الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كتابات مندلاوية 46/محراب الوفاء

احمد الحمد المندلاوي

2021 / 3 / 23
الثورات والانتفاضات الجماهيرية


# مع لحظات قدسية في محراب الوفاء مع ذكرى ولادة المغوار العباس بن الامام علي "ع".
العظماء تراهم دائماً في القمم ،و يقف التاريخ الانساني مبهوتاً في محراب عظمتهم ، ناظراً الى اعالي السماء و الملكوت الاعلى ،شاكراً الله سبحانه و تعالى على هذه النعم الربانية ،ليتعلم الانسان من عطاياهم دروس التكامل و مناهج الكرامة،في خضم هذا البحر المتلاطم من المفاهيم الرديئة و الآراء الفاسدة ،و من هؤلاء العظماء العباس بن أمير المؤمنين الإمام علي بن ابي طالب ( عليهما السلام) القمة في الولاء ،و الذروة في الوفاء ، و يجمع مصداقية الاثنين معاً في ذلك العطاء السخي مع أخيه الامام الحسين (ع)في واقعة كربلاء الاليمة ، فهو صاحب السبق في سبل المجد الالهي كافة،ونحن في رحاب ولادته الميمونة نبقى لحظات قدسية في محراب وفائه و يم عطائه و مجد ولائه ، وسفر فقاهته وسعة علمه.
نبذة عن حياته الكريمة
هو العباس بن علي بن أبي طالب"ع" وأُمه فاطمة الكلابية "س " المعروفة بأُم البنين ،ورد عن كتاب عمدة الطالب ان أمير المؤمنين علي "ع " قال لاخيه عقيل وكان نسابة عالماً باخبار العرب وانسابهم:
" ابلغني امرأة قد ولدتها الفحولة من العرب لأتزوجها، فقد تلد لي غلاماً فارساً"
فقال له: اين انت من فاطمة بنت حزام بن خالد الكلابية ؟ فانه ليس في العرب أشجع من آبائها ولا أفرس فتزوجها امير المؤمنين "ع " فولدت له وانجبت واول ما ولدت العباس، وبعده اخوته الثلاثة *،ولد العباس "ع " سنة 26 من الهجرة .
املأوا الدنيا طيوبـاً للبشرْ
جاءَنا العبّاسُ يزهو كالقمرْ
ولَكَ البشرى أميرَ المؤمنينْ
بوليدٍ طاهرٍ حـــــــــــــــــرٍّ أمينْ
و يكنى أبا الفضل، ومن أشهر ألقابه السقاء وقمر بني هاشم وبطل الشريعة .
صفاته وشجاعته :
نشأ وترعرع في كنف أبيه الامام علي (ع) وحسبك هذا فقد شب على الايمان والتقوى والوفاء والشجاعة والاحاطة التامة بمكارم الاخلاق، وكان عالما فاضلاً وفقيهاً مطلعاً ،ورد في كتب السيرة انّه كان "ع"رجلاً وسيماً يركب الفرس المطهم ورجلاه تخطان في الارض .
وروي عن الإمام الصادق (ع) انه قال :
وكان عمُّنا العباس بن علي نافذ البصيرة صلب الايمان جاهد مع أبي عبد الله "ع " وأبلى بلاء حسناً ومضى شهيداً.
وكانت له (ع) صفات عالية وأفعال جلية امتاز بها، منها:
انه كان صاحب لواء الحسين "ع " **ومنها: انه لما جن ليل العاشر من المحرم جمع الإمام الحسين (ع) اهله وأصحابه وخطب فيهم وطلب منهم ان يتخذوا الليل جملا ويتفرقوا عنه، فقام اليه العباس (ع) مبتدئاً الاهل والاصحاب قائلاً:
ولم نفعل ذلك؟ لا ارانا الله ذلك ابداً"
ومن مواقفه التاريخية : انه لما نادى شمر بن ذي الجوشن في تلك الليلة: أين بنو اختنا؟ أين العباس واخوته؟ فلم يجبه احد فقال الامام الحسين (ع):
