الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل تعوض الدكتورة نبيلة منيب ابن كيران على خشبة الشعبوية؟

أنجار عادل
طالب

(Adel Anejjar)

2021 / 3 / 19
التحزب والتنظيم , الحوار , التفاعل و اقرار السياسات في الاحزاب والمنظمات اليسارية والديمقراطية


قد يبدو هذا السؤال للوهلة الأولى مبالغا فيه لجذب القارئ و مستفزا إلى درجة التحامل أو حتى نوعا من الهجوم على أحد هذين الشخصين، وقد يذهب البعض إلى أكثر من ذلك ويقول أن هذه السطور تستوجب تضامنا داخليا لا مشروطا من طرف المنتسبين إلى حزب بن كيران أو منيب. كلا، لا تهدف هذه المقالة الموجزة إلى أي من ذلك.
لما سبق، وجب تنبيه القارئ المحترم وخاصة المتابع لخرجات وتصريحات أمناء الأحزاب و للسجالات السياسية بين مختلف الفاعلين، إلى أن الدافع لكتابة هذه السطور هو التعبير عن رأي متابع للشأن العام حول أمينين عامين لحزبين مغربيين. أعتقد أنه غني عن البيان كون العدالة والتنمية والإشتراكي الموحد ساهما معا لكن بأشكال مختلفة في رسم الواقع السياسي الحالي للمغرب والذي لا يزال في مفترق الطرق كما كان منذ عقود.
رغم أن حزبي منيب وإبن كيران - وهنا لا أقصد تكريس مزيدا من الشخصنة للتنظيمات السياسة بقدر ما استعير تعبير هذين الزعيمين عند وصفهما الحزب الذي ينتميان إليه - يقعان في الإختلاف على طرفي النقيض إديولوجيا على الأقل، فإن ما يجمع بن كيران ومنيب كأمينين عامين، يظهر للمتابع أنه أكبر ويستحق نوعا من الإهتمام، إنه صراعهما على عرش الشعبوية !
تشكل «بروفايل » بن كيران أثناء مسار سياسي طويل، من إلتحاقه بالشبيبة الإسلامية في السبعينات وتأسيس الجماعة الإسلامية، مرورا بحركة التوحيد والإصلاح التي تجمع بشكل ما بين السياسي والديني وما شهدته هذه الحركة من تغييرات ومراجعات، ثم تجربته بعد ذلك مع حزب العدالة والتنمية. رغم ما راكمه الرجل طيلة عقود، شكلت لحظة إنتخابه على رأس الحزب سنة 2008 وتواجده ضمن المعارضة البرلمانية للحكومة، مرحلة التحول في مساره السياسي، حيت أصبح لقدراته التواصلية وخطابه البرغماتي بمثابة الرجل المفضل لوسائل الإعلام والمتأهب دائما للرد على خصومه السياسيين وإفحامهم بلغة البسطاء التي يفهمها الجميع. وفر ابن كيران بشكل مستمر مادة خام للصحافة وساهم في جذب فئات جديدة لمتابعة المشهد السياسي المغربي. كما وظف إلى أقصى ما يمكن قدراته الخطابية الشعبوية لتبرير السياسات العامة المتبعة أثناء ولايته الحكومية. لم تكن دائما موهبة الزعيم الملهم في الخطاب و«الكليشيهات (cliche) « فأل خير عليه وعلى حزبه، فقد رأيناه كم من مرة يستدرك ما فاته بعد زلاته تجاه مؤسسات أسمى منه ومن منصبه رمزيا ودستوريا على الأقل.
هذا باختصار شديد بعض من (الوقائع) التي قد تقربنا من تربع إبن كيران على عرش النجومية والديماغوجيا الإعلامية، بعد أن عاشت الحياة الحزبية بالمغرب رتابة ونمطية مزمنة منذ مرحلة ما يسمى بالزعماء التاريخيين أمثال (اليوسفي وإبن سعيد أيت وعلي يعته وعبد الله إبراهيم بوعبيد وغيرهم).
قد يقف القارئ بعد هذه السطور ويتسأل ما دخل الدكتورة نبيلة منيب في هكذا موضوع ؟ لكن من تابع خرجات بن كيران عندما كان في المعارضة البرلمانية وهو يحاول جمع الأصوات وزيادة الأتباع وإقناع مخاطبيه بالتصويت لصالح العدالة والتنمية مستثمرا الرأسمال الديني والدعوي لحزبه وخطابه الشعبوي المهيج، سيلاحظ أن منيب تسير على خطى بن كيران ولو برهان أقل طموحا.
