الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


رسائل التعليقات

شكيب كاظم

2021 / 3 / 22
الادب والفن


في سنة ١٩٤٤، والحرب العالمية الثانية تكاد تضع أوزارها، أصدر الشاعر والباحث العراقي الشهير معروف بن عبد الغني الرصافي ( ١٨٧٥١٩٤٥)كتابه الذي أثار ضجة واسعة في الأوساط الثقافية، والمعنون بـ( رسائل التعليقات) قدم له مقدمة ضافية الشاعر المطبوع والضابط في الجيش العراقي؛ نعمان ماهر الكنعاني ( توفي ٢٠١٠) وقد اشتمل الكتاب على ثلاث رسائل، والرصافي هنا يستخدم العنوان التراثي لما عرف في زمننا هذا بـ( المقال) أو ( الدراسة) أو ( المبحث) أو ( البحث)، أقول: اشتمل على ثلاث رسائل؛ مباحث، خصصها لمناقشة ما ورد في ثلاثة كتب صدرت في تلك السنوات، بسط في الأولى رأيه فيما ورد في كتاب (التصوف الإسلامي) للباحث المصري المعروف الدكاترة محمد زكي عبد السلام مبارك، وهو في الأصل بحث تقدم به سنة ١٩٣٧ إلى جامعة فؤاد الأول ( القاهرة فيما بعد) للحصول على شهادة الدكتوراه، بسط الرصافي فيها آراءه في مسألة التصوف ومعناها، وهل لها صلة مع اعتكاف بعض المتصوفة في التكايا والرُبَط والزوايا، يأكلون بسيط الطعام، ويلبسون المُرَقّعات وخشن الملبس.
فيما خصص رسالته الثانية لمناقشة بعض ما ورد في كتاب (النثر الفني في القرن الرابع) للمؤلف ذاته، وهو بحث تقدم به الباحث زكي مبارك إلى جامعة باريس سنة ١٩٣١ لنيل الدكتوراه، وما وقع فيه من هفوات وهنوات ليست هينات! ولا سيما مناقشته لقضية النثر الفني، وهل عرف عرب الجاهلية هذا اللون من ألوان التعبير؟.
وكانت مسك الختام، الرسالة التي أوقفها الرصافي لإبداء الرأي في كتاب (التاريخ الإسلامي) للمستشرق الإيطالي ليونا كايتاني (ت.١٩٣٥) الذي توجه بداية القرن العشرين إلى الديار المصرية، وأمسى محاضرا في ( الجامعة المصرية) التي تأسست سنة ١٩٠٥، وفي هذا الكتاب الكثير من الشطط، والآراء المغالية والمجافية، لمناهج الدرس العلمي التوثيقي النزيه؛ الباحث عن حقائق الحياة والأشياء، لكن هذا المستشرق الذي أُعجِبتُ بعديد أبحاثه التي قرأتها، كان في كتابه هذا الذي قرأه الرصافي مترجَماً إلى اللغة التركية التي يجيدها، قرأ نسخة استعارها من الأستاذ كامل الخيام (الجادرجي) وكان الرصافي يطيب له تلقيب الأستاذ كامل بـ( الخيام) لعربية اللفظ، أقول: كان هذا المستشرق قد جافى الحقائق الجلية في كثير من المواضع، وكأن هدفه المخالفة، لكن هذا ما كان مانعاً الرصافي من أن يشيد بهذا البحث التاريخي الذي كتبه كايتاني، فخلافنا معه في بعض المواطن، لا يسوغ لنا أن نطفف كيله ونبخس شأنه.
كان من المؤمل أن يشتمل الكتاب هذا- وهو من خزانة كتب المرحوم أبي- معلقا على صفحته الأولى ما نصه"..... ومن على شاكلته من المنافقين، أقاموا ضجة حول هذا الكتاب، حتى أنه منع واستجمعت نسخه من الأسواق- المكتبات". أقول: كان من المؤمل أن يشتمل على رسالة رابعة عنوانها (على باب سجن أبي العلاء) يرد فيها الرصافي-كما يقول الكنعاني في مقدمته للكتاب- على بعض أقوال الدكتور طه حسين في كتابه (مع أبي العلاء في سجنه) لكن لم يكتب لها نصيب في النشر مع هذه الرسائل، خضوعا لأزمة الورق الحاضرة، واضعا في الحسبان، ومذكرا أن الكتاب هذا نشر سنة ١٩٤٤، وموجها دور النشر للنظر في إعادة طبع هذا الكتاب الفكري المهم- مهما اختلفنا أو اتفقنا في الكثير مما أورده الرصافي.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الحلقة السابعة لبرنامج على ضفاف المعرفة - لقاء مع الشاعر حسي


.. الفنان أحمد عبد العزيز ينعى صلاح السعدنى .. ويعتذر عن انفعال




.. االموت يغيب الفنان المصري الكبير صلاح السعدني عن عمر ناهز 81


.. بحضور عمرو دياب وعدد من النجوم.. حفل أسطوري لنجل الفنان محمد




.. فنانو مصر يودعون صلاح السعدنى .. وانهيار ابنه