" اجيبوه وان كان فاسقا، فانه بعض أخوالكم"، قال له العباس (ع) " ماذا تريد"؟ فقال : انتم يا بني اختي آمنون فقال له العباس (ع) : " لعنك الله ولعن أمانك ، أتؤمننا وابن رسول الله لا أمان له"؟ وتكلم اخوته بنحو كلامه، ثم رجعوا.
من أنغام البطولة في محراب الوفاء
لما اشتد العطش بالحسين (ع) وأهل بيته وأصحابه أمر أخاه العباس (ع) فسار في عشرين رجلاً يحملون القرب، فحمل العباس (ع) واصحابه على جيش عمر بن سعد فكشفوهم واقبلوا بالماء .و في يوم عاشوراء رأى أثر العطش على الحسين (ع) واهل بيته واصحابه، وسمع عويل النساء والاطفال يشكون العطش وهم محصورون بالاعداء، طلب من أخيه الإمام الحسين (ع) السماح له بالبراز لجلب الماء، وكان آخر من بقي من أنصار الإمام الحسين (ع) واهل بيته، فأذن له الحسين (ع)، فحمل على القوم فاحاطوا به من كل جانب، فقتل وجرح عدداً كبيراً منهم، وكشفهم وهو يقول:
"لا ارهب الموت اذا الموت رقا" الى آخر ارجوزته المعروفة
ووصل (ع) الى ماء الفرات فغرف منه غرفة ليطفئ لظى عطشه، فتذكر عطش الحسين(ع) ورمى الماء وهو يرتجز :
يا نفس من بعد الحسين هوني من بعده لا كنت ان تكوني
هذا الحسين واردُ المنونِ و تشربينَ باردَ المعينِ
تا لله ما هذي فعالُ ديني
فملأ القرية وعاد فحمل على القوم وقتل وجرح عدداً منهم، و قاوم جموعهم بايمان لا يتزعزع لنيل رضى الله سبحانه و تعالى بين يدي سبط الرسول الاعظم"ص" حتى استشهد مردداً أراجيزه المعروفة و المعبرة عن صدق الايمان و قمة الوفاء لامام زمانه أخيه الحسين"ع" الذي قال فيه عند مصرعه الشريف :
" الآن انكسر ظهري، وقلَّت حيلتي "
فمضى ابو الفضل العباس واخوته من امه "ع" شهداء يذبون عن حرم الإمام الحسين "ع" وحرم رسول الله" ص "، ضاربين أروع امثلة الشرف والعزة والكرامة والاباء والمواساة والايثار والوفاء .فدفن (ع) على شاطئ الفرات بكربلاء في محل شهادته، وقبره يزار وله كرمات كثيرة، ويقصده الزائرون من كل أنحاء العالم الاسلامي ويتوسلون الى الله عز وجل به فيقضي حوائجهم.
فسلام عليك يا ابا الفضل العباس ،يا ذروة الوفاء وعلى اخوتك يوم ولدتم، ويوم استشهدتم مظلومين محتسبين، ويوم تبعثون احياء في جنان الخلد والرضوان عند مليك مقتدر. "
* وهم عبد الله وجعفر وعثمان استشهدوا جميعاً في واقعة الطف.
** واللواء هو العلم الاكبر، ولا يحمله الا الشجاع الشريف في المعسكر وفي الاصطلاح الحديث" القائد العام "








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تصريح الأمين العام عقب الاجتماع السابع للجنة المركزية لحزب ا


.. يونس سراج ضيف برنامج -شباب في الواجهة- - حلقة 16 أبريل 2024




.. Support For Zionism - To Your Left: Palestine | الدعم غير ال


.. كلام ستات | أسس نجاح العلاقات بين الزوجين | الثلاثاء 16 أبري




.. عمران خان: زيادة الأغنياء ثراء لمساعدة الفقراء لا تجدي نفعا