر دورة ، ام ستكون الدورة ما قبل الأخيرة ، لان المجلس لا يمكنه عقد دورات بدون نتيجة منذ خمسة وأربعين سنة ، والى ما لا نهاية ...
وهنا هل سيقدم مجلس الامن في الدورة التي ستكون الأخيرة ، الى اعلان فشله في حل نزاع ( استعصى ) حله على جميع الأمناء العامين للأمم المتحدة ، حتى الأمين الحالي البرتغالي أنطونيو غيتيريس ..
واذا اعلن مجلس الامن فشله ، لأنه لا يتخذ قراراته طبقا للفصل السابع . هل يعني هذا ان المجلس سيتجرأ هذه المرة باللجوء الى هذا الفصل ، وهذا لن يكون في الحالة المغربية ، بسبب الفيتو الفرنسي ، والرفض الأمريكي . وهنا لا ننسى اللوبي الصهيوني الذي يسيطر على القرار في امريكا وبأوربة .. وهنا هل سيشرع المجلس في القاء الملف على انظار الجمعية العامة لتحسم فيه ، وأيا كان الحسم فانه لن يكون مؤثرا ، لان الجمعية العامة برلمان الشعوب ، لا تملك سلطة الضبط والالزام ، وقراراتها مثل القرارات التي يتخذها مجلس الامن ضمن الفصل السادس ، هي استشارية ، وليست ملزمة ...
وهنا ماذا اذا صوتت الجمعية سواء بالدعوة الى الاستفتاء ، او الى حل الحكم الذاتي ، او صوتت بالاعتراف بالجمهورية الصحراوية ، وارجعت الملف الى مجلس الامن ... هل سيعالج هذا قرار الجمعية العامة ضمن الفصل السابع وهذا لن يكون ، لان الغرب وعلى راسه فرنسا وامريكا ، لن يضحي بالنظام المغربي ، لصالح النظام الجزائري ، وخاصة وان فرنسا واسبانيا ، تحق وتعلم التاريخ الحقيقي للمنطقة ، وأصل وغايات الصراع الدائر ... ام ان مجلس الامن سيقتصر كالمعتاد على معالجة قرار الجمعية العامة ضمن منطوق الفصل السادس ذي الصبغة الاستشارية فقط .... أي تمطيط النزاع لاستنزاف الأطراف المتصارعة ..
ان الخلاصة من هذا التحليل للوضع ، وللاحتمالات المتوقعة ، انّ القادم سيكون حربا مفتوحة ، سيتورط فيها النظام الجزائري الخبيث ، وهي نهاية مخطط لها منذ جورج بوش الابن ، وكندليسا راييس ، وصقور اليمين الأمريكي بالبيت الأبيض ، وبالمؤسسات الامريكية ... ويحبذها الاتحاد الأوربي لضرب النظامين المغربي والجزائري ، وضرب وانهاك الشعبين المغربي والجزائري ، ولشرعنة الانفصال ، والتشتيت ، والتجزيئي
والخلاصة . خلق كيانات قزمية باسم اثنيات واعراق ، وباسم حق الشعوب في تقرير مصيرها ...
في الجزائر هناك جمهورية القبائل الديمقراطية .. وفي المغرب هناك الجمهورية الريفية ، والجمهورية الصحراوية ...
ومرة أخرى فلنعد الى الشاعر العربي زهير ابن أي سلمى ، لتحديد التعامل مع النظام الجزائري .. دون السقوط في الفخاخ المنصوبة ..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مدير الاستخبارات الأميركية: أوكرانيا قد تضطر للاستسلام أمام 


.. انفجارات وإصابات جراء هجوم مجهول على قاعدة للحشد الشعبي جنوب




.. مسعفون في طولكرم: جنود الاحتلال هاجمونا ومنعونا من مساعدة ال


.. القيادة الوسطى الأمريكية: لم تقم الولايات المتحدة اليوم بشن




.. اعتصام في مدينة يوتبوري السويدية ضد شركة صناعات عسكرية نصرة