إن ما يجمع الزعيمين الحزبيين أيضا هو « الأنا المستبدة »، فرغم " ترؤسهما " لحزبين يتبنيان مرجعيات إيديولوجية تعلي من قيمة « الجماعة » على حساب العضو الملتزم، إستطاع إبن كيران ومنيب معا إلى حد بعيد النجاح في شخصنة حزبيهما أثناء ولايتهما على رأس الأمانة العامة، فكلاهما حسب ما يظهر في خرجاتهما الإعلامية، راهن على إقامة علاقة مباشرة بين شخصه كزعيم ملهم والمجتمع بوصفه شعبا محقا وطيبا دائما دون كثير إهتمام بالحزب كتنظيم، وهذا حسب الباحثين ما يشكل جوهر الشعبوية.
يمكن ملاحظة درجة هذه الشخصنة التي تعرض لها الحزبين في عهدي منيب وابن كيران في كون الإعلام ومعه الصحافة و المتابع للمشهد السياسي درج على نعت حزبي العدالة والتنمية والإشتراكي الموحد بحزبي بن كيران ومنيب. ولما أصبح لدى الأمينين العامين من «مهابة»، أطلق بعض المنتسبين للعدالة والتنمية وهم كثر على أمينهم العام لقب الزعيم الأممي، بينما أغنى بعض المنتسبين إلى الإشتراكي الموحد القموس السياسي بلقب الأيقونة، و الأكيد أنهم يقصدون أيقونة منظومتنا الحزبية المهترئة.
منذ إعلان بن كيران تقاعده السياسي المبكر لم تدخر الأستاذة نبيلة أي جهد من أجل تعويض ما خلفه هذا الأخيرمن فراغ في ساحة السجال و« التقشاب السياسي »، فتارة تستعير من قاموس اليسار الراديكالي مصطلحات الثورة و الزنازن الباردة وأعواد المشانق والإعتقال ….لتعلن عدم رضاها عن الوضع و تضامنا المطلق مع عموم الشعب، وتارة آخرى تدعو الشباب للمشاركة وتحمل المسؤولية معطية المثال " بنظافة " تدبير رفاقها لبعض المجالس المنتخبة و عقلانية معارضتهم لبعضها. قد يحدث أيضا و تغضب الأستاذة منيب على رفاقها فتعاتبهم، كما تعاتب الأم أبنائها وتطالبهم بالإنصياع وعدم منافستها أو محاولة سرقة الأضواء منها.
ورغم أن إبن كيران أحيل على التقاعد السياسي والحزبي بعد تربعه على عرش الشعبوية و كون الأستاذة منيب دشنت مسارها في «الخطاب الشعبوي » لمدة ليست بالطويلة بإعتماد زمن الزعماء الحزبيين بالمغرب، إلا أنها إستطاعت في ظرف وجيز أن تتسلق سلم المنافسة، ليبقى السؤال :هل تعوض الدكتورة نبيلة منيب ابن كيران على خشبة الشعبوية ؟ سؤالا مشروعا إلى غاية تطور سياقات جديدة .
في الأخير، يبقى أن نشير فقط إلى ما قاله الدكتور عزمي بشارة وهو من كبار المهتمين بظاهرة الشعبوية عندما إستنتج : «أن شعبوية السياسي لا تنبع من إنتمائه إلى الشعب، بل من تكلمه لغة الشعب وتنزيل مستواها من خلال ذلك، لأنه لا يتكلم لغة الشعب في الحقيقة، بل لغة الشارع كما يتصورها وكما يجري تكريسها في الإعلام والسياسة »، ولا نحتاج الكثير من البيان للقول أن الشعبوية لن تصنع تغييرا ولن تبني ديمقراطية ولا نصف حداثة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - مستبعد أن تكون لها شعبوية لم يسبق أن كانت نائبة
عبد الله اغونان ( 2021 / 3 / 20 - 22:53 )
لاتكفي الخطابات الإنتقادات مشكلة التواصل الشعبي لاتتقنها
انه فن لاتعرفه

اخر الافلام

.. Read the Socialist issue 1271 - TUSC sixth biggest party in


.. إحباط كبير جداً من جانب اليمين المتطرف في -إسرائيل-، والجمهو




.. الشرطة تعتقل متظاهرين مؤيدين للفلسطينيين في جامعة كولومبيا


.. يرني ساندرز يدعو مناصريه لإعادة انتخاب الرئيس الأميركي لولاي




.. تصريح الأمين العام عقب الاجتماع السابع للجنة المركزية لحزب ا