الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


رسالة الى ميت

سفيان وانزة

2021 / 3 / 21
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


الظلم ظلمات يوم لا ينفعك فيه نفاقك ولا ريائك, وتتمنى وأنت تقف بين يديّ ربك لو أنك كنت مظلوما لا ظالما, لو انك كنت ضحية لا جلادا, لو كنت بريئا لا متهما, لو جئت الله بقلب سليم لا بقلب مريض.
و لأنك كنت منبطحا أمام الباطل وأهله في حياتك, فلن يشفع لك تظاهرك بالخشوع والخنوع مع كل حديث تنصت اليه وفيه ذكرى لنبي أو عبرة لولي, ولن ينفعك تفاخرك أمام الناس بتصدقّك بعشرة ألاف دينار من راتبك كل شهر مراءاة, فلم تعد تلك صدقة السِر التي تُطفأ غضب الرب, ولأنك كنت من أهل الزور فقد حجزت واديا لك وحدكَ في جهنم, وستجد حبال التلفيق والكذب التي نسجتها من خيالك تتحول الى أفاعي وثعابين تلتف حولك لتعصرك بكل قوة فتخالف أضلاعك وتطحن عظامك وتُخرج امعاءك من فمك.
حينما ستوافيك المنية لن تنكسف الشمس ولن ينخسف القمر حزنا على رحيلك, ومع لحظات نهايتك ستنازع كثيرا, وستتوسل بملك الموت ان يقبض روحك وستقّبل حذاءه كما هي عادتك دوما في تقبيل أحذية كثيرة لعله يُريحك, ولكنه سيتفنن في تعذيبك حتى طلوع اخر انفاسك, وحينما تستقر بقبرك وحيدا إلا من العقارب والافاعي, وقتها سيحضر عند رأسك ملَكان أسودان أزرقان اصواتهما كالرعد القاصف وأعينهما كالبرق الخاطف هما, منكر ونكير, سيسألونك عن خيانتك ونفاقك وتخاذلك, ستقول لهما, أنك كنت مسلما وشهدت بالوحدانية, لكنهما سيصرخان بك: لكنك خذلت الحق, وشهدت بالزور طمعا بمصلحة أو خوفا من مخلوق فأضعت الحقيقة وأعنت الباطل ونصرت أهله, فصرت شيطانا ناطقا مع مرتبة الشرف, وعندما تُصرح لهما أنك سجدت في صلاتك كثيرا, سيقولان لك: لكنك ركعت وسجدتَ أيضا لأطماعك وأهواءك, ولهثت خلف دنيا فانية, وعندما تخبرهم أنك لم تتنازل عن دينك, سيضربونك على رأسك بمقامع من حديد, ليذكروكَ بأنك تنازلت عن المبادئ وبعتها بثمن بخس, ففزت بكرسيك في الدنيا وخسرت مقعدك من الآخرة.
حينما تتوسل بهم أن يرحموك من العذاب كونك أكملت فروضك وحججت الى بيت الله, فلن ينكروا عليك ذلك, لكنهم سيأخذون بتلابيبك بقوة صارخين بوجهك: لكنك لم تحج الى قلوب الابرياء والمعذبين, ولم تنصفهم, ولو لمرة واحدة في حياتك, وحينما تصرخ متألما في كل مرة يبدلون فيها جلدك المحترق, سيقولن لك: لكنك كنت تستمتع ولم تكن تتألم وأنت تبدل وجهك في كل يوم تمارس فيه النفاق وحسب مصلحتك.
حينما يمرون الناس بجانب قبرك, سيجدون غربانا سود وقد بنت اعشاشها من شعرك المتعفر النخر, وسيتحول قبرك الى مرتع للذباب والدود, وستتجمع عند بقايا جمجمتك حفنة من اليرابيع الخسيسة وبضع من الخنازير اللئيمة يتذاكرون حيلك والاعيبك, حينها ستدرك أن مظاهر الورع والعبادة التي كنت تخدع الناس بها في الدنيا, لم تمكنك من خداع الله, لآن ألله عز وجل يعلم خائنة الاعين وما تخفي الصدور!!.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الشرطة الأمريكية تعتقل عشرات اليهود الداعمين لغزة في نيويورك


.. عقيل عباس: حماس والإخوان يريدون إنهاء اتفاقات السلام بين إسر




.. 90-Al-Baqarah


.. مئات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى وسلطات الاحتلال تغلق ا




.. المقاومة الإسلامية في لبنان تكثف من عملياتهاعلى جبهة الإسناد