الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
أهل الجنوب نفطهم يرفد موازنة البلد ولا ينالهم سوى دخانه الأسود
محمد باني أل فالح
2021 / 3 / 21مواضيع وابحاث سياسية
المشكلـة في موازنـة العراق ليس في كونهـا موازنـة أنفجاريـة أو تشغيليـة أكثر مما هي أستثماريـة ولكن المشكلة الحقيقيـة في كونها تمول من نفـط مدن الجنوب ويحرم أهلهـا من خيراتـه فبرغم أنتشار دخان حقـول النفط في كل مكـان وتـلوث البيئـة هنـاك وإنتـشار أمراض السرطـان وحرمـان أهلهـا من العمل في حقول النفط ومنعهم من الإقتـراب منها فيما يعـاني الأهـالي من الفقر والعوز والحرمان وفقـدان الخدمـات الضروريـة الصحيـة منها والتربويـة ونقص في البنـاء والأعمار وشبكات الطرق اللائقـة وأزمة سكن شائكـة وإنعـدام المـاء الصالح للشرب .
كل عام يتـم أعـداد موازنـة سنويـة يجري فيهـا توزيع مبـالغ الموازنـة بين شرائح المجتمع وأقلياتـه بما لا يتنـاسب وطبيعة وحجم العطـاء الذي تنزف به محافظـات الجنوب ولكنه يتم بحجم التوافقـات السياسيـة التي رسمت خريطتهـا المحاصصة اللعينة التي سارت عليها العمليـة السياسيـة منذ سقوط النظام البائـد والى اليوم ذلك النظام الذي حرم المحافظات الجنوبيـة من خيراتها النفطيـة طيلـة أكثر من أربعين عاماً وذهب ليرسم معالم المدن والطرق السريعة في قريـة العوجة وقصور لم تشهد لها مدن العراق من قبـل بينما كانت مدن الجنوب يعلوهـا غبار الطرق الترابيـة وكثرة الصرايف وبيـوت الطين ومجتمع يفتقر الى أبسط مقومات الحيـاة البسيطة برغم ما فيـه من الأرت الحضاري والعمق المعرفي الثقـافي والكثير من سمات الفن والأدب بينما تنـعم المدن الأخرى في غرب البلاد وشمالـه بكافـة إمتيـازت الحيـاة الحضريـة برغم بداوتهـا .
أعتـاد أهالي الجنوب تقديـم التضحيـات في سبيل وطنهم وتشهد بـذلك حرب الثمـان سنوات وقتـالهم قوات الإحتلال عند الغزو الأمريكي وإنخراطهم في صفوف الحـشد الشعبي لقتـال عصابـات داعش الإجراميـة وتشهد لهم بذلك كثرة مقـابرهم وسجلات مؤسسة الشهداء فهم عـند الشدة مقربون وعند الرخـاء مبعدون لا ينـالهم سوى الفقر والحرمان وهم ليس ضعفـاء القدرة والرأي ولكن تتحكم بخيراتهم أرادة سياسيـة فاسدة عززت من وجودهـا تكالب بعض القوى الخارجية المهددة لمدنهم وكيانهم .
الصراع الذي يشهده البرلمان سنوياً عند أعداد الموازنة يستمر طيلة ثلاثة أشهر أو أكثر من ذلك وينتاب الأحزاب الحاكمة بكافة مسمياتها حراك سياسي جل غايته هي سرقة حقوق مدن الجنوب وسلب مستحقاتهم المالية سوى بغبن ما يستحقون أو بالتـأمر عليها في عملية شد وجذب ومسرحية يتبنى أخراجها من يمثلهم من ساسة همهم الوحيـد الحفـاظ على وجودهم كنواب تحت قبة البرلمـان والتمتع بالإمتيـازات الماليـة على حساب هدر حقوق أهـالي مدن الجنوب التي تـذهب وفق صفقات سياسيـة لمن لا يستحقها وبالتـالي بقاء الحال كما هو عليـه وتستمر معانـاة أهالي مدن الجنوب مع دخـان حقول النفـط وأمراض السرطان ونقص الخدمـات ونحن على أعتـاب القرن الواحد والعشرين بالرغم من أنتـاج النفط في مدنهم منذ بدايـات القرن الماضي أي قبل أكثر من 120 عاماً والى اليوم هذا ترى مدنهم يعلوهـا غبـار الإهمال والتقصير فيما تتكالب على خيراتهم دول الغرب ومن جـاورهم من بـلدان منهم من يرميهم بشره ومنهم من يشتـت شملهم ومنهم من يستنزف طاقـاتهم في عدوان لا مثيـل له غايتـه الإستحواذ على نفـط مدن الجنوب بشتى السبـل تلك الثـروة التي جلبت لهم الدمار وحرمهتم لـذة الحيـاة والإستقرار .
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. -نأكل مما رفضت الحيوانات أكله-.. شاهد المعاناة التي يعيشها ف
.. القيادة الوسطى تعلن تدمير 4 طائرات مسيرة للحوثيين كانت تستهد
.. ميليشيات إيران في سوريا.. قصة عقد وأكثر | #الظهيرة
.. السلطات الأردنية تؤكد أن التضامن مع غزة عبر مسيرات شعبية لا
.. السلطات الأوكرانية: ثلاث محطات طاقة أوكرانية استُهدفت بقصف ر